جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-03@09:58:33 GMT

لعبة الأمم (2)

تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT

لعبة الأمم (2)

 

محمد بن حمد المسروري

ما زلنا نناقش لعبة الأمم- في نسختها الثانية- على المستوى العالمي والعربي على وجه الخصوص، ونبحث في أدوار اللاعبين الأساسيين منهم والفرعيين على المسرح الظاهر ونحاول تارة كشف ما وراء الستار إن أمكن، نعم تكالبت قوى الشر العالمي وعلى رأسها أم المكائد وأس الشر، في العالم أجمع، وحدها ربة الكذب والنفاق وأم الخبائث في كل وقت وحين، دولة بريطانيا، فإذا علمتم عن مشكلة في أي قرية وفي أي قارة في العالم لها علاقة بالأرض والقيم الإنسانية استشرت وتعقدت، ابحثوا عن الإنجليز خلف ستارها، لأنهم الوسواس الخناس، الذي يوسوس في صدور النَّاس.

الإنجليز هم من فرقوا بين العرب والمسلمين عامة لتكون لهم بعد ذلك السطوة مع من شاركهم من المستعمرين الأروبيين، الفرنسيين والإيطاليين وقبلهم الأسبان والألمان والبلجيك والهولنديين، الاستعمار الأوروبي البغيض، أوروبا التي تنمرت على العالم أجمع. وللوطن العربي والإسلامي، على وجه الخصوص تجارب مريرة مع أم المكائد قبل وبعد الحرب العالمية الثانية، التي هكذا صُنِّفَت مع أنها أوروبية صرفة. لكن قياسًا الى اتساع رقعتها الشريرة على البلاد العربية والإسلامية لتأكيد أهداف حُددت سلفًا من قِبَلهم لتكون نتائج لها خالصة وللاعبين الأوروبين المنهزم منهم والمنتصر؛ ليكون لكل منهم نصيب مما تركه الآخرون.

 وبطبيعة الحال ما كان للأوروبيين أن ينتصروا في تلكم الحرب الطاحنة بينهم لولا تدخل أحفادهم المزروعون في أمريكا شمالها وجنوبها، كذلك لما امتلكوه من أسباب القوة، خاصة المال وصناعة الأسلحة الفتاكة، تلك وسائلهم دوما، قتل البشر دون هوادة أين ما وجدوا؛ فالمبدأ عندهم "اقتل تعش وتسد".

الإنجليز وأحفادهم يحملون ذات الأفكار والأهداف، لا يختلفون في شيء إلّا في أسلوب حكم مستعمراتهم، فهم جميعًا شركاء في كل جريمة قتل وشركاء كذلك في امتصاص دماء البشر من خلال السيطرة على ثروات الأوطان ونهبها وحرمان السكان الأصليين من الاستفادة من شيء من عائد تلكم الثروات المنهوبة عنوة.

ما زالت لعبة الأمم- الحديثة- تؤدي دورها باختلاف الممثلين على مسرح الحياة إنما الأهداف ذاتها قائمة لم تتغير بتغير الممثلين، هم ذاتهم الفاعلون الأساسيون، وكذلك المستهدفين بنوايا الاستعمار المتجدد البغيض.

علينا أن ننظر إلى ما يحدث اليوم في غزة بفلسطين المحتلة من قبل شُذّاذ وشتات الأرض وأراذل الخلق الذين أحضرتهم بريطانيا من كل بقعة وصوب، لزرعهم في فلسطين العربية (المسلمة والمسيحية) بغية التخلص من فسادهم- الصهاينة من اليهود- في كل أرض وجدوا فيها لتبقى أوروبا والبلاد ما بعد المحيطات الخاضعة لسياساتهم طوعا أو قسرا مثال كندا ونيوزيلاندا، وأستراليا وغيرها من التوابع.

