بتجرد:
2025-03-14@20:21:40 GMT

رايان أونيل يرحل تاركا أروع ‘قصة حُب’ عرفتها السينما

تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT

رايان أونيل يرحل تاركا أروع ‘قصة حُب’ عرفتها السينما

متابعة بتجــرد: رَحَل عن عالمنا الجمعة عَن عُمر ناهز الـ82 عاماً، تاركاً فراغاً كبيراً لدى مُحِبّيه، الممثل الأميركي رايان أونيل، بطل فيلم “قصة حب” الرومانسي الأسطوري، الذي حقق أرباحاً بلغت 60 ضعف ميزانيته، والذي أنتجَته بارامونت، وعُرِض في الولايات المتحدة لأول مرة في16 ديسمبر/كانون الاول 1970. عَرَفته وشاهدته أجيال عديدة، ولا يزال وسيَبقى إيقونة لقُصص الحُب التي يعيشها العُشّاق بمَشارق الأرض ومغاربها.

آلاف الأطفال حول العالم أطلِقَت عليهم إسماء شخصياته الرئيسية جيني وأوليفر! وملايين العُشّاق إستمَعوا لموسيقاه في ذروة هيامهم بمَن يُحِبّون، وإستلهموا مشاهِده في لحظات غَزَلهم، كاللعب بالثلج والقُبلات تحت المطر والزفاف في سيارة كلاسيكية.

بدأ أونيل حياته كملاكم هاوي، ثم جائته الفرصة عام 1970 ليُحقق إنجاز عُمره في فيلم “قصة حُب” مع آلي ماغرو. بعدها بعامين ظَهَر إلى جانب باربرا سترايسند في فيلم “ماذا يا دكتور” للمخرج بوغدانوفيتش. عام1973 ظَهَر في فيلم بوغدانوفيتش الثاني “القمر الورقي” وتم ترشيحه لجائزة غولدن غلوب. تلتها مشاركته لماريسا بيرينسون بطولة فيلم “باري ليندون “، الذي كتبه وأنتجه وأخرجه ستانلي كوبريك. لكن يبقى “قصة حُب” العلامة الفارقة الأهَم والأبرَز في حياته.

“قصة حُب” ليس عنواناً فقط، بل حَبكة مُتكاملة تُبقيك مَشدوداً لأكثر مِن ساعة ونصف. يَنحَدر الشاب أوليفر باريت (ريان أونيل) من طبقة نبلاء أثرياء في الساحل الشرقي الأميركي، ويُخاطب والده بـ”سيدي”. أما جينيفر كافاليري (آلي ماغرو) فهي فتاة مِن أصول إيطالية مِن الطبقة العاملة، والدها الذي تسميه بإسمه الأول “فيل” هو صاحب محل مُعجنات وفَطائر. كانت جيني فقيرة مادياً، ولكنها كانت غنية بصِدق مشاعرها تجاه أوليفر، وهو ما أعجبه فيها، وجعَله يتعَلق بها، ويُقرّر الزواج منها، رَغم إعتراض والده، الذي يقطع عَنه دَعمه المالي. لكن سَعادتهم لا تدوم طويلاً، فعندما بدأت مِهنة أوليفر الواعِدة كمُحام، صُدِموا بإصابة جيني بالسرطان، وبأنها ستموت في غضون أسابيع قليلة. لذلك فإن قصة حُب الفيلم ليست من الخيال، بل من الحياة اليومية، فهو يُظهر مُعاناة الأزواج الشباب في بداية حياتهم، حينما يكون دَخلهم ضعيفاً، وعليهم تغطية نفقاتهم دون مُنحة دراسية أو عائلة ثرية، وكيف أن الكفاح اليومي من أجل العيش كان يتطلب منهم تضحيات، كأن يَضطر أحَدهم أو الإثنان للعمل لتمويل دراستهم، وهو نموذج كان منتشراً بين الأزواج الشباب في ذلك الوقت.

