الشاب طارق سلوم يتحدى إعاقته وينجز مشروعه الخاص
تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT
دمشق-سانا
يقدم الشاب طارق يوسف سلوم نموذجاً للإصرار على تحدي الإعاقة عبر تمسكه بسلاح العلم وتوظيف ما تعلمه بتأسيس مشروعه الخاص، فتفوق بإرادته الحديدية، وبعزمه الصلب استطاع أن يحقق لنفسه مكانة مميزة في مجال عمله.
لم يدخر والدا سلوم 35 عاماً أي جهد مادي أو معنوي لمساعدة ابنهما الشاب الذي أصيب بمرض في السادسة من عمره أدى إلى شلل بأطرافه السفلية وتوقف النمو لديه، فقدما له كل التشجيع والدعم الممكن وغرسا الأمل بداخله وساعداه على مواصلة تعليمه الجامعي والحصول على إجازة في الهندسة الغذائية وصولاً إلى تأسيس مشروعه الخاص.
وبين سلوم خلال حديثه لسانا الشبابية أنه أصيب بمرض أفقده القدرة على المشي، ما أدى إلى تغير نمط حياته وبات بحاجة إلى من يسانده ويساعده على مواصلة حياته وشق طريقه بعد أن كان ينبض بالحياة.
وقال سلوم: “بعد أن أنهيت المرحلة الثانوية بعلامات مميزة التحقت بكلية الهندسة التقنية قسم التصنيع الغذائي بجامعة طرطوس، وكنت طوال هذه الفترة أدرس وأعمل بالتسويق من خلال مواقع التواصل الاجتماعي لكن نظراً لظروفي الصحية الصعبة توقفت دراستي الجامعية وأجريت أكثر من 19 عملاً جراحياً ريثما تعافيت وعدت بعد ذلك إلى مواصلة تعليمي الجامعي إلى أن تخرجت وحصلت على شهادة تؤهلني للبدء بمشروعي الخاص”.
وأضاف: “بعد تخرجي من الجامعة قررت أن أعمل باختصاصي “التصنيع الغذائي”، حيث ساعدني والداي بتأمين مبلغ مالي وتشاركت مع عمي للبدء بمشروعي الذي يتضمن محمصة مختصة بالقهوة، حيث قمنا بشراء آلة تحميص وبدأنا التغليف والتعبئة بشكل يدوي، لكن مع انطلاق العمل بشكل جيد قمنا بتطوير أدواتنا وشراء آلات للتغليف والتعبئة”.
ولفت إلى أن العمل ببداياته كان صعباً ولا سيما لجهة التسويق لكن مع مرور الوقت وزيادة الطلب على المنتجات بات الوضع أفضل، وتم توسيع العمل ليشمل منتجات أخرى مثل “الكابتشينو والنسكافيه والهوت شوكليت” مع فريق عمل مؤلف من 5 أشخاص بينهم مهندسون مختصون.
وأشار سلوم الذي يقضي ساعات طوال في ورشته الصغيرة بقرية الدنانير بريف طرطوس إلى أن منتجاتهم لاقت الاستحسان والإقبال في السوق المحلية نتيجة خلوها من الأصبغة والمنكهات الكيماوية، لكن لديهم معاناة في ارتفاع أسعار المواد الأولية، متمنياً دعم الأشخاص ذوي الإعاقة عبر قروض ميسرة لمساعدتهم على استكمال مشاريعهم.
وأكد أنه شارك مؤخراً في معرض “همم حتى القمم” بدمشق للتعريف بمنتجاته وتسويقها، داعياً الأشخاص ذوي الإعاقة إلى عدم الاستسلام وأن يكون لكل منهم منتج أو هدف يسعون لتحقيقه وتطويره.
ندى الصالح الأم الفخورة بابنها أشارت إلى أن سلوم حظي بدعم كبير من العائلة والأصدقاء والمدرسة، وأنها عملت على دمجه بالمجتمع، حيث كان يرافقها إلى كل الأماكن وكانت تفسح له المجال للنقاش بكل شيء.
