أكد معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة رئيس مؤتمر الأطراف COP28، أن رؤية القيادة الرشيدة رسخت مبادئ العمل الجاد والتحلي بالعزيمة والإصرار على النجاح والإنجاز، في صميم فِكر وقيم المجتمع في دولة الإمارات، وتماشياً مع هذه الرؤية، كثفت رئاسة COP28 جهودها للتوصل إلى اتفاق يبني مستقبلاً أفضل للبشرية وكوكب الأرض.

جاء ذلك خلال كلمته في ختام الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28 الذي شهِد توصل أطراف الاتفاقية الـ 198 إلى "اتفاق الإمارات" التاريخي وذلك عقب جهود تفاوضية ودبلوماسية قامت بها رئاسة المؤتمر على مدار العام للتواصل مع كافة الأطراف تمهيداً لأسبوعين من المفاوضات المكثفة خلال المؤتمر.

وأشاد معاليه بنجاح COP28 في تطوير منظومة مؤتمرات الأطراف وإدراج بنود شاملة تتعلق بالوقود التقليدي لأول مرة في نص الاتفاق النهائي مما سيفيد كلاً من البلدان الصغيرة النامية والدول ذات الاقتصادات الكبيرة، ويساهم في تحقيق تقدم جوهري نحو تنفيذ الأهداف المناخية العالمية وتوفير الاستثمارات اللازمة لتحقيقها، كما رحب بالتفاؤل الذي ساد الأجواء بين الأطراف في اليوم الختامي للمفاوضات، مما ساهم في الوصول لمستهدفات المؤتمر وتجاوز الطموحات المحددة.

وقال معاليه " لقد حققنا الكثير معاً في زمن قصير وخلال الأسبوعين الماضيين عمِلنا بجد وإخلاص لبناءِ مستقبل أفضل لشعوبنا وكوكبنا وبإمكاننا أن نفخر بما حققناه مضيفا أن دولة الإمارات.. وطني الغالي.. تفخر بدورها الفاعل في دعمكم لتحقيق هذا التقدم".

وأضاف " لقد كان العالم بحاجة إلى مسار جديد للعمل ومن خلال التركيز على هدفنا الرئيسي توصلنا إلى ذلك المسار وقدمنا استجابة شاملة لنتائج الحصيلة العالمية وأنجزنا جميع المتطلبات التفاوضية اللازمة. وبالعمل المشترك، واجهنا الحقائق، لنرشد العالم إلى الاتجاه الصحيح. وقدمنا خطة عمل مُحكَمة للحفاظ على إمكانية تفادي تحقيق هدف 1.5 درجة مئوية، استناداً إلى الحقائق العلمية".

وقال " إنها خطة عمل متوازنة، تساهم في الحد من الانبعاثات، ومعالجة الثغرات الموجودة في موضوع التكيف، وتطوير وإعادة صياغة آليات التمويل المناخي العالمي، وتحقيق متطلبات معالجة الخسائر والأضرار. هذه الخطة تراعي الظروف الوطنية لكل دولة، وتدعم العمل المناخي والنمو الاقتصادي بشكل متزامن. وهي مبنية على توافق الآراء ومدعومة باحتواء الجميع، ويعززها التعاون والعمل الجماعي".

وقال إنه "اتفاق الإمارات .. إذ قال الكثيرون، إن هذا الاتفاق لا يمكن أن يتحقق. لكن عندما تحدثت إليكم في بداية المؤتمر، وعدتُ بمؤتمر للأطراف يختلف عن سابقِيه مؤتمر يجمع كافة المعنيين من القطاعين الخاص والحكومي، وممثلي المجتمع المدني، والقيادات الدينية والشباب والشعوب الأصلية".

