بوابة الوفد:
2024-11-27@03:59:45 GMT

ماذا بعد نوبل نجيب محفوظ؟

تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT

لماذا لم يستثمر المثقفون المصريون نوبل نجيب محفوظ؟ مجرد احتفالات وبعدها كأن شيئا لم يكن.! اتخيل أنه كان بإمكاننا أن نفعل مثلما فعلت دولة تشيلى حين فاز شاعرها بابلو نيرودا وهو اسم مستعار للشاعر التشيلى نفتالى ريكاردو ريبس باسوالتو ومن أشهر الشعراء على مستوى تشيلى واسبانيا بل ذاعت شهرته فى أنحاء العالم _ تقريبا_ خاصة بعد فوزه بجائزة نوبل للأدب عام ١٩٧١؛ كتب نيرودا قصائده باللغة الاسبانية _ لغته الأم _ و بعد هذا الفوز خطط المثقفون فى تشيلى واسبانيا لأن تكون نوبل نيرودا؛ فرصة لترويج آدابهم بأغلب اللغات الحية وتفرغت دور النشر والمطابع والصحف والمجلات المتخصصة والعامة لطبع الاداب الاسبانية التى انتشرت شرقا وغربا وأجبرت هذه الأعمال الفارقة دولا كثيرة على طبعها وترويجها بل وتقريب هذه الدول من اللغة الاسبانية إلى جانب زرع بذور التثوير فى القصيدة الجديدة التى كان نيرودا رائدا لها ومالكا لأسرارها، وظهر ذلك بعد انضمامه للحزب الشيوعى الاسبانى ومشاركته فى الدفاع عن الشعب الاسبانى سعيا للتحرر الوطنى والترويج للديموقراطية الغائبة هناك.

مات الشاعر المناضل بابلو نيرودا عام ١٩٧٣ بعد أن ترك لبلاده والناطقين بالاسبانية أعظم ميراث لايزال حيا حتى الآن.. حدث هذا ايضًا فى اليونان بعد فوز الشاعر اوديسيوس. ايليتيس واسمه الأصلى اوديسيوس البودهيليس، وهو واحد من أعظم دعاة الحداثة فى الشعر ونجحت اليونان ومثقفوها فى دعم اسمه عالميا وعودة هيبة القصيدة الإغريقية.. فاز اوديسيوس بنوبل عام ١٩٧٩ ورحل عام ١٩٩٦. أما فى مصر فلم نعرف كيف نروج لآدابنا المصرية والعربية عالميًا بل تركنا نجيب محفوظ يواجه بمفرده الارهابيين الذين حاولوا قتله؛ مثلما تركنا المفكر المستنير فرج فودة فى مواجهة الرصاص وكذلك المفكر الإسلامى والفيلسوف المستنير نصر حامد أبوزيد الذى حاول المتطرفون التفريق بينه وبين زوجته.. ومثلهم كثيرون!

 

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: كاريزما المصريون نجيب محفوظ

إقرأ أيضاً:

اللجوء.. وكرم شعب

على خلفية مشاهدتي لبعض أفلام مهرجان القاهرة السينمائي الدولى الذى اختتم فعاليات دورته الخامسة والأربعين يوم الجمعة الماضي، ناقش أحد الأفلام المعروضة قضية اللجوء إلى الدول الأوروبية هربا من الحروب والويلات وعدم الاستقرار فى بعض البلدان، الفيلم الفرنسي "قابل البرابرة" يدور حول اضطرار بلدة فرنسية بقبول عدد من اللاجئين من أوكرانيا، ولما لم يتبق منهم أحد بعد لجوئهم إلى مدن أخرى تبقت أسرة قادمة من سوريا، فاضطر المجلس المحلي للبلدة على التصويت على قبولهم بالرغم من تحفظات البعض.

