كتب الصحافي توماس فريدمان إنه منذ بداية حرب غزة، شعر بالقلق من أن إسرائيل بدأت غزوها للقضاء على حماس دون وجود خطة لما يجب فعله بالقطاع وشعبه في أعقاب أي انتصار، مضيفاً أنه بعد جولة له شملت السعودية والإمارات استمرت أسبوعاً "أشعر الآن بقلق أكبر".

أياً كان المسؤول، فسيتعين عليه إعادة بناء الدمار الذي هو غزة وإنشاء اقتصاد فعال

 

ولخص مخاوفه في مقاله بصحيفة "نيويورك تايمز"، قائلاً: "لأن حماس قامت ببناء شبكة أنفاق واسعة تحت غزة، فإن القوات الإسرائيلية، في سعيها للقضاء على تلك المنظمة، تضطر إلى تدمير أعداد هائلة من الهياكل.

إنها الطريقة الوحيدة التي يمكنها من خلالها قتل الكثير من مقاتلي حماس وتجريد غزة من السلاح دون خسارة الكثير من جنودها في النافذة القصيرة التي تمتلكها في مواجهة ضغوط الولايات المتحدة وحلفاء آخرين لإنهاء الغزو". مسؤولية كارثة هائلة وفي سعيها إلى تحقيق أهدافها المتمثلة في تفكيك آلة حماس العسكرية والقضاء على كبار قادتها، قتلت إسرائيل وأصابت الآلاف من المدنيين الأبرياء في غزة. وكانت حماس تعلم أن هذا سيحدث ولم تهتم البتة. ولكن الكاتب يرى أن على إسرائيل أن تكترث لذلك، فهي ترث المسؤولية عن كارثة إنسانية هائلة سوف تتطلب سنوات من التحالف العالمي لإصلاحها وإدارتها.
وأوردت صحيفة التايمز يوم الثلاثاء، أن " صور الأقمار الاصطناعية تظهر أن القتال أدى إلى أضرار جسيمة في كل ركن من أركان مدينة غزة تقريباً" وتم تدمير ما لا يقل عن 6000 مبنى، وحوالي ثلثها في حالة خراب.

My column: What Worries Me About the Gaza War After My Trip to Arab States https://t.co/2WIdxtvpnt

— Thomas L. Friedman (@tomfriedman) December 13, 2023

وأشار مقال نشر مؤخراً في صحيفة هآرتس حول هذا الموضوع بقلم ديفيد روزنبرغ إلى أنه "حتى لو انتهى القتال بانتصار حاسم على حماس، فإن إسرائيل سوف تكون مثقلة بمشكلة مستعصية. لقد ركزت معظم المناقشات العامة حول ما سيحدث في اليوم التالي للحرب على من سيحكم غزة. هذا وحده سؤال معقد، لكن المشكلة أعمق بكثير ممن سيكون مسؤولاً عن القانون والنظام وتوفير الخدمات الأساسية: فأياً كان المسؤول، فسيتعين عليه إعادة بناء الدمار الذي هو غزة وإنشاء اقتصاد فعال".

مليارات الدولارات وسنوات من العمل

وسيكون ذلك مسعى بمليارات الدولارات، وسيستغرق عدة سنوات. ويقول فريدمان: "يمكنني أن أقول لكم بناءً على محادثاتي هنا، لن تأتي أي دولة خليجية عربية (ناهيك عن دول الاتحاد الأوروبي أو الكونغرس الأمريكي) إلى غزة بأكياس من المال لإعادة إعمارها ما لم (وحتى هذا ليس أمراً مؤكداً) يكون لدى إسرائيل شريك فلسطيني شرعي وفعال ويلتزم بالتفاوض في يوم من الأيام على حل الدولتين. وأي مسؤول إسرائيلي يقول غير ذلك فهو واهم.

خريطة طريق جادة

وقالت لانا نسيبة، سفيرة الإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة: "نحن بحاجة إلى رؤية خطة حل الدولتين القابلة للتطبيق، خريطة طريق جادة قبل أن نتحدث عن اليوم التالي وإعادة بناء البنية التحتية في غزة".

No, non sono l'unico a vederla in questo modo.