هذا هو أحد أسباب نجاح “قصة حُب”، فقد أحبه الملايين لأنهم تعرفوا على أنفسهم في مَحطات الحياة التي عاشاها جيني وأوليفر، فيما إهتمت الدراما بالباقي. النهاية غير العادلة للفيلم، عَكَسَت مشاعر ملايين الشباب عام 1970، الذين تحطّمت أحلامهم بعالم أفضل بعد سلسلة أحداث شهدها هذا العالم. منها على سبيل المثال لا الحصر حرب فيتنام. فحينها بدا العالم بعيداً عن السلام والحب أكثر من أي وقت مضى، وتوصل الكثيرون الى قناعة أن الحياة غير عادلة، ولم يكن هناك غير الشفقة على الذات. في هذا المزاج تحديداً إستحوَذ “قصة حُب” على قلب جمهوره، لأنه جاء لهم كمتنفس صِحّي للتخلص من الألم. وأين يُمكن لهذا أن يحدث أفضل من السينما؟ فمثلما حَزن أوليفر على وفاة جيني بفعل السرطان في نهاية الفيلم، حَزن المشاهدون على أحلامهم التي ماتت بفعل أمراض واقعهم. الرسالة التي أراد المخرج آرثر هيلر إيصالها مِن خلال الفيلم، عبر رؤيته السينمائية لرواية أريك سيغال، كانت وقتها في غاية الأهمية، رسالة تتناول حُب عميق واقعي في زمن إضطرابات سياسية وصَخب مُجتمعي (حرب فيتنام والهيبز)، كانت السينما الأميركية مُنشغلة حينها بإثارة مَواضيعها.

لقطات وزوايا تصوير رائعة وذكية، سيناريو عَميق مليء بروح الدعابة، يَصل ذروته في عبارة “الحُب هو أن لا تضطر إلى قول إنك آسف”. التي تقولها جيني لأوليفر حين يعتذر لها، بعد أن تتّصِل بوالده وتطلب منه التحدث معه، وهو يَرفض ويَصرخ في وجهها، فتخرج ليلحق بها باحثاً عنها في كل أرجاء المدينة، في واحد من أروع مشاهد الفيلم مَصحوباً بخلفية موسيقى تصويرية رائعة، مَبنية على توزيع أوركسترالي لثيما الفيلم الخالدة. وهي نفس الجملة التي يكرّرها أوليفر لوالده في لقطة النهاية، حينما يُعبر له عن أسفه لرحيلها. ثم كرّرَتها الأسطورة بربرا سترايسند في الفيلم الذي جمعها بأونيل عام 1972. كانت أجواء وديكورات الفيلم بسيطة، إذ تم إنتاجه بميزانية متواضعة، مليونان، مقارنة بأكثر الأفلام التي أنتِجت في زمانه، لكنها لم تحقق أرباحه ولم تُخلد قصصها كما فعل. أجواء نيويورك التي يعرضها الفيلم روتينية، وليسَت دعائية من النوع الذي يدعوك للذهاب إليها، حتى جامعة هارفَرد المَهيبة التي تمثل أحد مواقع قصة الفيلم الأساسية يلفّها الحُزن، إلى جانب مناظر طبيعية شتوية رمادية، مَشوبة بحزن خفي يُنذر بالمَجهول، لا تُشِعر المُشاهد بأي إبتهاج حقيقي، حتى لو كان العشقان يتدحرجان بسعادة في الثلج. فالقصة واقعية بمَعنى الكلمة عَن شاب مِن عائلة ثرية يقع في حب فتاة من عائلة بسيطة. يقول إريك سيغال مؤلف الرواية وكاتب سيناريو الفيلم، أنه إستلهم شخصية البطل أوليفر من بعض الطلاب الذين إلتقاهم في هارفرد، كتومي لي جونز الذي لعب دوراً مساعداً في الفيلم، وبات بعدها من أساطين هوليوود. أو آل غور، الذي أصبح فيما بعد نائباً للرئيس الأميركي، والذي صَرّحت زوجته تيبر مرة بأنها رأت نفسها في بطلة الرواية جيني.

