إعداد: أمين زرواطي تابِع إعلان اقرأ المزيد

توصلت الدول المجتمعة في قمة المناخ 28 المنعقدة في دبي بالإمارات، خلال الجلسة العامة الختامية الأربعاء، إلى اتفاق تاريخي بشأن التوجه نحو التخلي بشكل تدريجي عن استغلال الوقود الأحفوري.

وتم إقرار "اتفاق الإمارات" بالتوافق ومن دون أي اعتراض من بين نحو 200 دولة كانت حاضرة في الجلسة الختامية للمؤتمر.

في السياق، قال رئيس مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ الإماراتي سلطان الجابر، إن الاتفاق "تاريخي لتسريع العمل المناخي". مضيفا: "لدينا صيغة بشأن الوقود الأحفوري في الاتفاق النهائي للمرة الأولى".

وأعلن الجابر الأربعاء في كلمته أمام المؤتمر عن "تعبئة أكثر من 85 مليار دولار من الالتزامات المالية الجديدة". وقال أيضا: "أطلقنا ALTERRA (ألتيرا) أكبر صندوق للاستثمار الخاص في العالم يركز بنسبة 100 بالمئة على حلول تغير المناخ".

وتحصي الإمارات في تقريرها حول حصيلة مؤتمر الأطراف كوب28، مجموعة من التعهدات يمكن ذكرها كما يلي:

تعهد كوب28 بزيادة القدرة الإنتاجية لمصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات ومضاعفة كفاءة الطاقة عالميا، الدول الداعمة: 130. إعلان كوب28 الإمارات بشأن النظم الغذائية والزراعة المستدامة والعمل المناخي، الدول الداعمة: 150. إعلان كوب28 الإمارات بشأن الصحة والمناخ، الدول الداعمة: 135. إعلان كوب28 الإمارات بشأن التمويل المناخي، الدول الداعمة: 13. إعلان كوب28 الإمارات بشأن التبريد، الدول الداعمة: 66. إعلان كوب28 الإمارات بشأن المناخ والإغاثة والتعافي والسلام، الدول الداعمة: 76. تعهد "تحالف الشراكات المتعددة المستويات عالية الطموح"، الدول الداعمة: 65. إعلان كوب28 الإمارات بشأن مراعاة المساواة بين الجنسين في التحولات الداعمة للعمل المناخي، الدول الداعمة: 76. ميثاق كوب28 لخفض انبعاثات قطاع النفط والغاز، الدول الداعمة: 52. إعلان كوب28 بشأن الهيدروجين منخفض الانبعاثات ومشتقاته، الدول الداعمة: 37.

وفي "اتفاق الإمارات" الذي جاء في 21 صفحة، تدعو الفقرة 28 من أصل 196 إلى "التحول في اتجاه التخلي عن الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، عبر تسريع العمل في هذا العقد الحاسم، من أجل تحقيق الحياد الكربوني في عام 2050 وفقا لما يوصي به العلم". وبالتالي، يتعلق التحول هنا بقطاع الطاقة، وليس بقطاعات أخرى مثل البتروكيماويات.

كما أن اللافت في مسودة الاتفاق التي كشفت عنها الرئاسة الإماراتية الأربعاء، بعد نقاشات استمرت طوال الليل، كونها تطرقت لأول مرة في تاريخ سلسلة مؤتمرات المناخ التي تعقدها الأمم المتحدة، إلى كافة أنواع الوقود الأحفوري المسؤولة إلى حد كبير عن ظاهرة التغير المناخي.

#COP28 in Dubai ended today with a decision on the world’s first ‘global stocktake’ to ratchet up climate action before the end of the decade. ???? ????

❓ What exactly was decided?

Read more about it here: https://t.co/L7GZx8Zcat

Or browse our explainer ????

— UN Climate Change (@UNFCCC) December 13, 2023 نحو نهاية "عصر الوقود الأحفوري"؟

وأكد النص الذي تفاوض المندوبون الإماراتيون على كل كلمة فيه، على "التحول من استخدام الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، من خلال تسريع العمل في هذا العقد الحاسم من أجل تحقيق الحياد الكربوني في عام 2050 تماشيا مع ما يوصي به العلم".