Ma il "liberismo-con-bava-alla-bocca" italiota vede solo il piacere di sentirsi dalla parte di quello, oggi, militarmente piu' forte ...https://t.co/2HBVscOP9H

— Michele Boldrin (@micheleboldrin) December 13, 2023


الأمر الاكثر تفاؤلاً الذي ينقله فريدمان من الرياض، ومن أحاديته مع المسؤولين الأمريكيين في واشنطن هو أنه عندما تنتهي الحرب في غزة، ستظل المملكة العربية السعودية ملتزمة من حيث المبدأ باستئناف المفاوضات التي كانت جارية قبل 7 أكتوبر(تشرين الأول).
وكان المفاوضون يناقشون صفقة كبرى تدخل بموجبها الولايات المتحدة في معاهدة أمنية مع المملكة العربية السعودية، وفي الوقت نفسه، تقوم السعودية بتطبيع العلاقات مع إسرائيل - شرط أن تلتزم إسرائيل بخطوات محددة للعمل مع السلطة الفلسطينية نحو تحقيق حل الدولتين

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة إسرائيل

إقرأ أيضاً:

رئيس الشاباك يعلن استقالته.. إسرائيل ترفض مقترح هدنة لخمس سنوات

رفضت الحكومة الإسرائيلية مقترحًا يقضي بوقف إطلاق النار في قطاع غزة لمدة خمس سنوات مقابل الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة “حماس”، وفق ما كشفت عنه وسائل إعلام إسرائيلية.

ونقلت الوسائل عن مسؤول إسرائيلي قوله إن “تل أبيب رفضت المقترح بشكل قاطع”، مشددًا على أن الحكومة لن توافق على أي هدنة تتيح لحركة “حماس” إعادة بناء قدراتها العسكرية واستئناف القتال ضد إسرائيل بقوة أكبر.

وأضاف المسؤول أن “إسرائيل امتنعت عن شن حرب شاملة عقب انهيار وقف إطلاق النار السابق، بهدف منح المفاوضات فرصة أكبر لإطلاق سراح الرهائن”، مؤكدًا أن العمليات العسكرية الجارية تتميز بأنها “محدودة” نتيجة لهذا التوجه.

وكان الوسطاء قد طرحوا مقترح الهدنة الأسبوع الماضي، قبيل سفر وفد حركة “حماس” إلى العاصمة المصرية القاهرة.

وأعلن مسؤول مصري في تصريحات صحفية أن الحركة أبدت استعدادها للموافقة على صفقة تبادل شاملة، مشيرًا إلى قبولها بالمقترح المطروح.

في السياق، أفادت قناة “القاهرة الإخبارية”، مساء الاثنين، بأن رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، حسن رشاد، سيلتقي فريق التفاوض الإسرائيلي في القاهرة لمناقشة جهود إحياء وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

ويأتي الاجتماع مع الوفد الإسرائيلي، الذي يترأسه وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، في أعقاب زيارة وفد من حركة “حماس” إلى مصر قبل عدة أيام، لبحث سبل التهدئة والتوصل إلى وقف إطلاق نار في القطاع، بحسب تقرير القناة المصرية.

وأفادت وكالة “رويترز” بأن المحادثات الجارية في القاهرة بشأن غزة تشهد تقدمًا كبيرًا.

وذكرت مصادر أمنية أن الأطراف المتفاوضة اتفقت على عدد من القضايا، من بينها التوافق على وقف إطلاق نار طويل الأمد في غزة، فيما لا تزال بعض النقاط العالقة قائمة، وعلى رأسها مسألة تسليح حركة “حماس”.

وتأتي هذه التطورات في ظل جهود وساطة إقليمية ودولية مستمرة منذ شهور، تهدف إلى إنهاء التصعيد المتواصل بين إسرائيل وحركة “حماس” في قطاع غزة، وتصاعدت حدة العمليات العسكرية عقب انهيار اتفاق التهدئة السابق، الذي تم التوصل إليه بوساطة مصرية وقطرية وأطراف أخرى.

وتسعى إسرائيل إلى استعادة جميع الأسرى المحتجزين لدى حماس منذ سنوات، بمن فيهم جنود ومدنيون أُسروا خلال الحروب والاشتباكات المختلفة، في المقابل، تطالب حركة “حماس” بوقف كامل للعمليات العسكرية، ورفع الحصار المفروض على قطاع غزة، والإفراج عن عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية.

