مفتاح العودة للبيوت الفلسطينية في 48 بمتحف الأمم بمؤتمر المناخ COP28 بدبي
تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT
أثناء التنقل بين أروقة أجنحة الدول المشاركة في «كوب 28» بـ«المنطقة الزرقاء»، اجتذبت ولفت أنظار ضيوف الحدث العالمي تمثال من الحضارة الفرعونية المصرية القديمة لـ«حرّاس المعبد» باللون الاسود، لما يتسم به من مظهر فريد يميّز تلك الحضارة، الذي أصبح كغيره من تلك التماثيل معبّراً عن سلطة كل واحد من الحكام المتعاقبين في عصر الدولة الوسطى المصرية وفقاً لما هو مُدوّن أسفله "إذا كانت تُنحت أزواج من تلك التماثيل غالباً لتحيط بمداخل المعابد من الجانبين، بحيث يكون كل منها حارساً للمعبد ويقدّم صورة مهيبة، لكن ودودة عن الفرعون لشعبه ".
ذلك التمثال يأخذ زوّار مؤتمر المناخ إلي بوابة الجناح «قصص الأمم» الذي يقف امامه التمثال ، في رحلة عابرة للزمان والمكان، تتنقل بين الماضي البعيد والحاضر والمستقبل، وتجوب قارات العالم المختلفة، وقصص بلدان من الشرق والغرب و للاطلاع على حكايات المشاركين الدوليين الذين شاركوا في معرض «إكسبو2000 دبي»، بداية من «مفتاح العودة» الفلسطيني، مروراً بباب عتيق من المغرب، وصولاً إلى تذكارات من حول العالم لكل منها حكاية ،من القصص التاريخية إلى المستقبلية، إذ يزخر الجناح بالتحف والتذكارات التي تبرعت بها الدول، إهداءً منها لأجيال مقبلة من الزوّار لتشكل الجناح الذي إفتتاح في شهر فبراير الماضي .
ويروي جناح “قصص الأمم”، في رمزية وارتباط دائم بين تجارب الأمم وتكاتفها وتعاونها في مختلف المجالات والتحديات ، ويضم الجناح قطعا متنوعة من المنحوتات والمصنوعات اليدوية والآلات الموسيقية والتذكارات والمنسوجات والمجسمات، اللوحات، التحف الفنية، والأزياء، وغيرها من القطع التي تروي قصص الأمم والإنجازات المختلفة التي تم عرضها بأجنحة الدول خلال «إكسبو 2020دبي ».
وتم عرض القطع المختلفة لأكثر من 200 دولة ومنظمة بطريقة مبتكرة في معرض دائم في جناح «قصص الأمم» بمدينة إكسبو في ثلاثة أجنحة مختلفة هي: الفرص الذي يضم قطعاً فنية بموضوعات تبرز تعاطف البشر مع بعضهم، وكيف اجتمع الناس في إكسبو للعمل معاً نحو مستقبل أفضل حافل بالفرص للجميع، تحت عنوان «لحظتنا في الزمن»، بينما يقدم الجناح في منطقة التنقل موضوع «عالمنا الرائع»، الذي يبرز سعي البشرية الدؤوب للتميز، ويسلط الضوء على البراعة والطموح ودورهما في تغيير الطريقة التي نعيش بها، ونتواصل مع بعضنا بعضاً، ونتبادل المعرفة والأفكار ، أما الجناح الذي يقع في منطقة الاستدامة، فهو يظهر موضوع «خيالنا اللانهائي»، الذي يأخذ الزوار في جولة تسلط الضوء على علاقة الإنسان بالطبيعة .
وبهذه العبارات يستقبلك جناح المعرض الدائم”قصص الأمم” "هذه قصتنا عندما اجتمعنا، عندما رأينا وفهمنا حقاً بعضنا.. هي قصة عن كيف أحيا العالم المفاهيم العالمية التي يمثلها كل من الفرص والتنقل والاستدامة، لكن الأهم هو أنها قصتنا نحن البشر بوصفنا مشاركين من شتى الأمم أي قصة هويتنا ونمط عيشنا في عالمنا الرائع وبيتنا المشترك وقصة عن الخطط التي نرسمها لجعله مكاناً أفضل”.