Cet accord est un bon accord. Pour la première fois, une COP appelle à une sortie des énergies fossiles. C’est une victoire pour la France, pour l’Europe et pour le climat. C’est le résultat de notre mobilisation aux côtés des pays les plus vulnérables.

— Agnès Pannier-Runacher ???????????????? (@AgnesRunacher) December 13, 2023

تعقيبا، قالت وزيرة انتقال الطاقة الفرنسية أنييس بانييه-روناشيه في كلمة أمام مؤتمر دبي: "اتفاق كوب28 الذي تم تبنيه للتو هو انتصار للتعددية والدبلوماسية المناخية". وأضافت أن النص "يدعو للمرة الأولى إلى التخلي التدريجي عن الوقود الأحفوري، تماشيا مع هدف (حصر الاحترار المناخي بـ) 1,5 درجة مئوية"، الذي نص عليه اتفاق باريس المبرم عام 2015. وقالت الوزيرة: "هذه المرة الأولى التي تتفق فيها كافة الدولة على هذه النقطة".

بدوره، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بعد التوصل إلى الاتفاق، إن "عصر الوقود الأحفوري يجب أن ينتهي، ويجب أن ينتهي من خلال تحقيق العدالة والإنصاف".

وتابع المسؤول الأممي في تغريدة على منصة إيكس: "للمرة الأولى، بات لدينا اعتراف بالحاجة إلى التحول بعيدا عن الوقود الأحفوري ـ بعد سنوات عديدة من عرقلة مناقشة هذه القضية".

Science tells us that limiting global heating to 1.5°C will be impossible without the phase out of fossil fuels.

This was also recognized by a growing & diverse coalition of countries at #COP28.

The era of fossil fuels must end – and it must end with justice & equity. pic.twitter.com/4BJThdZNLs

— António Guterres (@antonioguterres) December 13, 2023 "قليل من الغموض لإرضاء الجميع"

إلا أن النص لا يتحدث عن "الاستغناء التدريجي" عن النفط والغاز والفحم، وهو ما طالبت به أكثر من مئة دولة والآلاف من نشطاء المناخ.

يشرح مصدر مقرب من الرئاسة الإماراتية بأن صياغة النص "تمت معايرتها" بدقة لمحاولة التوفيق بين وجهات النظر المتعارضة، مع تعمد ترك القليل من الغموض حتى يجد كل طرف فيه ما يطالب به. وقال نفس المصدر: "لا أعتقد أن أي طرف مسرور تماما أو حزين تماما"، بالمقترح، حسب وكالة الأنباء الفرنسية.

اقرأ أيضاقمة المناخ 28: "اتفاق تاريخي" يدعو "للتحول" باتجاه التخلي عن الوقود الأحفوري

تعقيبا على هذه النقطة، اعتبر تحالف الدول الجزرية الصغيرة الذي يتقدم معسكر المطالبين بضرورة فرض إجراءات قوية للتخلي عن الوقود الأحفوري، بأن النص وعلى الرغم من أنه يشكل "خطوة إلى الأمام"، إلا أنه "لا يوفر التوازن اللازم لتعزيز التحرك العالمي لتصحيح المسار بشأن تغير المناخ".

كما يلحظ أيضا أن المفاوضات لم تفض إلى اتفاق يسمح بالمضي قدما في إنشاء نظام تداول متعدد الأطراف تشرف عليه الأمم المتحدة، فيما يخص آليات معاوضة الكربون.

"احتجاز الكربون وتخزينه.. والطاقة النووية"

لكن كارولين برويلات، مديرة شبكة العمل المناخي الكندية، قالت حسب وكالة الأنباء الفرنسية، إن ما هو مطروح في قمة المناخ 28 "لا يمثل الوعد التاريخي بالاستغناء التدريجي بل بالتحول باتجاه التخلي" عن الوقود الأحفوري، وهذا يوجه رسالة مهمة. وإذا اعتُمد فستكون المرة الأولى التي ترد فيها مثل هذه العبارة، التي لا تشمل الفحم فحسب، بل النفط والغاز أيضا".

