أكد د. عبدالمنعم سعيد، المفكر السياسى وعضو مجلس الشيوخ، أن مشهد مشاركة المصريين فى الانتخابات الرئاسية مشهد مؤثر وله رسائل دولية، وخاصة مشاركة المرأة وذوى الهمم، فتنوع فئات المشاركة فى الاستحقاقات الدستورية يشير لمدى وعى المواطنين، فالمصريون يدركون جيداً حجم التحديات الراهنة ويدعمون دولتهم بكل ما لديهم.

وقال «سعيد»، خلال حواره مع «الوطن»، إن المشاركة الإيجابية للمواطنين فى الانتخابات الرئاسية رسالة للعالم وأصحاب الأزمات بأن هذا اختيار المواطنين، وخروج المصريين بهذا الشكل فى الانتخابات يبرهن على إدراكهم لحجم التحديات.. وإلى نص الحوار:

بم تفسر إقبال المصريين بهذا الشكل الكبير فى الانتخابات الرئاسية؟

- المشاركة الإيجابية للمواطنين فى الانتخابات الرئاسية رسالة للعالم وأصحاب الأزمات بأن هذا اختيار المواطنين، فكان هناك إقبال كبير على الانتخابات من قبل النساء وكبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة، ومعظمهم من الطبقة المتوسطة، والطبقة الأقل، والناخبون ذهبوا للتصويت لتلبية نداء الوطن، وهذا الإقبال على المشاركة فى الانتخابات أمر مهم ولا يحتمل الوقوف على الحياد، فالشعب لم يتكاسل عن المشاركة فى الانتخابات، حتى لا يعطوا فرصة لمن لا يريد الخير لمصر من أهل الشر.

هل هناك أسباب أخرى تفسر حجم الإقبال؟

- المصريون أثناء الأزمات يتحدون ويتعاونون مع القيادة السياسية، وفى وقت نكسة 1967 خرج الشعب متمسكاً برئيس الدولة فى ذلك الوقت، ولم يكن ذلك ناتجاً عن جهل أو عاطفة ولكنه كان تقديراً للحظة الحرجة وأن العدو على الأبواب والبلد يمر بأزمة تحتم الالتفاف، وكان الخروج إلى الشارع هو الأمر المطلوب، فهذه الانتخابات ليست مجرد اختيار شخصية أو رئيس فقط، وإنما تصويت على المرحلة الماضية بتقييمها وتقديرها والمرحلة القادمة، وتأكيد أننا نصر على وجود مصر كبلد عظيم وقدير، خاصة فى وقت تحيط بمصر أزمات كبيرة، فما نمر به حالياً هو نوع من الحرج والضغط متعدد الأبعاد الذى أنتج شعور المصريين الذى رأيناه بشكل حذر ومترقب تجاه الحالة التى تمر بها المنطقة العربية.

كيف ترى أبعاد المشهد الإقليمى وتأثيره على مصر؟

- تمر المنطقة العربية بتحديات عدة منها الحرب فى قطاع غزة التى تحمل فى داخلها التهديد بعمليات التهجير القسرى إلى سيناء وقد أفلحنا للتو فى القضاء على الإرهاب فيها، ونعمل حالياً على تهيئتها لتتحول إلى درة المحافظات التنموية بعد توسعة قناة السويس والأنفاق الستة التى تأسست لربطها بالدلتا، وجنوباً هناك السودان الذى يمر بحرب أهلية تهدد الكثير من الأمور فى مصر لأنها تقع فى مسار تدفق مياه النيل إلى مصر، ووجود حرب فى هذا البلد يعنى التدافع نحو مصر بحثاً عن الاستقرار والأمان، بالإضافة لوجود جرائم متعددة تتعلق بالجريمة المنظمة، وغرباً هناك ليبيا، وأوضاعها ليست ناضجة بعد، فما زالت منقسمة، والوضع فى سوريا ما زال سيئاً وهناك احتمالات كبرى لتوسع نطاق حرب غزة بدخول لبنان والضفة أيضاً، بجانب تهديدات الحوثيين فى البحر الأحمر.

ما مدى إدراك المصريين لخطورة الوضع الدولى من وجهة نظرك؟

- أبناء هذا الوطن يدركون جيداً حجم التحديات الراهنة التى تستهدف مصر، ويعرفون أن الكثيرين يرغبون فى الاصطياد فى المياه العكرة بسبب استقرار مصر وهدوئها، والأزمة الاقتصادية التى نمر بها حالياً ناتجة عن ظروف وأسباب دولية، ومصر انتهت من بناء مشروعات وأصول عملاقة سيتم استغلالها فى الفترة المقبلة، وخروج المصريين بشكل كبير فى الانتخابات يبرهن على إدراك المصريين لحجم التحديات.

