كشفت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية أنها تلقت تقريرا بشأن تتبع خمسة إلى ستة قوارب صغيرة مسلحة لسفينة جنوب ميناء الدقم قرب سواحل سلطنة عمان.

 

وأضافت -في بيان نشرته على منصة إكس- أن القوارب كانت مزودة بمدافع آلية في مقدمتها، وظلت تتبع السفينة لمدة 90 دقيقة تقريبا.

 

وأكدت أن الزوارق عادت وأخلت المنطقة، موضحة أن السفينة وطاقمها بأمان.

 

ويأتي الهجوم على وقع التوتر السائد في البحر الأحمر إثر الهجمات الحوثية المتكررة في الآونة الأخيرة، سجل اليوم الأربعاء حادث جديد.

 

 

وفي وقت سابق اليوم، أعلنت الهيئة أنها تلقت تقريراً يفيد بتعرض سفينة تجارية إلى مطاردة من قارب صغير مسلح وذلك غرب ميناء الحديدة اليمني. وقالت إن القارب كان على متنه 3 مسلحين تبادلوا إطلاق النار مع طاقم أمن السفينة باستخدام أسلحة خفيفة ثم غادر المنطقة.

 

وذكرت أن السفينة تلقت طلباً من كيان عرف نفسه بالسلطات اليمنية طالباً منها تغيير مسارها بالتوجه إلى اليمن.

 

وأوضحت أن السفينة رصدت في ذلك الحين انفجاراً على بعد 200 متر من مؤخرتها، لكنها أشارت إلى أن السفينة وطاقمها بأمان حاليا.

 

بالتزامن، كشف مسؤول أميركي أن صاروخين أطلقا من مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن أخطآ إصابة ناقلة تجارية بالقرب من مضيق باب المندب، كانت متجهة نحو السويس.

 

كما أضاف المسؤول، الذي تحدث من دون الكشف عن هويته أن سفينة حربية أميركية أسقطت في الوقت عينه طائرة مسيرة، يعتقد أنها تابعة للحوثيين كانت تحلق في اتجاهها خلال الحادث اليوم الأربعاء.

 

وهاجمت الجماعة الحوثية بالفعل عدة سفن. فخلال الأسبوع الأول من الشهر الحالي (ديسمبر 2023) ، تعرضت ثلاث سفن تجارية لهجوم في المياه الدولية، ما دفع المدمرة "ماسون" الأميركية إلى التدخل.

 

كما استولى الحوثيون، الشهر الماضي على سفينة الشحن "غلاكسي ليدر" ذات الملكية البريطانية والتي كانت لها صلات بشركة إسرائيلية.

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: سلطنة عمان البحرية البريطانية سفينة هجوم مسلح زوارق أن السفینة

إقرأ أيضاً:

القفز من السفينة الغارقة

«ربما تتفاجؤون لو أقول إنه لم يكن هناك نظام بأي مرحلة، لو كان هناك نظام لدافع عن نفسه، بل كان هناك منظومة فساد مافيوية رهنت مصالح البلاد لخدمة مآربها الشخصية، ولذلك سقطت بهذه السرعة». هكذا رَطَنَ بشار الجعفري سفير سوريا في موسكو في احتفالية السفارة بسقوط نظام حكم الرئيس السوري بشار الأسد، بعد ساعات فقط من سقوط الرئيس ولجوئه إلى روسيا! ولقد تفاجأنا بالفعل كما توقع الجعفري، ليس فقط لأنه كان جزءًا من هذا النظام الذي ينعته بالفساد، ولكن أيضًا لهذه السرعة القياسية التي غيّر فيها موقفه مائة وثمانين درجة.

عندما كان بشّار الجعفري مندوبَ سوريا الدائم في الأمم المتحدة عُرِفَ بدفاعه الشرس عن النظام السوري، وهجومه اللاذع على كل من ينتقد حكومة بلاده؛ فالمعارضة السورية ليست سوى «جماعات إرهابية»، والدول التي تطالب بشار الأسد بحماية شعبه هي دول متآمرة وراعية للإرهاب، والأمانة العامة للأمم المتحدة «منحازة للجماعات المسلحة» ضد حكومة بلاده، إلى آخر التُهم التي كان يطلقها في خطاباته النارية، وكانت هذه الخطابات تلقى ترحيبًا كبيرًا ليس فقط من نظام بلاده، بل من كثير من المثقفين العرب المؤيدين لما كان يسمى «محور الممانعة»، والمؤمنين بأن نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد هو «آخر حائط صدّ» في وجه الصهيونية العالمية. ولأنه أثبتَ إخلاصًا وولاء منقطعَيْ النظير للنظام السوري فقد اختاره هذا النظام ممثلًا له ليكون «كبير المفاوضين» باسمه للمعارضة السورية في مؤتمر جنيف 2 مطلع عام 2014، وفي جولات التفاوض اللاحقة به في عامَيْ 2015 و2016. باختصار كان بشار الجعفري المتحدث الرسمي باسم النظام السوري، وجزءًا لا يتجزأ من منظومة الفساد التي يتحدث عنها، ولا أدري كيف سوّلتْ له أفكاره أن ذاكرة الشعب السوري ضعيفة إلى هذه الدرجة.

