لماذا وصف غانتس خسائر الاحتلال في غزة بـالثمن الباهظ في حرب البقاء الثانية؟
تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT
تسبب الكمين المميت الذي نفذته كتائب القسام، يوم أمس في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وقتل فيه 10 من قوات الاحتلال، أغلبهم من الجنود من لواء جفعاتي للقوات الخاصة، بصدمة في أوساط الاحتلال، دفعت عضو مجلس الحرب بيني غانتس إلى وصف ما يجري بحرب البقاء الثانية، والثمن الباهظ المؤلم.
وقال غانتس في مشاركة عبر حسابه بموقع إكس، "إن حرب البقاء الثانية، التي تشنها إسرائيل تفرض علينا ثمنا باهظا ومؤلما وصعبا، وكل من يسقط هو ندبة على دولة إسرائيل بأكملها، وكل ندبة من هذا القبيل هي تذكير ببطولة محاربينا، والحاجة إلى أن نكون كمجتمع جديرين بتضحياتهم".
وبفعل ضراوة تصدي المقاومة للاحتلال في معارك غزة، هذا هو التصريح الثاني لغانتس، بعد الخسائر الكبيرة التي يتعرضون لها في القطاع.
وقال غانتس في الأيام الأولى للعدوان، بعد تفجير المقاومة لمدرعة النمر، ومقتل 7 جنود لواء جفعاتي للنخبة بداخلها، إن "دموعنا تتساقط عند رؤية جنود جفعاتي يسقطون".
وتابع غانتس قائلا "نمر بأوقات صعبة وسنشهد المزيد منها وهدفنا تغيير الواقع في غزة من أساسه".
وعلق محللون وكتاب على حديث غانتس عن الحرب الوجودية، والثمن الباهظ الذي يدفع من الجنود في غزة بالقول:
منذ أيام يقول وزير الحرب الإسرائيلي "يوآف غالانت": " إن لم ننتصر في هذه الحرب فلا معنى لوجودنا في هذه المنطقة".
اليوم، يقول عضو مجلس الحرب "بيني غانتس": حرب البقاء الثانية التي نخوضها تكبدنا ثمنا باهظا ومؤلما وصعبا.
المشترك، أن مجلس الحرب متفق على أنها "حرب بقاء"، وإن حديث… — Khalil Nasrallah (@khalilnasrallah) December 13, 2023
عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس:
حرب البقاء الثانية التي نخوضها تكبدنا ثمنا باهظا ومؤلما وصعبا،
طيب..
ماذا سيحل بهم في حال فشلهم في حرب البقاء الثانية، على حد تعبيره؟
وثمة عشرات الدلائل على هذا الفشل؟
اذا.. البقاء على المحك، وهو كذلك، ويبدو أن الأرض تميد تحت ارجلهم! — Hilmi Asmar (@helmialasmar) December 13, 2023
عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس: حرب البقاء الثانية التي نخوضها تكبدنا ثمنا باهظا ومؤلما وصعبا..
حرب البقاء ..
.الكيان لأول مرة يشعر بهذا التحدي والرعب وأنه أمام خطر وجودي. pic.twitter.com/RRsHo5cdCu — عبدالرقيب الهدياني Raqib Al-hudiany (@alrkeb) December 13, 2023
غانتس: حرب البقاء الثانية التي نخوضها تكبدنا ثمنا باهظا ومؤلما وصعبا.
هكذا وصف عضو مجلس الحرب غانيتس حرب الإبادة التي يخوضها جيشه النازي ضد #غزة، وهي تعكس حجم تورط العدو في وحل غزة وما يتعرض له جيشه من مقاومة باسلة. — نصر العفيف ???????? (@nasr_alafif) December 13, 2023
عضو مجلس الحرب الجنرال بيني غانتس الذي تم تعيينه بأوامر أميركية لنتنياهو، والمنافس الذي تفوق على نتنياهو في استطلاعات الرأي الأخيرة، يصف ما يجري في غزة بحرب بقاء، وتكلفنا ثمنا باهضا ومؤلما وصعبا.