و من فلسطين تأتي أهم مقتنيات المتحف ، فيتصدّر «مفتاح العودة» المشهد الذي يرمز - بحسب اللافتة المدوّنة - إلى أحد المفاتيح الأصلية من منازل الفلسطينيين التي فُقدت إبان النكبة ٤٨ ،، عندما هجر أكثر من نصف سكان فلسطين التي كانت واقعة تحت الانتداب البريطاني ليُحرموا بعد ذلك من حق العودة ، وبعد أكثر من سبعة عقود، لا تزال الكثير من العائلات الفلسطينية تحتفظ بمفاتيح المنازل التي أجبرت علي تركها عند قيام دولة إسرائيل ، ويبقي المفتاح تذكيرا قويا بالخسائر المادية و العاطفية التي تكبدها الفلسطنيون نتيجة الظلم الذي تعرضوا له ، و يعطيهم جرعة صغيرة من الأمل بعودتهم ، ويشكل حقهم في المطالبة بإسترجاع أرضيهم و منازلهم المفقودة .
وتسهم منظمة التعاون الإسلامي في الأجنحة بمقتنيات تحمل رسائل توعية حول أهمية التعددية الثقافية والفكرية عبر عمود ملفت يجسد القيم الجوهرية للإسلام ويعزز محتواه المتعدد اللغات مانحاً الزوار فرصة للوقوف على اهمية الانفتاح وتبني عقلية التحري والبحث والفهم، فيما سردت "شجرة الحياة" في جناح مولدوفا قصص البلد في مجالات عدة والاستكشاف والتذوق والاستثمار والحرف.
وتم عرض بعض القطع الأخرى التي تناقش قضايا مهمة كقضية المناخ، حيث عرضت فيجي نموذجاً عن زورق «دروا» التقليدي، الذي يرمز إلى المرونة والوحدة التي تجلت في فترة رئاسة فيجي لمؤتمر الأطراف - مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ لعام 2017، «كوب 23» تمثيلاً للصلة التي تربط الثقافة والتقاليد الفيجية بالمفاوضات الدولية بشأن تغير المناخ.
وتحت عنوان “ شاهد المزيد عن عالمنا الرائع” تستقبلك دعوات بالحفاظ على الثروات الطبيعية لأجيال المستقبل، وسانت لوسيا مصدر إلهام لك وكوكب الأرض صديقي، وغواتيمالا محرك أمريكا الوسطى، ومعاً نرى الصورة الأوسع عنوان الدول المشاركة في جناح الفرص.
وتبرز لافتة “عالمنا الرائع” على جناح التنقل مسلطة الضوء على سعي البشرية للتميز والبراعة والطموح ودورها في تغيير الطريقة التي نعيش بها، والتواصل مع بعضنا بعضاً، وتبادل المعرفة والأفكار .
وبعنوان “خيالنا اللانهائي” تسلط منطقة الاستدامة في معرض “قصص الأمم” الضوء على علاقة الإنسان بالطبيعة.
ويحكي كل تذكار عن الدولة التي يمثلها، فاستوحى جناح المملكة المتحدة من المشروع الأخير للمؤلف والعالم الإنجليزي الشهير في الفيزياء النظرية والكونيات، ستيفن هوكينغ، ويدعو الزوّار إلى التفكير في الرسالة التي تسعى البشرية إلى إيصالها للتعبير عن نفسها بوصفها شعباً واحداً، في حال ما واجهنا يوماً ما حضارات متقدمة أخرى في الفضاء.
أما لوكسمبورج، فتمحورت القصة المرورية في جناحها حول استجابة لتحديات معاصرة هائلة على مستوى المجتمع، والتزام بالريادة في مجالي الاستدامة والابتكار، فيما عرضت سويسرا «مرآة الواقع»، محفزة الزوّار على النظر إلى أعلى لرؤية انعكاسهم في المرآة، التي رُكّبت لمحاكاة التأثير الناتج عن الواجهة الضخمة المكسوّة بالمرايا للجناح، والتي شكّلت نقطة مثالية لاقت استحسان الجميع لالتقاط الصور الذاتية في «إكسبو 2020».
ويعرض الجناح مقعدان على شكل أعشاش طيور من السلفادور من تصميم الحرفية والفنانة السلفادورية " لولا مينا " واللذان يرمزان الى الذات والصلة التي تربط بين الطبيعة والإنسانية .
ومن استونيا تستعرض كرات الضوء التي تتدلى من السقف، حيث تحاكي المصابيح البالغ عددها 400 مصباح وعلقت في مستويات مختلفة سحب البيانات في البنية التحتية التقنية "اكس وورد التي تشكل طريقا سريعا رقميا يربط جميع قواعد البيانات في الدولة.
