ملهمون يتحدون الإعاقة بنجاحات وتطلعات مشرقة
تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT
- ماجدة البلوشية: الحاجة إلى تكثيف التوعية بقدراتنا وإزالة النظرة السلبية
- ريان المجينية: نأمل في إتاحة فرص تأهيلية وتدريبية أكثر ولجميع الفئات
- محمد الصارمي: تعايشت مع "ضمور العضلات" وأكملت دراستي العليا
- غالية الجابرية: أتمنى توفير ملعب خاص لذوي الإعاقة لممارسة الرياضة
أكد عدد من ذوي الاعاقة على أهمية إشراكهم في صنع القرارت لتجويد الخدمات المقدمة لهم ، وبمناسبة اليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة حرصت جريدة "عمان" على نقل تجارب وقصص الملهمين ونجاحهم في تحدي الإعاقة وتحقيق الإنجازات وقد سردوا لـ"عمان" طموحاتهم وآمالهم وتمنوا أن تنظر الجهات المختصة في آرائهم المطروحة، خاصة أن وزارة التنمية الاجتماعية تنفذ حاليا مختبر تطوير خدمات وبرامج الأشخاص ذوي الإعاقة متطلعين إلى تحقيق العدالة في الخدمات المختلفة وتحسين جودة الحياة وتكثيف البرامج التوعوية الموجهة للمجتمع لرفع الوعي حول قدرات وإمكانيات الأشخاص ذوي الإعاقة حتى يتمكنوا من العيش بكرامة والمشاركة في المجتمع بوصفهم أعضاء كاملين ومتساوين فيه.
تقول ماجدة بنت صابر البلوشية -التي تعاني من إعاقة حركية- إنها استطاعت أن تلفت الانتباه وتكرم ضمن المجيدين هذا العام فهي موظفة تعمل أخصائية علاج وظيفي وتأهيلي ورائدة أعمال وحاصلة على شهادة الماجستير وتكمل دراستها الآن لنيل شهادة الدكتوراة وتحب ممارسة رياضة الغوص الحر.
وعن رأيها في الخدمات والتسهيلات المقدمة قالت: هناك بالتأكيد جهود كبيرة تقوم بها وزارة التنمية الاجتماعية مع الجهات الأخرى ذات العلاقة بتقديم الخدمات والتيسيرات اللازمة لتسهيل دمج ومشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع ما يساهم في دعم بناء هذا الوطن، ولكن توجد بعض النقاط التي تحتاج إلى التركيز عليها، وأبرزها عدم جاهزية البيئة المحيطة بهم فكما تعلمون الأشخاص ذوي الإعاقة يحتاجون إلى استخدام عدد من المعينات المساعدة والمساندة لممارسة أنشطة حياتهم اليومية وعدم توفرها وعدم تهيئة البيئة المحيطة بهم يعوقهم عن ممارسة حياتهم بالشكل المطلوب مقارنة بأقرانهم من نفس الفئات العمرية في كافة المجالات سواء التعليم والصحة والعمل أو ممارسة الأنشطة الترفيهية والرياضية.
فرص تأهيلية
وأضافت عن الخدمات والفرص التأهيلية: هناك العديد من البرامج التدريبية المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة من جهات مختلفة ولكن قد تكون هذه الجهود مشتتة فكل ما نتمناه كأشخاص من ذوي الإعاقة أن يتم توفير هذه الخدمات والتسهيلات بشكل مرن، وتوعية الأشخاص من ذوي الإعاقة بما هو متوفر منها وكيفية الاستفادة والحصول عليها.
وأشارت البلوشية إلى التحديات التي تواجههم وكيف تغلبت عليها قائلة: أهم التحديات التي تواجه الأشخاص ذوي الإعاقة قلة وعي المجتمع بقدراتنا مما يؤدي إلى الكثير من الأحيان إلى التهميش رغم بذل الجهات المختصة جهودها لإزالة هذه النظرة السلبية عن طريق إذكاء الوعي في المجتمع بقدرات ومواهب الأشخاص ذوي الإعاقة، ولكن ما زالت هناك حاجة تدعو إلى الاهتمام وتكثيف مجالات توعية المجتمع بقدرات وتحديات الأشخاص ذوي الإعاقة وتسليط الضوء على المبدعين منهم وكيفية تمكينهم وتطوير قدراتهم. وحول طموحاتها المستقبلية ذكرت أنها تتمنى تقديم برامج وخدمات تساهم في جودة الحياة للأشخاص ذوي الإعاقة من خلال القطاعات المختلفة الحكومية والخاصة في المجالات الصحية والتعليمية والعملية والترفيهية.