أليس هذا هو المتغطرس نفسه الذي توعد حماس بالسحق والإنهاء ووعد بتحرير أسرى كيانه.… — ماجد أبو دياك (@abudiak64) December 13, 2023
من جانبه قال الباحث والمحلل السياسي الدكتور عبد الله العقرباوي، إن تصريحات غانتس، تفهم في سياق التخفيف من وطأة الخسائر الكبيرة التي يتكبدها جيش الاحتلال، في قطاع غزة، والتي يأتي وقعها كبير على مجتمع الاحتلال.
ضمان استمرار الحرب
وأوضح العقرباوي لـ"عربي21" أن مجتمع الاحتلال، يضغط على نفسه كثيرا، من أجل المحافظة على موقف داعم للحرب على قطاع غزة.
وأشار المحلل السياسي، إلى أن "غانتس الذي دخل مجلس الحرب كوكيل للمصالح الأمريكية، يريد أن يضمن استمرار الحرب رغم الخسائر الكبيرة التي يتكبدها الجيش".
ورأى أن التصريح يأتي في ظل ضربة موجعة، تلقاها الجيش، في حي الشجاعية، وهي ضربة أحدثت ردة فعل وصدمة كبيرتين، لدى مجتمع الاحتلال، خاصة وأن الجنود العشرة من لواء غولاني، وهي نخبة النخبة بجيش الاحتلال، وهم أولاد الذوات من العلمانيين الأشكناز، الذين يرون غانتس ممثلا عنهم في مجلس الحرب.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن فجر الأربعاء مقتل 10 من عناصره معظمهم ضباط في المعارك الدائرة في شمال قطاع غزة. كما اعترف بإصابة 21 جنديا خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وأعلن الجيش أن العسكريين الثمانية وبينهم قائد كتيبة في لواء جولاني قتلوا بكمين لكتائب القسام في حي الشجاعية بغزة، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
من جهتها أفادت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية "كان"، بأن قوة قتالية تابعة للواء "جولاني"، خرجت، الثلاثاء، لتفتيش المباني في منطقة القصبة في حي الشجاعية الذي يعتبر منطقة كثيفة بالسكان.
ووفقا للإذاعة الإسرائيلية، فإن القوة العسكرية وقعت في كمين لمقاتلين من "القسام"، حيث تم تفجير عدة ألغام بها، كما أنه تم من أحد المنازل إطلاق النار على الجنود.
ورد الجنود بإطلاق النار، وأثناء محاولة سيطرتها على المواقع انقسمت القوة العسكرية إلى قسمين، وخلال عملية الإنقاذ وصلت قوة أخرى دخلت المبنى، من أجل إخلاء القتلى والمصابين، حيث فتح عناصر "القسام" النار نحو قوة الإخلاء فوقعوا بين قتيل وجريح.
ونقلت الهيئة عن ناطق باسم الجيش إعلانه "مقتل 5 ضبّاط هم قائد الكتيبة 13 في لواء جولاني المقدّم تومر غرينبرغ، وقائد سرية في الكتيبة 13 في لواء جولاني الرائد روعي ميلداسي، وقائد سرية في الكتيبة 51 في لواء جولاني، الرائد موشه أفراهام بار أون".
وأشار المتحدث العسكري إلى أنه من بين الضباط أيضاً "قائد فصيلة في الكتيبة 51 في لواء غولاني النقيب ليال هايو، وأيضاً قائد سرية مقاتلين في وحدة الإنقاذ التكتيكية الخاصة 669 الرائد بن شيلي".
