المفكر السياسي د. عبدالمنعم سعيد: إقبال الشعب على الانتخابات قطع الطريق على أهل الشر.. والأمر لا يحتمل «الحياد» (حوار)
تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT
أكد د. عبدالمنعم سعيد، المفكر السياسى وعضو مجلس الشيوخ، أن مشهد مشاركة المصريين فى الانتخابات الرئاسية مشهد مؤثر وله رسائل دولية، وخاصة مشاركة المرأة وذوى الهمم، فتنوع فئات المشاركة فى الاستحقاقات الدستورية يشير لمدى وعى المواطنين، فالمصريون يدركون جيداً حجم التحديات الراهنة ويدعمون دولتهم بكل ما لديهم.
وقال «سعيد»، خلال حواره مع «الوطن»، إن المشاركة الإيجابية للمواطنين فى الانتخابات الرئاسية رسالة للعالم وأصحاب الأزمات بأن هذا اختيار المواطنين، وخروج المصريين بهذا الشكل فى الانتخابات يبرهن على إدراكهم لحجم التحديات.. وإلى نص الحوار:
بم تفسر إقبال المصريين بهذا الشكل الكبير فى الانتخابات الرئاسية؟
- المشاركة الإيجابية للمواطنين فى الانتخابات الرئاسية رسالة للعالم وأصحاب الأزمات بأن هذا اختيار المواطنين، فكان هناك إقبال كبير على الانتخابات من قبل النساء وكبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة، ومعظمهم من الطبقة المتوسطة، والطبقة الأقل، والناخبون ذهبوا للتصويت لتلبية نداء الوطن، وهذا الإقبال على المشاركة فى الانتخابات أمر مهم ولا يحتمل الوقوف على الحياد، فالشعب لم يتكاسل عن المشاركة فى الانتخابات، حتى لا يعطوا فرصة لمن لا يريد الخير لمصر من أهل الشر.
هل هناك أسباب أخرى تفسر حجم الإقبال؟
- المصريون أثناء الأزمات يتحدون ويتعاونون مع القيادة السياسية، وفى وقت نكسة 1967 خرج الشعب متمسكاً برئيس الدولة فى ذلك الوقت، ولم يكن ذلك ناتجاً عن جهل أو عاطفة ولكنه كان تقديراً للحظة الحرجة وأن العدو على الأبواب والبلد يمر بأزمة تحتم الالتفاف، وكان الخروج إلى الشارع هو الأمر المطلوب، فهذه الانتخابات ليست مجرد اختيار شخصية أو رئيس فقط، وإنما تصويت على المرحلة الماضية بتقييمها وتقديرها والمرحلة القادمة، وتأكيد أننا نصر على وجود مصر كبلد عظيم وقدير، خاصة فى وقت تحيط بمصر أزمات كبيرة، فما نمر به حالياً هو نوع من الحرج والضغط متعدد الأبعاد الذى أنتج شعور المصريين الذى رأيناه بشكل حذر ومترقب تجاه الحالة التى تمر بها المنطقة العربية.
كيف ترى أبعاد المشهد الإقليمى وتأثيره على مصر؟
- تمر المنطقة العربية بتحديات عدة منها الحرب فى قطاع غزة التى تحمل فى داخلها التهديد بعمليات التهجير القسرى إلى سيناء وقد أفلحنا للتو فى القضاء على الإرهاب فيها، ونعمل حالياً على تهيئتها لتتحول إلى درة المحافظات التنموية بعد توسعة قناة السويس والأنفاق الستة التى تأسست لربطها بالدلتا، وجنوباً هناك السودان الذى يمر بحرب أهلية تهدد الكثير من الأمور فى مصر لأنها تقع فى مسار تدفق مياه النيل إلى مصر، ووجود حرب فى هذا البلد يعنى التدافع نحو مصر بحثاً عن الاستقرار والأمان، بالإضافة لوجود جرائم متعددة تتعلق بالجريمة المنظمة، وغرباً هناك ليبيا، وأوضاعها ليست ناضجة بعد، فما زالت منقسمة، والوضع فى سوريا ما زال سيئاً وهناك احتمالات كبرى لتوسع نطاق حرب غزة بدخول لبنان والضفة أيضاً، بجانب تهديدات الحوثيين فى البحر الأحمر.
ما مدى إدراك المصريين لخطورة الوضع الدولى من وجهة نظرك؟
- أبناء هذا الوطن يدركون جيداً حجم التحديات الراهنة التى تستهدف مصر، ويعرفون أن الكثيرين يرغبون فى الاصطياد فى المياه العكرة بسبب استقرار مصر وهدوئها، والأزمة الاقتصادية التى نمر بها حالياً ناتجة عن ظروف وأسباب دولية، ومصر انتهت من بناء مشروعات وأصول عملاقة سيتم استغلالها فى الفترة المقبلة، وخروج المصريين بشكل كبير فى الانتخابات يبرهن على إدراك المصريين لحجم التحديات.
وما تقييمك لما تم خلال السنوات الماضية على مستوى المشروعات الكبرى؟
- الدولة نجحت خلال الفترة السابقة بالدخول إلى تنمية كل شبر فى مصر وفى القلب الصعيد، كذلك إعداد بنية تحتية قوية فى سيناء، كما نجحت الدولة خلال السنوات السابقة فى تحقيق معدل نمو إيجابى، ولم ينخفض هذا المعدل إلى معدل سلبى على الإطلاق، ولكن المشكلة تكمن فى الزيادة السكانية التى تؤدى إلى عدم الشعور بالتنمية قدر الإمكان.