اترك بصمة
أما ريان المجينية موظفة بجامعة السلطان قابوس فتحكي لنا عن تجربتها في التغلب على الإعاقة الحركية قائلة: التحديات أو العقبات مصدر عزيمة وإصرار لمواصلة الإنجازات وتحقيق الطموح وليكون مستقبلنا مزهرا ومثمرا ولترضى عنه ذواتنا، فقد استطعت إكمال دراستي والحصول على شهادة بكالوريوس في إدارة الأعمال وحاصلة على دبلوم اتصال البيانات وإدارة النظم، والطموحات كبيرة ولا تتوقف عند نقطة محددة، وأتمنى مواصلة النجاحات، خاصة في مسيرتي الرياضية والمهنية وتحقيق إنجازات ومراكز متقدمة.
وأضافت المجينية: الخدمات المقدمة لذوي الإعاقة تحسنت وتطورت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة عبر تسهيل وتوفير العديد من الخدمات مما يعود بالنفع لهم، إلا أن الفرص التأهيلية والتدريبية مناسبة لحد ما ونطمح أن تتاح فرص أكثر لجميع الفئات ليتسنى لهم المشاركة والاندماج مع المجتمع.
وقالت: ونحن نحتفل باليوم الدولي لذوي الإعاقة نأمل أن تتحقق أهداف التنمية المستدامة بما يعود بالنفع لصالح هذه الفئة من خلال تطبيق اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة التي تدعو إلى حماية حقوقهم وتشجيعهم على تطوير طاقاتهم البشرية بالكامل، وتلبية احتياجات الجميع للحصول على التعليم والرعاية الصحية والتشغيل وعلى مستوى معقول من المعيشة والتمثيل السياسي والعام، بحيث يتمكنوا من العيش بكرامة والمشاركة في المجتمع بوصفهم أعضاء كاملين ومتساوين فيه. وكلمتي الأخيرة "اترك بصمة لنفسك، رائع أن يصبح الإنسان مميزا بذاته".
نظرة مشرقة
وبكل نشاط وحماس شارك الملهم محمد بن سالم الصارمي في حفل إطلاق أعمال مختبر تطوير خدمات وبرامج الأشخاص ذوي الإعاقة تحت شعار "متحدون في العمل لتفعيل أهداف التنمية المستدامة وتحقيقها لصالح الأشخاص ذوي الإعاقة - معهم وبوجودهم" وبالفعل استطاع أن يلفت الحضور بحديثه اللبق وتعبيره الشيق بكل حماس عن حياته وكيف هزم العراقيل التي يمر بها في حياته اليومية، وعن تجربته الشخصية قال الصارمي: لدي مرض نادر الوجود يسمى ضمور العضلات يؤثر على بعض عضلات الجسد وعلى قوتها وقدرة الجسد على أداء مهامه مثل المشي بسهولة أو تغيير الوضعية من الجلوس للوقوف والعكس، إلا أن هذا المرض استطعت أن أتعايش معه، فقد أكملت دراستي العليا وبرزت على الساحة الثقافية.
إبداع وإلهام
ويضيف الصارمي: أنا شاعر ومترجم حاصل على شهادة البكالوريوس من جامعة السلطان قابوس في تخصص الترجمة وحاصل على الماجستير من جامعة درم البريطانية العريقة في التخصص نفسه ولي حضور لافت في الساحة الثقافية العمانية والعربية من خلال مشاركاتي في الفعاليات والمسابقات في مجالات الشعر والترجمة والخطابات الملهمة والمحفزة وشغفي في هذا المجال لأنه يتبنى رسالة عظيمة في الحياة تتمثل في أنه يمتهن الفرح وينثره حوله من خلال تجاربه الشخصية وإلهام الآخرين للتحليق في سماء الإبداع والاحتفاء بالحياة كونها القيمة العظيمة التي يملكها كل إنسان على هذه البسيطة بغض النظر عن ما يعانيه فيها من صعوبات وعقبات.
ولم يتوقف إبداع محمد في هذا الجانب فقط وإنما برع في الشعر فقد خط قلمه مجموعة من القصائد نشرت في ديوان شعري مطبوع بعنوان "قُبلة على جبين الحياة"، كما له ديوان شعر بعنوان "إطلالة" يضم عددا من القصائد التي ترجمت من عدة آداب عالمية، كما حصل على المركز الأول على مستوى سلطنة عمان في مسابقة نجم الخطابة النسخة الثانية، والأول كذلك في مسابقة وزارة التربية والتعليم للإبداعات بمجال الشعر، والمركز الثاني على مستوى دول عربية في مجال الخطابات الملهمة في العام 2020، والمركز الثاني على مستوى العالم العربي في مجال الخطابات الملهمة في العام 2021.
