"رسالة من هارفرد".. نكهة إماراتية أصيلة
تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT
أنجزت الأديبة الإماراتية مريم الزرعوني رواية "رسالة من هارفرد" الصادرة عن دار قنديل للنشر، 2017، بإشراف الدكتورة وفاء المزغني في إطار برنامج دبي الدولي للكتابة (فئة الكتابة لليافعين).
عرف الوسط الأدبي مريم الزرعوني كشاعرة متميزة، لكنها اختارت وبكامل إرادتها الالتحاق في برنامج دبي الدولي للكتابة للطفل تحديداً، رغم صعوبة دخول هذا المجال وما يتطلبه من مهارات عديدة جداً، إلا أن الطموح والتجريب صفات تحسب للمبدع، وبالفعل فقد حققت روايتها الفوز في جائزة العويس للإبداع كأفضل كتاب للأطفال في الدورة 25 عام 2018.
وقعت الرواية في 112 صفحة من الحجم الوسط، مما جعلها مناسبة وترضي ميول معظم أبناء هذا الجيل، الذي ينأى عن قراءة كتب كبيرة ويقبل أكثر على قراءة وجبات خفيفة، تمنحه ما قل ودل، تخللت صفحات الرواية رسومات تعبيرية بالأبيض والأسود للفنانة شيماء جميل، مما أضفى مزيداً من المتعة والخيال على مضمون الرواية.
اشتملت الرواية على 10 فصول حملت العناوين التالية: لا..أنت خوّافة، أتاك الخميس الطلق ضاحكاً، فن الاحتياط، الصداقة، صيّف يا صيف، يادي يادي يادي المشاعر، مفترق الطرق، أنا و"تسلا"، الطائرة وما بعدها، رسالة هارفرد.
تدور أحداث الرواية حول فتاة إماراتية في مقتبل العمر، تسرد تفاصيل لمشاهد من حياتها، في المدرسة وسط المعلمات والزميلات، وفي بيت الجدة، وأثناء العطلة الصيفية، وما يتخلل هذا العمر من نجاحات وخيبات، ومشاعر جيّاشة مع أول دقة قلب تجاه الطرف الآخر.
لغة الرواية قريبة جداً من اللغة البيضاء السهلة، ووردت فيها عدة مفردات من اللهجة المحلية أضفت عليها النكهة الإماراتية الأصيلة أثناء الحوارات التي دارت في فصول الرواية، كما نجحت الكاتبة في وصف دقيق لمشاعر طالبة الثانوية وهي تقف حائرة أمام اختيار الفرع العلمي أم الأدبي لاستكمال مسيرتها الدراسية، وتمكنت المؤلفة من تقديم صورة جليَة لما يحدث غالباً في الإذاعات المدرسية، بأسلوب يعكس واقعاً ما زال يحدث في معظم المجتمعات العربية، وهو التركيز على 3 طالبات أو 4 فقط للمشاركة في الأنشطة والفعاليات المدرسية.
ومما جاء على غلاف الرواية الأخير" عند حلول الربيع، تشرق الشمس وتغمر الأرض بدفئها، فتتفتح البراعم المكورة الصغيرة، لتصبح زهرات يانعة، ثم تتحول إلى زجاجات عطر، وهنا تأخذنا علياء في رحلة مليئة بالإثارة والتحديات، بين حقول النوار والخزامى، ولكنها لا تخلو من بعض الأشواك، علياء ستعرفنا على التحديات التي أصبحت نقاط تحول في حياتها، كما ستخبرنا عن تفاصيل تخص جدتها ومعلمتها ندى وقريبها فيصل، هؤلاء أثروا في تكوين شخصيتها والقرارات المصيرية التي وضعتها على طريق التميز، وقد تقطع لنا تذكرة لنرافق رحلتها الأولى إلى كوريا.
كثيرة هي التحديات التي تواجهنا في حياتنا؛ فليست جميع الطرقات التي نسير فيها معبدة بالزهور والرياحين، بل هي عقبات تقودنا إلى سهول خضراء تعبق فيها زهور النجاح والتفوق لتكلل جهودنا وإخفاقاتنا بالأمل في حياة أفضل ومستقبل تسوده الإيجابية والتفاؤل.
قد نقع، نعم ؛ ولكن هذا لا يعني نهاية الحياة؛ قد يواجهنا أشخاص محبطون لنا؛ ولكن لا ينبغي لهم أن يفتوا من عضدنا، هكذا علمتني الحياة".
