علي الرئيسي **

 

تقول صحيفة "ذي إيكونوميست" البريطانية إن موضوع الصحة العامة في مناقشات المناخ لم يكن يحظى بأهمية قصوى، غير أن المؤتمر الأخير المنعقد في دبي أولى اهتمامًا كبيرًا بهذا الموضوع.

فقد زادت تداعيات درجة الحرارة المرتفعة على الحالات الطبية القائمة، مثل أمراض الرئة والقلب، بحيث تجعل هذه الأمراض أكثر فتكا.

كما إنها ترفع من حالات جفاف الجسم مما يؤدي الى ازدياد مشاكل الكبد. والحرارة والرطوبة العالية تجعلان من المستحيل على أعضاء الجسم أن تبرد. وفي أمريكا على سبيل المثال تقتل الحرارة عددا أكبر من الناس من أية كوارث طبيعية.

لكن.. ما تأثير ذلك على الاقتصاد؟ هذا ما تناولته دراسة نشرتها مجلة "لانست" الطبية؛ حيث قدرت الدراسة أن عدد ساعات الغياب عن العمل بلغ حوالي 490 مليار ساعة عمل في عام 2022، وبخسارة في الناتج المحلي الإجمالي للعالم بلغت 863 مليار دولار. وذلك يتجاوز 3 أضعاف الخسائر التي لحقت بالاقتصاد العالمي من حالات الطقس غير الطبيعية مثل البراكين والعواصف والفيضانات.

الزراعة، كانت أكثر القطاعات تضررًا بارتفاع درجة الحرارة؛ حيث تعتمد على قيام العمال بالعمل في الخارج. وكان التأثير على المناطق الفقيرة أكبر، نظرًا لاعتمادهم أكثر على القطاع الزراعي، ومناطقهم هي الأعلى في درجات الحرارة. بالنسبة لإجمالي القطاع الصناعي تقدر الأرباح المحتملة التي خسرت من جراء الارتفاع في الحرارة بحوالي 5% من الناتج المحلي في منطقة جنوب شرق آسيا، وحوالي 4% في أفريقيا.

هذا الأمر سيزداد سوءًا، درجات حرارة العالم الآن، في المتوسط بين 1.1 درجة مئوية و1.2 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، إذا ما ارتفعت درجة الحرارة بنسبة أقل من 2 درجة مئوية، سيزيد فقدان ساعات العمل للعمال بنسبة 50% أخرى، وفق التقرير.

الحرارة العالية لا تحد فقط قدرة الناس على العمل في بعض المناطق، مما يؤثر على انخفاض في إجمالي الناتج المحلي، وإنما تجعل الآخرين مرضى، مما يحمل المجتمع كلفة أخرى وهي كلفة علاجهم والاهتمام بهم.

بالنسبة لسلطنة عُمان فإنها تقع في منطقة حارة جدًا، والتوقع أن يكون لتغير المناخ تأثيرات متنوعة على الاقتصاد العماني. تشمل بعض التأثيرات المحتملة مثل: تغيرات في قطاع الزراعة والصيد، وزيادة في ندرة المياه، وتآكل السواحل نتيجة ارتفاع مستوى البحر، وتأثيرات على السياحة والبنية الأساسية. ويمكن أم تكون لهذه التأثيرات آثار اقتصادية واسعة المدى؛ بما في ذلك تأثيرات محتملة علي الناتج المحلى الإجمالي، وكذلك على التجارة والتوظيف، كما سيكون هناك تأثير على الإنفاق العام في مجال الصحة والرعاية العامة.

وعلى الرغم من عدم توفر تقديرات محددة حول آثار المناخ على الاقتصاد العماني، فمن الواضح أن تغير المناخ يمكن أن يكون له آثار تتراوح بين تحديات كبيرة وفرص للاقتصاد العماني. وهذا يدعو الى التصدي لهذه التأثيرات، من خلال استراتيجيات التكيف والاستثمار في الصناعات البديلة، وزيادة التعاون الدولي.

** باحث في قضايا التنمية والاقتصاد

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

وزيرة البيئة: جوائز مبادرة معالجة تغير المناخ بالابتكار تغطي أربع فئات

شاركت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، بإحتفالية توزيع جوائز مبادرة Africa Grows Green Awards لمعالجة تغير المناخ من خلال الابتكار وريادة الأعمال، والتى تنظمها مؤسسة استدامة جودة الحياه للتنمية و التطوير بحضور رومينا خورشيد علم ممثلة رئيس الوزراء الباكستانى لشؤون تغير المناخ والتنسيق البيئى ، الدكتورة ريم عبد المجيد رئيس مجلس إدارة المؤسسة، على هامش مشاركتها في الشق الوزاري بمؤتمر المناخ COP29 المنعقد في العاصمة الأذربيجانية باكو، وبحضور ممثلي الهيئات والمنظمات الدولية والقائمين على المبادرة.


وأكدت وزيرة البيئة أن المسابقة تعد فرصة حقيقية لرواد الأعمال البيئيين من الشباب، وخاصة المرأة، في شمال أفريقيا والشرق الأوسط لإظهار قدراتهم على ابتكار حلول ومشروعات لمواجهة التغيرات المناخية، مشيرة إلى أن العلم والابتكار يمثلان الأساس للتحول الأخضر والتصدي لآثار التغيرات.