وأبدت برويلات أسفها لإدراج "عوامل تشتيت خطرة مثل احتجاز الكربون وتخزينه، والطاقة النووية".

كما اعتبر أندرياس سيبر من منظمة 350.org "هذا النص خطوة إلى الأمام على طريق الاستغناء التدريجي عن الوقود الأحفوري، لكنه ليس القرار التاريخي الذي كنا نأمل فيه".

The gavel has dropped and the text has been finalized. #COP28 is over.

We’ll be honest: COP28 was a mixed bag. There are pieces worth celebrating, thanks to the exhaustive work of small island countries & other climate champions — but it’s far from the ambition we need.

— 350 dot org (@350) December 13, 2023

وقالت المنظمة الخميس في منشور على منصة إيكس: "دقت المطرقة وتم إتمام النص. انتهى كوب 28. لنكن صادقين: كان مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب28) عبارة عن حقيبة مختلطة. هناك قطع تستحق الاحتفال، وذلك بفضل العمل المضني الذي قامت به البلدان الجزرية الصغيرة وغيرها من أبطال المناخ - ولكنها بعيدة كل البعد عن الطموح الذي نحتاج إليه".

من جانبها، اعتبرت كاثرين إبرو من منظمة Destination Zero غير الحكومية، أن الصيغ الواردة في النص الإماراتي هي حل وسط بين "الخفض والاستغناء" التدريجي عن الفحم والنفط والغاز.

Let me just say it’s f*cked that AOSIS wasn’t in the room when #COP28 President gavelled the decision, and it was painful the way their objections after the fact were “noted”. These are the voices that have tirelessly pushed ambition into this process. We should have heard them. https://t.co/xjjo9b6riW

— Catherine Abreu (@catabreu_) December 13, 2023

وسعى سلطان الجابر جاهدا إلى إنقاذ مؤتمره الذي قال إنه يمثل "نقطة تحول" وسيتمكن من الحفاظ على الهدف الأكثر طموحا لاتفاقية باريس، وهو الحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية عند 1,5 درجة مئوية.

فقد أثارت المسودة الأولى للاتفاق التي اقترحت الاثنين احتجاجات لأنها لم تدعُ إلى "الاستغناء" عن مصادر الطاقة الملوثة التي يعد حرقها منذ القرن 19 مسؤولا إلى حد كبير عن الارتفاع الحالي في درجات الحرارة العالمية بمقدار 1,2 درجة مئوية.

وطالبت نحو 130 دولة بينها الاتحاد الأوروبي والدول الجزرية والولايات المتحدة والبرازيل بصياغة نص طموح يرسل إشارة واضحة للبدء في مسار التخلي عن الوقود الأحفوري.

وتعترف مسودة الاتفاق الجديدة بدور "مصادر الطاقة الانتقالية"، في إشارة إلى الغاز، في ضمان "أمن الطاقة" بالدول النامية حيث ما زال نحو 800 مليون شخص محرومين من الكهرباء.

وتتضمن الدعوة إلى مضاعفة قدرات الطاقة المتجددة ثلاث مرات ومضاعفة وتيرة تحسين كفاءة الطاقة مرتين بحلول 2030، وتسريع التكنولوجيات ذات انبعاثات "صفر كربون" أو "منخفضة الكربون"، بما في ذلك الطاقة النووية والهيدروجين منخفض الكربون وتقنيات احتجاز الكربون وتخزينه وهي ما زالت غير ناضجة ولكن تحبّذها البلدان الغنية بالنفط حتى تتمكن من الاستمرار في إنتاجه.

"لن نقبل بتدمير الأشخاص والمجتمعات الأكثر ضعفا"

انتقد لو إسبارجيليير رئيس تحرير موقع دي فير (أخضر) المتخصص في البيئة والمناخ، في منشور على منصة إكس مخرجات قمة المناخ 28 في دبي، وقال: "على الرغم من أنه أرسل فعلا إشارات (غير مسبوقة) حول الطاقات الأحفورية، لكن النص لا يقترح خفض إنتاجها واستهلاكها، في وقت دعت أكثر من مئة دولة إلى التخلص منها".