وحول التسهيلات الموفرة لذوي الإعاقة، يرى الصارمي أن الخدمات المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة والفرص التدريبية والتأهيلية بمستوى جيد جدا ولكن لا ينكر أن هناك متسعا لمزيد من التحسين والتجويد لهذه الخدمات والتسهيلات بما يحقق الطموحات ويساعدهم بأن يكونوا مستقلين ومؤثرين ومنتجين في المجتمع، فهم لا يبحثون عن المساواة في نظره وإنما العدالة.
وقال: الحراك الذي يحدث في البلد حاليا فيما يتعلق بالأشخاص ذوي الإعاقة هو حراك مهم وإيجابي وصحي ويبشر بالكثير، وأنا متأكد بأن مختبر تطوير خدمات وبرامج الأشخاص ذوي الإعاقة سيخرج بتوصيات محورية ولكن المهم أن ترى تلك التوصيات النور على أرض الواقع وأن تكون هناك تشريعات ولوائح قانونية تضمن حماية الأشخاص ذوي الإعاقة وتحقق لهم العدالة.
ملعب خاص
غالية بنت مسعود الجابرية لاعبة محترفة في المنتخب العماني لألعاب القوى لذوي الإعاقة والإبحار الشراعي حصدت الكثير من الجوائر محليا ودوليا ومن إنجازاتها التي لا حصر لها على سبيل المثال حصلت على المراكز الأولى في بطولة المرأة في الخليج في ألعاب القوى، وفي بطولة هزاع في دولة الإمارات العربية المتحدة حققت ميداليتين فضية وبرونزية، وفي بطولة الشراع 2022 حققت مع الفريق المركز الأول في البطولة العربية للقوارب الشراعية.
وكان لغالية دور كبير في إبراز مهارات وقدرات المرأة العمانية ورفع رصيد الإنجازات في المجال الرياضي، وحول تجربتها الشخصية، تحدثت غالية: أعاني من إعاقة حركية ولكنها لم تكن عائقا يحول دون مواصلة إكمال مشوار حياتي فقد أكملت دراستي بدولة الكويت وحصلت على شهادة الدبلوم العام وتوفقت في الحصول على وظيفة كاتبة سجلات طبية بديوان البلاط السلطاني.
وتضيف: أعشق ممارسة الرياضة كألعاب القوى والإبحار الشراعي رغم الصعوبات التي تواجهنا في ممارسة الرياضة في عدم توفر وسيلة نقل خاصة لذوي الإعاقة بالإضافة إلى عدم توفر ملعب معشب خاص بنا وتغلبنا عليها بالعزيمة والإصرار والشغف بالرياضة لأنها هي المتنفس الوحيد لإظهار وإبراز الطاقة والقدرات الخاصة لكل شخص، ورغم وجود بعض التسهيلات والخدمات إلا أننا نتمنى من وزارة التنمية الاجتماعية أن تقوم بدورها وتشجيع الجهات المختصة لتوفير ملعب خاص لذوي الإعاقات المختلفة لممارسة الرياضة، مع توفير وسائل نقل.
ودعت الجابرية إلى توفير المزيد من البرامج التأهيلية والكوادر التدريبية المتخصصة حتى يستطيعوا مواصلة تحقيق المزيد من الإنجازات ورفع اسم وعلم سلطنة عمان عاليا في المحافل الإقليمية والدولية. وقالت: نتمنى العناية بالأشخاص ذوي الإعاقة حتى يواصلوا مشوار حصاد الإنجازات والوصول إلى العالمية ولا يمكن تحقيق ذلك إلا بتضافر جهود جميع الجهات الحكومية والخاصة والأهلية لتحقيق الهدف المنشود. ونتمنى من الجميع دعم ذوي الإعاقة معنويا وماديا خاصة الشركات ومؤسسات القطاع الخاص التي يجب أن تساهم بفاعلية في المسؤولية الاجتماعية تجاه ذوي الإعاقة. فشعار الأشخاص ذوي الإعاقة "نحن قادرون" وهم لا يعرفون المستحيل في قاموس حياتهم.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: للأشخاص ذوی الإعاقة الأشخاص ذوی الإعاقة لذوی الإعاقة فی المجتمع على شهادة على مستوى من خلال
إقرأ أيضاً:
الخميس.. انطلاق المهرجان السنوي الخامس للأشخاص ذوي الإعاقة
مسقط- الرؤية
تنطلق غدًا الخميس فعاليات المهرجان السنوي الخامس للأشخاص من ذوي الإعاقة 2024، تحت شعار "عزيمة وتحدي"، والذي تنظمه وزارة الثقافة والرياضة والشباب ممثلة بالمديرية العامة للأنشطة الرياضية، بمشاركة وزارة التربية والتعليم ووزارة التنمية الاجتماعية ووزارة الصحة.
