خبراء: الحدود الملتهبة والعدوان على غزة والتحديات العالمية دفعت المصريين للمشاركة بقوة في الانتخابات
تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT
تزايدت أعداد الشهداء المدنيين من الأطفال أو النساء أو الشباب أو حتى الشيوخ، إثر مواصلة الاحتلال الإسرائيلى حربه على قطاع غزة، وسط دعوات إسرائيلية لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، الأمر الذى اعتبرته مصر «خطاً أحمر»، وتصفية غير مقبولة للقضية، ما ينذر بتداعيات خطيرة على المنطقة بالكامل. وأكد خبراء أن المصريين وضعوا فى اعتبارهم أثناء الاقتراع فى الانتخابات الرئاسية، اختيار رئيس دولة قادر على التعامل مع كل هذه التحديات بحكمة ورشد، وتغليب مصلحة الوطن على أى مخططات خارجية، والحفاظ على الأمن القومى.
الدكتور رامى عاشور، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة القاهرة، قال إنّ حدود مصر ملتهبة من كافة الجهات، لافتاً إلى أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وما سببته من تدمير، والدعوات بشأن تهجير الشعب الفلسطينى إلى سيناء، تمثل تهديداً للأمن القومى المصرى، وهو ما خلق نوعاً من الوعى لدى المواطنين خاصة أن الحرب بدأت قبل انطلاق الانتخابات الرئاسية المصرية ومستمرة حتى الوقت الحالى.
وأوضح أن الحرب دفعت المواطنين إلى التفكير فى الاختيار بشكل جيد قبل الإدلاء بصوتهم فى الانتخابات الرئاسية واختيار قيادة عسكرية حكيمة نظراً لاضطراب الإقليم واضطراب المناطق الحدودية، خاصة أن مسألة الأمن القومى أهم من تهديدات إسرائيل، الأمر الذى يفرض على رئيس الدولة حماية الجبهة الداخلية من تهديدات الخارج، ونوه أستاذ العلاقات الدولية بأن الأبعاد الأمنية والعسكرية كانت سبباً فى حرص المواطنين على المشاركة فى الانتخابات الرئاسية: «الاضطراب الحاصل فى المنطقة جعل المواطنين يرغبون فى قيادة قادرة على التعامل مع كل هذه التحديات»، لافتاً إلى التحديات الاقتصادية التى تواجهها الدولة المصرية فى الوقت الحالى.
«عبدالمنعم»: كثافة الإقبال استهدفت اختيار رئيس دولة قادر على مواجهة التحدياتوأرجعت سلمى عبدالمنعم، الباحثة بالمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، الإقبال الكبير للمصريين على صناديق الاقتراع على مدار ثلاثة أيام متواصلة، إلى الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، قائلة: «التحديات الإقليمية لها دور فى رفع الوعى بالتحديات التى تواجه الدولة المصرية وعلى رأسها الحرب على قطاع غزة والمخطط الإسرائيلى بالتهجير والقصف العسكرى للمدنيين وإعادة توجيه الضرب فى جنوب قطاع غزة باتجاه سيناء الأمر الذى رفضته مصر شكلاً وموضوعاً واعتبرت سيناء خطاً أحمر للأمن القومى المصرى، إضافة إلى ذلك الحرب الدائرة فى السودان ونزوح الكثير إلى مصر».
ووفقاً لـ«سلمى» أصبح المواطن على وعى كبير بكل هذه التحديات، وأصبح أيضاً يعى كلمة «الأمن القومى» بشكل جيد، وأن الاستقرار وترسيخ الأمن كان هدفاً رئيسياً وضعه الناخبون فى حسبانهم أثناء الذهاب إلى صناديق الاقتراع، مشيرة إلى أن وعى المواطنين المصريين بكل هذه التحديات لم يأت من فراغ، بل جاء نتيجة جهود مضنية بذلتها الدولة المصرية خلال السنوات الماضية فى استراتيجية بناء الإنسان المصرى، حيث عملت الدولة على تأهيل الشباب وتمكينهم سياسياً مثل تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين والأكاديمية الوطنية للتأهيل والتدريب، حيث وصل الشباب إلى مواقع تنفيذية مهمة فى الدولة، وكذلك تمكين المرأة سياسياً واقتصادياً، كل هذه الأمور زادت من وعى الناخبين بأهمية الحفاظ على الدولة وأهمية المشاركة السياسية، ونوهت الباحثة بالمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية بأن الإقبال الكبير على صناديق الاقتراع كان غايته اختيار رئيس دولة قادر على الحفاظ على الدولة المصرية وأمنها القومى وقادر على مواجهة هذه التحديات والتعامل معها بكل حزم.
