أعلن الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، أن القضية الفلسطينية هي موضوع الساعة وفريضة الوقت.

بالصور.. إقبال كبير لكليات جامعة الأزهر بالوجه البحري على الانتخابات الرئاسية رئيس جامعة الأزهر: المشاركة في الانتخابات الرئاسية تعكس وعي الشعب المصرى

وقال رئيس جامعة الأزهر خلال كلمته في افتتاح الندوة الشهرية لمجلة الأزهر التي تقام تحت عنوان: "القضية الفلسطينية بين التهجير والتصفية" التي نظمها مجمع البحوث الاسلامية بالتعاون مع جامعة الأزهر بكلية اللغة العربية بالقاهرة أن هذه الندوة الشهرية لمَجَلَّةِ الأزهرِ الغَرَّاءِ تقام في قَلْعَةِ الضَّادِ وعَرِينِها، وحِصْنِ العربيةِ وعِمَادِها، في كلية اللغة العربية بالقاهرة، الأمِّ الوَلُودِ التي تُنْبِتُ العلمَ، وتَزْدَهِي بالعُلَمَاءِ، فهي كعَقِيلَةِ جَعْفَرٍ التي قال عنها مَرْوَانُ بنُ أبي حَفْصَةَ:
لِله دَرُّكِ يا عَقيلَةَ جَعفَرٍ     ماذا وَلَدتِ مِنَ العُلا وَالسُؤدَدِ؟

ونقل رئيس جامعة الأزهر للحضور تحيات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، موضحًا أن موضوع  هذه النَّدْوَةِ هو موضوعُ السَّاعةِ، وفريضةُ الوَقْتِ، هو حديثُ الأمِّ الثَّكْلَى التي استُشْهِدَ أولادُها، والأَرْمَلَةِ التي فَقَدَتْ زَوْجَها، والأُخْتِ التي فَقَدَتْ إخوتَها، والطفلِ الذي فَقَدَ أسرتَه، هو حديثُ الدماءِ التي جَرَتْ أنهارًا، والدموعِ التي سُكِبَتْ مِدْرارًا، هو حديث البلاد التي خُرِبَتْ، والأطفالِ التي قُتِلَتْ، بأيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ؟ هو حديث الطاغية المتغطرس الذي يُنَكِّلُ بالضعيف، هو الحديث عن قضية فلسطين التي تَدُكُّها آلةُ البَطْشِ الصُّهويني دَكًّا، وتُجَرِّبُ فيها أحدثَ ما وصلت إليه مصانعُ الموتِ والدمارِ من ترسانة الأسلحة المتطورة على مَرْأَى من العالَم المُتَحَضِّرِ ومَسْمَع، وإذا نادت الدنيا كلُّها بوقف إطلاق النار  كانت الدنيا كلُّها في وادٍ "وحقُ الفِيْتُو" الذي انفردت به أقوى دولة في العالم لوَأْدِ هذا الإجماع الدولي في وادٍ آخر.

وأشار رئيس جامعة الأزهر إلى أن حق الفيتو هو دُستورُ الحرية في العالم المتحضر الذي يَخْرِقُ أسوارَ العدالةِ الدوليةِ خَرْقًا، ويُدَمِّرُ حقوقَ الإنسانِ تدميرًا، ويَهْوِي بالضمير الإنساني في وادٍ سحيقٍ، إنها العدالةُ العَرْجَاءُ التي يَعْلُو فيها صَوتُ الفردِ على صوت العالم كُلِّه، إنها العدالةُ التي أباحت سفكَ دماءِ الضعفاءِ وقَتْلَ الأبرياء، هذا صوت العدالة العرجاء.

