اختتم جناح الأديان بنجاح كبير فعالياته في مؤتمر الأطراف «كوب 28»، وسط احتفاء لافت وإقبال غير مسبوق من قادة الأديان ورموزها والعلماء والأكاديميين وصناع القرار والخبراء في البيئة، وممثلي الشباب والنساء والشعوب الأصلية من مختلف أنحاء العالم، إضافة إلى آلاف الزوار والمشاركين.

وأشاد المشاركون بتنظيم مجلس حكماء المسلمين المتميِّز لجناح الأديان، وأنشطته ومبادراته الهادفة لدعم جهود التصدي للقضية المناخية وتحدياتها الملحَّة، مؤكدين أهمية مواصلة الجهود لحماية البيئة وكوكب الأرض.

ونظَّم جناح الأديان نحو 70 جلسة حوارية، شارك فيها أكثر من 300 متحدث من مختلف أنحاء العالم، ركَّزت حول أهمية اعتراف العالم بالمسؤولية الأخلاقيَّة للحفاظ على البيئة، ورعاية الأرض وحمايتها بوصفها واجباً مقدساً ومسؤولية مشتركة تقع على عاتق البشرية، وضرورة تعزيز أنماط الحياة المستدامة التي تتماشى مع مبادئ الاعتدال التي تدعو إليها مختلف الأديان، وتعزيز الاستخدام المستدام للموارد الطبيعية، ورفع مستوى الوعي داخل المجتمعات الدينية لإجراء تغيير جذري في سلوكياتِ الأفراد والشعوب.

ودعا المشاركون في جناح الأديان إلى ضرورة تعزيز العمل الجماعي في مواجهة تحديات المناخ، وعقد الشراكات بين المنظمات الدينية والحكومات والمجتمع المدني والجهات المعنية الأخرى لتنفيذ مشروعات بيئية، وحملات للتوعية ومبادرات مجتمعية لمعالجة الآثار السلبية للمناخ، إضافة إلى إعداد تشريعات وسياسات تتسق مع المبادئ الأخلاقية التي تلتزم بها مختلف الأديان.

وأكد المستشار محمد عبد السلام، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، أن جناح الأديان في «كوب 28» وما حققه من نجاح كبير في إشراك الدين إلى جانب العلم في مواجهة الأزمة المناخية، يضع على عاتق علماء الأديان ورموزها مسؤولية كبيرة في المساهمة في إيجاد حلول فاعلة لقضية التغير المناخي والتوعية بمخاطرها، مؤكداً أن هذا المسار الملهم انطلق ليستمر ويزدهر خلال الدورات القادمة من مؤتمرات الأطراف، معبراً عن صوت الإيمان وقيم الأخوة الإنسانية.

وقدم التهنئة باسم المجلس إلى دولة الإمارات، على نجاح استضافتها مؤتمر الأطراف، موجهاً الشكر أيضاً لدعمها المجلس في تنظيم قمة الأديان في أبوظبي وجناح الأديان، انطلاقاً من إيمانها الراسخ بأهمية صوت الأديان في مواجهة التحديات العالمية، وفي مقدمتها أزمة التغيرات المناخية، كما وجَّه الشكر أيضاً لرئاسة المؤتمر على دعم هذه المبادرة المهمة ولجهوده الرائدة في تعزيز العمل الجماعي من أجل إيجاد حلول فاعلة وملموسة لأزمة المناخ.

كما وجّه الشكر لوزارة التسامح والتعايش والكرسي الرسولي، وكذلك برنامج الأمم المتحدة للبيئة، على مشاركتهما الفاعلة في نجاح جناح الأديان.

وكان افتتاح جناح الأديان في «كوب 28» قد شَهِدَ توقيع فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، إلى جانب قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، على «نداء الضمير: بيان أبوظبي من أجل المناخ»، الذي وقع عليه 28 من قادة الأديان ورموزها من مختلف الطوائف والمذاهب الدينية خلال «القمة العالمية لقادة الأديان من أجل المناخ» التي نظَّمها مجلس حكماء المسلمين خلال شهر نوفمبر الماضي.

ودعا «نداء الضمير» إلى ضرورة العمل على تسريع وتيرة تحوُّل سريع وعادل وتبني مصادر للطاقة النظيفة والمتجددة، ومطالبة الحكومات بالتغلب على نموذج النمو الخطي والانتقال إلى النموذج الدائري، وتحقيق العدالة والشمولية في التحوُّل المناخي بما يساهم في معالجة الخسائر والأضرار الناجمة عن التغير المناخي، وخاصة في المناطق الأكثر ضعفاً، وتشجيع الحوار الشامل، خلال مؤتمرات الأطراف وما بعدها، مع القادة الدينيين والفئات المهمشة والشباب والمنظمات النسائية والمجتمع العلمي.

ونظم مجلس حكماء المسلمين جناح الأديان في «كوب 28»، بالتعاون مع رئاسة المؤتمر، ووزارة التسامح والتعايش، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، وذلك بهدف تشكيل منصة عالمية للحوار بين الأديان من أجل المناخ.