كان للمُمَثلَين الرئيسيين، رايان أونيل وآلي ماغرو، دوراً أساسياً في نجاح الفيلم، بفضل تألقهما وتلقائيتهما بأداء أدوارها. لا يُهم ما إذا كان يَهيم بها حُبّاً أثناء عَزفها للموسيقى، أو أنها تغازله أثناء التزلج، فهنالك دائماً شغف كبير بينهما، وشَوق غامِر يجمعهما، ولا يمكن إغفال فيض الحب التي ينهمر مِن أعينهما. كلاهما رُشِّح بحَق لجائزة الأوسكار، لكنهما للأسف لم ينالاها، وكانت هذه على ما يبدو أخر فرصة لهما لنيل الجائزة، بعد أن بدأ نَجماهُما بالخفوت بعد الفيلم، ليس لضُعف أدائمها أو تراجع موهِبتهما، بل بسَبب ظاهرة عاشَها الكثير من المُمثلين الناجحين بعد أدائهم أدوار خالدة في أفلام ناجحة، تبقى مَرجعاً للجمهور والنقاد والمُنتجين والمُخرجين الذين يقارنوهم بها دائماً. فبعد الأفلام والأدوار الناجحة يبدأ المُنتجون والمُخرجون بالتوجّس من التعامل معهم خوفاً من أن يرفعوا سَقف أجورهم، ويأخذ الجمهور بمقارنتهم بما عَلق بذهنه من صورة لهم، ويبدأ النقاد بمقارنة أدائهم اللاحق بأدائهم السابق. فمِن المدهش أن نظرة على فيلموغرافيا ماغرو تكشف بالكاد ست أفلام أخرى لها بعد “قصة حُب”. كما لم يتمكن أونيل من النجاح بعده سوى في محطات محدودة من مَسيرته السينمائية، مثل فيلم “ماذا يا دكتور” عام 1972 بجانب باربرا سترايسند، وحَتى فيلم “قصة أوليفر” الذي إعتُبِرَ بمثابة جزء ثاني لـ”قصة حُب” وبُنيَ على رواية بنفس الإسم ألفها سيغال كتتمة لروايته الأولى، والذي قام أونيل ببطولته، لم يكن له بريق سِلَفه، رغم جماليته وواقعية قصته، التي جائت لتؤكد أن جيني هي حُب أوليفر الوحيد، ولا يمكن لأي إمرأة أخرى أن تحل محلها وتشغل مكانها في قلبه الذي لم يتوقف عن حُبها والحُزن على رحيلها. عام 2015 قام النَجمان بجولة في الولايات المتحدة، قدّما خلالها مسرحية “رسائل حُب”، إستعادا فيها تجربة عملهما الفريدة في “قصة حُب”.

طبعاً كان الفيلم لينقصه الكثير، بدون جملته الموسيقية الأسطورية، التي باتت أيقونة موسيقة عالمية للحُب، أبدَعتها مُخيّلة الموسيقار فرانسيس لاي، والتي تتكرر على طول الفيلم بتوزيعات مختلفة تتناسَب مع أجواء مشاهده، حتى باتت جُزئاً لا يتجزأ من روحه، وسَبباً أساسياً من أسباب خلوده، فإستحقت لذلك أوسكار أفضل موسيقى لعام 1971، مِن بين سبعة ترشيحات (أفضل صورة، أفضل ممثل مساعد، أفضل ممثلة، أفضل ممثل، أفضل مخرج وأفضل سيناريو)، وهو ما رآه الكثيرون ظُلماً لعَمل سينمائي كان يستحق أكثر من ذلك بكثير، وظلماً لتأريخ السينما عموماً. خصوصاً إذا علِمنا بأن معهد الفيلم الأميركي قد صّنّف “قصة حُب” كأحد أفضل10 أفلام رومانسية في تأريخ السينما على الإطلاق! لكن بعد 50 عاماً من عرض الفيلم، تم تخليد ماغرو وأونيل بنجمَتان على مَمشى مشاهير هوليوود.

لم يكن “قصة حُب” قريباً من الواقع في أحداثه فقط، بل وأيضاً في نهايته، التي ربما أراد لها مؤلفها أن تكون تراجيدية. فكما فَقَد أوليفر حبيبته جيني ورَحَلت عَنه في الفيلم بسبب السرطان، فَقَد أونيل حبيبته النجمة الراحلة فرح فاوست ورَحَلت عَنه في الواقع بسبب السرطان، ورحل هو عَنّا قبل أيام بعد صراع مع سرطان الدم الذي أصيب به عام 2001، وسرطان البروستاتا الذي أصيب به عام 2012، فهذه هي سُنّة الحياة، وهكذا هي عادة نهاياتها! كان ولده باتريك أول من أعلن خَبَر وفاته، وعلق قائلاً “كإنسان، كان والدي كريماً، وأطرَف شخص في المكان والأكثر وسامة، لكن أيضاً الأكثر سِحراً. كان يُحِب أن يجعل الناس يضحكون، لا يهم الموقف، إذا كانت هناك مُزحة مُمكِنة يُلقيها. لقد أراد حقاً أن نضحك، وقد ضحكنا جميعا في كل مرة”. كما نَعاه زملاءه، مثل آلي ماغرو وباربرا سترايسند وميا فارو ووليم شاتنَر. فقد وَصَفت ماغرو تعاونهما بـ”أحد أعظم التجارب في مسيرتي السينمائية”، وأضافت “لقد كان مُمثلاً موهوباً ساحِراً ومَرِحاً أيضاً”. وكتبت باربرا سترايسند “كان خبر وفاته حزيناً جداً”، وعلّقت في إنستغرام حول صورة مشتركة لهما “كان ساحِراً ومُضحكاً وسَيبقى في الأذهان”. كما كتب ويليام شاتنر على تويتر “تعازي لعائلة رايان. كان مُمثل مَوهوب وصَديق رائع”. أما ميا فارو، فنَشَرت على إنستِغرام حول عدد مِن الصورالمشتركة بينهما “أرقد بسَلام عزيزي رايان”.

main 2023-12-13 Bitajarod

المصدر: بتجرد

كلمات دلالية: قصة ح ب

إقرأ أيضاً:

والدي الذي لم يلدني.. او قصة حياتي..

