«إسلامية دبي» تنظم «منتدى الوصايا» بمشاركة 24 بحثاً
تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT
5 جلسات لدراسة مستجدات الوصايا وسبل معالجتها
دبي: «الخليج»
نظمت دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي صباح الثلاثاء، «منتدى الوصايا» بعنوان «الوصايا وأثرها في المجتمعات» في مقر الدائرة، بمنطقة الممزر، وعن بُعد، وبمشاركة ثلة من العلماء والباحثين والمختصين في الفقه الإسلامي من داخل الدولة وخارجها.
وعُقدت خمس جلسات علمية، بحضور أحمد درويش المهيري، المدير العام، والمديرين التنفيذيين، والدكتور حمد الشيباني، المدير العام السابق ضيف شرف، وبعض الشخصيات من خارج الدائرة.
بدأ تنظيم المنتدى بتلاوة القرآن الكريم، ثم عرض فيلم تعريفي بموضوعات الوصايا، حيث يناقش موضوعاً غاية في الأهمية، وهو وصية الإنسان بجزء من ماله لمن يحدده من أشخاص أو جهات، لتكون صلة لأقاربه وأرحامه، وإسهاماً في نماء مجتمعه وصدقة جارية في ميزان حسناته.
ثم كلمة للعلامة الشيخ عبدالله بن بيّه، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، وجه فيها الشكر للقائمين على تنظيم المنتدى، وجهود الدائرة، للارتقاء بالفقه ولا سيما موضوع اليوم وهو الوصية الشرعية من إنسان إلى آخر، فهي من شرع الله عز وجل للمؤمنين، وأمرهم بها وحثهم عليها، وتحقق التكافل الاجتماعي بين الأقارب والأرحام بما يعود بالنفع على المجتمع كله.
وقال الدكتور قطب مصطفى سانو، الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي في كلمته إنها من الموضوعات التي تُناقش في دورات مجمع الفقه الإسلامي، وأهمية هذه الشعيرة في الدين الإسلامي، حيث جعل لها مواردها وحدد لها أوجه الصرف. وأثنى على عقد هذا المنتدى الذي يهتم بهذه الشعيرة المباركة، التي جعل لها مؤسسات ترعاها، وتقدم لها الحلول الناجعة. ولها آثار اجتماعية وفكرية واقتصادية كثيرة، وقد تصبح وصايا نافعة ومعينة على مكافحة الفقر والعوز لدي الأسر الموجودة فيها.
ووجه أحمد درويش المهيري، الشكر للعلماء والحضور والمشاركين في المنتدى، على تناول موضع الوصية ذاكراً بأنها من الأمور المهمة في الدين، لما لها من نفع للمرء عند لقائه برب العالمين.
وأوضح أن الدائرة معنية برسم السياسة العامة للشؤون الإسلامية والعمل الخيري في إمارة دبي، وبالتوعية الدينية والبحث العلمي المتعلق بأمور الدين وتمسّ حاجة المجتمع، لذلك ارتأت الدائرة التعريف بالوصية وأن تقيم هذا المنتدى للتباحث في الوصية وأحكامها الشرعية، لما للوصية من أثر في نماء المال وديمومته بين الأجيال.
وعقدت الجلسة الأولى بعنوان «حكم الوصايا وحدودها شرعاً» والثانية «أنواع الوصايا–الوصايا من الناحية القانونية» والثالثة «المستجدات الفقهية في باب الوصية» والرابعة «إنشاء الوصية وتوثيقها وتنفيذها ودورها في المجتمعات»، والخامسة «أثر الوصايا الرحمية في بقاء وشائج القربى»، ونماذج من الوصايا التاريخية في دبي والدولة دراسة وتحليل.
وتعد الوصية جزءاً من مجموعة من التشريعات العظيمة في الإسلام التي تتعلق باستعمال المال والحقوق الواجبة فيه، كالزكاة، والصدقات العامة، والوقف، والميراث.