وأضاف أنه منذ اليوم الأول، تعاون الجميع، واتّحدوا، وعمِلوا، وأنجزوا. لقد قمنا معاً بتفعيل الصندوق العالمي المختص بمعالجة تداعيات تغير المناخ وبدأنا في تمويله. وحشدنا تعهدات تمويلية جديدة تفوق 83 مليار دولار. كما أطلقنا صندوق "ألتيرّا" للاستثمار المناخي، وهو أكبر صندوق عالمي خاص لتحفيز استثمارات العمل المناخي يركز بنسبة 100% على حلول تغير المناخ. وحققنا إنجازات عالمية رائدة... واحداً تِلو الآخر".

وقال معاليه " لقد حددنا هدفاً لزيادة القدرة الإنتاجية العالمية لمصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات، ومضاعفة معدل كفاءة الطاقة. وأطلقنا إعلانات بشأن الزراعة والغذاء والصحة.. فيما بادر المزيد من شركات النفط والغاز، لأول مرة، بالحد من غاز الميثان والانبعاثات الأخرى. وتمكنا من إدراج نص يخص الوقود التقليدي في الاتفاق النهائي للمؤتمر. كل هذه الإجراءات التي تتم لأول مرة في العالم، ستسهم في بناء عالم أفضل وأنظف، ينعم بالرفاه، وأكثر إنصافاً".

وأكد معاليه أن مؤتمر الأطراف COP28 أصبح أول مؤتمر للأطراف يستضيف مجلساً لصنّاع التغيير. وشكَّل هذا المجلس نقطة تحول في عملية المفاوضات.. وقال "لقد تواصلتم بفاعلية، وتجاوزتم الحواجز، بروح التعاون، وتحدثتم معاً بإخلاص وجدية. وهذا هو ما حقق التغيير المطلوب. ويمكننا الآن أن نقول إننا اتحدنا، وعملنا، وأنجزنا". كما أكد أن معيار نجاح أي اتفاق هو تنفيذ بنوده وما يؤكد التزامنا هو الأفعال والإجراءات وليس الأقوال والتعهدات وعلينا أن نتخذ الخطوات اللازمة لتحويل هذا الاتفاق إلى عمل ملموس.

وقال " إذا تضافرت جهودنا، يمكننا أن نحدث تأثيراً إيجابياً في مستقبل البشرية. وهو مستقبلنا جميعاً مشيرا إلى أن احتواء الجميع كان في صُلب هذا المؤتمر وهو ما منحَنا القوة لنواصل العمل خلال الأيام الصعبة .. لم تتخلوا أبداً عن التزامكم تجاه منظومة العمل، التي قامت على التكاتف والشفافية والحرص على الاستماع للآخرين".

أخبار ذات صلة وزير التغير المناخي الأسترالي لـ"وام": اتفاق COP28 خطوة هامة للعمل المناخي عالمياً "COP28" .. "محطات خلاقة" عززت استثنائية الحدث العالمي

وأضاف " نال الجميع فرصة التعبير عن آرائهم، وتعرفنا إلى وجهات نظر الشعوب الأصلية.. وشباب العالم.. ودول الجنوب العالمي ونتيجةً لذلك، حققنا تغييراً جذرياً يمكن أن يساهم في إعادة صياغة اقتصاداتنا".

وقال " لقد قمنا بإعادة صياغة المناقشات المتعلقة بالتمويل المناخي. وتمكنّا من إدماج الاقتصاد الحقيقي في العمل المناخي. وبدأنا بتبني ذهنية جديدة، تستند إلى الاستفادة من حلول التحدي المناخي كدعائم لبناء مرحلة اقتصادية جديدة".

وأضاف معاليه " تشرفت بمهمة توجيه عمل هذا المؤتمر. وإنني ممتنٌ لالتزامكم وجهودكم الدؤوبة. وأود أن أعرب عن شكري العميق لأصحاب هذا الإنجاز. لكل دولة حضرت وأسهمت في نجاح المؤتمر، أقول: شكراً. كما أغتنم هذه الفرصة، لأثمّن عالياً رؤية ودعم سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله. وأتقدم بوافر التقدير والاحترام والشكر على ثقته وتوجيهاته ودعمه المستمر".