واجهت الأسرة السورية الكثير من المتاعب والتنمر والاضطهاد الذى كاد أن يتسبب فى طردهم، قبل أن يحدث موقف إنساني لحالة ولادة طارئة تتدخل فيه ابنتهم الطبيبة لتنقذ الأم والوليد، ليضطر رب الأسرة الذى كان كارها لوجود الأسرة السورية، إلى تقبلهم على مضض نزولا على رغبة زوجته وتهديدها له بأن عليه الاختيار بينها وبين بقاء هؤلاء اللاجئين.

ذكرني ما حدث مع هذه الاسرة السورية ومع ما حدث ومازال يحدث من حوادث عنصرية فى بعض البلدان الأوروبية تجاه اللاجئين وحتى بعض المقيمين هناك، وبين ما يحدث فى مصر من فتح ذراعيها لكل لاجئ لها رغبة فى العيش بأمن وأمان للفارين من هول النزاعات والانقسامات والحروب، وإذا كانت مصر الدولة التى لا تتخلى أبدا عن دورها باعتبارها لأخت الكبرى لكل الأشقاء، فإن هذا الدور ينسحب أيضا على الشعب بأكمله، الذى لم يتذمر ولم يتعامل بقسوة مع من اعتبرهم ضيوفه حتى لو تجاوز عددهم 9 ملايبن، وهو ما يعادل تعداد بعض الدول.

قبل سنوات طويلة استقبلت مصر الأشقاء من الكويت عقب الغزو العراقي للكويت فى أوائل التسعينيات من القرن الماضي، وبعدها استقبلت الأشقاء من العراق، وهم حتى الآن مازالوا جيراننا ويتملكون عقارات، ثم بعد ذلك الأشقاء من اليمن وسوريا، أما بالنسبة للأخوة من فلسطين فهم على مر السنين يعيشون بيننا، وأخيرا هذه الأعداد الكبيرة من النازحين من السودان بعد الاضطرابات التى سادتها منذ عامين تقريبا.

كل من يعيش على أرض مصر فهو آمن، فلا اضطهاد ولا تنمر ولا مضايقات تذكر، وهؤلاء جميعا يعيشون ويعملون ويتعلم أبناؤهم فى المدارس المصرية، بل إنهم لديهم مشروعات استثمارية ومحلات ولنا فى المطاعم السورية المنتشرة فى معظم أحياء القاهرة خير دليل، وعلى الرغم من ارتفاع الأسعار والتضخم المتزايد الذى يعاني من آثاره المصريون، إلا أنهم لم يضيقوا بالضيوف، الذين تسبب وجودهم فى ارتفاع الإيجارات بشكل غير مسبوق وكذا ارتفاع أسعار العقارات والمواد الغذائية، وكما قال النائب علاء عابد أثناء مناقشة قانون لجوء الأجانب الأسبوع الماضي، فإن العقارات زادت بنسبة كبيرة والشقة التى كان سعرها مليون جنيه أصبح الآن سعرها خمسة ملايين جنيه، ومع ذلك مصر "لا قفلت ولا هتقفل بابها فى وش حد".

سلوكيات الناس فى الشارع مع الأشقاء من السودان الذين نزحوا بأعداد كبيرة، تنم عن كرم وإنسانية، فتجد من يدلهم عن الطريق وعن المواصلات ويساعد كبار السن منهم ويتعاطف مع صغارهم، هذه هى مصر وهذا شعبها.. صدق بها قوله سبحانه وتعالى "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين".

مقالات مشابهة

  • رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي: نرحب بوقف إطلاق النار
  • نادي نجيب: انخفاض سعر الذهب لأسباب خارجية
  • محفوظ: المجتمع الدولي يفضل أجسامًا سياسية مألوفة على تغييرات غير مضمونة
  • تطوير الموظفين.. دور من ؟
  • هاني زويل يكشف كواليس استلام والده لجائزة نوبل
  • اللجوء.. وكرم شعب
  • حق المرأة العُمانية محفوظ
  • اليهودية السمحة
  • نجيب محفوظ يكشف أسرار شلة الحرافيش وسبب انكماشها
  • الفيتو الروسي ومحاولة اغتيال نجيب محفوظ