كما قال الصحافي المتخصص في المناخ: "لن نقبل بأية نتيجة تؤدي إلى تدمير بلادنا والملايين، إن لم يكن المليارات، من الأشخاص والمجتمعات الأكثر ضعفا".

S’il mentionne bien les énergies fossiles (c’est inédit), le texte ne propose que de «réduire» leur production et leur consommation, quand plus d’une centaine de pays appelaient à en sortir («phase out»). https://t.co/QofGANIxCX

— Loup Espargilière (@L_Espargiliere) December 12, 2023

بدورها، قالت منظمة Scientist rebellion أو "تمرد العلماء" إن سلسلة القمم المخصصة للأزمة المناخية هي "ليست الحل". وتساءلت في منشور على حسابها في إكس: "من كان يعتقد ومتى أن قمة المناخ 28 ستكون أكثر من مجرد تمثيلية؟ للتخلص من الوقود الأحفوري، علينا الخروج من مؤتمر الأطراف".

كما قالت المنظمة غير الحكومية التي تضم في صفوفها ما لا يقل عن ألف من العلماء المرموقين من عدة دول أوروبية: "لقد فات الأوان فعليا بالنسبة لملايين الأشخاص الذين سيتأثرون بالفوضى المناخية خلال بضع سنوات. التقاعس له سبب واحد فقط: تفريغ المخازن وتحقيق الثروة قدر الإمكان. بالنسبة لهم، من السهل تصور نهاية العالم أكثر من نهاية الرأسمالية".

وكانت منظمة "تمرد العلماء" قد نظمت الأربعاء تحركا في بوردو وباريس ومرسيليا وليون ونانسي وتولوز ونيس ونانت وغرونوبل، استكمالا للحملة الدولية التي جاءت لمناهضة الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في الإمارات. كما نظمت بالموازاة مؤتمرا بديلا.

Qui et à quel moment a cru que cette #COP28UAE était autre chose qu'une mascarade ?

Pour sortir des énergies fossiles, il faut sortir des COPs#PhaseoutCOP#Howmuchmore https://t.co/2QumZOZnIL

— Scientifiques en rébellion (@SciRebFr) December 13, 2023 دول عربية ترفض التخلي عن النفط والغاز

رفضت السعودية والكويت والعراق أي اتفاق يمس بالنفط والغاز، إذ تراهن الدول العربية الثلاث على الوقود الأحفوري الذي يدر عليها أموالا طائلة.

في هذا السياق، كان عدد من وزراء النفط العرب المشاركين في مؤتمر الطاقة العربي الثاني عشر في الدوحة الثلاثاء، قد أعلنوا رفضهم محاولات إدراج الاستغناء التدريجي عن الوقود الأحفوري في الاتفاق النهائي لقمة المناخ 28.

ففي كلمته خلال الاجتماع الذي شاركت فيه منظمة البلدان العربية المصدرة للبترول (أوابك)، قال وزير النفط الكويتي سعد ناصر حمد البراك: "أفاجأ من الهجمة الشرسة لما يسمى فايزنغ آوت (الاستغناء التدريجي عن) النفط وتقليل الاعتماد على النفط كمصدر للطاقة بهذه الشراسة التي ربما يقابلها الشراهة من الغرب عموما في الاستحواذ على الاقتصاد والمكانة المتقدمة.. وأتعجب من هذا الإصرار غير العادي لحرمان الشعوب ودول كثيرة أكثرها في العالم النامي من مصدر أساسي للطاقة".

اقرأ أيضاالتمويه الأخضر، إزالة الكربون، الحياد المناخي... مفاتيح لفهم تحديات قمة المناخ "كوب28"

كما قال وزير النفط العراقي حيان عبد الغني إنه من غير الممكن الاستغناء عن استخدام النفط، مؤكدا أن "الوقود الأحفوري سيبقى هو المصدر الرئيس للطاقة في كل العالم". وتوجه للدول المستهلكة للنفط بقوله إن "الدول العربية دول منتجة للنفط وليست منتجة للانبعاثات، والانبعاثات تأتي من قبل المستهلكين، وعليهم المساهمة معنا في تطوير التقنيات الخاصة في التقليل من آثارها على البيئة والمناخ".