وقال " لقد أثبتت دولتنا أننا قادرون على تحقيق إنجازات عالمية لصالح كوكب الأرض وسكانه. وساعَدْنا على استعادة الثقة بالعمل متعدد الأطراف. وأظهرنا قدرة البشرية على التكاتف... لمساعدة البشرية. وكانت مهمتنا هي البناء على الأسس التي أرساها لنا الآخرون. وأقول لكم... إن ما بنيناه معاً سيبقى ويصمد على مر الزمن. وقد لا تعرف الأجيال القادمة أسماءكم، لكنها مَدينةٌ لكلٍ منكم بالعرفان".

وتابع " نغادر دبي برؤوس مرفوعة. ويستمر عملنا. وسنمضي، متحدين ومتكاتفين، في المسار الجديد الذي رسمته "اتفاقية الإمارات" للعالم. ومعاً، سنسعى نحو هدفنا الرئيسي. وسنتبعه من هنا إلى باكو.. ومن باكو إلى بيليم. وسنحافظ معاً على مستقبل هذا الكوكب الرائع للأجيال العديدة القادمة. معربا عن أمله بأن هذه الروح من الشراكة واحتواء الجميع والسلام.. التي استقبلتكم بها دولة الإمارات. وهي نفسها التي ساعدتنا على التوصل لهذا الاتفاق التاريخي".

وقال معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، إن مؤتمر الأطراف تمكّن من تحقيق تقدم جوهري سيساهم في إعادة صياغة الاقتصادات العالمية وتشكيل المستقبل، وإن العالم تبنى ذهنية جديدة منفتحة تركز على الاستفادة من حلول التحديات المناخية لتدشين مرحلة جديدة من التنمية الاقتصادية المستدامة. كما سلط معاليه الضوء على حرص رئاسة COP28 على احتواء الجميع وضمان الاستماع إلى جميع الأصوات والآراء عبر عملية صنع القرار، والتركيز على دعم دول الجنوب العالمي والدول الصغيرة النامية وتلبية احتياجاتها، مما ساهم في تحقيق تقدم كبير خلال المؤتمر في الجوانب المتعلقة بالهدف العالمي بشأن التكيف.

وأوضح معاليه أن احتواء الجميع كان من أبرز مميزات منظومة عمل COP28 من خلال تكاتف الجميع والحرص على الشفافية والاستماع إلى مختلف الآراء، بما في ذلك الشعوب الأصلية ومجموعة الشباب من أنحاء العالم، والدول التي لم تحظَ آراؤها بالاهتمام الكافي خلال مؤتمرات الأطراف السابقة، لافتاً إلى أن المؤتمر شهد تواصلاً وتفاهماً إيجابياً بين الجميع.

وأشار معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر إلى أن COP28 حقق تقدماً ملموساً في مجموعة من النقاط الاستراتيجية، ومنها الاتفاق على تكثيف الجهود لتسريع إنجاز انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي في قطاع الطاقة من خلال زيادة القدرة الإنتاجية لمصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات ومضاعفة كفاءة الطاقة.

وأوضح معاليه أن ما يمنح الاتفاق قيمة حقيقية هو تنفيذ بنوده، وأن مقياس التقدم يعتمد على الإجراءات والأفعال وليس التعهدات والأقوال، ودعا كافة الأطراف إلى التكاتف وتضافر الجهود لإعادة العالم إلى المسار الصحيح للعمل المناخي، مؤكداً ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على هذا الاتفاق وتنفيذ بنوده، ولحماية كوكب الأرض ومستقبله، لافتاً إلى أن النص التاريخي الذي تم التوافق عليه يشكل "منارة" تمنح لجميع سكان العالم أملاً في مستقبل أفضل.

