مع دخول الحرب الدامية بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة شهرها الثالث، وبعد 30 عاماً من إبرام اتفاقية أوسلو الأولى، هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، هذه الاتفاقية التي أدّت إلى الاعتراف المتبادل بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، ووصفها بالكارثة، فهل يبحث نتانياهو عمن يلقي عليه اللوم ليبرئ نفسه، أم أن الأمل في العودة إلى طريق سلام حل الدولتين قد انتهى؟

كشفت وسائل إعلام إسرائيلية مساء أمس الثلاثاء، تصريحات لنتانياهو في جلسة سرية للجنة الخارجية والأمن في الكنيست، التي قال فيها، إن" اتفاقية أوسلو كانت أكبر خطأ ارتكبته إسرائيل.

كلا الطرفين من المجتمع الفلسطيني يريدان بشكل أساسي القضاء على إسرائيل"، مضيفاً أريد أن أوضح موقفي: لن أسمح لإسرائيل بتكرار خطأ أوسلو".

وتابع قائلاً:  أن "اتفاقية أوسلو جاءت بالأشخاص الأكثر معاداة للصهيونية والأكثر معاداة لليهود"، مردفاً "  لن أسمح بعد التضحيات الهائلة لمواطنينا ومقاتلينا أن نجلب إلى غزة أولئك الذين يتعلمون الإرهاب ويدعمون الإرهاب ويمولون الإرهاب.. غزة لن تكون (حماسستان) ولا (فتحستان)". 

 وفي تصريحات نقلتها صحيفة "يديعوت أحرونوت"، كشف نتانياهو عن خلافات بين تل أبيب وواشنطن حول مستقبل غزة في مرحلة ما بعد حماس، قائلاً: إن إسرائيل "لديها خلافات مع الولايات المتحدة بشأن اليوم التالي لحماس في قطاع غزة وإنه يأمل في التوصل إلى اتفاق بشأن هذه القضية"، مؤكداً أن حركة فتح "لن تكون هناك" بعد الحرب.

وأضاف: "أقدر كثيراً الدعم الأمريكي لتدمير حماس وعودة مختطفينا. فبعد حوار مكثف مع الرئيس بايدن وموظفيه، تلقينا الدعم الكامل للتوغل البري ولكف يد الضغط الدولي لوقف الحرب".

وفي سياق متصل يعكس الخلافات بين نتانياهو والرئيس الأمريكي جو بايدن، بشأن الحرب، اعتبر الأخير في تصريحات له أمس الثلاثاء، أن إسرائيل "بدأت تفقد دعم المجتمع الدولي بقصفها العشوائي لغزة"، داعياً نتانياهو، إلى "تغيير حكومته" المتطرفة.

وكان نتانياهو أعلن في وقت سابق أن قطاع غزة سيكون تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية بعد الحرب، وأن هناك احتمالاً لنشوب حرب ضد قوات السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية.

ومن جهته، ندد رئيس المعارضة الإسرائيلي في الكنيست ورئيس حزب "يش عتيد"، يائير لابيد، بالمقارنة التي أجراها  نتانياهو،  بأن عدد ضحايا اتفاقيات أوسلو يساوي العدد نفسه الناجم عن هجوم 7 أكتوبر، وفق ما ذكره موقع "واينت" الإسرائيلي.

وكتب لابيد في منشور على منصة إكس (تويتر سابقاً): "دولة إسرائيل في حالة حرب. يتنقل جميعنا من جنازة إلى جنازة، من بيت عزاء إلى آخر، من الصعب أن نفهم مستوى الانعزال والسخرية الذي يتسم به رئيس الوزراء الذي يدير حملة سياسية شريرة في مثل هذا الوقت، والغرض منها برمته هو تنحيته عن المسؤولية وإلقاء اللوم على الآخرين. إن هذه الأمة تستحق قيادة مختلفة".

Netanyahu draws outcry for quote equating Oct. 7 toll to Oslo Accords deaths https://t.co/Phjksqz7sY . Click to read ⬇️

— The Times of Israel (@TimesofIsrael) December 12, 2023   نتانياهو المحرض

وبعد ما نقلته وسائل الإعلام العبرية عن نتانياهو، وجهت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، من جهتها، اليوم الأربعاء، انتقادات لاذعة إلى نتانياهو واتهمته بأنه محرض ويحاول التهرب من المسؤولية عن أحداث 7 أكتوبر، وإلقاء اللوم في الكارثة على سلفه السابق إسحق رابين، بربط كل الأخطاء باتفاقيات أوسلو في حقبة التسعينيات، وإبعاد كل أسباب الفشل عن السياسات التي اتبعها خلال فترة ولايته الطويلة كرئيس للوزراء.

وأضافت "هآرتس" في افتتاحيتها اليوم: "يحاول نتانياهو زرع فكرة في الوعي الجماعي مفادها أن السياسة الوحيدة التي سارت على نحو خاطئ في ذلك اليوم القاتل كانت اتفاقيات أوسلو في حقبة التسعينيات" بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية.

وأشارت إلى أنه "خلال السنوات العديدة التي قضاها في السلطة، رفض نتنياهو كل محاولات التوصل إلى تسوية إقليمية وهدف فصل إسرائيل عن الفلسطينيين".