كذلك، قال وزير النفط والبيئة والمبعوث الخاص للمناخ البحريني محمد المبارك بن دينه إن "علينا أن نفصل النفط والتعامل مع النفط تماما عن موضوع تغير المناخ". مضيفا: "الوقود هو جزء أساسي من اقتصاديات ومدخول بعض الدول وعلينا أن نحافظ عليه"، ودعا إلى استهلاكه "بشكل متوازن" وخفض الانبعاثات وزيادة استخدام الطاقة المتجددة وتنويع الاقتصاد.

وحضر المؤتمر الذي استمر الاثنين والثلاثاء في قطر الغنية بالغاز مسؤولون عن الجزائر وليبيا وسلطنة عُمان بالإضافة إلى وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان.

وكانت السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، من الدول الرئيسية المعارضة خلال مؤتمر المناخ، لمطالب الاستغناء أو الخفض التدريجي لاستخدام الوقود الأحفوري عالي الانبعاثات، الذي يعد مسؤولا عن ثلاثة أرباع الغازات المسببة للاحترار العالمي.

"الجابر صريح لكننا متفقون على خلافاتنا"

 يلحظ أن اتفاق الإمارات يأتي في نهاية عام سجل أعلى درجات الحرارة على الإطلاق.

وخلال المؤتمر، اعتبر مشاركون كثر أن التنظيم لا يُقارن بمؤتمر كوب27 الذي عُقد العام الماضي في شرم الشيخ بمصر. إذ قال هارجيت سينغ من شبكة "كلايميت أكشن نتوورك" Climate Action Network التي تضم 1900 منظمة، إن الجابر "صريح جدا، ومستعد للإصغاء". وأكد أن الجابر "حازم جدا، لكننا متفقون على خلافاتنا".

اقرأ أيضاالاحترار المناخي سيتخطى 1.5 درجة مئوية في 2030... لماذا "كل عُشر درجة مهم"؟

ومنذ يومه الأول، بدأ المؤتمر بإعلان كبير مع تبني قرار معقد جدا حول تشغيل صندوق الخسائر والأضرار للدول الأكثر تضررا من تغير المناخ والذي دُعيت الدول الغنية إلى تقديم مساهمتها فيه.

وطوال فترة انعقاده، وفي حين كان منصب الجابر المزدوج يتصدر العناوين الرئيسية خارج دبي، لم يعترض أي من المشاركين في كوب28 تقريبا على شرعيته، حتى في صفوف المنظمات غير الحكومية التي وجهت انتقاداتها بشكل رئيسي إلى جماعات الضغط العاملة في قطاع الوقود الأحفوري والمتواجدة بأعداد كبيرة في المؤتمر وكذلك إلى دول مثل السعودية.

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل قمة المناخ 28 الحرب في أوكرانيا ريبورتاج قمة المناخ 28 الإمارات العربية المتحدة للمزيد بترول طاقة بديلة بيئة التغير المناخي الحرب بين حماس وإسرائيل غزة إسرائيل الجيش النزاع الإسرائيلي الفلسطيني الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا الوقود الأحفوری فی اتفاق الإمارات الدول الداعمة الأمم المتحدة النفط والغاز قمة المناخ 28 تغیر المناخ درجة مئویة التخلی عن أکثر من

إقرأ أيضاً:

وزير الكهرباء: نتوقع نموًا كبيرًا لقطاع الوقود الحيوي في مصر خلال السنوات القادمة

قال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة الدكتور محمود عصمت، إن مصر تعد من الدول الرائدة في مجال الطاقة المتجددة في المنطقة العربية ومن المتوقع أن يشهد قطاع الوقود الحيوي نموًا كبيرًا داخلها في السنوات القادمة، ومع استمرار الجهود الحكومية وتطوير التكنولوجيا وتزايد الوعي بأهمية الطاقة المستدامة يمكن للوقود الحيوي أن يلعب دورًا حيويًا في تحقيق التنمية المستدامة في مصر.