تناولت محاور المنتدى تأصيل الحكم الشرعي للوصايا، وذكر أنواعها ودراستها من الناحية الشرعية والقانونية، وذكر نماذج تاريخية لها.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري إمارة دبي
إقرأ أيضاً:
الدوران داخل الدائرة الخبيثة..الى متى
الدوران داخل الدائرة الخبيثة..الى متى
حيدر المكاشفي
من كوارث تاريخنا السياسي ما بعد الاستقلال وحتى يوم الحرب اللعينة هذا، تلك الدائرة الخبيثة التي أفرزها الأداء السياسي المعطوب والتناحرات الجهوية، التي كانت تتسبب في تقويض عملية الانتقال الديمقراطي، مفسحة بذلك المجال لتدخل القوات المسلحة (الجيش) في الشأن السياسي، بالا ستيلاء على السلطة عبر انقلاب عسكري مسنود بظهير سياسي حزبي، وهكذا نشأت ما اصطلح على تسميته ب (الدائرة الخبيثة) في الادبيات السياسية، ووفقا لتاريخ الحكم الوطني بعد الاستقلال، بدأت الدائرة الخبيثة بقيام نظام حكم برلماني ديمقراطي (حكومة الازهري الاولى 1954_1956)، أعقبها نظام حكم عسكري (انقلاب عبود)، ثم ثورة شعبية أطاحت بالحكم الانقلابي وتشكيل حكومة انتقالية (ثورة أكتوبر 1964)، ثم نظام برلماني ديمقراطي، ثم انقلاب نميري، فانتفاضة شعبية اطاحت بالحكم الانقلابي (انتفاضة أبريل 1985)، ثم حكم ديمقراطي برلماني (حكومة الصادق ما بعد انتفاضة أبريل)، ثم انقلاب الاسلامويون العسكري في (1989)، ثم ثورة ديسمبر الباسلة وتكوين حكومة مدنية لانجاز التحول المدني الديمقراطي، ليقطع عليها الطريق انقلاب البرهان حميدتي في أكتوبر 2021، وصولا الى محطة الحرب الحالية، وهكذا دواليك استمرت الدوامة والدوران داخل الدائرة الخبيثة، وما تزال البلاد تدور في هذه الدائرة المغلقة ولم تعرف بعد طريق الخروج منها، كلما وضعت رجلا على عتبة الخروج زلت وانزلقت مرة أخرى وعادت الى منتصف الدائرة، لتبدأ دورة جديدة من نوع اخر
حرب ثم أزمة فضائقة وبالعكس، ضائقة ثم أزمة فحرب، مثلها مثل البصات السفرية التي تقضي عمرها الافتراضي جيئة وذهابا بين محطتين، هذا اذا لم يقض عليها حادث قبل أن تهلك بفعل الزمن والاهلاك، لقد أرهقتنا هذه البلايا وأثخنت بلادنا بالجروح والندوب، ولكن رغم ذلك لن نقطع العشم ونظل نتمسك ولو بخيط أمل واه، ولن نقنط أبدا من رحمة الله، فلا بد أن تنتهي يوما كل الحروب ونحلحل كل الأزمات ونعبر الضوائق وينطلق المارد من قمقمه، فكلنا نعرف ونشهد أن بلادنا بما تحوز من خيرات ونعم دفينة وظاهرة، تملك كل مقومات الانطلاق والريادة لتحتل مكانها بين الأقوياء من الدول الناهضة بل والمتقدمة، فقط لو أن أهلها أحالوا ما علموه عنها الى برامج عمل، ولكن قبل ذلك عليهم أن يعرفوا قدرهم وقدر بلادهم، فيترفعوا عن الصغائر ويقبلوا بقلب رجل واحد على المهام الكبيرة، وهذا لن يتأتى الا اذا تساموا على حظوظ النفس الشخصية والذات الحزبية، والتقى الجميع على صعيد واحد، أما بغير ذلك فأبشر بطول سلامة يا فقر وبيضي وأفرخي يا حروب ومدي رجليك يا أزمات..
إن أي متأمل في حال البلاد منذ نيلها الاستقلال وإلى اليوم، لن يجدها إلا على حالها السيء وبؤسها المقيم، بل يجده مع هذه الحرب المدمرة المهلكة قد تدحرج إلى الأسوأ، وكأن قدر أهلها المسطور أن يعيشوا تاريخا دائريا حلزونيا لا مخرج منه، وهل يحتاج أحدكم إلى دليل يرشده إلى هذه الدائرة المفرغة التي ظلت البلاد تدور فيها كما يدور جمل العصّارة وهو مغمض العينين عكس عقارب الساعة، ويتأرجح بينها كما يتأرجح بندول الساعة مع الفارق، من حيث إن دوران الجمل وما يصاحبه من (عصر) له منتوج مفيد، وتأرجح البندول يحرّك الزمن إلى الأمام، بينما دوران بلادنا على نفسها لا يورثها غير إعادة إنتاج مشاكلها وأزماتها، وتأرجحها بين همومها وقضاياها يجذبها إلى الخلف ويدحرجها إلى الأسفل على عكس حركة التاريخ والحراك الإيجابي للمجتمعات، ولا أدل على ذلك من بعض أزماتنا المتخلفة التي ما نزال نرزح تحتها رغم أنها أصبحت عند كثير من الأمم والشعوب القريبة منا والشبيهة بنا من ذكريات الماضي الأليمة، فمشاكلنا ظلت هي هي، وأزماتنا هي هي، وخلافاتنا هي هي، وخيباتنا هي هي، منذ بداية تأسيس الدولة الوطنية وإلى يوم الناس هذا، ظلت مشكلة الكهرباء والمياه هي ذاتها، والمواصلات والوقود والغاز هي نفسها على مر العقود..فمتى يا الهي الخروج من هذا التاريخ الدائري..
الوسومالاستقلال الانقلابات التاريخ السياسي الدائرة الخبيثة حيدر المكاشفي