قد يجد البعض العذر للجعفري بالقول إنه في حال سقوط الأنظمة الاستبدادية، غالبًا ما يسارع الموالون السابقون إلى القفز من السفينة الغارقة والتنصل من مواقفهم لتجنب المحاسبة القانونية أو الشعبية، أو لضمان سلامتهم الشخصية وسلامة عائلاتهم، أو الرغبة في أن يكون لهم دور في القيادة الجديدة للبلد. وهذا كله صحيح، لو أن الجعفري اكتفى بالاعتذار للشعب السوري، دون أن يدعي بطولة زائفة، فقد قال في الكلمة نفسها في سفارة سوريا في موسكو: «في الأمم المتحدة كنتُ ابتدعتُ كلمة بلادي ووطني ولم أكن أذكر النظام أو رأسه، لأن بلادنا هي التي تجمعنا، وكان يُوجَّه لي اللوم «من النظام المخلوع» على ذلك»!

قبل سقوط نظام البعث في سوريا بأكثر من عشرين عامًا سقط نظام البعث في العراق عام 2003، وأستدعيه الآن لأن الشيء بالشيء يُذكَر. فقد كان وزير الإعلام العراقي محمد سعيد الصحاف الناطقَ الرسمي باسم العراق خلال الحرب، ورغم انتشار أصوات إطلاق النار كان يدعي أن القوات الأمريكية محتَجَزة خارج بغداد من قبل القوات العراقية، وأن الجنود الأمريكيين كانوا يقتلون أنفسهم بالمئات، إلى آخر الأكاذيب التي انتشرت آنئذ، ثم صارت بعد ذلك مجال تندّر في العالم العربي. وحين سقط الرئيس صدام حسين، كان بإمكان الصحاف أن يركب الموجة ويدعي أنه كان مرغمًا على اقتراف تلك الأكاذيب، ويرمي الأمر على رئيسه، لكنه لم يفعل. وهكذا فعل طارق عزيز، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية العراقي، الذي كان يُعرف في الغرب بالوجه الدبلوماسي لصدام حسين، ففي شهادته التي أدلى بها في محاكمة الرئيس العراقي رفض عزيز إدانته، بل كان يدافع عنه باستماتة، وهو ما تسبب له أن يقضي ما تبقى من عمره في السجن.

خلاصة القول إن بشار الجعفري الذي أرخ لسياسة بلاده في عدد من الكتب، لم يتعلم على ما يبدو درس التاريخ، وهو أن الشعوب، وإن أبدت تسامحًا مؤقتًا، لا تنسى بسهولة من أسهموا في معاناتها أو كانوا أدوات طيّعة في أيدي الأنظمة القمعية، وأن ما يميز المواقف هو الصدق والاعتراف بالمسؤولية، لا اختلاق البطولات الزائفة أو التنصل من المواقف السياسية المشينة، أو القفز من السفينة الغارقة في اللحظة الأخيرة.

سليمان المعمري كاتب وروائي عماني

مقالات مشابهة

  • القفز من السفينة الغارقة
  • وفاة رجل في هجوم لسمكة قرش
  • إنقاذ تسعة أشخاص بعد غرق سفينة هندية كانت متجهة إلى اليمن في بحر العرب
  • القوات البحرية تحبط محاولة لتهريب كمية من المواد المخدرة عبر سواحل البحر الأحمر.. صور
  • القوات البحرية تحبط محاولة تهريب كمية من المواد المخدرة عبر سواحل البحر الأحمر
  • القوات البحرية تحبط محاولة لتهريب كمية من المخدرات عبر سواحل البحر الأحمر
  • القوات البحرية تحبط محاولة لتهريب كمية من المواد المخدرة عبر سواحل البحر الأحمر
  • حلوى عيد الميلاد تحول احتفال «وسيم» إلى كابوس.. ماذا حدث للفتاة البريطانية؟
  • روسيا تعلن غرق سفينة شحن قبالة السواحل الجزائرية بسبب “عمل إرهابي” (فيديو)
  • العثور على 250 سفينة غارقة فيها كنوز ثمينة قبالة الساحل البرتغالي