ويستمر المهرجان حتى 4 من ديسمبر المقبل، بمقر مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر. ويقام المهرجان بشكل سنوي مستهدف جميع الفئات من ذوي الإعاقة وأسرهم والعاملين والمشرفين من جميع محافظات سلطنة عمان وبمشاركة وفد من المملكة العربية السعودية.
وينعقد المهرجان سنويًا بهدف دمج هذه الفئة مع فئات المجتمع والاهتمام بها وتقديم خدمات رياضية وثقافية بمعايير ذات جودة ومستوى عال من التنظيم. ويهدف المهرجان إلى تسليط الضوء على القضايا التي تهم فئة الأشخاص ذوي الإعاقة، وانتقاء اللاعبين المتميزين لضمهم للمنتخبات الوطنية البارالمبية، وتشجيع القطاع الخاص على تبني ورعاية هذه الفئة رياضيا وتأهيل الكوادر البشرية العاملة في برامج وانشطة الأشخاص ذوي الإعاقة.
من جهتها، قالت زيانة بنت عبدالله اليعربية مديرة المهرجان ومديرة دائرة الأنشطة النوعية إن وزارة الثقافة والرياضة والشباب تحرص على تنظيم مهرجان رياضي وثقافي للأشخاص ذوي الإعاقة بمختلف أنواعها، وبعدد كبير من الألعاب والبرامج الثقافية والفعاليات المختلفة والمسابقات الرياضية الخاصة بهذه الفئة، مشيرةً إلى أن القرية المصاحبة للمهرجان ستضم فعاليات ثقافية وصحية وأركانًا خاصة بالجهات المشاركة (وزارة التربية والتعليم- وزارة التنمية الاجتماعية- وزارة الصحة) وغيرها من المؤسسات المعنية بالأشخاص ذوي الإعاقة، إضافة إلى المعرض الصحي الذى يُحاكي واقع حياة الأشخاص ذوى الإعاقة. وأوضحت أن المعرض سيتيح للزوار تجربة الواقع اليومي لمختلف الإعاقة وكيفية التعامل معها، والصعوبات التي تواجههم والحلول لها، ودور المجتمع في تذليل هذه الصعوبات.
وبيّنت اليعربية أن برنامج النسخة الخامسة من المهرجان سيشمل العديد من الألعاب التي تم تصنيفها حسب مختلف الإعاقات؛ وذلك بمشاركة عدد من الجهات الحكومية والمؤسسات التي تُعنى بهذه الفئة، منها: ألعاب القوى، وكرة السلة على الكراسي المتحركة، والريشة الطائرة، وكرة الهدف للمكفوفين، ولعبة البوتشيا، والبولينج، والغوص، والألعاب التقليدية، وكرة قدم للصم، وسباق ذوي الإرادة، إضافة إلى فعاليات رياضية وترفيهية للمشاركين.
من جانبها، تحدثت طاهرة بنت سليمان المعولية عضوة باللجنة الرئيسية للمهرجان ومديرة الجمعية العمانية للفنون عن البرنامج الثقافي والفني المُعد للمهرجان من الجمعية العمانية للفنون ومن مركز ثقافة الطفل، الذي يأتي تحقيقًا لدمج وتمكين هذه الفئة مع المجتمع واكتشاف طاقاتهم وإبداعاتهم واكتساب مهارات فنية في مختلف أنواع الفنون التي تتناسب مع إعاقاتهم وأعمارهم السنية. وقالت: "البرنامج الثقافي والفني الذي سيقام في القرية المصاحبة في الفترة المسائية من 4-8 مساءً، والذي خصصناه للمشاركين من الأشخاص ذوي الإعاقة والحضور من الجمهور من الفئة العمرية من 8 سنوات فأعلى، يشمل معرضًا للفنون التشكيلية والتصوير الضوئي والفنون الرقمية، وورشًا في التصوير الضوئي ومجال الفنون الرقمية وورش في مجال الفنون التشكيلية (الرسم، وفن الكولاج، وفن تصميم الإكسسوارات)، إضافة الى تجربة تقنية الواقع الافتراضي باستخدام نظارات VR، كما سيعيش المشاركون والحضور جوًا من المرح مع لعبة تعليمية تفاعلية باستخدام الذكاء الاصطناعي، تُركِّز على الملابس العمانية التقليدية للرجال من خلال مشروع (فخر الهوية العمانية) والنساء من خلال مشروع (الأصالة العُمانية)، والتي تميز كل لباس وخصائص الملابس العمانية وتنوعها بين المحافظات وذلك للمحافظة على الهوية الوطنية.