بدوره يوسف مالك سلوم والد طارق قال: “فخور بابني لأنه رغم وضعه الصحي تمكن من الإنجاز الذي يعجز عنه الأصحاء أحياناً، فطارق متقد الذهن وذكي جداً”، لافتاً إلى أنه مؤمن بابنه ليواصل مسيرة حياته وينجح في مشاريعه بفضل العزيمة والإصرار والجد والاجتهاد.
سكينة محمد وأمجد الصباغ
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: إلى أن
إقرأ أيضاً:
«أوريشنيك» يشعل سباق التسلح.. بوتين يتحدى الغرب والبنتاجون يعرب عن قلقه
رغم الاستنكار الغربي لإطلاق روسيا صاروخ «أوريشنيك» خلال عملياتها في أوكرانيا، تمضي موسكو قدمًا في خطتها، متجاهلة تحذيرات الدول الغربية، فيما أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعليماته بزيادة الإنتاج ومواصلة التجارب القتالية للصاروخ الباليستي فرط الصوتي «أوريشنيك»، وذلك في أعقاب استخدامه في العمليات العسكرية بأوكرانيا، وفقًا لما نقلته وكالة «رويترز».
صواريخ «أوريشنيك»وأعلن بوتين، خلال اجتماع مع قادة عسكريين بثّ عبر التلفزيون، استمرار برنامج اختبارات صواريخ «أوريشنيك» مع التركيز على الظروف القتالية، بناءً على تقييم التهديدات الأمنية التي تواجه روسيا.
وشنّت روسيا هجومًا بصواريخ باليستية فرط صوتية متوسطة المدى على منشأة عسكرية أوكرانية، كما حذّر بوتين الدول الغربية من احتمال استهداف منشآتها العسكرية في حال استخدام أسلحتها ضد موسكو.
وفي خطابه، حمّل بوتين الغرب مسؤولية تصعيد الحرب في أوكرانيا، مشيرًا إلى دعم كييف بصواريخ بعيدة المدى، مما اعتبره خطوة نحو حرب عالمية.
وكشفت وكالة «رويترز» أن روسيا أجرت اختبارات قتالية لصواريخ «أوريشنيك» كرد فعل على ما وصفته بـ«الأعمال العدائية» من قبل دول حلف شمال الأطلسي.
وفي سياق تصاعد التوتر، أعلنت روسيا في 21 نوفمبر تنفيذ ضربة عسكرية استهدفت منشأة صناعية عسكرية في أوكرانيا، مبررة ذلك بأنه ردّ على استخدام كييف لأسلحة بعيدة المدى قدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا.
وخضع أحد أحدث أنظمة الصواريخ الروسية متوسطة المدى لاختبارات قتالية، باستخدام صاروخ باليستي فرط صوتي غير نووي.
زيلينسكي يعلق على حديث بوتينمن جانبه، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات ردًا على تصرفات روسيا، مشددًا على ضرورة منع تصعيد الحرب، كما وصف تجربة موسكو لصواريخها الجديدة بأنها «جريمة دولية».
وحذّر البنتاجون من أن الصاروخ الروسي «أوريشنيك»، الذي استُخدم لتدمير منشأة عسكرية أوكرانية كبيرة، يمثل قدرة قتالية خطيرة قابلة للتسليح برؤوس نووية، فيما أصدر حلف شمال الأطلسي بيانًا يدين إطلاق الصاروخ، مؤكدًا استمرار دعمه لأوكرانيا.
وشدد على أن التجربة الروسية للصاروخ الجديد، الذي يمثل قدرة قتالية غير مسبوقة، تُثير قلقه.
وأصدر حلف شمال الأطلسي بياناً يدين فيه إطلاق الصاروخ الباليستي الجديد، لكنه شدد على أن هذا الحدث لن يُحدث أي تغيير في التزام الحلفاء بدعم أوكرانيا واستمرار جهودهم في الحرب.
ويأتي إطلاق الصاروخ في أعقاب قيام أوكرانيا باستهداف أهداف روسية بصواريخ غربية الصنع هذا الأسبوع، ما أدى إلى تصعيد سريع في التوتر خلال الحرب الدائرة منذ 33 شهرًا، رغم التحذيرات الروسية، ويُعتبر إطلاق الصاروخ مؤشرًا جديدًا على هذا التصعيد.