جاء ذلك في مقال رأى لوزير الكهرباء نشره مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، داخل العدد الخامس من إصدارته الدورية آفاق الطاقة تحت عنوان الوقود الحيوي في استراتيجية مصر لتعزيز الطاقة الجديدة والمتجددة وتنويع مصادر الطاقة.

ويسعى مركز معلومات الوزراء إلى رفع الوعي المجتمعي ونشر المعرفة بمختلف الموضوعات ذات الصلة بقضايا التنمية، لذا فإنه يقوم دوريًا باستكتاب نخبة من المسؤولين والخبراء والمتخصصين في مختلف المجالات والقضايا ذات الأهمية للشأن المصري سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي ونشر هذه المقالات والكلمات داخل إصداراته الدورية.

وأضاف وزير الكهرباء في مقاله أن العالم يشهد تحولاً كبيرًا نحو مصادر الطاقة المتجددة، ويقود هذا التوجه العالمي نحو التحول عدد من الدوافع التي تؤدي إلى مزيد من الطلب على الطاقة، وبالتالي الحاجة إلى البحث عن مصادر متنوعة لتلبية هذا الطلب، ومن هذه الدوافع أجندة التنمية المستدامة العالمية ونضوب مصادر الوقود الأحفوري، وارتفاع وتقلب أسعارها ومجابهة التغير المناخي، لذا فإن الدول تشحذ همتها نحو التحول إلى مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة.

وأوضح ان العالم المتقدم والنامي اتجه إلى وضع استراتيجيات طويلة الأجل من شأنها تعزيز الاستدامة والنظر في المسارات المختلفة لتوفير الطاقة من مصادرها المتنوعة، ولم تكن مصر أبدًا بمنأى عن هذا التوجه، بل تسعى دائمًا للقيام بدورها المحوري باعتبارها مركزًا إقليميًا وعالميًا لمسارات تجارة الطاقة، بل ومستقبلًا لمصادر الطاقة المتجددة.

وتابع "أن مصر تبنت استراتيجية طموحة لتأمين مصادر الطاقة وتنويعها ولا سيما الجديدة والمتجددة منها، مع الأخذ في الاعتبار أهمية تقنيات الوقود الحيوي باعتبارها أحد المصادر التي يمكنها أن تسهم في تلبية الطلب والمساعدة في الحد من الانبعاثات والحد من التلوث، بل وقدرتها على خلق فرص جديدة للعمل على طول سلسلة القيمة المرتبطة بإنتاج وتداول وتجارة واستخدام هذا المصدر المهم من مصادر الطاقة".

ولفت إلى ماهية الوقود الحيوي وتطور التكنولوجيا الخاصة به، حيث ساهمت عمليات التطوير بهذا المجال في تحقيق أهداف الاستدامة من خلال تخفيف الضغط على الأراضي الزراعية وتقليل الإنبعاثات الكربونية والمشاركة في تنويع مصادر الطاقة من خلال تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وتحسين الاقتصاد من خلال خلق فرص عمل جديدة ودعم الاقتصاد المحلي، كما ساهم تطوير التقنيات الجديدة في تحفيز الابتكار التكنولوجي في مجال الطاقة.

وأكد الدكتور محمود عصمت - في مقاله - أهمية الوقود الحيوي في الاستراتيجية المصرية، والتي تعتمد على أربع ركائز لتطوير استراتيجيتها في مجال الطاقة، وتولي مصر أهمية كبيرة لتنوع أنواع الوقود المستخدم بما يحقق أقل تكلفة وأقل حد ممكن من الإنبعاثات الضارة بالبيئة، مع عدم الإخلال بأمن الطاقة وزيادة معدلات الوصول إلى خدمات الكهرباء النظيفة، ويعزى الأخذ - في الاعتبار في استراتيجية الطاقة المتكاملة المصرية- دور الوقود الحيوي كأحد مصادر الطاقة ضمن مزيج المصادر التي يمكن الاعتماد عليها لتحقيق عدة ركائز أولها "أمن الطاقة".