أهداف الإنجليز في المنطقة العربية هي ضرب الإسلام في مركزه ومركز ثقافته- اللغة والدين- وإحضار شتات من المحتقرين في أوروبا ليكونوا هم الشوكة في حلق العرب والمسلمين في أعز مكان لديهم؛ القدس الشريف، مسرى الرسول الكريم النبي محمدٌ صلى الله عليه وسلم، ليصلوا بعد ذلك إلى مركز المسلمين مكة الكرمة، حسب مخططهم. وهذه أهداف الصليبيين بقيادة بريطانيا وفرنسا وأمريكا وسائر دول الاتحاد الأوروبي، منذ زمن بعيد. لكن من الواضح الى اللحظة أن غزة العزة والإباء عصية السقوط على كل كلاب العالم من حيث أتت.

شخصيًا أتساءل مع من يتساءل كذلك، حول مقاطعة البضائع الأمريكية وحدها وترك رأس الأفعى؛ بريطانيا ومنتجاتها؛ فالأولى ثم الأولى حرمان الأفعى الخبيثة من أي فائدة في البلاد العربية والإسلامية، بمحاربة منتجاتها، وفسخ العلاقة معها بكل الوسائل ومختلف المفاصل، بداية بالسياحة والتملك في أراضيهم.

لكن المهم والأولى محاربتهم بسلاحهم الثقافة، لأنهم بكل الجهد حاربوا وما برحوا يحاربون الثقافة الإسلامية، فعلينا إذا محاربتهم بذات سلاحهم، ثقافيًا وهذا أهم المهم، من خلال مقاطعة مدارسهم وجامعاتهم؛ فالأرض العربية والإسلامية اليوم في غنى عن الجامعات البريطانية والفرنسية والأمريكية والدول المرتبطة بها ومقاطعة منتجاتهم مهما كانت، وأن يكون ذلك ليس من الشعوب العربية والإسلامية وإن كان لها تأثيرها المهم ولكن نطالب الحاكم والمحكوم.

هذا المطلب واجب تحقيقه لمواجهة الصهاينة بمختلف ألوانهم وانتماءاتهم والمربي المتعهد الصليبي الذي لم يتورع عن قتل النساء والأطفال والشيوخ في كل بلاد الإسلام، إنهم لا يفرقون بين مُلزِم ومحرّم؛ إذ رأس أهدافهم القضاء على المسلمين في ثقافتهم وقتل أطفالهم رجالهم ونسائهم، أهداف معلنة وتُمارَس بكل الوسائل بصورة يومية في فلسطين والعراق وأفغانستان وغيرها من بلاد الإسلام، وبوسائل أخرى في سائر البلاد الإسلامية، فهل من مُنبّه ومُحذِّر؟!

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

برعاية وتوجيهات منصور بن زايد.. «كأس الإمارات» لجمال الخيل العربية تُدشن النسخة الثانية 31 يناير

أبوظبي (وام)

أخبار ذات صلة «بيئة أبوظبي» تحتفل بنجاح العام الأول لمنصة «ناها» النيابة العامة تناقش مشروع استراتيجيتها 2030-2025