(وام)

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات كوب 28 الإمارات الاستدامة مجلس حکماء المسلمین جناح الأدیان الأدیان فی من أجل

إقرأ أيضاً:

ملك تايلاند يستقبل الطيب ويشيد بجهود الأزهر في نشر وتعزيز قيم الحوار والتسامح

استقبل الملك فاجيرالونغكورن، ملك تايلاند، في القصر الملكي بالعاصمة بانكوك، فضيلة الإمام الأكبرالدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، بحضور الملكة سوثيدا، ملكة تايلاند، حيث رحَّب جلالته بفضيلة الإمام الأكبر، معربًا عن سعادته بهذه الزيارة الكريمة لفضيلته، مشيدًا بجهود الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين في نشر وتعزيز قيم الحوار والسلام والتسامح والتعايش الإنساني.

وأكد ملك تايلاند، أن الأزهر يحظى بتقدير كبير من الشعب التايلاندي الذي يعيش في تناغم ووئام، معربًا عن حرص بلاده لرفع مستوى التعاون والعلاقات مع الأزهر الشريف، من خلال زيادة أعداد الطلاب الوافدين والمبتعثين الأزهريين، والتوسع في اعتماد المعاهد الدينية التي تقوم بتدريس المنهج الأزهري، والتنسيق بين مؤسسة الأزهر والمراكز الإسلامية في تايلاند، مشيرًا إلى أن الأزهر لا يمثل مرجعية لمسلمي تايلاند فحسب، وإنما هو منارة علمية عالمية لنشر الفكر الوسطي المستنير.

ملك تايلاند يستقبل شيخ الأزهر

وأوضح الملك، أن هناك اهتمامًا كبيرًا من كل العائلات المسلمة في تايلاند لإرسال أبنائها للدراسة في الأزهر الشريف، حيث يحظى خريجو الأزهر في تايلاند بمكانةٍ كبيرةٍ في المجتمع، معربًا عن ثقته بأن تثمر هذه الزيارة التاريخية لفضيلة الإمام الأكبر عن إطلاق العديد من المبادرات والمشروعات الملهمة، وأن يحظى المسلمون في تايلاند بحضور اللقاءات الجماهيرية التي ستعقدها المؤسسات لشيخ الأزهر خلال فترة تواجد فضيلته في البلاد.

من جهته، أعرب شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، عن سعادته بزيارته تايلاند، وتقديره لحفاوة الاستقبال، مؤكدًا أن طلاب تايلاند الوافدين للدراسة في الأزهر يضربون المثل في الالتزام بالأخلاق والجد في تحصيل العلوم، وكانت لهم مشاركات اجتماعية متميزة في مختلف كليات جامعة الأزهر، مبينا أن الأزهر لا يقوم بتخريج الطلاب فحسب، وإنما يحرص على تعزيز التواصل مع خريجيه في مختلف أنحاء العالم ليكونوا سفراء للسلام والتسامح والتعايش والأخوة الإنسانية.

وأكد فضيلة الإمام الأكبر، استعداد الأزهر لإنشاء مراكز لتعليم اللغة العربية في تايلاند، خدمةً للمسلمين لتعلم لغة القرآن، وتكثيف دورات تدريب الأئمة التايلانديين في أكاديمية الأزهر، وزيادة المنح الدراسية المقدمة لأبناء المسلمين في تايلاند لاستكمال دراستهم في الأزهر، وزيادة عدد المبعوثين بما يلبي احتياجات المجتمع التايلاندي.

كما أعرب الإمام الأكبر، عن استعداد الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين لإقامة مؤتمر عالمي للتعايش في تايلاند، بحضور عدد من قادة الأديان ورموزها من جميع أنحاء العالم، لتأكيد أهمية تعزيز التعايش السلمي والإخاء الإنساني.

اقرأ أيضاًشيخ الأزهر: وسطية الإسلام هي الحل لمكافحة ظاهرة الجرأة على التكفير

شيخ الأزهر مهنئا الحكومة الجديدة: ندعو المولى أن يوفقهم لتحقيق آمال الشعب المصري

شيخ الأزهر من ماليزيا: مأساة فلسطين هي مأساة العرب والمسلمين والعالم الحر وهي جريمة إبادة جماعية

مقالات مشابهة

  • ملك تايلاند يستقبل الإمام الطيب ويشيد بجهود الأزهر في نشر وتعزيز قيم الحوار
  • ملك تايلاند يشيد بالأزهر الشريف وجهود «حكماء المسلمين»
  • ملك تايلاند يستقبل الإمام الأكبر ويشيد بجهود الأزهر في تعزيز قيم الحوار
  • ملك تايلاند يستقبل الطيب ويشيد بجهود الأزهر في نشر وتعزيز قيم الحوار والتسامح
  • جامعة العلوم الإسلامية الماليزية USIM تمنح شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين الدكتوراة الفخرية في دراسات القرآن والسنة
  • شيخ الأزهر: الإسلام له تجارِبُ تاريخيَّةٌ معلومة في تجاورِ الحضارات وتعدُّد الأديان
  • ملك ماليزيا يستقبل شيخ الأزهر ويؤكدان أهمية تعزيز التعاون لترسيخ قيم الحوار والتعايش
  • ملك ماليزيا يستقبل شيخ الأزهر ويؤكدان أهمية تعزيز التعاون المشترك
  • رئيس وزراء ماليزيا يستقبل شيخ الأزهر
  • رئيس وزراء ماليزيا يشيد بجهود «حكماء المسلمين» في نشر قيم التسامح والتعايش