يذكر أن مريم الزرعوني، كاتبة وفنانة تشكيلية ونحاتة من الإمارات، لها حضور جيد على الساحة الثقافية محلياً وعربياً، وهي حاصلة على شهادة البكالوريوس من كلية العلوم عن تخصّص الأحياء، وعلى شهادة دبلوم متقدم في تصميم وإدارة المجوهرات ــ الإمارات، كما تعلمت الفن ذاتياً، ثم طورت ذلك من خلال الالتحاق بدورات معهد الشارقة للفنون، عملت الزرعوني في مختبرات وزارة الصحة ووزارة التربية والتعليم ــ الإمارات، ولها عدة إصدارات، منها ديوان "تمتمات" و ديوان " لم يعد أمرا ذا أهمية" وقصة "أبي الكناري الكبير" الموجهة للأطفال، وإلى جانب اهتمامها بالكتابة والرسم، تعكف على ممارسة فن النحت بالطين، وأنتجت الكثير من الأعمال، بالطين، التي تجسد حياة الإنسان وحركته في الحياة والعمل والنشاط.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الإمارات
إقرأ أيضاً:
كمين عيترون: الرواية الكاملة للكمين على لسان جندي صهيوني مشارك
كانت هذه المعركة بمثابة تصدٍ شرسٍ من مقاتلي حزب الله ضد محاولة اقتحام قامت بها قوة من “جيش” العدو الإسرائيلي، حيث تحصّنت هذه القوة في مبنى مدمر داخل القرية. وقد أسفرت المعركة عن حصار طويل واشتباكات عنيفة استمرت لما يقارب 14 ساعة.
وقبل الخوض في تفاصيل الكمين وفق شهادة الجندي المصاب، نشير الى أن العدو الإسرائيلي كان قد أعلن في 1 أكتوبر الماضي بدء عملية عسكرية برية ضد لبنان شملت غارات جوية وقصفا مدفعياً واغتيالات، لكن جيش العدو لم يتمكن حتى الآن من التمركز في أي قرية أو بلدة دخل إليها بسبب المقاومة التي يواجهها من قبل مجاهدو حزب الله، وهي الحقيقة التي تناقض ادعاءات العدو وتقزّم كل إنجازاته الميدانية، لا سيما مع حجم الخسائر المهولة التي يتكبّدها في المواجهات، وتكرّس واقع الفشل الكبير الذي يُمنى به العدو يومياً في مواجهاته مع المقاومة الإسلامية في لبنان.
وقد بلغت الحصيلة التراكمية لخسائر جيش العدو منذ بدء ما سماه “المناورة البرية في جنوب لبنان وحتى قبل أسبوع ،وفقاًُ لبيانات المقاومة، ، أكثر من 100 قتيل و1000 جريح من ضباطه وجنوده، كما تم تدمير 43 دبابة ميركافا، و8 جرافات عسكرية، وآليتي هامر، ومُدرعتين، وناقلتي جنود، وتم إسقاط 4 مُسيرات من طراز “هرميس 450″، ومسيرتين من طراز “هرميس 900”
كواليس الكمين المرعب والأكبر:
وفقًا للمراسل العسكري لصحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية يوآف زيتون، الذي أجرى لقاءً مع أحد جنود العدو الإسرائيلي الذي شارك في اشتباك عيترون وكمينها الشهير وأصيب خلاله، فإن المعركة تعتبر الأطول والأكثر دموية التي خاضها جيش العدو الإسرائيلي في جنوب لبنان، حيث أدت إلى مقتل 6 جنود صهاينة وإصابة 14 آخرين بجروح متفاوتة. (الحصيلة متوافقة مع العدد المعلن عنه رسمياً من قبل جيش العدو، مع الإشارة إلى فرض العدو سياسة الحظر الإعلامي).
تجسدت اللحظة الدرامية التي ستظل عالقة في أذهان المشاركين، من خلال مشهد إنقاذ أحد جنود العدو المصابين، وهو “إيتاي فوكس”، البالغ من العمر 24 عامًا. حيث حاول المقاومة من خلال رفع قبضته أثناء عملية إنقاذه، في محاولة لتقليل آثار الهزيمة والخسائر التي تكبدها الجيش العدو الإسرائيلي في هذه المعركة المؤلمة.
كمين عيترون
خلال هذه المعركة، لقي 6 جنود صهاينة من لواء “ناحال الشمالي ألون 228” مصرعهم، واستمرت الاشتباكات مع تبادل إطلاق النار وإلقاء القنابل اليدوية، بالإضافة إلى عمليات التفتيش المعقدة لإنقاذ القتلى والجرحى تحت جنح الظلام. دخلت القوة الإسرائيلية إلى المبنى المدمر جراء غارة جوية، حيث كان هناك عنصران من حزب الله قد كمنا لهم، وعند دخول القوة، أطلق مجاهدو حزب الله النار بشكل مفاجئ، مما أسفر عن وقوع إصابات فادحة.
لاحقاً أدى تبادل إطلاق النار إلى اشتعال النيران بشكل كبير في المبنى، كما تعرضت قوة دعم إسرائيلية لإطلاق نار مكثف، مما أوقع العديد من الضحايا في صفوف القوة المساندة.
الفوضى تسود إثر انهيار الصف القيادي:
خلال مجريات المعركة، فقدت قوات العدو الإسرائيلي القدرة على التواصل الفعّال بين “الجنود والضباط،” الأمر الذي دفع “الفرقة 91” إلى الاعتقاد بأن “الجنود” قد وقعوا في الأسر. وصف أحد الجنود الصهاينة المشاركين في المعركة المشهد بأنه كان مليئًا بالفوضى والصراخ، مما زاد من حدة التوتر في تلك اللحظات الصعبة والحرجة.