أما الجنود القتلى فهم: "الرقيب روم هيخت، والرقيب أول أوريا يعقوب، إضافةً إلى الرقيب آحيا داسكال"، وفق المصدر نفسه.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية غزة الاحتلال غانتس القتلى غزة قتلى الاحتلال غانتس سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة عضو مجلس الحرب فی حی الشجاعیة فی لواء جولانی بینی غانتس فی غزة
إقرأ أيضاً:
كيف غيرت حرب الأفيون الثانية مستقبل الصين؟
كانت حرب الأفيون الثانية (1856-1860) واحدة من أهم المحطات التي غيرت مسار التاريخ الصيني، حيث أدت إلى زيادة التدخل الأجنبي، وإضعاف سيادة الصين، وفرض معاهدات غير متكافئة عليها. لم تكن هذه الحرب مجرد صراع عسكري، بل كانت بداية لانحدار الإمبراطورية الصينية وفتح الباب أمام النفوذ الغربي الذي استمر لعقود.
الأسباب: بين التجارة والاستعماربدأت الحرب بسبب إصرار بريطانيا وفرنسا على استمرار تجارة الأفيون، التي كانت تدر أرباحًا ضخمة على التجار الأوروبيين بينما تسببت في انتشار الإدمان داخل الصين. حاولت الحكومة الصينية الحد من هذه التجارة لحماية مجتمعها، لكن ذلك قوبل بمعارضة شديدة من الدول الغربية. جاءت الشرارة المباشرة للصراع عندما احتجزت السلطات الصينية سفينة بريطانية عام 1856، وهو ما استغلته بريطانيا وفرنسا كذريعة لشن الحرب وإجبار الصين على تقديم مزيد من التنازلات.
نتائج الحرب: خسائر فادحة للصينبعد الهزيمة الصينية، فُرضت عليها معاهدة تيانجين (1858) ثم معاهدة بكين (1860)، التي تضمنت شروطًا قاسية، من بينها فتح موانئ صينية إضافية أمام التجارة البريطانية والفرنسية، وإضفاء الشرعية على تجارة الأفيون، مما زاد من حالات الإدمان داخل المجتمع الصيني، والتنازل عن شبه جزيرة كولون لصالح بريطانيا، مما زاد من سيطرة البريطانيين على هونغ كونغ، ومنح حرية التنقل للمبشرين المسيحيين في الصين، مما أدى إلى اضطرابات دينية واجتماعية.
أصبحت الصين دولة شبه مستعمرة، حيث سيطرت الدول الغربية على اقتصادها وتجارتها دون اعتبار لسيادتها الوطنية. كما تعرضت حكومة أسرة تشينغ لإضعاف كبير، مما أدى إلى فقدان ثقة الشعب بها، وكان ذلك أحد العوامل التي مهدت لسقوطها لاحقًا وقيام الجمهورية الصينية عام 1912.
كان للحرب تأثير اقتصادي كارثي على الصين، حيث ارتفعت واردات الأفيون، مما أدى إلى انتشار الإدمان وتراجع الإنتاجية بين المواطنين. كما تأثرت الصناعات المحلية بشكل كبير بسبب تدفق السلع الأوروبية الرخيصة، مما أضعف الاقتصاد الصيني التقليدي.
أدى النفوذ الغربي المتزايد إلى انتشار مشاعر العداء للأجانب بين الصينيين، وكان ذلك أحد الأسباب التي ساهمت في اندلاع ثورة الملاكمين (1899-1901) ضد النفوذ الغربي في الصين. فقد الكثير من الصينيين الثقة في الحكم الإمبراطوري، وبدأت الأفكار القومية والإصلاحية في الانتشار، مما ساهم لاحقًا في سقوط أسرة تشينغ.
كيف انعكست الحرب على الصين الحديثة؟اليوم، لا تزال الصين تنظر إلى حروب الأفيون كجزء من “قرن الإذلال”، وهي الفترة التي تعرضت فيها البلاد للتدخلات الأجنبية والاستعمار. يستخدم الخطاب القومي الصيني هذه الحروب كتذكير بأهمية القوة الاقتصادية والسياسية لحماية البلاد من النفوذ الأجنبي، وهو ما يفسر تشدد الصين الحالي في التعامل مع القوى الغربية، خاصة في القضايا التجارية والسيادية