هذا وارتفع عدد ضحايا الحرب على غزة منذ 7 أكتوبر إلى 170 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

إسرائيل تعلن إسقاط طائرة مسيرة محملة بالأسلحة قادمة من مصر

أفادت مصادر عبرية اليوم الاثنين أن الجيش الإسرائيلي تمكن من إسقاط طائرة مسيرة كانت قد اخترقت الحدود المصرية الإسرائيلية، محملة ببنادق وذخائر. وأوضح الجيش الإسرائيلي أنه تم اعتراض الطائرة المسيرة أثناء محاولتها عبور الحدود، ليتم العثور على الأسلحة داخل الطائرة بعد إسقاطها.

وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي عن إسقاط طائرة مسيرة مشابهة حاولت تهريب أسلحة وذخيرة من مصر إلى الأراضي الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن حوادث مماثلة قد تكررت في الآونة الأخيرة. وأضاف البيان أن الجيش قد شن غارات جوية على قطاع غزة استهدفت أفرادًا حاولوا استرجاع مسيرات عبرت إلى داخل القطاع.

وفي سياق متصل، كان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في فبراير الماضي عن إسقاط طائرة مسيرة أخرى كانت في طريقها من مصر إلى إسرائيل. هذه الحوادث تأتي في وقت تتزايد فيه محاولات تهريب الأسلحة والطائرات المسيرة إلى قطاع غزة، مما يعكس تصاعد التوترات الأمنية على الحدود الجنوبية لإسرائيل.

رئيس “الشاباك” الإسرائيلي يعلن استقالته: نحن مسؤولون عن إخفاق 7 أكتوبر

أعلن رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، رونين بار، استقالته من منصبه، على أن تدخل حيّز التنفيذ في 15 يونيو المقبل، وذلك في أعقاب الإخفاقات الأمنية التي سبقت هجوم حركة “حماس” على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي.

وخلال كلمة ألقاها في فعالية لإحياء ذكرى قتلى الجهاز، قال بار: “بعد سنوات من العمل على جبهات متعددة، انهارت السماء في ليلة واحدة على الجبهة الجنوبية، فشلت جميع الأنظمة، ولم يصدر الشاباك تحذيرًا مسبقًا، أمام ضخامة الحدث وفداحة نتائجه، لا بد من الانحناء بتواضع أمام الضحايا والمصابين والمختطفين وعائلاتهم”.

وأوضح أن استقالته تأتي التزامًا بـ”المسؤولية الشخصية والمؤسسية”، مؤكدًا أن تحمّل المسؤولية يمثل “جزءًا من القدوة القيادية التي نؤمن بها، ولا يمكننا الاستمرار في القيادة من دونها”.

وتأتي هذه الاستقالة في ظل تصاعد الانتقادات الموجهة إلى قيادات المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، على خلفية الفشل في منع الهجوم الذي شنته “حماس”، والذي أسفر عن مقتل وخطف المئات من الإسرائيليين، واعتُبر أكبر إخفاق أمني منذ عقود.

وكان بار قد قدّم، يوم الإثنين، إفادة خطية من ثماني صفحات إلى المحكمة العليا، اتهم فيها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بمحاولة إقالته في مارس الماضي، مدعيًا أن تلك المحاولة لم تكن مدفوعة باعتبارات مهنية، بل جاءت إثر رفضه تنفيذ تعليمات بالتجسس على متظاهرين وتعطيل محاكمة نتنياهو في قضايا فساد، وأكد أن نتنياهو كان يتوقع “ولاءً شخصيًا” لم يتحقق.

مقالات مشابهة

  • "حماس" تدين الموقف الأمريكي الداعم لقرار إسرائيل حظر عمل وكالة الأونروا
  • إسرائيل التي تحترف إشعال الحرائق عاجزة عن إطفاء حرائقها
  • كسور وبقع.. حماس تتهم إسرائيل بتعذيب الأسير عبد الله البرغوثي والسعي لقتله
  • لليوم الثالث - محكمة العدل الدولية تعقد جلساتها لمساءلة إسرائيل
  • «مفاوضات غزة» بين تأكيد حدوث انفراجة ونفي إسرائيل
  • حماس: إسرائيل تستخدم "سياسة التجويع" كسلاح حرب
  • السعودية: "إسرائيل" تفرض حصارًا على غزة دون مبررات
  • تشيلسي وريال مدريد يتصارعان على ضم توماس أرواخو
  • رئيس الشاباك يعلن استقالته.. إسرائيل ترفض مقترح هدنة لخمس سنوات
  • لليوم الثاني : “العدل الدولية” تواصل جلساتها لمساءلة “إسرائيل” بشأن التزاماتها تجاه المنظمات الأممية في فلسطين