بينما اتخذت منصّة قبرص من تمثال «أفروديت» رمزاً لها، إذ تحكي الأساطير أن «أفروديت» رمز الجمال والحب، خرجت من مياه قبرص عند ولادتها، وتشكّلت من زبد البحر.
و ظهرت منصّة الكاميرون بـ«أبهى حُلة»، إذ عرضت ثوب «أتوغو»، الذي يمثل زياً تقليدياً في المنطقة الشمالية الغربية للكاميرون، ففي الماضي كان أفراد العائلة المالكة - أي زعماء الفون والوجهاء وزوجاتهم وأطفالهم - أكثر من يرتدي تلك الأزياء في مناسبات رسمية، مثل تتويج حاكم جديد وحفلات الزفاف.
وبعربة مزخرفة بألوان زاهية، جذبت منصّة «ميانمار» الأنظار، فتلك العربات تستخدم ومعها القوارب على نطاق واسع في مجتمع ذلك البلد الآسيوي حتى يومنا هذا.
فيما توسطت مركبة إطلاق الأقمار الاصطناعية منصّة الهند، وهي مركبة إطلاق فضائية أحادية الاستخدام مصممة لإطلاق حمولات تراوح بين 2000 و2500 كيلوجرام، إلى مدار النقل المتزامن مع الأرض، وهي نسخة مطابقة للأصلية التي عُرضت في «إكسبو 2020 دبي».
وتحت شعار «قمر اصطناعي صُنع في فيتنام»، احتفت منصّة فيتنام بصناعة قمر يشكل النموذج المعروض نسخة عنه، وأرسلته إلى الفضاء، واحتُفل بهذا الإنجاز في «إكسبو 2020».
وزيّنت بوابة خشبية عتيقة منصّة المملكة المغربية، وتشبه الأبواب المتميزة التي تزيّن شوارع المغرب العامرة بالألوان ومدنه العتيقة المزدحمة.
وعرضت أوكرانيا درّاجتها الكهربائية المحلية «لوكوموتيف-إي»، التي تتسم بخصائص مثل نظام تفعيل ذكي عبر الإنترنت، ومحرك قوي، ومخزون كبير للطاقة يحتوي حتى 510 كيلومترات في شحنة واحدة.
أما أوغندا فهي المكان المناسب في الزمان المناسب، إذ تتحلى بأكثر من 1000 نوع من الطيور، أي ما يعادل نحو 11% من جميع أنواع الطيور على الأرض.
وتعرض نسخة مطابقة للأبجدية الأوغاريتية التي تعد أقدم أبجديات العالم وابصرت النور في مدينة أوغاريت السورية القديمة ونقشت على لوح طيني وهي الرموز التي تطورت لاحقا الى كلمات مكتوبة.
واستعرضت دولة الفاتيكان التي تبني علاقات وثيقة مع جميع الأديان "مخطوطات يزيد عمر بعضها عن الف عام ولم تعرض في السابق خارج أرشيف الفاتيكان منها لوحات فنية ووثائق ترمز الى لقاءين تاريخيين، الأول بين القديس فرنسيس الاسيزي وسلطان مصر الملك الكامل منذ 800 عام تقريبا ، والثاني بين البابا فرنسيس والامام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب الذي جرى في أبوظبي ووقع كلاهما على وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك وهي رسالة مؤثرة للعالم أجمع.
وعرضت منصّة «غيانا»، وهي إحدى دول الساحل الشمالي لأميركا الجنوبية، مجموعة لحيوانات مختلفة، تمثل انعكاساً للغابات المطيرة التي تغطي ثلاثة أرباع أراضيها، لذا استعرض جناح هذه الدولة التنوّع الرائع لنباتاتها وللحيوانات التي تتخذ من هذه الأرض موطناً لها، منها: آكل النمل الكبير، وببغاء مكاو ذو الألوان الزاهية، وثعبان أناكوندا العملاق، وغيرها.
