مشاركة فى حماية الأمن القومى
تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT
مشهد رائع سطره المصريون فى حب الوطن، خلال المشاركة فى الانتخابات الرئاسية بصورة تليق بمصر، وتكشف عن وعى مصرى متنامٍ فى السنوات الأخيرة، وحرص عامة المصريين على الاستقرار والتنمية والتحضر، والملفت فى هذه الانتخابات وجود حالة من التناغم والتعاون بين الأجهزة التنفيذية والمواطنين بشكل لائق ومتحضر يؤكد أن مصر تسير بحق وبخطى ثابتة نحو الجمهورية الجديدة على شتى المستويات، وعلى رأسها احترام المواطن المصرى، ومع أننى حرصت على الإدلاء بصوتى بعد الظهيرة فى اليوم الأول تلاشيًا للزحام، إلا أننى عندما وصلت إلى لجنتى الانتخابية بالدقى فوجئت بكثافة عددية فى اللجان، ولكن النظام الشديد والتعاون من قبل القائمين على النظام ومن رجال الشرطة جعل الأمور تسير بسهولة ويسر، وقرأت فى عيون المواطنين حالة من الرضا والزهو والفخر بالنظام الرائع والتعامل الراقى، وانعكست هذه الحالة على كبار السن وتبارى الجميع لإفساح المجال لهم وعدم الانتظار لبضع دقائق، فى تأكيد على التغير الكبير الذى يشهده المجتمع المصرى، وعمق الانتماء الوطنى لدى المصريين وحرصهم على أداء هذا الواجب الوطنى وتأمين مستقبل هذا الوطن.
الحقيقة أن حرص المصريين فى السنوات الأخيرة على المشاركة السياسية والاهتمام بالانتخابات الرئاسية والشأن العام المصرى، لم يأت من فراغ، وإنما لأسباب كثيرة يأتى على رأسها الأحداث الكبرى التى مرت بها مصر منذ اندلاع ثورة الشباب فى 2011، واختطافها فى غضون أيام قليلة من قبل الجماعة الإرهابية، وتحول البلاد إلى ساحة للصراعات أنتجت فوضى عارمة لمدة عامين ونصف العام، بعد أن تمكنت الجماعة الإرهابية من السيطرة على مقاعد البرلمان، ثم اختطاف منصب رئاسة الجمهورية بشتى الأساليب الملتوية، ومن خلال تدخلات ودعم خارجى، وأيقن المصريون فى هذا الوقت أن الوطن قد اختطف بالفعل، وفى طريقه إلى الانهيار والانزلاق فى صراعات مسلحة فى ظل تسارع جماعة الإخوان للتمكن من مفاصل الدولة وإرهاب الشعب، وهو ما دفع شرائح كثيرة من أبناء الوطن للتصدى لهذا المخطط والخروج فى مظاهرات، حتى جاءت لحظة الانفجار الشعبى الهائل فى الثلاثين من يونيو عام 2013، ليسطر المصريون أعظم ثورة شعبية عرفتها مصر بعد ثورة 19، لاستعادة الوطن والحفاظ على هويته ومقدراته، ولم تمر سنوات قليلة حتى تكشفت خيوط المؤامرة كاملة بعد تسريبات وثائق هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية التى كشفت عن المخطط الأمريكى مع تيار الإسلام السياسى للوصول إلى السلطة وتحقيق سيناريو الشرق الأوسط الجديد.
حالة الوعى المصرى لم تأت من فراغ فى ظل ما يحدث على الساحة العالمية والإقليمية، والتحولات الخطيرة التى يشهدها العالم وفى القلب منه منطقة الشرق الأوسط ومصر، وكلنا يذكر المحاولات المتكررة لتشتيت أفكار المصريين فى ظل الضغوط الاقتصادية، وترويج أفكار هدامة مثل - فقه الأولويات - التى كانت تركز على تسليح الجيش المصرى والمحاولات المتكررة للجماعة الإرهابية لإفساد العلاقة بين الشعب وقواته المسلحة الوطنية بترويج مثل هذه الأفكار والشائعات كلما عقدت مصر صفقة أسلحة جديدة فى إطار عملية تطوير وتحديث المؤسسة العسكرية بهدف تعزيز قدرتها لحماية الأمن القومى المصرى، وعندما اكتشف الغاز فى البحر المتوسط والتهبت الأحداث فى ليبيا غربًا والسودان جنوبًا أيقن المصريون أهمية تطوير قدرات القوات المسلحة، وبعد أن انفجرت الأحداث فى غزة مؤخرًا وتكشفت النويا الإسرائيلية الأمريكية بتهجير سكان غزة إلى سيناء أيقن كل المصريين ضرورة تعزيز قدرات الجيش المصرى، وجاء رد الرئيس عبدالفتاح السيسى بإسقاط هذا المخطط والإعلان عن أن الأمن القومى المصرى خط أحمر، وتابع المصريون تحركات الجيش المصرى التى ردعت هذا المخطط، ويتأكد الجميع من الأسباب الحقيقية وراء كل الأفكار الهدامة فى المجتمع، ولتكون أيضاً أحد الدوافع للتماسك الداخلى والمشاركة السياسية لدعم استقرار الوطن وتقدمه.