محمد لطيف

كنت أسأل نفسي دوما إن لم يقرر هو إصطحابي في ذلك العام المبكر من سني حياتي من تلك القرية الواقعة على بعد نحو عشرة كيلومترات الى الشمال الشرقي من مدينة دنقلا على حواف حوض السليم ومن أسرة متواضعة الحال .. الى مدينة عطبرة حيث البيت الكبير والحياة العريضة والآمال الكبيرة ايضا .. كيف كان يكون حالي اليوم ..؟ الشاهد أنني وبفضل والدي الذي لم يلدني الشيخ محمد سعيد محمود عليه رحمة من الله ورضوانه ..وجدت نفسي في البيت الكبير حيث الجد والحبوبة والخالات والأخوال حتى قبل أن ابلغ سن التعليم .. فقضيت شهورا قاربت العام مدللا مرفها حتى حسبت أن الحياة إن هي إلا لعب ولهو !!

ثم حدث الإنقلاب الهائل وتغير كل شيء .. فما أن بدأت اليوم الأول من سلمي التعليمي في مدرسة خليوة الأولية حيث البيت الكبير .. حتى ظننت أن شروط أن تعيش في هذه الدنيا هي الصلاة والمذاكرة ..كان الأمر بالنسبة لوالدي الذي لم يلدني مقدسا لا يقبل المساومة ولا يحتمل التأجيل ..والمصيبة أنني كنت كسولا في الإثنين ..مما جعلني في موضع المراقبة الدئمة والملاحقة المستمرة من جانبه ..وكنت أظن .. وكم من ظنون هي آثام .. أنه يرهقني بما يفعل .. حتى إذا بلغت أشدي واصبحت في موقع المربي من أبنائي .. أدركت أنني كم ارهقت الرجل بل كم عذبته جراء كسلي وغبائي ذاك .. غفر الله لي و أجزل له العطاء.

كان بر والدي الذي لم يلدني بوالديه عجيبا موحيا مثيرا مما تسير به الركبان .. فطوال حياتي في البيت الكبير لآ اذكر أنه ذهب الى فراشه ليلة واحدة قبل أن يمر على فراش والدته .. جدتنا الراحلة مريم فضل حربة عليها الرحمة .. مطمئنا عليها .. ولا اذكر أنه خرج الى صلاة الصبح قبل أن يمر عليها وهي في مصلاتها تستعد للصلاة .. بل لا اذكر قط أنه عاد يوما من خارج البيت إلا وبدأ تحيته بها .. أما بره بوالده .. جدنا الراحل سعيد محمود عليه الرحمة .. الذي كان أحد كبار خلفاء الختمية ..مما حتم أن يكون البيت الكبير محل إنعقاد الليلية الختمية الشهيرة كل أحد وخميس ..وفي كل ذلك كان والدي الذي لم يلدني ..وهو الإسلامي الملتزم تنظيميا وسياسيا .. هو القائم على ترتيبات تلك الجلسات .. وبينما كنا نحن الصغار نؤدي ادوارنا مجبرين ممتعضين .. كان هو يتابع كل صغيرة وكبيرة بمنتهى الحماس والحفاوة بدءا من التنظيم والتمويل والترحيب .. وحتى المشاركة في قراءة المولد والحرص على قراءة بعض المدائح التى كان يحبها جدي عليه الرحمة ..ولم يكن يفعل كل ذلك إلا برا بوالده كما قال لي لاحقا .. !