تحت رعاية وبتوجيهات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للخيول العربية، وبمتابعة الشيخ زايد بن حمد آل نهيان، نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية، أعلنت جمعية الإمارات للخيول العربية تفاصيل النسخة الثانية من كأس الإمارات العالمي لجمال الخيل العربية، والتي تشمل 10 بطولات تقام في مختلف قارات العالم. وجاء برنامج النسخة الثانية لكأس الإمارات العالمي للخيول العربية، بعد النجاح الكبير الذي حققته النسخة الأولى، حيث تمت إضافة دول جديدة بهدف الوصول لمختلف الملاك والمربين للخيول العربية في العالم.
ويتألف كأس الإمارات العالمي من سلسلة جولات فريدة من نوعها؛ تهدف لتشجيع مربي وملاك الخيل العربية حول العالم، وإبراز دور دولة الإمارات في الاهتمام بالخيول العربية، والحفاظ على مكانتها المميزة بين منظمات ومربي وملاك الخيول العربية في العالم.
وتقدم الشيخ زايد بن حمد آل نهيان، نائب رئيس جمعية الخيول العربية، بالشكر والتقدير إلى سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للخيول العربية، على دعمه المتواصل لمسيرة تطور الخيول العربية بجميع أنشطتها في كل قارات العالم، واهتمامه المتواصل بتشجيع المربين والملاك على اقتناء الخيول العربية، وزيادة جودة الخدمات المقدمة إليها في جميع المجالات، للحفاظ على سلالاتها ورفعة شأنها، سيراً على نهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه».
وقال الشيخ زايد بن حمد آل نهيان: تأتي النسخة الثانية لكأس الإمارات العالمي، بناء على النجاحات التي حققتها النسخة الأولى تنفيذاً لتوجيهات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، واهتمامه الكبير لتطوير أنشطة وبرامج الخيول العربية المختلفة، ودعم المربين والملاك في جميع قارات العالم، انطلاقاً من حرص الإمارات الدائم على الحفاظ على الخيول العربية، باعتبارها جزءاً أصيلاً من التراث الإماراتي الوطني والهوية الوطنية التي يجب الحفاظ عليها. 
وتنطلق أولى جولات النسخة الثانية من أستراليا في الفترة من 31 يناير إلى 2 فبراير 2025، وتقام الجولة الثانية في الصين في الفترة من 18 إلى 20 أبريل 2025، وتنتقل الجولات بعد ذلك إلى منطقة الشرق الأوسط حيث تستضيف مملكة البحرين البطولة الثالثة في الفترة من 1 إلى 3 مايو، وتقام الجولة الرابعة في المملكة المغربية خلال الفترة من 9 إلى 11 مايو، وتبقى جولات الكأس في المنطقة العربية، حيث تقام الجولة الخامسة في سلطنة عُمان في الفترة من 25 إلى 27 يوليو، وتستضيف بولندا أولى الجولات الأوروبية من خلال الجولة السادسة في الفترة من 8 إلى 10 أغسطس، وتليها الجولة السابعة التي تقام في بلجيكا يومي 30 و31 أغسطس، وتقام الجولة الثامنة في الولايات المتحدة الأميركية في الفترة من 11 إلى 13 سبتمبر، وتستضيف الأرجنتين الجولة التاسعة في الفترة من 18 إلى 20 سبتمبر، قبل أن تختتم النسخة الثانية من كأس الأمارات للخيل العربية في إيطاليا التي تستضيف الجولة العاشرة والأخيرة يومي 8 و9 نوفمبر 2025.
يذكر أن النسخة الأولى من كأس الإمارات العالمي لجمال الخيل العربية، كانت قد طافت مختلف قارات العالم، وحققت أهدافها بالوصول إلى ملاك ومربي الخيول العربية في أماكنهم، وقد شهدت مشاركة 838 خيلاً تعود إلى 480 مالكاً خلال بطولاتها العشر.

مقالات مشابهة

  • بن جامع من نيويورك: العالم يواجه تحديات كبيرة تهدد السلام والأمن الدوليين
  • دونالد ترامب: ''أصبحنا أضحوكة العالم''
  • التركة الاستعمارية: عقائدُ صفوية في استثناء السودان من قبل الإنجليز (1-2)
  • أهداف السنة الجديدة.. إلى متى تعود جذورها وكيف تغيّر هذا التقليد عبر التاريخ؟
  • الأونروا: الانتهاكات الإسرائيلية في غزة مستمرة على مرأى من العالم بعد 15 شهرا من الحرب
  • منع الإسرائيليين من المشاركة ببطولة العالم للبولينغ بعد حملة داعمة للفلسطينيين
  • برعاية وتوجيهات منصور بن زايد.. «كأس الإمارات» لجمال الخيل العربية تُدشن النسخة الثانية 31 يناير
  • هذه أول و آخر الدول العربية المحتفلة بدخول السنة الجديدة 2025
  • 10 دول الأعلى ديونا في العالم والمنطقة العربية
  • مدرب ليفربول: صلاح أفضل لاعب في العالم