كما أوضح رئيس جامعة الأزهر أن صوت عدالة السماء هو الذي أسمعنا الله -جل وعلا- إياه في قوله جل وتقدس: {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى الله إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}( الأنفال 61)،  وأسمعنا إياه الرسول -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه الإمام أحمد في مسنده من حديث طَلْحَةَ بْنِ سَهْلٍ الْأَنْصَارِيِّ قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا مِنْ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا عِنْدَ مَوْطِنٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ إِلَّا خَذَلَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ، وَمَا مِنْ امْرِئٍ يَنْصُرُ امْرَأً مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلَّا نَصَرَهُ اللهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ"، هذا صوت الحكمة وعدالة السماء، لا صوت الفيتو الحُرّ، والواقع المُرّ، ويا بُعْد ما بين العدالةِ العرجاءِ وعدالةِ السماء!

مَنْ أعان ظالمًا فهو شَرِيكُه في الظُّلْمجانب من الندوة الشهرية لمجلة الأزهر

وأضاف رئيس جامعة الأزهر أن مَنْ أعان ظالمًا فهو شَرِيكُه في الظُّلْم، ومَنْ خَذَلَ مظلومًا وهو يستطيعُ أن ينصرَه خَذَلَهُ الله، ولقد أثبتت الأحداث أن هذا العالَمَ المتحضرَ لا يفهم إلا لغةَ القوة والسلاح، وأستعير كلمةَ فضيلةِ الإمامِ الأكبرِ الدكتور أحمد الطيِّب، شيخِ الأزهر الشريف-حفظه الله- التي يقول فيها: "إن من لا يفهم إلا لغة القوة فعارٌ علينا أن نخاطبه إلا باللغة التي يفهمُها".

كما أضاف رئيس جامعة الأزهر أن عُنْوانَ هذه النَّدْوَةِ: "واقعُ القضية الفلسطينية بين التهجير والتصفية"، يضع القضية الفلسطينية وهي قضية العالم الإسلامي كلِّه بين خيارين لا ثالثَ لهما: (التهجير – والتصفية) ، وهما أمران أحلاهما مُرٌّ كما قال أبو فِرَاسٍ الحَمْدَاني في مِحْنَتِه:

أَسِرتُ وَما صَحبي بِعُزلٍ لَدى الوَغى     وَلا فَــــرَسي مُهـــــرٌ وَلا رَبُّـــهُ غَمرُ
      وَلَكِن إِذا حُمَّ القَضـــــــاءُ عَلى اِمرِئٍ      فَلَيسَ لَهُ بَـــــرٌّ يَقيــــــــهِ وَلا بَـــــحرُ
      وَقالَ أُصَيـــحابي الفِـــــرارُ أَوِ الرَدى      فَقُلتُ: هُما أَمـــرانِ أَحـــلاهُما مُرُّ
      وَلَكِنَّنــــي أَمضـــي لِمــــا لا يَعِيبُــني       وَحَسبُكَ مِن أَمرَينِ خَيرُهُما الأَسرُ
      يَقولونَ لي: بِعْتَ السَّلامَةَ بِالرَدَى         فَقُلتُ : أَما وَاللَــــهِ مانــالَني خُسرُ
وَهَل يَتَجـــافى عَنِّيَ المَـوتُ ساعَةً         إِذا ما تَجــــافى عَنِّيَ الأَسْـــرُ وَالضُّرُّ
      هُوَ المَوتُ فَاخْتَرْ ماعَلا لَكَ ذِكرُهُ         فَلَم يَمُتِ الإِنســــانُ ما حَيِيَ الذِّكْرُ
      وَلا خَيرَ في دَفـــعِ الــرَّدَى بِمَــذَلَّةٍ         كَما رَدَّها يَـــومـًـا بِسَـــــوءَتِهِ عَمروُ
صدقت يا أبا فراس.

وبين رئيس جامعة الأزهر أن الله جلت قدرتُه الذي يُخْرِجُ مِن بُطُونِ الأنعامِ {مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ}( النحل 66) قادرٌ على أن يُخْرِجَ من بين المحنتين منحة، ومن بين المُرَّينِ ماءً عذبًا ذُلالًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ، ما بَقِيَ في أحرارِ فلسطينَ قَلْبٌ يَنْبِضُ بالأمل ونَفَسٌ يَتَرَدَّدُ بالنَّصْرِ ويَرْقُبُ عَدْلَ السَّمَاءِ، وهو آتٍ مهمها طال الظُّلْمُ وأَحْلَكَتِ الظلمات.