وعلى ذكر إلتزامه التظيمي أذكر أمرين .. الأول أنني لم اسمعه يوما محتدا في نقاش أو منخرطا في جدال أو مسيئا لأحد أو رافعا صوته بـ (تكبيرة الجهاد) ضد آخر.. والذين عاصروه حتى في مواقع الخلاف يشهدون له بذلك ..ولعل تجربته في قيادة نقابة عمال السكة الحديد قد أثبتت تجرده ومهنيته و حياده تجاه الجميع .. قال لي مرة ( لكل حزبه والنقابة للجميع ) إندهشت حقيقة لإستخدامه العبارة وقلت له مداعبا .. يا حاج والله إنت ما بتشبه الجماعة ديل .. رد ضاحكا ( بطل لولوة يا هم بيشبهوني كويسين زيي أو أنا بشبهم كعب زيهم ابقى على واحد ) ولأنه لم يكن بوسعي أن اظلم نفسي واقول إنهم (كويسين) أو اظلمه وأقول إنه (كعب) انسحبت بهدوء.!!

أما المسألة الأهم علئ ذكر إسلاميته هذه فهي ورغم أنني عشت في كنفه بالمعنى الحرفي لهذه الكلمة من إنفاق و تربية ورعاية وتوجيه وإشراف .. إلا أنني لا اذكر مرة واحدة طلب مني فيها بأي شكل من اشكال الإلتزام بما يؤمن به .. حتى عندما بدأت خوض غمار السياسة .. بوعي مستقل من وجهة نظري .. يساري من وجهة نظره .. لم يزد على أن يقول لي .. بس ما تخلي الصلاة .. له الرحمة والمغفرة .

ولكنه كان يعرف كيف يدير حواراته بما يقنع و يفحم و يضحك ايضا ..نزلنا ضيوفا عليه ذات عام رفقة بعض أصدقائي وقد تزامنت زيارتنا تلك مع احداث رابعة العدوية وكنا سعداء بـ ( بل وجغم) الإسلاميين ..(اليست هذه لغتهم ؟!) وكان هو غاضبا جدا بالطبع يصب جامه على مصر .. فقال له أحد الأصدقاء ياحاج مصر دي مذكورة في القرءان !! فضحكنا و نحن نستبطن أننا قد رددنا عليه بلغته ..ولم ندرك أن صديقنا الذي صفقنا له قد مد له حبلا ليشنقنا به .. إذ جاء رده سريعا ومباغتا على حكاية ذكر مصر في القرءان إذ قال ( أيه يعني هو إنت قايل اي حاجة مذكورة في القرءان كويسة ؟ ما هو قوم لوط مذكورين في القرءان !!) .. فغرقنا في موجة من الضحك لا لطرافة الرد فحسب .. بل لأننا لم نكن نملك ما نرد به عليه ..!

وأخيرا .. إن كانت لهذه الحرب من حسنة واحدة لي ولأسرتي فهي أنها قد منحتنا فرصة أن نقضي معه ثلاثة اشهر متواصلة .. قلت له أنا طلعت منك واحد ورجعت ليك بخمسة ..كان رده (والله أنا مبسوط من الحرب الرجعتكم لي ).. ثم استدرك ضاحكا ( بس اوعى تمشي تكتب محمد سعيد داير الحرب اصلكم بتلفحوا الكلام )..

وأشهد الله وأشهدكم أنني طوال وجودي معه لم اسمعه يوما داعما للحرب أو مؤيدا لها أو مبررا لها ..وكيف يكون كذلك وهو الذي لم يكن يوما متشددا أو عنيفا أو مؤجج فتنة أو مشعل نار ..؟ بل كان هو ما يقابل كل ذلك محضر خير وداعية سلام و منشد وفاق .. رحم الله خالي الشيخ محمد سعيد محمود والدي الذي لم يلدني ورحم الله والداي إذ منحاني فرصة الإنتقال الى كنفه لأكون ما أنا عليه .. فإن أسأت فلي وإن أحسنت فله الأجر .

الوسوممحمد لطيف

مقالات مشابهة

  • عمرو سلامة يثير الجدل بسبب إسماعيل يس.. الأسوأ في تاريخ السينما المصرية
  • السوداني يعلن قتل الإرهابي عبد الله مكي الذي يشغل منصب والي العراق وسوريا
  • الشيخ كمال الخطيب يكتب .. أنا السجّان الذي عذّبك
  • العاشر من رمضان.. النصر الذي هزم المستحيل
  • الإمارات تدين الهجوم الإرهابي الذي استهدف قطارا جنوب غرب باكستان
  • 800 مليون درهم إيرادات السينما بالإمارات في 2024
  • تريند زمان.. 11 سنة على مقتل خواجة السينما المصرية يوسف العسال والفاعل مجهول
  • أين تنشأ عملات البيتكوين؟ السر الذي لم يُكشف بعد
  • والدي الذي لم يلدني.. او قصة حياتي..
  • ما هو العمل الذي ندم على تقديمه؟.. الفنان أحمد التهامي يوضح