من مذكرات دافيد بن جوريون «لا تتعبوا أنفسكم فى البحث عن حل.. ليس هناك حل.. الأرض واحدة وطالب الأرض اثنان، ولا بد أنها لواحد منهما فقط، ولا بد أن يكون الشعب الإسرائيلى هو هذا الواحد الذى يحصل على الأرض ويملكها. والحل الوحيد إذا كان هناك حل- أن نسعى بكل الوسائل بما فيها القوة والسياسة وحتى الخديعة لكى نجعل الطرف الآخر يرضى بالتنازل عن مطلبه».
يبدو أن مشكلتنا كعرب أننا لا نقرأ، وإذا قرأنا لا نفهم، وإذا فهمنا سرعان ما ننسى. بن جوريون من قبل نتنياهو بأكثر من نصف قرن رسم خريطة طريق تصفية فلسطين أرضًا وشعبًا، ومن قبل إعلان قيام الكيان الصهيونى عام 1948، وهناك رؤية استعمارية صهيونية غربية، للاستيلاء على فلسطين العربية، واعتماد سياسة النفس الطويل لتحقيق ذلك.
رأى بن جوريون أهمية كبيرة لتشجيع الهجرة من أجل مضاعفة عدد سكان دولة إسرائيل. وقد طالب أيضاً بزيادة أعداد المواليد. وقد حدد جائزة الولادة التى تبلغ مئة ليرة للأمهات التى تلد عشرة أولاد أحياء، عبر بشكل رمزى أكثر منه مادى عن تقدير الدولة لهؤلاء الأمهات.
وفى جزء من مذكراته، تطرق بن غوريون فى 26 سبتمبر 1948 للاجئين العرب الذين هربوا أو طردوا من قراهم فى حرب الاستقلال» إعلان قيام الكيان الصهيونى «. ويوثق بن غوريون محادثة أو لقاء اجراه مع يوسف فايتس، مدير قسم الأراضى والغابات فى «الكيرن كييمت». يتبين من هذا اللقاء أنهما خشيا من محاولة لاجئين عرب العودة إلى قراهم ومدنهم فى إسرائيل. «هناك حالات وصل فيها لاجئون من الرملة واللد إلى غزة عبر رام الله. لأنه من غزة يعتقدون أنه من السهل عليهم العودة إلى الرملة واللد. ما العمل؟، يجب أن نلاحقهم بلا توقف... أيضاً فى الجنوب يجب أن نلاحق وندفع اللاجئين نحو الشرق، لأنهم لن يذهبوا إلى البحر ولن تسمح لهم مصر بالهجرة إليها.
وعلى الصعيد الاستراتيجى، يعد بن جوريون رائد التطوير النووى للكيان الصهيونى، حيث التقى أثناء حرب 1948 مع مهندس إسرائيلى، هاجر إلى فرنسا وأصبح من مؤسسى البرنامج النووى فى فرنسا، وأخذ منه بعض المعلومات عن الموارد اللازمة لإقامة مفاعل نووى وتشغيله. قرر بن جوريون فى 13 يونيو 1952 تنفيذ خطته وأسس لجنة الطاقة الذرية برئاسة بروفيسور ارنسط دافيد برجمان. وفى عام 1958 تم البدء فى إقامة مركز الأبحاث النووى «شورق»، وفى عام 1959 تم البدء فى إقامة مجمع (قرية) للبحث النووى فى النقب.
إسرائيل إذن ليست صدفة سياسية، ولكنها مشروع قديم فى العقل الاستعمارى الغربى، وقد تكون حرب غزة نهاية الفصل الأول لهذا المشروع، ولكنها لن تكون أبدًا نهاية لقضية فلسطين التاريخية.. كلمة التاريخ تنتصر فى النهاية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: كامل عبدالفتاح بن جوريون قبل نتنياهو بن جوریون
إقرأ أيضاً:
كاتب صحفي: إسرائيل لم تحترم أي معاهدة أو هدنة
قال الكاتب الصحفي بلال الدوي، إنّ إسرائيل لم تحترم أي معاهدة أو هدنة، ومصر الوحيدة التي أجبرتها على السلام.
وأضاف خلال لقائه على قناة «إكسترا نيوز»، أنّ التهديدات تشير إلى وجود مخطط للشرق الأوسط، حيث يريدون الفوضى الخلاقة كما يقولون.
وتابع: «هذا المخطط نجح في بعض الدول، وفشل في بعض الدول وفي القلب منها مصر، وسبب فشله في مصر لأن هناك عمود فقري للدولة المصرية وهي القوات المسلحة المصرية والجيش الوطني العظيم المنتصر، إضافة إلى أنّ مصر لديها مؤسسات وطنية وشرطة ومواطن مصري واعٍ، واحنا بنقول لدينا معركة وعي، وهناك إيجابيات حققتها الدولة المصرية».
وأكمل: «إسرائيل لم تعترف بالهدنة في لبنان رغم موافقتها وتوقيعها عليها، ولم تحترم الهدنة، لأن إسرائيل لديها مخطط تريد تنفيذه فى الأراضي اللبنانية، وإسرائيل لم تنفذ أي هدنة أو أي اتفاق على مدار تاريخها إلا مع مصر وهي اتفاقية كامب ديفيد، لأن مصر دولة قوية وقادرة على صيانة أمنها واستقرارها وسلامة أراضيها، وبالتالي أرغمت إسرائيل على السلام».