وأوضح رئيس جامعة الأزهر أن المولي-عز وجل- علمنا في قصة سيدنا يوسف هذا الدرس الجليل فقال سبحانه: {وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ الله إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ الله إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} (يوسف 87) وفي قصة سيدنا إبراهيم فقال جل وعلا: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ (50) وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ (51) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ (52) قَالُوا لَا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ (53) قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ (54) قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ (55) قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ (56)}( الحجر 49 – 56) وبين رئيس جامعة الأزهر أنه بهذا  الدرس الجليل الذي يُحْيِي الأملَ في النفوس نقول مطمئنين: لا تهجير ولا تصفية، ولكنها الأخرى التي قال عنها الله جل جلاله: {وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ الله وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} ( الصف 13).

وفي ختام كلمته وجه الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، الشكر والتحية إلى القيادة السياسية التي رفضت التهجير رفضًا قاطعًا وقدمت يد العون والإغاثة لإخواننا في غزة، كما توجه بتحية شكر وتقدير إلى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الذي قال في بيانه لأهل غزة: "لأن تموتوا في بلادكم خير لكم من أن تخرجوا منها"،  وأرسل من بيت الزكاة والصدقات المصري ما يقارب مائة شاحنة إغاثة لأهل غزة، وقامت جامعة الأزهر بتوجيه كريم من فضيلة الإمام بإرسال أكثر من ثلاثين شاحنة أخرى.

 هذه مقدمة للندوة، وأعتذر عن الإطالة فيها؛ فليس للمقدمة أن تطغى على متن الكتاب،
اللهم إنا نتوجه إليك؛ فإنك قلتَ وقولك الحق: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ الله عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا الله} (الحج: 39 ، 40)، نتوجه إليك أن تنصر المستضعفين في غزة فإنه لا ناصر لهم إلا أنت.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: جامعة الأزهر رئيس جامعة الأزهر الدكتور سلامة داود القضية الفلسطينية التهجير والتصفية مجمع البحوث الإسلامية كلية اللغة العربية القضیة الفلسطینیة هو حدیث الذی ی

إقرأ أيضاً:

رويترز: نازحو لبنان دون عمل أو موارد وظروفهم تتفاقم مع الوقت

يعيش الآلاف من النازحين من جنوب لبنان في ظروف معيشية صعبة، دون عمل وبعيدا عن منازلهم وقراهم، وفي أماكن تفتقر للخدمات الأساسية، وكأنهم مغتربين في بلدهم، في حين يحلمون باليوم الذي يعودون فيه إلى قراهم، وقلب صفحة الحرب ورائهم، ومعبرين عن رغبتهم بعدم انخراط بلدهم في حرب شاملة ستكون مدمرة لهم ولبلدهم.

