جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-10@08:40:21 GMT

لعبة الأمم (2)

تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT

لعبة الأمم (2)

 

محمد بن حمد المسروري

ما زلنا نناقش لعبة الأمم- في نسختها الثانية- على المستوى العالمي والعربي على وجه الخصوص، ونبحث في أدوار اللاعبين الأساسيين منهم والفرعيين على المسرح الظاهر ونحاول تارة كشف ما وراء الستار إن أمكن، نعم تكالبت قوى الشر العالمي وعلى رأسها أم المكائد وأس الشر، في العالم أجمع، وحدها ربة الكذب والنفاق وأم الخبائث في كل وقت وحين، دولة بريطانيا، فإذا علمتم عن مشكلة في أي قرية وفي أي قارة في العالم لها علاقة بالأرض والقيم الإنسانية استشرت وتعقدت، ابحثوا عن الإنجليز خلف ستارها، لأنهم الوسواس الخناس، الذي يوسوس في صدور النَّاس.

الإنجليز هم من فرقوا بين العرب والمسلمين عامة لتكون لهم بعد ذلك السطوة مع من شاركهم من المستعمرين الأروبيين، الفرنسيين والإيطاليين وقبلهم الأسبان والألمان والبلجيك والهولنديين، الاستعمار الأوروبي البغيض، أوروبا التي تنمرت على العالم أجمع. وللوطن العربي والإسلامي، على وجه الخصوص تجارب مريرة مع أم المكائد قبل وبعد الحرب العالمية الثانية، التي هكذا صُنِّفَت مع أنها أوروبية صرفة. لكن قياسًا الى اتساع رقعتها الشريرة على البلاد العربية والإسلامية لتأكيد أهداف حُددت سلفًا من قِبَلهم لتكون نتائج لها خالصة وللاعبين الأوروبين المنهزم منهم والمنتصر؛ ليكون لكل منهم نصيب مما تركه الآخرون.

 وبطبيعة الحال ما كان للأوروبيين أن ينتصروا في تلكم الحرب الطاحنة بينهم لولا تدخل أحفادهم المزروعون في أمريكا شمالها وجنوبها، كذلك لما امتلكوه من أسباب القوة، خاصة المال وصناعة الأسلحة الفتاكة، تلك وسائلهم دوما، قتل البشر دون هوادة أين ما وجدوا؛ فالمبدأ عندهم "اقتل تعش وتسد".

الإنجليز وأحفادهم يحملون ذات الأفكار والأهداف، لا يختلفون في شيء إلّا في أسلوب حكم مستعمراتهم، فهم جميعًا شركاء في كل جريمة قتل وشركاء كذلك في امتصاص دماء البشر من خلال السيطرة على ثروات الأوطان ونهبها وحرمان السكان الأصليين من الاستفادة من شيء من عائد تلكم الثروات المنهوبة عنوة.

ما زالت لعبة الأمم- الحديثة- تؤدي دورها باختلاف الممثلين على مسرح الحياة إنما الأهداف ذاتها قائمة لم تتغير بتغير الممثلين، هم ذاتهم الفاعلون الأساسيون، وكذلك المستهدفين بنوايا الاستعمار المتجدد البغيض.

علينا أن ننظر إلى ما يحدث اليوم في غزة بفلسطين المحتلة من قبل شُذّاذ وشتات الأرض وأراذل الخلق الذين أحضرتهم بريطانيا من كل بقعة وصوب، لزرعهم في فلسطين العربية (المسلمة والمسيحية) بغية التخلص من فسادهم- الصهاينة من اليهود- في كل أرض وجدوا فيها لتبقى أوروبا والبلاد ما بعد المحيطات الخاضعة لسياساتهم طوعا أو قسرا مثال كندا ونيوزيلاندا، وأستراليا وغيرها من التوابع.

أهداف الإنجليز في المنطقة العربية هي ضرب الإسلام في مركزه ومركز ثقافته- اللغة والدين- وإحضار شتات من المحتقرين في أوروبا ليكونوا هم الشوكة في حلق العرب والمسلمين في أعز مكان لديهم؛ القدس الشريف، مسرى الرسول الكريم النبي محمدٌ صلى الله عليه وسلم، ليصلوا بعد ذلك إلى مركز المسلمين مكة الكرمة، حسب مخططهم. وهذه أهداف الصليبيين بقيادة بريطانيا وفرنسا وأمريكا وسائر دول الاتحاد الأوروبي، منذ زمن بعيد. لكن من الواضح الى اللحظة أن غزة العزة والإباء عصية السقوط على كل كلاب العالم من حيث أتت.