حفظ الله مصر
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: صواريخ حب الوطن الانتخابات الرئاسية بمصر
إقرأ أيضاً:
ريهام العادلي تكتب: الشرطة المصرية.. 73 عاماً من العطاء الوطني
تأتي الذكرى الـ 73 لعيد الشرطة الذى يعد عيدًا من أهم أعياد مصر، لنستدعى من خلاله صفحات مهمة من ذاكرة تاريخنا الوطنى، تلك الصفحات التي أضحت سجلا مشرفًا، وحافلا بالإنجازات، ومليئا بالبطولات، يشهد بمسيرة نضال وطني، وعطاء مخلص ومتواصل، يقدمه رجال الشرطة الساهرون على أمن الوطن والمواطنين.
ولم لا نفخر والشرطة المصرية واحدة من أعرق مؤسسات الأمن في العالم أجمع، ومرت بعدة تطورات وصولًا إلى العصر الحديث، عنـدما باشر مصطفى رياض باشا مسئوليتها عام 1879، ثم أنشئت وزارة الداخلية عام 1900، وتولاها عدد من رموز الوطن، منهم سعد زغلول، ومحمود فهمى النقراشي، وعبد الخالق ثروت، وعدلى يكن، وأحمد ماهر.
سجلت صفحات التاريخ لرجال الشرطة المصرية بأحرف من نور بطولات عز وشرف ستظل جذوتها مشتعلة على الدوام تضيء وجدان الأمة على مر السنين والعصور أن الشرطة المصرية هي خط الدفاع الأول عن مصالح المواطنين وحمايتهم وحفظ الأمن والاستقرار الداخلي، وتمثل الأمن والأمان في أبهى صورة للوطن تواجه أعداء الشعب وأعداء الوطن ومحاولي زعزعة استقراره بكل بسالة الرجال، فهم الصامدون المدافعون عن أرضهم ووطنهم وشرفهم بكل قوة وجرأة.
وتخليدا لبطولات رجال الشرطة المصرية تحتفل مصر في الخامس والعشرين من كل عام بـ"عيد الشرطة" في ذكرى معركة الإسماعيلية في يناير عام 1952 والتى راح ضحيتها نحو 50 شهيدا و80 جريحا من رجال الشرطة المصرية.
وإن كانت ملحمة الإسماعيلية في 25 يناير 1952 علامة فارقة في تاريخ الشرطة، فإن رجال الشرطة حققوا العديد من البطولات والملاحم على مر السنين.
وبعد مرور 73 عاما على معركة الإسماعيلية، ما زالت الشرطة المصرية تواصل دورها الفعال فى كل معارك التحرير ومواقف النضال، وعقب مرور سبعة عقود يؤكد أبناؤها تحملهم المسئولية فى حماية أمن الوطن والوقوف بالمرصاد لكل من يستهدف استقراره.
ويأتي في مقدمة التحديات الأمنية آفة الإرهاب والأفكار المتطرفة ومخططات نشر الشائعات والفوضى، حيث يواصل رجال الشرطة العمل على إجهاض مساعي التنظيمات الإرهابية استمرارا لليقظة الأمنية واتخاذ الإجراءات الوقائية لمنع إمتدادها إلى داخل البلاد.
وفي ظل حالة من الأمن والاستقرار تعيشها مصر بعد انتصارها في معركة الإرهاب بجهود رجال الشرطة وأشقائهم في القوات المسلحة، بالإضافة إلى تطور كبير في عمل منظومة الشرطة في مختلف الخدمات التي تقدمها تحرص أجهزة وزارة الداخلية المختلفة على تطوير المنظومة الشرطية في جميع المجالات مثل الأحوال المدنية أو المرور أو مراكز الإصلاح والتأهيل والدفاع المدني وتصاريح العمل، والدراسة داخل أكاديمية الشرطة وغيرها من مجالات العمل الشرطي، بالإضافة إلى ميكنة العديد من الخدمات وإتاحتها عبر شبكة الانترنت للمواطنين.
وتقوم وزارة الداخلية أيضا بدورها المجتمعي، عبر المبادرات والمعارض التي تقيمها لبيع مختلف المنتجات بأسعار مخفضة للمواطنين، وهي المبادرات التي تلاقي إقبالا وإشادة من المواطنين.
عيد الشرطة ليس عيدًا لرجال الشرطة فحسب بل للوطن بأكمله، وجموع الشعب تؤكد اعتزازهم بالدور العظيم الذي يقوم به رجال الشرطة، حيث يقدمون لنا أغلي نعمة في الوجود وهي نعمة الأمن والأمان، ويبذلون الغالي والنفيس في سبيل أمن واستقرار البلاد فكم ضحوا بأرواحهم الغالية فداء للوطن واستقراره، تحية إعزاز وتقدير لرجال الشرطة البواسل، وللشهداء الأطهار الذين ضربوا أروع مثل في التضحية وإنكار الذات ومحبة الوطن.