مشاركة المرأة والشباب وذوى الهمملقد ذهبت بالفعل للتصويت ولاحظت مشاركة كبيرة للمرأة المصرية، وكذلك ذوو الهمم والشباب وكبار السن الذين يعرفون تاريخ مصر جيداً، والمرأة المصرية تدرك الظروف الصعبة لأنها تدير منزلها وحياة أسرتها، وها نحن نراها فى غزة تتصدى للتهجير ومحاولات الاحتلال الإسرائيلى للقضاء على شعب بأكمله، فالمرأة بشكل عام تشعر بالقلق تجاه الأزمات وتعرف كيف تستغل الظروف من أجل مجتمع أفضل، وهو ما يحدث فى مصر.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية عبد الفتاح السيسي عبد السند يمامة فريد زهران حازم عمر انتخابات الرئاسة 2024 فى الانتخابات الرئاسیة
إقرأ أيضاً:
الشيخ قاسم: تفاوضنا تحت سقف حفظ سيادة لبنان ووقف العدوان.. والأمر مرتبط برد “إسرائيل” وجدية نتنياهو
الثورة نت/..
قال الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، في كلمة له، اليوم الأربعاء، أن “نجاح المفاوضات مرتبط بالرد الإسرائيلي وبالجدية عند نتنياهو”، مؤكداً أن التفاوض من الجانب اللبناني حصل “تحت سقفين” الأول وقف العدوان بشكل كامل وشامل والثاني حفظ السيادة اللبنانية”.
وتناول الأمين العام لحزب الله الوثيقة الأميركية التي نقلها الموفد الرئاسي الأميركي، عاموس هوكستين، إلى رئيسي مجلس النواب والحكومة، نبيه بري، ونجيب ميقاتي، وقال: “استلمنا الورقة التي تبحث في المفاوضات ودرسناها وأبدينا ملاحظاتنا عليها”.
وتابع الشيخ نعيم قاسم: “نجاح المفاوضات مرتبط بالرد الإسرائيلي وبالجدية عند نتنياهو ونؤكد أن تفاوضنا تحت سقفين الأول وقف العدوان بشكل كامل وشامل والثاني حفظ السيادة اللبنانية”.
وأشار إلى أنّ “الاحتلال توقّع أنه يمكن أن يأخذ في الاتفاق ما لم يأخذه في الميدان”، مشدداً على أنّ “هذا أمر غير ممكن”، ولافتاً إلى أنه “تفاوضنا ليس تحت النار لأنّ إسرائيل هي نفسها أيضاً تحت النار”.
وكشف الشيخ نعيم قائلاً: “نحن نعمل وفق مسارين الميدان والمفاوضات”، مؤكّداً: “لا نعلّق الميدان بانتظار المفاوضات”، ومشيراً إلى أنه “خيّرونا بين السلّة والذلّة.. وهيهات منّا الذلّة”.
وأكّد الأمين العام لحزب الله “سنبقى في الميدان ونقاتل مهما ارتفعت الكلفة”، و”سنجعل الكلفة عليه مرتفعة ونرد اعتداءه ونحن في موقع الدفاع”.
وتوجّه الشيخ قاسم للنازحين اللبنانيين قائلاً: “نحن نقدّر تضحياتكم، ونحن نقوم بواجبنا وما نستطيع القيام به وندعوكم للصبر”، مطمئناً إيهم: “لم نغير ولم نبدل في مواقفنا الوطنية الشريفة المقاومة”.
كما قال “نؤمن بتكاتف الجيش والشعب والمقاومة”، و”سنبني معاً بالتعاون مع الدولة وكل الشرفاء فور وقف العدوان”.
وفيما رأى أنه عندما تكون العاصمة تحت ضربات العدو الإسرائيلي “فالرد يجب أن يكون وسط تل أبيب”، مشدداً على أنّ “على العدو أن يفهم أنّ الأمور ليست متروكة عندما يعتدي على العاصمة بيروت”.
وأكّد أيضاً أنه: “لا يمكن أن نترك العاصمة بيروت تحت ضربات العدو الإسرائيلي، إلّا وأن يدفع العدو الثمن في وسط تل أبيب”.
وقال الشيخ قاسم “اليوم حديثي سيكون بشأن عدّة موضوعات لها علاقه بساحتنا وبوضعنا”ـ، مشدداً على أنه “نحن واجهنا في لبنان معركتين في مرحلتين”.
وذكر الشيخ قاسم أن “المرحلة الأولى، معركة إسناد غزة لمده 11 شهراً، غزة الصامدة، غزة الجريحة، غزة التي أعطت الشهداء، حرصنا أن نكون في عملنا وجهادنا بمستوى أن نُقدّم ما نستطيع لغزة ونصرة فلسطين آخذين بعين الاعتبار الظروف اللبنانية وأيضًا ما ينفع غزة في العمل، والحمد لله أدّينا مهمة كبيرة”.
وتابع الشيخ قاسم: “يشرّفنا أن نكون من القلّة في دعم غزة مع العراق واليمن وإيران بينما العالم كلّه يتفرج”.
وأشار الشيخ قاسم إلى أن “المعركة الثانية بدأت إرهاصاتها منذ شهرين، في 17 أيلول/سبتمبر مع موضوع تفجير البيجر، وهذه المعركة سمّيناها معركة أولي البأس وهي لصد العدوان الإسرائيلي الشامل على لبنان”.