دمشق-سانا

احتفت أعمال الفنان التشكيلي عدنان حميدة بإنسان هذه الأرض، مساء اليوم، في معرضه الفردي “ذاكرة وركام” الذي يأتي ضمن فعاليات أيام الفن التشكيلي السوري “هوية وتجديد”.

المعرض الذي تستضيفه غاليري ألف نون ضم 21 لوحةً بحجم كبير وبتقنية مواد مختلفة على قماش، وبأسلوب فني خاص بالفنان، مزج فيه بين التعبيرية والواقعية والتجريدية، مع توليفة واسعة من الرموز الإنسانية والنباتية والحيوانية والطيور.

وعن المعرض قال الفنان حميدة في تصريح لمراسل سانا: بدأت بهذا المشروع تحت عنوان كونيات، بعد العدوان على غزة عام 2008، واستمر مع سنوات الحرب على سورية، وهو رسم تحت الركام بطريقة غير مباشرة عبر رصد أثر الإنسان في محيطه، وخاصةً المأساة التي يعيشها أهلنا في غزة الآن.

وأوضح الفنان الفلسطيني أنه يرسم الإنسان في بعض الأعمال بطريقة تعبيرية بشكل أساسي، وإن أدخل على اللوحة بعض التفاصيل الواقعية ضمن أجواء تجريدية لتشكل معاً عملاً فنياً يولد التساؤلات لدى المشاهد، مبيناً أن بعض أعماله تتمازج فيها الرموز الإنسانية والحيوانية مع الحجر والتراب في دلالات واضحة على الأرض بمفهومها الفلسفي الواسع.

وأشار الفنان حميدة إلى أن العمل الفني لديه لا يوثق الأحداث بشكل مباشر، بل يرصد أثرها ليكون منتمياً إلى السنن الكونية والمواضيع الإنسانية التي تتكرر منذ بدء الحياة على مدى التاريخ، مثل الحرب والظلم والألم والحزن والوحدة، مؤكداً أنه يرسم لنفسه في المقام الأول ليعبر عن رؤاه وأفكاره، ولأنه جزء من المجتمع ستعود لوحته للناس ليقرؤوها بطرقهم وتأويلاتهم.

وينطلق الفنان مع لوحته من فكرة محددة، بدورها تولد أثناء الرسم أفكاراً أخرى تتبدى على سطح اللوحة على مبدأ البناء والهدم، حتى الوصول إلى الشكل النهائي الذي يرضيه، مبيناً أن طريقته في الرسم لا تعتمد السرعة وتحتاج إلى التفكير واستخدام خبرات فنية واسعة في التقنيات اللونية.

ويرى الفنان والمدرس الجامعي أن العمل الفني يبنى بدايةً بالعاطفة، ويأتي العقل ليحدد مسار هذا العمل لينتهي بعدها بالعاطفة بعيداً عن فكرة تصنيع العمل الفني أو السعي لإرضاء أذواق المقتنين من خلاله، لأن الفن برأيه حالة فردية خالصة تعبر عن رؤى الفنان وحده، رافضاً بالوقت ذاته الفن العفوي التلقائي الذي لا يعرف وجهته وهدفه.

بدوره الفنان بديع جحجاح مدير غاليري ألف نون قال: إن الفضاء عند عدنان حميدة هو التراب بأطياف ملمسه، فأشكال شخوصه تمتاز بملمس وحساسيات التراب، فهو مسكون بهاجس الأرض لكونه ينتمي لفلسطين الجريحة، ويمكننا رؤية الركام والدمار الموجود في غزة ضمن لوحاته، ولكن بتشكيل فني مختلف، لتكون مدخل وعي وانتماء ومقاومة ولكن بطريقته غير المباشرة والرمزية.

والفنان التشكيلي الفلسطيني عدنان حميدة تخرج من كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق، اختصاص إعلان عام 1985، وعمل مدرساً لمادة الرسم والتصوير في مركز أدهم إسماعيل للفنون التشكيلية، ومحاضراً في قسم الاتصالات البصرية في كلية الفنون الجميلة في دمشق، كما عمل في مجال الرسوم المتحركة، ويعمل حالياً محاضراً في كلية الفنون الجميلة في الجامعة العربية الدولية، وله عدة معارض فردية وجماعية داخل سورية وخارجها، وأعماله مقتناة في عدة بلدان عربية وأجنبية.

محمد سمير طحان

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

كريم الحسيني لـ "البوابة نيوز": اعتزلت السعي في الوسط الفني فقط وليس الفن

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد الفنان كريم الحسيني، رغبته في اعتزال السعي في الوسط الفني،  لافتًا على أنه مستمر في السعي وراء حلمه.

وقال كريم الحسيني خلال تصريح خاص لـ "البوابة نيوز": "حصل ضجة إعلامية كبيرة أنا مقولتش هعتزل الفن أنا قولت هعتزل السعي فقط في الوسط الفني".

وتابع الحسيني: "لكن عايز أنتج لنفسي واحقق حلمي وأكبر دليل على كده شغلي على خشبة المسرح وعرض مسرحية كازينو الحمد لله رب العالمين محققة نجاح جماهيري كبير".

كريم الحسيني يثير تساؤلات الجمهور بعد قرار اعتزاله

أثار الفنان كريم الحسيني جدلًا واسعًا بعد منشورًا خاص به عبر حسابه الشخصي بموقع "فيس بوك"، قائلًا: "أنا قررت اعتزل ما يؤذيني، قررت أعتزل السعي في الوسط الفني الجميل لأنني فعلًا فنان أنتمي إلى زمن الفن الجميل الأبيض والأسود وماسبيرو زمان، وقررت أن أعتزل السعي في دراما رمضان لأنني ولله الحمد تقاعدت عن العمل منذ عام 2021 حيث كان آخر مسلسل شاركت فيه (اللي مالوش كبير)، ومن وقتها وأنا بحاول أسعى بكل طاقتي وجهدي و إيماني ويقيني أنها ستأتي".

واختتم منشوره قائلًا: "لذا ومن موقعي هذا اتخذت قرارًا في منتهى الهدوء وها أنا أجلس في المسجد بعد صلاة الفجر ولا أحمل في نفسي إلا الطمأنينة والرضا واليقين، بعد انتهاء عرض مسرحية "كازينو" التي تُعرض على مسرح السلام "فرقة المسرح الحديث" سوف أُغلق هذه الصفحة تمامًا.. أقصد (صفحة الوسط الفني المبني على اللا معايير)"

مقالات مشابهة

  • “سوريا: الوجهة المقبلة لإسرائيل الكبرى”
  • معرض "أيام الجونة" للفنان أشرف نصيف بالأوبرا
  • كريم الحسيني لـ "البوابة نيوز": اعتزلت السعي في الوسط الفني فقط وليس الفن
  • قصف إسرائيلي يستهدف فيلا شقيق رئيس النظام السوري ماهر الأسد قرب دمشق
  • “جاسوس”.. من الذي استهدف نصر الله؟
  • تكريم محمود حميدة وجوانا حاجي توما وخليل جريج في مهرجان الجونة السينمائي
  • المصدر السوري:مقتل وإصابة (50) عنصراً من منتسبي الحشد جراء غارات “مجهولة” على مواقعهم في العمق السوري
  • صنعاء تفتتح مسار “إسناد لبنان”: تل أبيب تحت النار… والمعركة البحرية قائمة
  • جمال عبد الناصر.. .الزعيم الذي لا يزال حيا في ذاكرة المصريين والعرب
  • الثقافة تستضيف معرض "أيام الجونة" بالأوبرا للفنان أشرف نصيف