بعد التعرّض لحدث معقّد وصعب، أصيب جنود الاحتياط من اللواء الصهيوني ذاته تحت قيادة “يانيف مالكا” بجروح خطيرة، وتعرض العديد من جنود العدو للقتل. وظلت القوة الصهيونية محاصرة في المبنى المدمر لساعات، ومع استقدام مزيد من القوات تمكنت “وحدات النخبة” من تحديد موقعهم وإنقاذهم بصعوبة بالغة، وبعيداً عن شهادة “الجندي” الصهيوني الجريح لا يستبعد أنّ هذه القوة النخبوية تعرّضت هي الأخرى لخسائر في صفوفها، وإن تحفظ العدو عن ذكر خسائره هنا في سياق الغموض والملابسات التي تغطي سردية الإنكار كاملة عن خسائره في الكمين.
تعتبر هذه المعركة، بحسب تسلسل الأحداث التي استعرضتها الصحيفة العبرية، آخر نشاط عملياتي لكتيبة الاحتياط في “عيترون” وهذا له دلالته. حيث أصر القادة العسكريون على التسلل إلى القرية لمهاجمة وتدمير البنية التحتية المسلحة لوحدة الرضوان التابعة لحزب الله.
كما أوضح “اللواء” في احتياط العدو “يوفال داغان” في حديثه للصحيفة العبرية: “كنا نعلم بوجود عدد أكبر من المسلحين في القرية، بعد أن عثرنا على آلاف الأسلحة ودمرناها، إضافة إلى اكتشاف مقر تحت الأرض لحزب الله، وشاحنات صغيرة مزودة بقاذفات صواريخ متعددة الفوهات. وقد قمنا بتكثيف العملية عبر الخداع للوصول إلى مبنى البلدية الذي كان يُعتقد أنه المقر المركزي لحزب الله”.
ووفقاً لـ”داغان”، فقد شنت القوات الإسرائيلية “هجومًا استمر ليوم كامل، حيث قام سلاح الجو الإسرائيلي بقصف بعض المباني المشبوهة لتسهيل تقدم القوات”، لكن الواقع كان معقداً، حيث أن المسلحين كانوا يختبئون بين الأنقاض.
كمين عيترون
معركة شرسة ومواجهات ضارية:
قال اللواء في احتياط ” جيش” العدو إنه في” الساعة 14:31 تلقى أول اتصال عبر أجهزة الاتصال اللاسلكي يفيد بوقوع حدث صعب، حيث كان من الصعب الحصول على معلومات دقيقة حول الوضع الميداني بسبب إصابة العديد من الضباط. وتظهر التحقيقات الأولية للجيش الإسرائيلي أن القوة الأولى التي دخلت المبنى “لتطهيره” من المسلحين، والتي كانت تضم 6 جنود، تعرضت لإطلاق نار شديد من مسافة قريبة من قبل مسلحَين إثنين من حزب الله مختبئين بين الركام”.
كما ألقى مجاهدو حزب الله قنابل يدوية، مما أدى إلى اشتعال حريق كبير في المبنى، وأضاف” اعتقد باقي جنود السرية الذين هرعوا إلى موقع الحادث لإنقاذ رفاقهم المصابين، بسبب الدخان الكثيف، أن هناك مسلحًا واحدًا فقط. لكن في الواقع، كان هناك مسلح آخر مختبئ تحت الأنقاض، ينتظر الفرصة المناسبة لإطلاق النار”.
وصف الجندي الصهيوني ” إيتاي فوكس” تجربته بقوله: “كنت ضمن قوة إسناد ورأيت أربعة أو خمسة جنود مصابين في باحة المبنى، بعضهم لم يكن يتحرك ولا يستجيب. كنت أعلم أنه وفقًا للإجراءات، يجب أولاً القضاء على التهديد وقتل المسلحين، ومن ثم إنقاذ الجرحى وتخليص القتلى”.
وأضاف: “أطلقت نيرانًا على نقاط مشبوهة ثم أنزلت بندقيتي الرشاشة لأستطيع إنقاذ جندي جريح آخر وسحبه إلى الخلف. في تلك اللحظة، كانت الأجواء هادئة نسبيًا، لكنني أصبت برصاصة دخلت بجوار الأرداف وخرجت من الفخذ”.
بأس المقاومة يفرض على العدو تغيير خططه:
ومن الواضح أن العدو الإسرائيلي تفاجأ بشدة المقاومة في تصديها أثناء التوغل البري رغم حشده الهائل للفرق العسكرية والنخبوية من قواته، وكذلك رغم اغتياله عدد كبير من القادة العسكريين على المستويين الأول والثاني، لكن جيش العدو وأمام استبسال المقاومين اضطر لدفع خطته إلى تعديل إستراتيجي والتحول إلى تكتيك جديد يعتمد على الدخول إلى المناطق وتفخيخ المباني ثم تفجيرها، والانسحاب السريع لتفادي المزيد من الخسائر البشرية، خاصة بعد نجاح المقاومة في نصب الكمائن.