وفى السياق نفسه، قالت آلاء برانية، الباحثة بالمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، إنّ الحرب على غزة ألقت بظلالها على المشهد السياسى المصرى منذ بدايتها، حيث اصطف الشعب المصرى بأكمله وقوى المعارضة حول القيادة السياسية فى قراراتها حول رفض التهجير القسرى للفلسطينيين، وبدأ المرشحون للانتخابات الرئاسية ترتيب أولويات القضايا المطروحة فى برامجهم الانتخابية مرة أخرى لكى يكون ملف الأمن القومى المصرى هو المتصدر، وبالطبع أدرك المواطن المصرى حينها أن هناك متغيرات إقليمية ودولية خطيرة وتحديات جسيمة تحيط بالدولة المصرية تستلزم مشاركته حفاظاً على مكتسباته والاصطفاف على قلب رجل واحد.
وأضافت «برانية» لـ«الوطن»: «بالطبع انعكس هذا الوعى على الإقبال الكبير خلال أيام الاقتراع الثلاثة والذى تخطى الاستحقاقات الانتخابية السابقة، هذا الأمر ليس بغريب على الشعب المصرى الذى أدرك من قبل أن هناك مؤامرات تكاد تعصف بالدولة المصرية فكان نزوله فى 30 يونيو 2013 والإقبال الواسع على الانتخابات الرئاسية فى 2014»، موضحة أن هناك ملفات شديدة الأهمية تنتظر الرئيس الجديد، وعلى رأسها ملف الأمن القومى ومقدرات الدولة المصرية، ومن ثم القضايا المتعلقة بالاقتصاد وملف حقوق الإنسان والصحة والتعليم، أيضاً ملف تمكين الفئات الأولى بالرعاية فى المجتمع.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية عبد الفتاح السيسي عبد السند يمامة فريد زهران حازم عمر انتخابات الرئاسة 2024 الدولة المصریة هذه التحدیات الأمن القومى على قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
الشاب نوبوا يفوز بانتخابات الإكوادور الرئاسية.. ومنافسته اليسارية تحتج
أعلنت السلطات الانتخابية في الإكوادور فوز الرئيس المنتهية ولايته دانيال نوبوا في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الأحد، متغلبا بفارق كبير على منافسته اليسارية لويزا غونزاليس، في اقتراع كان متوقعا أن تكون نتائجه متقاربة.
وبحسب النتائج غير النهائية والتي تشمل 92% من الأصوات، فإن نوبوا يتقدم بفارق كبير على غونزاليس، بنسبة 56% مقابل 44%، لكن الأخيرة أعلنت أنها "لا تعترف بالنتائج" وطلبت "إعادة فرز الأصوات".
وقال نوبوا للصحافة "هذا الفوز تاريخي، فوز بأكثر من 10 نقاط، فوز بأكثر من مليون صوت لا يدع مجالا للشك في هوية الفائز"، بحسب ما نقلت وكالة "فرانس برس".
وأدلى الناخبون الإكوادوريون الأحد بأصواتهم للاختيار بين الرئيس المنتهية ولايته دانيال نوبوا ومنافسته اليسارية لويزا غونزاليس في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في بلد يواجه تحديات أمنية على صلة بالاتّجار بالمخدرات.
صباحا بالتوقيت المحلي، بدأ الناخبون بالتوجه بأعداد كبيرة إلى مراكز الاقتراع حيث انتشرت قوات أمنية وعسكرية في استحقاق شهد منافسة محتدمة.
وقالت الناخبة إيلينا بيتانكور وهي متقاعدة تبلغ 73 عاما ردا على سؤال لوكالة فرانس برس "في هذه الانتخابات (...) إما نتحرّر وإما نغرق".
وكانت لويزا غونزاليس، المحامية البالغة 47 عاما والسائرة على خطى الرئيس الاشتراكي السابق رافائيل كوريا (2007-2017)، تتطلع إلى أن تصبح أول امرأة تتولى سدة الرئاسة في البلاد.
أما نوبوا البالغ 37 عاما، وهو ابن رجل أعمال ملياردير، فعبّر في وقت سابق عن أمله في الفوز بولاية من أربع سنوات.
وانتهت الجولة الأولى بتقدّم نوبوا على غونزاليس بأقل من 17 ألف صوت.
وفتحت مراكز الاقتراع عند السابعة صباحا بالتوقيت المحلي (12,00 ت غ) أمام الناخبين المسجلين البالغ
عددهم الإجمالي 13,7 مليونا، علما بأن التصويت إلزامي في البلاد.
نظرا إلى موقعها الجغرافي بين كولومبيا والبيرو، أكبر منتجي كوكايين في العالم، ومرافئها الاستراتيجية على المحيط الهادئ، أصبحت الإكوادور مسرحا لمواجهات عنيفة مرتبطة بالاتجار بالمخدرات.
وانتقل معدل جرائم القتل فيها من ست جرائم لكل مئة ألف نسمة في 2018 إلى 38 لكل مئة ألف في 2024 بعد معدل قياسي بلغ 47 في 2023.
ويمر نحو 73 بالمئة من الكوكايين المنتج في العالم عبر الإكوادور على ما جاء في تقرير لوزارة الداخلية استشهد به مكتب الأمم المتحدة المعني بمكافحة المخدرات والجرية.