شخصيًا أتساءل مع من يتساءل كذلك، حول مقاطعة البضائع الأمريكية وحدها وترك رأس الأفعى؛ بريطانيا ومنتجاتها؛ فالأولى ثم الأولى حرمان الأفعى الخبيثة من أي فائدة في البلاد العربية والإسلامية، بمحاربة منتجاتها، وفسخ العلاقة معها بكل الوسائل ومختلف المفاصل، بداية بالسياحة والتملك في أراضيهم.

لكن المهم والأولى محاربتهم بسلاحهم الثقافة، لأنهم بكل الجهد حاربوا وما برحوا يحاربون الثقافة الإسلامية، فعلينا إذا محاربتهم بذات سلاحهم، ثقافيًا وهذا أهم المهم، من خلال مقاطعة مدارسهم وجامعاتهم؛ فالأرض العربية والإسلامية اليوم في غنى عن الجامعات البريطانية والفرنسية والأمريكية والدول المرتبطة بها ومقاطعة منتجاتهم مهما كانت، وأن يكون ذلك ليس من الشعوب العربية والإسلامية وإن كان لها تأثيرها المهم ولكن نطالب الحاكم والمحكوم.

هذا المطلب واجب تحقيقه لمواجهة الصهاينة بمختلف ألوانهم وانتماءاتهم والمربي المتعهد الصليبي الذي لم يتورع عن قتل النساء والأطفال والشيوخ في كل بلاد الإسلام، إنهم لا يفرقون بين مُلزِم ومحرّم؛ إذ رأس أهدافهم القضاء على المسلمين في ثقافتهم وقتل أطفالهم رجالهم ونسائهم، أهداف معلنة وتُمارَس بكل الوسائل بصورة يومية في فلسطين والعراق وأفغانستان وغيرها من بلاد الإسلام، وبوسائل أخرى في سائر البلاد الإسلامية، فهل من مُنبّه ومُحذِّر؟!

