المثقف الحقيقي والمثقف الزائف
تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT
تتولَّد الأسئلة والأفكار وتتوالى المراجعات بعد كل هزة أخلاقية وإنسانية يمر بها الإنسان كفرد أو كجماعة إنسانية كبيرة، وتتبدى المواقف الصعبة في هذه الأوقات الحرجة كاشفة عن المعدن الكامن في فكر وأفعال الإنسان الذي يتعرض للصقل في مواقف مأزومة، كالحال الإنسانية الصعبة في غزة وسوريا والسودان وليبيا وغيرها من البلدان التي تعيش ظروفا يندى لها الجبين وتنفطر لها قلوب كل حر وأمين.
يُنظر إلى المثقف باعتباره الإنسان الذي يعرف، ولأنه يعرف فإن كثيرا من الناس تترقب ما يقول وتتأثر به، وقد أوجد الإعلام البديل المتمثل في وسائل التواصل الاجتماعي تعريفا جديدا للمثقف باعتباره العارف كما ذكرت، وتصبح روايته وسرديته هي الأساس المُتَّبَع لمتابعيه في مواقع التواصل الاجتماعي ومن يتأثر به.
فأصبح «المشهور» وصاحب النسبة الأعلى من المتابعات والمشاهدات والذي يقدم ثقافة ما بنمط خاص وفريد يميِّزه عن بقية «المشاهير» يعتلي منبره الرقمي لتشرئب إليه أعناق متابعيه من مختلف أطياف المجتمع بل وقد يتعدى دولته ليصير منبره إقليميا أو عالميا حتى!.
يعود المثقف التقليدي للواجهة، ولن أستشهد في هذا المقال بنظريات ورؤى من كتب وألَّفَ عن المثقف ومن هو وما يمثله كغرامشي وفوكو وغيرهم؛ بل سأتحدث بالحقائق البسيطة التي يعرفها الجميع، فالمثقف التقليدي، هو المرتبط بالكتب والكتابة والفاعل والمنفعل في هذا الحقل المعرفي.
يعود للواجهة باعتباره الصوت الرصين ذا الكلمات المنمقة والعبارات المفخَّمة والمصطلحات التي تتطلب قواميس لفهمها، في المواقف الصعبة والأوقات المتأرجحة.
وهنا تتبدى كثير من الأشياء التي لا تقبل التأويل والمواربة، فإما أن يكون المثقف مثقفا حقيقيا أو مثقفا زائفا. فمن هو المثقف الحقيقي ومن هو المثقف الزائف؟
في نظري، فإن المثقف الحقيقي هو الإنسان الذي يقف مع الحق والمظلوم ويناصره حتى وإن كان المتعرض للظلم من ألد أعداء المثقف، أي أن المثقف باختصار ينبغي أن يكون المثال الأخلاقي الحي أمام نفسه أولا ثم أمام الناس.
أما المثقف الزائف، فمن وجهة نظر شخصية كذلك، هو المتسلق على أكتاف المستضعفين ليحقق مآرب شخصية نفعية موجدا لنفسه حقيبة مكتنزة بالعلل والبراهين والأدلة التي ينافح بها عن موقفه المأزوم أمام كل حر يواجهه بزيف موقفه.
البوصلة الأخلاقية-الإنسانية تكشف معادن المثقفين، فما يحدث في غزة على سبيل المثال إبادة وحشية جائرة لا غرابة أن يشعر المرء أمامها بقلة الحيلة والعجز، ولكن المثقف الزائف يجمع براهينه وألاعيبه اللفظية الملتوية ليخبرنا جميعا بأننا مخدوعون أو أن ما يحدث إنما هو صراع -كأنما الطفل والعسكري على قدم المساواة!- بين دينين، وطائفتين، وأمتين!. هذا التمويه والإسفاف في تسخيف قيمة الإنسان عامة، وقيمة الإنسان وهو يُباد خاصة؛ لا ينم إلا عن مرض نفساني أخلاقي عُضال.
هذه البوصلة الأخلاقية نفسها، جعلت كثيرا من مثقفي الغرب ينزعون غشاوة الجهل والادعاءات الكاذبة التي أثبتت بطلانها على مدى السنين عن العرب، المسلمين، الشرقيين، والتي بثتها وسائل إعلام ذات توجه سياسي نفعي بحت، تخدم مآرب مُلَّاك هذه الوسائل والذين هم في الغالب مجموعة من المنتفعين السياسيين.
فترى الملحد الغربي يبحث عن الإسلام متسائلا عن سبب كل هذه الإبادة وإغماض العينين عمَّا يحدث للفلسطينيين -ذوي الأغلبية المسلمة- وترى اليميني المتطرف يراجع نفسه أمام الوحشية المفرطة للصهيوني الذي فاق النازيين في ارتكابهم المجازر والمآسي، وغيرهم الكثير.