وأضاف أن الوقود الحيوي يسهم في تقليل الاعتماد على واردات النفط والغاز مما يعزز أمن الطاقة للبلاد، وقد تضمنت الاستراتيجية المصرية المتكاملة للطاقة في عام (2023 - 2024) ما يصل تقديره إلى 2001 كيلو طن وقود مكافئ من الطاقة الأولية المنتجة من الوقود الحيوي والتي تمثل 2.4% من إجمالي الطاقة الأولية المنتجة، ومن المتوقع أن تصل هذه الكمية إلى 5745 كيلو طن وقود مكافئ من الطاقة الأولية المنتجة من الوقود الحيوي بحلول عام (2039 - 2040) بنسبة 6.5% من إجمالي الطاقة الأولية المنتجة.

وأوضح أنه بالرغم من أن الوقود الحيوي لا يسهم بنسبة كبيرة في مزيج الطاقة الأولية المنتجة، فإن قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة سيشهد إضافة المزيد من القدرات من الوقود الحيوي خلال العقد القادم طبقًا للاستراتيجية، حيث إنه من المتوقع طبقًا للاستراتيجية المصرية المتكاملة للطاقة أن يصل إنتاج الطاقة الكهربائية بحلول عام (2039 - 2040) إلى 208 ملايين كيلووات ساعة من الوقود الحيوي.

وثاني ركيزة هي التنمية المستدامة، حيث يسهم الوقود الحيوي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة مثل: الحد من إنبعاثات الغازات الدفيئة، وتحسين جودة الهواء، وخلق فرص في المناطق الريفية، وهو ما يعكس أهمية الوقود الحيوي كمصدر قادر على تحقيق أهداف التنمية المستدامة الاقتصادية والاجتماعية ولا سيما على سبيل المثال زيادة المتاح من فرص العمل التي تنشأ عن تبني تطبيقات الوقود الحيوي وتقييم مصادره وبناء شبكة التوريدات التي تخدم تبادل مكونات الإنتاج والتجارة حتى تطبيقات وتكنولوجيات الاستخدام النهائي.

وثالث ركيزة هي "تنويع مصادر الطاقة"، حيث يمثل الوقود الحيوي إضافة قيمة لمزيج الطاقة المصري ويقلل من المخاطر المرتبطة بارتفاع أسعار الوقود الأحفوري، فمع التوسع في استخدام مصادر الوقود الحيوي في بعض الصناعات تظهر فرص استبدال الوقود الحيوي الأنظف بالوقود الأحفوري والذي من شأنه المشاركة في مزيج الطاقة الأولية التي تغذي الطلب على الطاقة في الصناعات المختلفة.

ولفت وزير الكهرباء أن رابع ركيزة هي "الاقتصاد الأخضر"، حيث يشجع إنتاج واستخدام الوقود الحيوي على الانتقال نحو اقتصاد أخضر قائم على الطاقة المتجددة خاصًة مع انتشار مفهوم الاقتصاد الدائري، حيث يتم استخدام المخلفات كوقود وإعادة تدوير بعضها لتحسين كفاءة الوقود الأقل كفاءة المستخدم في بعض التطبيقات التي تعتمد على مصادر الطاقة التقليدية.

وفي السياق، استعرض المقال مزايا الوقود الحيوي وأولها المزايا البيئية التي تتضمن تقليل الإنبعاثات الكربونية، وتحسين جودة الهواء، واستدامة الموارد، وثانيها المزايا الاقتصادية والتي تتضمن تنويع مصادر الطاقة، وخلق فرص عمل، ودعم الاقتصاد المحلي، فضلًا عن مزايا أخرى وهي مرونة الاستخدام، والتوافق مع محركات الاحتراق الحالية.