وتابعت الصحيفة قائلة: "ينطبق الشيء نفسه على النمو الاقتصادي الذي ينسب إليه الفضل الشخصي، ما الذي جعل ذلك ممكناً لولا اتفاقات أوسلو واتفاقية السلام مع الأردن التي لم تكن لتحدث لولا أوسلو؟"، مضيفةً: "بدلًا من الاستقالة خجلاً والإقرار بمسؤوليته عن كارثة أكتوبر وانهيار سياساته، يواصل نتانياهو دون خجل إلقاء الخطب الدبلوماسية".

وقالت أيضاً أن نتانياهو سعى لـ"ضمان بقاء الضفة الغربية وقطاع غزة كيانين منفصلين، ما يؤدي إلى تقسيم القيادة الفلسطينية ومنع حل الدولتين"، مضيفةً "نتانياهو لا يتعامل مع "الصباح التالي" بالنسبة لدولة إسرائيل أو لغزة، كل شيء موجه نحو التحضير للجنة تحقيق حكومية في نهاية المطاف في كارثة 7 أكتوبر وإجراء انتخابات".

وذكرت الصحيفة أن "هذه هي الطريقة التي ينبغي أن نفهم بها تصريحات نتانياهو هذا الأسبوع أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست، عندما قال "إن اتفاقية أوسلو كارثة جلبت لنا العدد نفسه من الضحايا مثل هجوم حماس المفاجئ".

“In his efforts to escape responsibility for the events of October 7, Prime Minister Benjamin Netanyahu is trying to cast the blame for the catastrophe on Yitzhak Rabin.” https://t.co/1D0pboFglb.

— Lluís Bassets (@lbassets) December 13, 2023  

 

موت اتفاق أوسلو

وفي المقابل، وجه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، رسالة إلى  نتانياهو بخصوص "موت اتفاق أوسلو" وقال: إن "تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي يساوي بين اتفاق أوسلو وما حصل في السابع من أكتوبر يؤكد أن حربه ضد الكل الفلسطيني".

وأضاف في منشور على منصة إكس "نحن نقول لنتنياهو إن أوسلو ماتت تحت جنازير دباباته التي تجتاح كل مدننا وقرانا ومخيماتنا من جنين حتى رفح".

السلطة الفلسطينية: "أوسلو" ماتت تحت الدبابات الإسرائيلية https://t.co/qJ8OjhW0V8

— 24.ae (@20fourMedia) December 12, 2023 اتفاقية أوسلو

يذكر أنه في عام 1993 وتحديدا في الثالث عشر من سبتمبر (أيلول)، تم توقيع "اتفاقية أوسلو" في البيت الأبيض بحضور الرئيس الأمريكي بيل كلينتون، حيث مثل فلسطين الرئيس ياسر عرفات، فيما مثل الطرف الإسرائيلي وزير الخارجية حينها شمعون بيريز.

وأدى الاتفاق المؤقت إلى إنشاء السلطة الفلسطينية ومنحها سلطة محدودة على أجزاء من الضفة الغربية وقطاع غزة وهي المناطق التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967، فيما مهد الاتفاق الطريق أمام اعتراف متبادل بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية.

وعلى وقع توقيع اتفاقيات أوسلو، تعالت آمال الفلسطينيين والإسرائيليين في إمكانية تحقيق سلام دائم وعادل بين الجانبين، لكن وبعد مرور 30 عاماً اختفت هذه الآمال.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل نتانياهو إسرائيل التحریر الفلسطینیة اتفاقیة أوسلو اتفاق أوسلو

إقرأ أيضاً:

الصحة الفلسطينية: إسرائيل تنتهك أبسط قواعد القانون الدولي والإنساني

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تناشد وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم السبت، المجتمع الدولي للتدخل العاجل لتوفير المساعدات والأدوية الضرورية لمستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة، وفقا لنبأ عاجل بقناة "القاهرة الإخبارية".

وأكدت الوزارة أن المستشفى يعاني من نقص حاد في مستلزمات الصيانة الأساسية، الضرورية لضمان استمرار توفير الكهرباء والمياه والأكسجين.

كما شددت الوزارة على أن استهداف إسرائيل للمرافق الطبية والصحية في قطاع غزة يُعد انتهاكًا صارخًا لأبسط قواعد القانون الدولي الإنساني.

مقالات مشابهة

  • حراك سياسي في لبنان للضغط على إسرائيل لوقف خروقات اتفاق الهدنة
  • بلال الدوي: مصر الدولة الوحيدة التي أجبرت إسرائيل على السلام
  • محلل فلسطيني: إسرائيل تستهدف تدمير أكبر مساحة ممكنة من قطاع غزة
  • حماس: اتفاق وقف النار بغزة قريب ما لم تضع إسرائيل شروطا جديدة
  • فصائل فلسطينية: اتفاق وقف النار بغزة قريب ما لم تضع إسرائيل شروطا جديدة
  • الصحة الفلسطينية: إسرائيل تنتهك أبسط قواعد القانون الدولي والإنساني
  • المنظمات الأهلية الفلسطينية: نطالب بإرسال بعثات دولية إلى غزة لمتابعة حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها شعبنا
  • حكم دفن الميت ليلا .. احذر 3 أوقات لا تدفن فيها المتوفى
  • إعلام عبري: مناقشات شاقة لأسابيع بين إسرائيل وحماس لتحديد أسماء المفرج عنهم
  • إسرائيل وحماس أقرب من أي وقت مضى إلى التوصل إلى اتفاق.. تفاصيل