وأضافت ياسمين فؤاد، أن مبادرة “أفريقيا تتحول للأخضر” تمثل إحدى هذه الطرق التي تقدم رسالة بأن رحلة الانتقال العادل للقارة ستتحقق بأيدي شبابها من رواد الأعمال، للوصول إلى أفريقيا خضراء، لافتة الى أن المبادرة خلقت منصة للتواصل بين رواد الأعمال في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، لتسليط الضوء على الحلول المبتكرة التي يتم تنفيذها لتحريك القارة نحو مستقبل منخفض الكربون وأكثر مرونة، مع تنمية فرص الاستثمار داخل المنطقة لدعم حماية البيئة والتنمية.


وأوضحت وزيرة البيئة أن جوائز المبادرة غطت أربع فئات تعترف بجهود جميع أصحاب المصلحة في الحد من آثار التغيرات المناخية، بما في ذلك دمج منظور النوع الاجتماعي للوصول إلى مجتمعات أكثر استدامة ومرونة ومساواة ومن أهمها تكنولوجيا التخفيف والتكيف مع آثار تغير المناخ، وتشمل مجالات تكنولوجيا الأغذية الزراعية، وإدارة المياه، وتوزيع الطاقة وتخزينها، والتنقل الذكي والنقل.


وأوضحت وزيرة البيئة أن الفئات شملت جائزة التمويل الأخضر، التي تستهدف البنوك والمشروعات الاستثمارية والمستثمرين الذين يسعون لتحقيق بصمة كربونية صافية صفرية في مبانيهم ومحافظ استثماراتهم بالإضافة إلى جائزة البحث والتعليم والتدريب في مجال المناخ، التي تستهدف المؤسسات البحثية والأكاديمية لبناء قدرات أصحاب المصلحة في مجال الابتكار المناخي، كذلك جائزة She Goes Green، المخصصة للشركات الناشئة التي تقودها النساء، وتشمل مجالات الإنتاج الأخضر وعمليات التصنيع والاستهلاك الأخضر، بهدف خلق فرص عمل وأسواق جديدة.


وأشارت وزيرة البيئة إلى أن معايير تقييم الجوائز أستندت على قدرة الشركات الناشئة فى إظهار التأثير والابتكار وقابلية التوسع فيها ، حيث تم تقييم المشاركات وفق معايير محددة مسبقًا. وبعد ذلك، قدم المرشحون النهائيون مشاريعهم خلال عروض تقديمية عبر الإنترنت مدتها 15 دقيقة، وتم التحكيم من قبل لجنة مستقلة مكونة من 3-5 أعضاء خبراء في المجال، ويكون قرار اللجنة نهائيًا وغير قابل للتغيير، وقد تمت عملية تقديم المشاركات من خلال البوابة الإلكترونية لجمعية جودة الحياة.


وفي ختام كلمتها، ثمنت وزيرة البيئة جهود الفائزين، متمنية لهم المزيد من النجاح للوصول إلى إجراءات تنفيذية قائمة على العلم والابتكار لمواجهة آثار التغيرات المناخيةكما شكرت الداعمين للمبادرة، مؤكدة أن هناك حاجة مستمرة لأفكار وابتكارات جديدة تدعم البيئة وتحد من آثار تغير المناخ.


جدير بالذكر أن جائزة Africa Grows Green Awards تهدف إلى مواجهة تغير المناخ من خلال تشجيع القطاعات الصناعية، والكيانات الصغيرة والمتوسطة الناشئة التي تقودها النساء، وجهات التمويل الأخضر والجامعات والمراكز البحثية، على اتباع نهج صديق للبيئة. كما تعمل الجائزة على تخفيف وطأة التغير المناخي عبر تطبيق مبادرات مبتكرة في مجال العلوم والتكنولوجيا، لدعم إجراءات مواجهة تغير المناخ وتحقيق أهداف التنمية المستدامة. وقد تم تنفيذ المبادرة والاحتفال بالفائزين سابقًا في COP27 وCOP28.
 

مقالات مشابهة

  • تقلبات جوية بالغردقة.. انخفاض في الحرارة وارتفاع الأمواج (صور وفيديو)
  • "الثروة السمكية": الشتاء يُبطئ نمو وتكاثر الأسماك في المزارع
  • "الأرصاد": طقس مائل للبرودة ليلًا والصغرى بالقاهرة 18 درجة
  • وزيرة البيئة: جوائز مبادرة معالجة تغير المناخ بالابتكار تغطي أربع فئات
  • طقس متقلب يسيطر على لبنان... متى يستقر؟
  • بـ 36 ْمئوية.. القنفذة تسجّل أعلى درجة حرارة بالمملكة اليوم والسودة الأدنى
  • الطريقة المثلى لتوزيع الطعام في الثلاجة
  • كيف تؤثر الحرب وعنف الاحتلال على الصحة النفسية لأطفال القدس؟
  • السفير العماني بالقاهرة: رؤية «السلطان» مكنتنا من تحسين الأداء وخفض الديون وزيادة الناتج
  • توقعات الطقس في العراق: أمطار وتغيرات جوية قد تؤثر على الحياة اليومية