كما استعرض التحديات التي تواجه إنتاج واستخدام الوقود الحيوي في مصر على الرغم من المزايا العديدة ومنها ارتفاع التكاليف، والمنافسة مع الغذاء، وقلة الوعي، والحاجة لمزيد من التشريعات الخاصة به).

وتناول الدكتور محمود عصمت في مقاله المحددات التي تنتهجها الحكومة المصرية للتوسع في تطبيقات الوقود الحيوي وأولها وضع استراتيجية وطنية للطاقة المتجددة والتي تضمنت أهدافًا طموحة لزيادة حصة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة المصري بما في ذلك الوقود الحيوي، وثانيها تقديم الدعم المالي، حيث تقدم الحكومة المصرية حوافز مالية للمستثمرين في مشروعات الوقود الحيوي، وثالثها تطوير البنية التحتية: إذ تعمل الحكومة على تطوير البنية التحتية اللازمة لإنتاج وتوزيع الوقود الحيوي، ورابعها التوعية بأهمية الوقود الحيوي، حيث تقوم الحكومة بحملات توعية لتشجيع المواطنين والمؤسسات على استخدام الوقود الحيوي.

وأشار إلى الرؤية المستقبلية للاستفادة من الوقود الحيوي في مصر، مؤكدًا أنه من المتوقع أن يشهد قطاع الوقود الحيوي نموًا كبيرًا في السنوات القادمة، وحتى يمكن التغلب على التحديات التي تواجه زيادة الاعتماد على الوقود الحيوي، يجب العمل على زيادة دور البحث والتطوير وإجراء شراكات مع أكاديمية البحث العلمي والجامعات المختلفة لإيجاد حلول مبتكرة لتلك التحديات، مع تهيئة المناخ لتعظيم مشاركة القطاع الخاص بهذا المجال، وتذليل أية عقبات تواجهه.

وأكد ضرورة البحث عن مصادر تمويل جديدة، وكذا الاستفادة من الفرص التمويلية المتاحة وخاصًة في ضوء الزخم العالمي بشأن تقليل الإنبعاثات، والذي ظهر جليًا في مؤتمر الأطراف لتغير المناخ (كوب29) والذي عُقد في نوفمبر 2024، حيث تعهدت دول العالم المتقدمة بزيادة المخصصات من المنح والقروض للدول من 100 مليار دولار إلى 300 مليار دولار على الأقل سنويًا حتى عام 2035، وتخصص تلك الأموال لمساعدة هذه الدول على إجراءات التكيف مع التغير المناخي وأيضًا للاستثمار في الطاقات منخفضة الكربون.

اقرأ أيضاًوزير الكهرباء: «إيجبس 2025» يعزز مكانة مصر في صناعة الطاقة

وزير الكهرباء يبحث مع جنرال اليكتريك دعم الشراكة في مجالات تحسين كفاءة الشبكة

وزير الكهرباء يتفقد محطة جنوب حلوان البخارية

مقالات مشابهة

  • الحوثيون يبيعون وقودًا مغشوشًا
  • انخفاض أسعار النفط بعد اتفاق بوتين على وقف ضرب منشآت الطاقة
  • مسؤولون: الإمارات رائدة في استخدام الوقود الحيوي وتعزيز دور الاقتصاد الدائري
  • أسعار النفط تتراجع بعد اتفاق روسيا مع ترامب على تعليق الهجمات على منشآت الطاقة الأوكرانية
  • انخفاض النفط بعد اتفاق أمريكا وروسيا على وقف إطلاق النار بمجال الطاقة
  • إيدلمان تثير شبهة تضارب مصالح بمؤتمر المناخ المقبل بالبرازيل
  • الأمم المتحدة والبرازيل تطلقان مبادرة لمحاربة حملات التضليل حول المناخ
  • وزير الكهرباء: نتوقع نموًا كبيرًا لقطاع الوقود الحيوي في مصر السنوات المقبلة
  • وزير الكهرباء: نتوقع نموًا كبيرًا لقطاع الوقود الحيوي في مصر خلال السنوات القادمة
  • وزير الكهرباء يستعرض أهمية الوقود الحيوي في تعزيز أمن الطاقة وتنوع مصادرها