وفي شهادات لوكالة "رويترز" الإخبارية، تحدث الكثير من النازحين من جنوب لبنان إلى أماكن مختلفة من الشمال عن وضعهم الصعب وصعوبة الحصول على عمل لإعانة أسرهم، وغياب الخدمات الأساسية التي يحتاجونها، وكأنهم مغتربين داخل بلدهم.
وقال محمود رسلان، من قرية العدايسة، الواقعة على الشريط الحدودي على مسافة صفر من شمال دولة الاحتلال، "لم يعد هناك أي محلات أو شيء يمكن الإعاشة منه، خرجت أنا وعائلتي ونزحنا بحثا عن مكان جديد آمن، وأحاول عمل أي شيء لكسب قوت يومي والنجاة بأسرتي".
وأردف الذي يقطن داخل أحد الفنادق الذي تحول إلى مركز لجوء، "أحاول أن أعيش أنا وأسرتي، مجرد الخروج من المنزل هذه غصة كبيرة في القلب"، متابع، "أحن لضيعتي (قريتي) أحن لترابها ولرائحتها".
وأظهرت صور الأقمار الصناعية جزء كبير من القرى الحدودية، على رأسها قرى العدايسة وكفر كلا وعيت الشعب، قد تحولت إلى أنقاض بعد أشهر من الغارات الجوية الإسرائيلية، وتقدم لمحة عن حجم الأضرار في أحد معاقل حزب الله الرئيسية في جنوب لبنان.
ورغم أن القتال الحالي بين إسرائيل والحركة الإسلامية الشيعية المدعومة من إيران، لم يتحول إلى حرب شاملة رغم التصعيد الكبير خلال الفترة الأخيرة، فإنه يمثل أسوأ مواجهة تحدث بين الطرفين منذ 18 عاما، مع وقوع أضرار واسعة النطاق في المباني والأراضي الزراعية في جنوب لبنان وشمال إسرائيل.
ويتبادل حزب الله مع دولة الاحتلال الإسرائيلي التصعيد، إذ يطلق الحزب صواريخه باتجاه شمال إسرائيل، بينما ترد إسرائيل بالضربات الجوية والمدفعية، الأمر الذي تسبب في إخلاء جنوب لبنان تقريبا وهروب ما يقرب من مائة ألف، حسب أرقام المنظمة الدولية للهجرة، تاركين أعمالهم وأرضهم الزراعية ومنازلهم، خوفا على حياتهم.
ومنذ اندلاع الحرب، لقى 350 مقاتل من حزب الله مصرعهم، بينهم العديد من القيادات التي استهدفتهم إسرائيل.
وتهدد إسرائيل بأنها سوف تدمر لبنان وتعيدها إلى العصور الوسطى، مثل التدمير الواسع الذي ارتكبته في قطاع غزة، إذا تحول التصعيد الحالي إلى حرب شاملة.
ويشتكي النازحون اللبنانيون بعدم وجود أي مساعدات مقدمة من الدولة لهم للإعاشة في هذه الظروف الصعبة، إذ يتركون لمصيرهم وضحية لهذه التوترات.
وردا على هذه التصعيد، يطالب الكثير من اللبنانيين، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حزب الله بعدم التصعيد والدخول في حرب قد تكون مكلفة بشكل كبير للبنان، التي تأن تحت أزمة اقتصادية خانقة، تجعلها غير قادرة على توفير الخدمات للمواطنين، لا سيما الخدمات الصحية والكهرباء والمياه. وبحسب الوكالة، فإن العديد من المواطنين سبق وأن تداولوا هشتاغ "لبنان لا تريد الحرب" في العديد من المرات لمنع انجرار بلادهم إليها.
تقول سيدة أخرى نازحة من قرية العدايسة،"هربنا من الضيعة (القرية)، بعد 3 أيام من اندلاع التصعيد، وذهبنا إلى بيروت، لأن بيتنا مواجه للجانب الإسرائيلي، وخشيت أنا وأولادي على حياتنا، لذا نزحنا جميعا، برفقة أمي وأختي".
وتابعت، "نفتقد للأمان والاستقرار ولراحة البال، نفتقد للعمل".
وتقيم هذه السيدة مع أولادها في غرفة بفندق مونتانا، الذي تحول إلى مركز لجوء، موضحة، "في عيد الأضحى، جلسنا في الغرفة أنا وأبنائي نبكي وحدنا".