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

«مهرجان أبوظبي» يعود إلى حديقة أم الإمارات

أبوظبي (الاتحاد) 
تعود فعالية «المهرجان في الحديقة»، إحدى أبرز الفعاليات المجتمعية والعائلية التي تحتفي بالفن والثقافة والإبداع في الأجواء الخارجية المميزة لحديقة أم الإمارات بأبوظبي، ضمن برنامج «مهرجان أبوظبي» الذي يقام تحت رعاية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية، الراعي الفخري المؤسس للمهرجان، وبرعاية سمو الشيخة شمسة بنت حمدان بن محمد آل نهيان، وذلك على مدار يومين متتاليين من العروض الفنية والفقرات الأدائية المتنوعة والأنشطة التعليمية والتفاعلية الهادفة، وذلك احتفاءً باليابان الدولة ضيفة شرف المهرجان لهذا العام، وإبرازاً لإرثها الثقافي الغني وتجاربها الفنية الملهمة. وتستضيف حديقة أم الإمارات باقة من التجارب والعروض التقليدية والتراثية التي تُجسّد غنى المشهد الثقافي في اليابان والإمارات، حيث تتنوع هذه العروض بين ورش العمل الحية والفقرات الفنية والموسيقية وورش الحرف اليدوية التقليدية على مدار يومي 12 و13 أبريل. ومن الساعة 5:30 مساءً - 9:30 مساءً، يتيح المسرح المفتوح للزوار من مختلف الأعمار فرصة التفاعل مع ملامح التراث والثقافة اليابانية الغنية، وتعزيز روح التواصل المجتمعي عبر القيم الإنسانية المشتركة تجسيداً لقيم عام المجتمع 2025.
وتنظّم مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، بالتعاون مع سفارة اليابان، فعالية «المهرجان في الحديقة» لهذا العام احتفاءً بمرور أكثر من 50 عاماً على العلاقات الدبلوماسية بين دولتي الإمارات واليابان. وتماشياً مع إعلان عام 2025 «عام المجتمع» في دولة الإمارات، يُسهم المهرجان في ترسيخ روح التآلف بين الشعوب والثقافات، ويسلط الضوء على التنوع الثقافي وقيم التعايش والوحدة. ويمكن للعائلات خوض تجارب تفاعلية ضمن ثماني أجنحة تقدّم أنشطة مستوحاة من الثقافة اليابانية، تشمل جلسات تعليمية وترفيهية لفن «الأوريغامي»، طي وتشكيل الأوراق، وتقنيات «السوميناغاشي»، والخط الياباني، ورسومات الأنيمي والمانغا. كما ستقدم الأجنحة الثقافية الأخرى لمحة عن تراث الدول المشاركة في المهرجان، بما في ذلك ورش عمل فنية يقدمها فنانون إماراتيون. 
ويتيح المهرجان لعشّاق لعبة البوكيمون فرصة الاستمتاع بمجموعة من الألعاب التفاعلية المتنوعة، بما في ذلك تلوين شخصيات البوكيمون، وخوض معركة سريعة، وتجربة لعبة «بوكيمون ميموري غيم»، إلى جانب لعبة «ماي فيرست باتل» التي تناسب الأعمار الصغيرة. وسيحظى الزوّار الصغار بفرصة المشاركة في تحديات ثقافية مسلية، مثل تحدي عيدان الطعام والأرز، واختبار مهاراتهم الاستراتيجية في لعبة «الشوغي» اليابانية التقليدية. وخلال أيام المهرجان، يمكن للزوار التفاعل مع شخصيات كرتونية يابانية شهيرة، وارتداء أزياء تنكرية، والتقاط صور تذكارية مميزة بزي الكيمونو الياباني التقليدي، كما ستتاح فرصة اختبار الثقافة اليابانية من خلال تجربة تحضير شاي كيوسو الأخضر الأصيل. وتستمر الاحتفالات الثقافية بعروض الرقص الياباني التقليدي والكاراتيه.
وفي تمام الساعة 8:00 مساءً، سيتمكن الزوار من حضور أمسية استثنائية في المسرح المفتوح تحتفي بجمال القواسم المشتركة بين الثقافتين الإماراتية واليابانية، حيث تبدأ الأمسية برقصة تراثية إماراتية يؤديها طلاب المدارس، تليها فقرة موسيقية تقدمها فرقة «شوتين» عبر إيقاعات طبول التايكو اليابانية. كما يقدّم نخبة من العازفين اليابانيين عرضاً مشتركاً يجمع بين الطبول وآلة الكوتو والفلوت الياباني التقليدي. وستختتم هذه الأمسية بتجربة مميزة لفنانة الواقع الافتراضي إيمي سيكيغوتشي، والتي ستقدم عرضاً مميزاً يجمع بين الرسم المباشر والفنون التفاعلية المميزة. وتسلط فعالية «المهرجان في الحديقة» الضوء على رسالة «مهرجان أبوظبي» التي تهدف لترسيخ قيم التبادل المعرفي والتنوّع الثقافي في مدينة أبوظبي التي تحتضن أكثر من 200 جنسية. ومن خلال جمع أفراد المجتمع من خلفيات ثقافية متعددة، يوفر المهرجان مساحة ملهمة لاستكشاف التقاليد والتجارب الثقافية، مع إتاحة الفن والمعرفة للجميع.

 

أخبار ذات صلة مهرجان أبوظبي.. فعاليات وأنشطة فنية تحتفي بعلاقات الإمارات واليابان «ليالي رمضانية» تضيء حديقة «أم الإمارات»

مقالات مشابهة

  • غوتيريش يؤكد على حضوره لمؤتمر القمة العربية الذي سيعقد في بغداد
  • مغامرة فضائية شيقة.. لعبة IXION تحصل على عرض الإطلاق
  • رئيس المجلس الرئاسي في ليبيا يبحث مع المبعوثة الأممية مستجدات الأوضاع في بلاده
  • الهيئات المالية العربية تناقش بالكويت سبل تحقيق أهداف التنمية المستدامة
  • مسئولون أمميون يناشدون قادة العالم بالتحرك العاجل لإنقاذ الفلسطينيين فى غزة
  • مسؤولون أمميون يناشدون قادة العالم بالتحرك العاجل لإنقاذ الفلسطينيين في غزة
  • المنصوري: التعاون الدولي مهم لتحقيق أهداف التنمية المستدامة
  • منتخب مصر تحت 17 سنة يواجه أنجولا في الملحق المؤهل إلى كأس العالم قطر 2025
  • ستارمر: بريطانيا لن تبرم صفقة تجارية مع أمريكا دون مراعاة مصلحتها الوطنية
  • «مهرجان أبوظبي» يعود إلى حديقة أم الإمارات