وتستعرض المقتنيات عملاً فنياً مبهراً ورمزاً بارزاً لتمكين المرأة من العمل، والذي نسجته أكثر من 200 امرأة من المكسيك من بلدة في ولاية خاليسكوالمعروفة محطمي أرقاما قياسية في غزل النسيج.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الضوء على فی جناح أکثر من IMG 20231213
إقرأ أيضاً:
الفصائل الفلسطينية تستنكر القانون الصهيوني الذي يقضي بترحيل عائلات المقاومين
يمانيون../ استنكرت فصائل المقاومة الفلسطينية، اليوم الخميس، القانون الصهيوني الذي يقضي بترحيل عائلات المقاومين الفلسطينيين منفذي العمليات الفدائية لمدّة تصل إلى 20 عاماً.. مؤكدة أنه لن يرهب الشعب الفلسطيني ومقاومته.
وقالت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، في بيان لها: إنّه وفي خطوة جديدة من خطوات القمع والتنكيل التي يمارسها العدو بحق الشعب الفلسطيني صادق الكنيست على قانون يمنح وزير الداخلية صلاحية ترحيل أفراد عائلات منفذي العمليات لمدة تصل إلى 20 عاماً، كما ويسمح بسجن الأطفال الصغار، ممن تقل أعمارهم عن 14 عاماً، وإصدار أحكام بحقهم.
وأشارت إلى أنّ “هذا القانون الخطير يُشكّل انتهاكاً صارخاً لكل المواثيق والأعراف الدولية التي تحرم العقاب الجماعي”.. مؤكدةً أنّ سلسلة القوانين التي أقرّها “الكنيست” في الآونة الأخيرة، والتي يعمل على إقرارها “أداة من أدوات التطهير العرقي، وجزء من آلة حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني”.
ولفتت إلى أنّ “منح مجرم مدان بارتكاب جرائم إرهابية، يشغل اليوم منصب وزير الداخلية في الكيان، الصلاحية بطرد عائلات بأكملها في إطار فرض عقوبات جماعية انتقامية، هو أصدق تعبير عن مستوى التدني الأخلاقي الذي وصل إليه الكيان الصهيوني”.
كما حمّل البيان ما يسمى بالمجتمع الدولي والمؤسسات الدولية والأنظمة المطبعة مع هذا الكيان مسؤولية تماديه في عدوانه ضد الشعب الفلسطيني، بسبب صمتها المخزي الذي يمنحه الغطاء لتنفيذ سياساته العدوانية المجرمة.
من ناحيتها، استنكرت لجان المقاومة في فلسطين القانون الصهيوني.. مؤكدةً أنّه “يكشف النوايا الصهيونية المبيتة لتهجير الشعب الفلسطيني، وإفراغ الأراضي المحتلة من أصحابها وسكانها الأصليين”.
وشدد البيان على أنّ “القوانين والإجراءات الإسرائيلية القمعية كافّة “لن تفلح في إرهاب أبناء الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة في العام 1948، ولن تكسر إرادته ولن تثنيه عن مقاومته وكفاحه ونضاله المشروع ضد العدو”.
ودعا البيان إلى أوسع تحركٍ جماهيري ومقاومة فاعلة للتصدي لهذا القانون الإجرامي في كل أنحاء فلسطين المحتلة.. مُطالباً “الأحرار في الأمة وحول العالم بمساندة الشعب الفلسطيني الذي يتعرض للإبادة”.
ويُشار إلى أنّ “الـكنيست” الصهيوني، صادق اليوم، على قانون يسمح لوزير الداخلية الصهيوني بترحيل أفراد عائلات منفذي العمليات الفدائية ضد أهداف صهيونية، لمدة تصل إلى 20 عاماً.
كما صادق على إجراء مؤقت لمدة خمسة أعوام يسمح بفرض عقوبات بالسجن على القاصرين دون سن 14 عاماً، الذين يدينهم العدو بجرائم قتل متصلة بأعمال مقاومة أو في إطار نشاط الفصائل الفلسطينية.
وتم تمرير القانون بتأييد 61 عضو “كنيست”، ومعارضة 41، فيما دعم الإجراء 55 نائباً وعارضه 33.
وجاء في نص اقتراح القانون لترحيل أفراد عائلات منفذي العمليات، الذي بادر إليه عضو “الكنيست”، حانوخ دوف ميلفيتسكي من حزب “الليكود” “سيتم ترحيل ابن الأسرة (قرابة من الدرجة الأولى) إلى قطاع غزة أو إلى وجهة أخرى تحدد وفقاً للظروف”، وذلك إذا تقرر أنه “كان على علم مسبق بخطة أحد أفراد عائلته لتنفيذ عمل ضدنا ولم يبذل كل الجهود المطلوبة لمنعه”.