توضح الوكالة أنه على عكس إسرائيل التي تمول إقامة في الفنادق للنازحين من الجنوب وتوفر لهم سكن مؤقت، إلا أن العائلات في لبنان لا يتلقون أي دعم تقريبا من الدولة، ويعيشون بحثا عن عمل وعن إعاشة سواء من المساعدات أو أي عمل مؤقت يجلب لهم بعض الليرات.
توضح الوكالة أن حتى الفنادق التي تفتقد للسياح في الوقت الحالي باتت ملاجئ للمواطنين، فندق مونتانا استقبل أكثر من 152 عائلة، كما تحول فندق الصنوبر إلى مركز إيواء للنازحين في منطقة العرقوب، وحاليا يضم 40 عائلة، وجميع غرفه ممتلئة باللاجئين وليس السياح.
هذا ما يحدث للطفل باسم علي، صاحب الثانية عشر من عمره، الذي افترش الشارع بالكرتون لبيع بعض المواد الغذائية للإنفاق على والديه، يوضح باسم، "منذ 5 ديسمبر، وتهجرنا من منازلنا بسبب العدو الصهيوني، كان هناك قصف بالقرب من منازلنا، وفي منزلنا، لذلك نزحنا وجئنا إلى صيدا".
يضيف الطفل، "عملت هذه الفرشة من الكرتون لبيع بعض المنتجات كي أساعد والدي وأهلي بالمصروف اليومي".
يوضح الطفل أنه لم يعد يدرس، بعد ترك مدرسته في قريته، وعدم التمكن من التسجيل في مدرسة جديدة.
وقال الشهود إن الأضرار التي وقعت بالكثير من القرى في الجنوب تماثل الأضرار التي حدثت في عام 2006، في الوقت الذي أثار فيه التصعيد مخاوف متزايدة من حرب شاملة أخرى بين الخصوم المدججين بالسلاح.
حتى وأن تمكن هذا الطفل من إيجاد هذا العمل ذو الدخل الضئيل، إلا أن جاره النازح إلى مدينة صيدا لم يجد نفس المصير.
يقول نازح من قرية العدايسة، "حينما بدأ القصف وأنا في المنزل، شعر أولادي وزوجتي بالخوف الشديد، وقررنا الهرب إلى مدينة صور، وبقينا هناك حتى نفذت أموالي، ولم يعد لدي أي مدخرات لإنفاقها، ولا يوجد عمل لي هنا".
وتابع، "أعيش في طابق لا يوجد به كهرباء، وكأني في العصور الوسطى"، مستطردا، "خلال العيد، كنا متعودين لتبادل التهانئ بيننا، لكن بالنسبة لي فعيد الأضحى الأخير لم يكن عيد، لا استطيع الاحتفال وأنا بعيد عن منزلي وقريتي، وأشعر وأني مغترب في بلدي".
وبين، "الحرب أثرت علي كثيرا، لقد تدمر جزء من منزلي وسقط السقف"، متابعا، "لا نريد التصعيد، ولا نريد أن تندلع حرب شاملة، حينها لن يكون الخسائر مادية فقط، ولكن بشرية وباهظة".
ورغم اختلاف التجارب والصعوبات التي يواجهها النازحون، إلا أن أمنية ودعوة واحدة تجمعهم: رؤية هذه الحرب تنتهي والتمكن من العودة إلى منازلهم وقراهم حتى وأن كانت مهدمة. 
يختتم محمود رسلان بالقول، "أمنيتي العودة لقريتي وتنتهي هذه الحرب وهذه الغمة، ونعود إلى حياتنا الريفية".

مقالات مشابهة

  • رئيس جامعة الأزهر يشيد بأعمال التطوير والتجديد التي شهدتها كلية التربية
  • رئيس جامعة الأزهر يشيد بأعمال التطوير والتجديد بكلية التربية
  • بروتوكول تعاون بين جامعة الأزهر ومعهد علوم البحار والمصايد
  • السوداني: دعم القضية الفلسطينية موقف ثابت للعراق
  • باسيل مع حزب الله وضده!
  • رئيس الوزراء العراقي يجدد موقف بلاده الثابت والمبدئي في دعم القضية الفلسطينية
  • المملكة تجدّد موقفها الراسخ في دعم القضية الفلسطينية ووقف العدوان الإسرائيلي
  • رويترز: نازحو لبنان دون عمل أو موارد وظروفهم تتفاقم مع الوقت
  • رئيس الجمهورية يتسلّم رسالة من الرئيس الفلسطيني.. هذا فحواها
  • جامعة الأزهر تنظم مسابقة "القراءة الحرة" للطلاب والطالبات