فالمثقف في أساس كينونته إنسان كأي إنسان آخر؛ فإن كانت فطرته سليمة لم تتلوث بلوثة ما، فستراه مناصرا للحق والحقيقة منافحا عنهما، وإن كانت فطرته مشوبة بلوثة ما فلا غرابة أن تراه مبررا لكل فعل وحشي أو متشفيا مما يحدث لأعدائه المفترضين.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
محمود سعد يفجر مفاجأة صادمة عن السبب الحقيقي وراء وفاة نبيل الحلفاوي.. مرض قاتل (تفاصيل)
فجر الإعلامي محمود سعد، مفاجأة من العيار الثقيل، عن السبب الحقيقي لوفاة الفنان نبيل الحلفاوي، مشيرًا إلى إنه كان يعاني من مرض خطير أدى إلى وفاته، وذلك خلال فيديو مطول عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الإجتماعي الأشهر "فيسبوك".
طلب عاجل من أسرة الفنان نبيل الحلفاوي بعد وفاته (تفاصيل) مرض نبيل الحلفاويصرح محمود سعد، بأن الفنان الراحل نبيل الحلفاوي كان يعاني من مرحلة متأخرة جدًا من السرطان وصلت للدرجة الرابعة، حيث روى تفاصيل حالته الصحية في أيامه الأخيرة وهو متأثرًا بشدة لفراق صديقه المقرب، حيث كانت تربطهما علاقة صداقة قوية.
وقال محمود سعد: "علمت بمرض نبيل منذ 20 يومًا وكان ينتظر مباراة فريقه المفضل الأهلي، ولكن أخبرتني زوجتي أن حالته الصحية سيئة للغاية، وعلى الفور تحدثت معه هاتفيًا، وداعبته كثيرًا وقولتله يا بلبل كل كويس وخلي بالك من صحتك، آخر مرة شوفتك كنت عضم".
السبب الحقيقي لوفاة نبيل الحلفاويوأضاف سعد عن معاناة الراحل نبيل الحلفاوي قبل وفاته قائلًا: "لم يستطع الأطباء علاجه والأمر كان في حالة من الحسم، إلى أن توفي في سلام وهدوء، كما كان يتمنى، دون ألم أو قلق، بعد مرور 4 أيام على دخوله المستشفى".
وفاة نبيل الحلفاويورحل الفنان نبيل الحلفاوي عن عالمنا عن عمر ناهز 77 عامًا في أحد مستشفيات القاهرة، بعد 4 أيام قضاها داخل غرفة الرعاية المركزة، وسط تكتم شديد من العائلة حول طبيعة مرضه، إذ تعرض لوعكة صحية مفاجئة منذ أيام.
وجاء ذلك بعد يومين من دخوله في غيبوبة تامة أثناء وضعه على جهاز التنفس الصناعي داخل العناية المركزة بأحد المستشفيات الخاصة، مما استدعى منع الأطباء الزيارات عنه تمامًا.
تفاصيل الحالة الصحية للفنان نبيل الحلفاوي بعد دخوله في غيبوبةوكانت كشفت أسرته عن تدهور حالته الصحية، مشيرين إلى أن الأمر يزداد صعوبة بعد دخوله المستشفى بسبب معاناته من مشاكل في الصدر تسببت في ضعف التنفس، وتعرضه لأزمة حادة في الجهاز التنفسي، وذلك بسبب التدخين.
آخر تويتة للراحل نبيل الحلفاوي
حرص أبناء الفنان الراحل نبيل الحلفاوي على التغريد بإسمه عبر المنصة الأقرب إلى قلبه "تويتر" أو "إكس" حاليًا، من خلال كتابة تغريدة الوداع الأخير وكأنه يودع جمهوره ومتابعيه بنفسه قبل الرحيل.
كتب كلا من وليد وخالد الحلفاوي تغريدة عبر الحساب الشخصي للراحل بمنصة التغريدات المصغرة "تويتر" قائلين: "مش القبطان اللي كاتب التويته ديه للاسف .. احنا ولاده وليد وخالد الحلفاوي .. الوالد ربنا استجاب لدعاه ولم يمر بعذاب طويل مع مرض والم طويل".
وصية نبيل الحلفاوي الأخيرةوأشارا إلى إن هذه كانت وصيته الأخيرة وأمنيته الوحيدة ألا يمر بعذاب طويل مع المرض قبل وفاته وقد كان، حيث قالا: "كان دائما بيدعي بكده وربنا ما خذلوش .. شكرًا علي كل الحب والدعاء".
كما اختتموا تغريدتهم بالكشف عن موعد ومكان صلاة جنازة الراحل، قائلين: "وصلاة الجنازة اليوم الاحد ١٥ ديسمبر بمسجد الشرطة زايد بعد صلاة العشاء.".