وما تقييمك لما تم خلال السنوات الماضية على مستوى المشروعات الكبرى؟

- الدولة نجحت خلال الفترة السابقة بالدخول إلى تنمية كل شبر فى مصر وفى القلب الصعيد، كذلك إعداد بنية تحتية قوية فى سيناء، كما نجحت الدولة خلال السنوات السابقة فى تحقيق معدل نمو إيجابى، ولم ينخفض هذا المعدل إلى معدل سلبى على الإطلاق، ولكن المشكلة تكمن فى الزيادة السكانية التى تؤدى إلى عدم الشعور بالتنمية قدر الإمكان. 

مشاركة المرأة والشباب وذوى الهمم

لقد ذهبت بالفعل للتصويت ولاحظت مشاركة كبيرة للمرأة المصرية، وكذلك ذوو الهمم والشباب وكبار السن الذين يعرفون تاريخ مصر جيداً، والمرأة المصرية تدرك الظروف الصعبة لأنها تدير منزلها وحياة أسرتها، وها نحن نراها فى غزة تتصدى للتهجير ومحاولات الاحتلال الإسرائيلى للقضاء على شعب بأكمله، فالمرأة بشكل عام تشعر بالقلق تجاه الأزمات وتعرف كيف تستغل الظروف من أجل مجتمع أفضل، وهو ما يحدث فى مصر.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية عبد الفتاح السيسي عبد السند يمامة فريد زهران حازم عمر انتخابات الرئاسة 2024 فى الانتخابات الرئاسیة

إقرأ أيضاً:

هزيمة حزب الشعب الذي يقوده المستشار النمساوي

اعترف كارل نيهامر، المستشار النمساوي، بهزيمة "حزب الشعب" الذي يقوده في الانتخابات التشريعية، وفقًا لـ"روسيا اليوم".

غدًا.. الانتخابات البرلمانية فى النمسا والمرشحة المصرية تختم جولاتها وزير خارجية النمسا يؤكد تضامن بلاده المستمر مع أوكرانيا


وقال نيهامر في كلمة أمام أنصاره، يوم الأحد "لم نتمكن من الفوز بالمركز الأول، ولكن لا يجب على أحد أن يلقي اللوم على نفسه".
وأعرب نيهامر عن الأمل في الحفاظ على زعامة الحزب رغم الهزيمة في الانتخابات.
وحسب المعلومات الأولية، يتقدم في الانتخابات التشريعية النمساوية "حزب الحرية" اليميني المعروف بمواقفه المعارضة للمهاجرين وانتقاداته لسياسات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وللعقوبات ضد روسيا.
وبحصوله على 29.2% من أصوات الناخبين، سيفوز "حزب الحرية" بـ 57 مقعدا في البرلمان، ما يعتبر رقما قياسيا بالنسبة للحزب الذي لم يحل في المركز الأول في الانتخابات التشريعية أبدا.

وحل "حزب الشعب" الذي يقوده كارل نيهامر في المرتبة الثانية بحصوله على 26.3% من الأصوات.

مقالات مشابهة

  • الخيميائى وطاقة الشر (الأخيرة)
  • رئيس «الثروة الحيوانية» الأسبق: استهلاك المواطن من الألبان لا يزيد على 25 كيلو سنويا (حوار)
  • «مراكز تجميع وتبريد الألبان المطورة».. الطريق لمنتجات صحية وآمنة دون مواد حافظة
  • هزيمة حزب الشعب الذي يقوده المستشار النمساوي
  • حزب الجيل: التلاحم الوطني سر صمود مصر في مواجهة التحديات
  • السياسي الأعلى بصنعاء: القوات اليمنية قادرة على تأديب الكيان الإسرائيلي المجرم
  • المجلس السياسي الأعلى: العدوان الإسرائيلي على الحديدة لن يمر دون رد
  • السياسي الاعلى: العدوان على الحديدة لن يمر دون رد
  • المجلس السياسي الأعلى يدين العدوان الإسرائيلي على الحديدة ويؤكد أنه لن يمر دون رد
  • رفضه سعيد مرشحا وباركه رئيسا.. مجلس نواب تونس يقر تنقيح القانون الانتخابي