البرد والمطر يفاقمان معاناة النازحين في غزة
تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT
تحاول عزيزة الشبراوي دون جدوى إخراج مياه الأمطار التي أغرقت خيمتها في مخيم رفح جنوب قطاع غزة، مشيرة إلى طفليها المريضين بسبب البرد.
وهطلت أمطار ليلاًً وتدنت درجات الحرارة، ما تسبب بإغراق عشرات الخيم الهشة بينما اجتاحت السيول الطرق. واضطر كثيرون للنوم في العراء تحت أغطية بلاستيكية لنقص الخيم.
وتقول الشبراوي، 38 عاماً، التي نزحت من مخيم جباليا شمال القطاع أمام الخيمة القماشية التي غطتها بالنايلون، "ابني مريض بسبب البرد القارس وابنتي حافية القدمين.
وتساءلت السيدة "ألا يكفي؟ نزحنا من جباليا ثم إلى خان يونس ومنها إلى رفح".
وبعد الفرار من منازلهم في شمال القطاع ثم من ملاجئهم في خان يونس، انتقل عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى رفح الواقعة في أقصى جنوب القطاع عند الحدود مع مصر، والتي تحوّلت إلى مخيم ضخم للنازحين حيث نصبت مئات الخيام باستخدام الخشب وأغطية بلاستيكية.
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) إن عشرات آلاف النازحين الذين وصلوا إلى رفح منذ الثالث من ديسمبر (كانون الأول) "يواجهون ظروفًا كارثية في أماكن مكتظة بالسكان داخل وخارج الملاجئ".
وأضاف "تنتظر حشود لساعات حول مراكز توزيع المساعدات والناس في حاجة ماسة إلى الغذاء والماء والمأوى والرعاية والحماية"، في حين أن "غياب المراحيض يزيد من مخاطر انتشار الأمراض" خصوصاً عندما تسبب الأمطار فيضانات.
إهانة
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن 1.9 مليون من سكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة نزحوا بسبب الحرب، نصفهم من الأطفال.
واضطر كثيرون لترك حياتهم السابقة وفروا من القصف الإسرائيلي دون ملابسهم الشتوية.
وبفعل هبوب الرياح، تأرجحت الخيم وتطايرت قطع القماش، بينما حاول البعض تقوية الخيم ببعض الأغطية البلاستيكية.
ومع دخول الحرب شهرها الثالث، يتحدث كثيرون عن شعورهم بالإهانة مع نقص البطانيات والفرش والدفء.
ومنهم بلال القصاص، 41 عاماً، الذي نزح من خان يونس ويقول "قضينا خمسة أيام في العراء. والآن أغرقت الأمطار الخيم".
ويضيف "إلى أين نهاجر؟. كرامتنا ذهبت. أين تقضي النساء حاجتها. لا يوجد حمامات".
وبحسب القصاص "أصبحنا نتمنى الشهادة. لا نريد الأكل ولا الشرب".
أجواء الشتاء والأمطار الغزيرة في غزة تزيد من معاناة العائلات النازحة حيث مزقت الخيام الهشة وأغرقتها بالمياه وغمرت الملابس والبطاطين وأصابت الجميع بالبرد pic.twitter.com/uRJdmUh5Dj
— 24.ae (@20fourMedia) December 13, 2023ويشكو بلال أبو بكر "ليس لدينا كهرباء ولا انترنت لنعرف حالة الطقس" موضحاً "فجأة، غمرتنا مياه الأمطار".
ويقول الرجل ً49 عاماً، الذي اضطر للنزوح من مخيم الشاطىء شمال القطاع: "لا نملك سوى بطانية واحدة لتسعة أشخاص. نطلب أقل شيء بعض الفرش والأغطية وملابس للنازحين".
وتابع "نسينا معاناة الحرب وأصبحنا في معاناة الشتاء والبرد القارس. إلى متى؟".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل
إقرأ أيضاً:
وين صرنا؟... رحلة عائلة غزّية من جحيم الحرب إلى القاهرة
القاهرة ـ "رويترز": لم تكن الحياة في غزة سهلة أو حتى طبيعية قبل حرب السابع من أكتوبر لكن حتى هذه الأيام يحن لها الآن الناجون من القطاع ويتمنون استعادتها ومنهم نادين وعائلتها أبطال الفيلم الوثائقي "وين صرنا؟" الذي يمثل التجربة الإخراجية والإنتاجية الأولى للتونسية درة زروق. يستعرض الفيلم أمس الجمعة في دار الأوبرا المصرية ضمن الدورة الخامسة والأربعين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي على مدى 79 دقيقة رحلة نزوح نادين وطفلتيها التوأم وإخوتها وأمها من حي تل الهوى بمدينة غزة يوم 13 أكتوبر 2023 وصولا إلى مصر بعد ثلاثة أشهر من بدء الحرب. ويعتمد في مجمله على سرد أفراد العائلة في القاهرة لذكريات حياتهم في غزة قبل الحرب ومغادرتهم منزلهم قسرا بناء على أمر إخلاء من القوات الإسرائيلية حاملين معهم أبسط المتعلقات الشخصية على أمل العودة قريبا وانتقالهم إلى مخيم النصيرات ثم رفح. وفي مقابل ارتياح مؤقت بالنجاة من قصف مكثف حصد آلاف الأرواح من بينهم جيرانها وأصدقائها يعتصر الخوف قلب نادين بسبب زوجها عبود الذي لم يستطع الخروج مع العائلة وظل عالقا في غزة. يظهر عبود في لقطات من غزة معظمها ملتقط بكاميرا الهاتف المحمول وهو يحاول تدبير حياته بعيدا عن الأسرة، محاولا إيجاد سبيل للحاق بهم في القاهرة حتى يكلل مسعاه بالنجاح. وفي رحلة العودة يمر عبود بشواطئ غزة التي اكتظت بالخيام بعدما كانت متنفسا له ولأسرته، والأحياء والشوارع التي دمرت تماما بعدما كان يتسوق فيها ويعمل ويعيل عائلته رغم الحصار المفروض على القطاع منذ سنوات.