لماذا لم يستثمر المثقفون المصريون نوبل نجيب محفوظ؟ مجرد احتفالات وبعدها كأن شيئا لم يكن.! اتخيل أنه كان بإمكاننا أن نفعل مثلما فعلت دولة تشيلى حين فاز شاعرها بابلو نيرودا وهو اسم مستعار للشاعر التشيلى نفتالى ريكاردو ريبس باسوالتو ومن أشهر الشعراء على مستوى تشيلى واسبانيا بل ذاعت شهرته فى أنحاء العالم _ تقريبا_ خاصة بعد فوزه بجائزة نوبل للأدب عام ١٩٧١؛ كتب نيرودا قصائده باللغة الاسبانية _ لغته الأم _ و بعد هذا الفوز خطط المثقفون فى تشيلى واسبانيا لأن تكون نوبل نيرودا؛ فرصة لترويج آدابهم بأغلب اللغات الحية وتفرغت دور النشر والمطابع والصحف والمجلات المتخصصة والعامة لطبع الاداب الاسبانية التى انتشرت شرقا وغربا وأجبرت هذه الأعمال الفارقة دولا كثيرة على طبعها وترويجها بل وتقريب هذه الدول من اللغة الاسبانية إلى جانب زرع بذور التثوير فى القصيدة الجديدة التى كان نيرودا رائدا لها ومالكا لأسرارها، وظهر ذلك بعد انضمامه للحزب الشيوعى الاسبانى ومشاركته فى الدفاع عن الشعب الاسبانى سعيا للتحرر الوطنى والترويج للديموقراطية الغائبة هناك.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: كاريزما المصريون نجيب محفوظ
إقرأ أيضاً:
ضجيج بلا طحين
قديما قالوا "سمعنا ضجيجا ولم نر طحينًا، كثيرًا من الصخب قليلًا من الأثر"، هذا هو حال المجتمع المصري فى هذه السنوات العجاف، فهل يأتى قريبًا عام الفرج الذى يُغاث فيه القوم ويُرزَقون؟
سنوات تمر والفجوة تتسع رويدًا رويدًا بين الشعب المصرى والنخب وسط حالة مثيرة للتساؤلات عن أسباب الاختفاء الواضح للرموز والمبدعين فى ظاهرة تستحق الدراسة، فمصر التى عرفناها دائمًا (ولادة) ورائدة فى كل مجالات الثقافة والسياسة والرياضة والفن يبدو أنها قد بلغت سن اليأس فجأة وتوقفت عن الإنجاب بلا أى مبرر منطقى.
أين ذهبت الرموز الوطنية الذين طالما التفت حولهم الجماهير لتتعلم وتقتدى بهم وتسير فى نور إبداعهم نحو الأفضل؟ ما الذى منع ظهور أجيال جديدة من المبدعين بعد رحيل أو اختفاء آخر أجيال العملاقة فى شتى المجالات، كان لدينا قبل فترة قريبة أسماء خلدها التاريخ استطاعت أن تجر قاطرة الوطن نحو الريادة والتميز، وأن تشكل وجدان المصريين بكل ما هو محترم وراقٍ، فلماذا لم يتسلم الجيل الجديد هذه الراية منهم.
أين تلامذة هؤلاء؟ وهل ماتوا دون أن ينجبوا للوطن أجيالا جديدة على نفس مستوى الإبداع والتميز؟ هل وصل الحال إلى أن يصبح المتصدرون للمشهد بهذا السوء والفقر والخواء الثقافي والعلمي في مصر الرائدة التى علّمت الجميع معنى الإبداع والفن والحضارة عبر آلاف السنين؟ فكيف تصل إلى هذه الحالة من الضحالة الفكرية والفنية؟ وكيف يتصدر مشهدها الثقافى والفنى والإعلامى بعض معدومى الموهبة وفقراء الإبداع؟!
حالة مؤسفة من اختفاء الرموز المضيئة ربما لم تشهدها مصر عبر تاريخها، وظاهرة تستدعى أن ينهض مثقفو هذه الأمة ومبدعوها من كبوتهم وسباتهم العميق سريعًا فعجلة الزمان لا تتوقف، ومن يسقط لا ينهض مجددًا، ليست مشكلة دولة فحسب ولكنها مشكلة شعب بأسره ارتضى مرغمًا أو تحت وطأة السنوات العجاف بهذه الحالة المزرية من الانحطاط الأخلاقي والثقافى والفنى دون أدنى محاولة لتغيير الواقع والعودة إلى الجذور والثوابت التى تربت عليها أجيال سابقة، فهل فات الأوان، أم أن أبناء هذه الأمة مازالوا يستطيعون قلب المعادلة وإحياء تاريخ الأجداد وإعادة مصر لمكانتها وريادتها فى شتى مجالات الفكر والعلم والفن والثقافة؟!!