جدير بالذكر أن COP28 نجح في التوصّل إلى مجموعة من الاتفاقيات والتعهدات المالية المهمة التي تتماشى مع خطة عمل رئاسة المؤتمر الهادفة للحفاظ على إمكانية تفادي تجاوز الارتفاع في درجة حرارة كوكب الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية، وتنفيذ أهداف اتفاق باريس. وجمَع COP28 إجمالاً أكثر من 83.9 مليار دولار للتمويل المناخي، بما في ذلك صندوق "ألتيرّا" للاستثمار المناخي الذي أطلقته دولة الإمارات برأس مال تحفيزي بقيمة 30 مليار دولار، لحشد واستقطاب 250 مليار دولار إضافية من الاستثمارات عالمياً لدعم العمل المناخي الدولي. وتوصّلت رئاسة COP28 في اليوم الأول من المؤتمر إلى اتفاق تاريخي لتفعيل صندوق عالمي يختص بالمناخ ومعالجة تداعياته، لدعم الدول والمجتمعات الأكثر عرضة لتداعيات تغير المناخ، وتم تقديم تعهدات دولية لتمويله حتى الآن بقيمة 792 مليون دولار.

المصدر: وام

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: كوب 28 سلطان الجابر مؤتمر الأطراف دولة الإمارات العمل المناخی تغیر المناخ هذا الاتفاق ملیار دولار إلى أن

إقرأ أيضاً:

رئيس “مايكروسوفت العربية”: نهدف لجلب التكنولوجيا العالمية إلى السعودية

تشهد المملكة العربية السعودية تحولاً رقمياً سريعاً كجزء من «رؤية 2030». ويُعد الذكاء الاصطناعي عنصراً أساسياً في هذا التحول، واعداً بتعريف الصناعات وتبسيط العمليات وفتح فرص اقتصادية جديدة.

تقدم «مايكروسوفت» نفسها شريكاً رئيسياً في رحلة التحول هذه مقدمةً أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية السحابية والخبرة الصناعية للشركات المحلية. ومع الإعلان عن منطقة مراكز بيانات «مايكروسوفت» في المملكة العربية السعودية المقرر إطلاقها في 2026، تعزز الشركة التزامها بتسريع اعتماد الذكاء الاصطناعي وضمان أمان البيانات وتمكين الشركات من جميع الأحجام.

مراكز بيانات «مايكروسوفت» الجديدة في المملكة

أخبار قد تهمك أمير القصيم: الميناء الجاف في المنطقة سيدعم الموانئ البحرية والخدمات اللوجستية 6 فبراير 2025 - 4:35 صباحًا إطلاق النسخة الثالثة من “جائزة الابتكار” بوزارة النقل والخدمات اللوجستية 5 فبراير 2025 - 1:15 صباحًا

يؤكد رئيس «مايكروسوفت العربية»، تركي باضريس، في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» التزام شركته العميق تجاه المملكة العربية السعودية، مشيراً إلى الاستثمارات الجارية في الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية السحابية وتطوير المواهب المحلية. ويرى أن «مايكروسوفت شريك رائع للمملكة لأكثر من 25 عاماً، وكل عام نواصل توسيع استثماراتنا». ويضيف أن منطقة مراكز البيانات القادمة ستكون «نقطة تحول»، حيث «ستجلب قدرات سحابية وقدرات ذكاء اصطناعي عالمية المستوى للشركات المحلية».

يعد إطلاق منطقة مراكز بيانات «مايكروسوفت» في المملكة التي ستبدأ عملها في 2026، أي عام قبل الموعد المحدد لها سابقاً، علامة فارقة في استراتيجية توسع الشركة. ستوفر هذه المرافق المتطورة الامتثال للإطار التنظيمي السعودي بما يتماشى مع معايير إقامة البيانات والأمان. وكذا خدمات الذكاء الاصطناعي والسحابة منخفضة الكمون ( أي معالجة البيانات والاستجابة لها بأقل قدر من التأخير). أيضاً ستعزز حماية الأمن السيبراني بتطبيق أفضل الممارسات العالمية لحماية بيانات الأعمال الحساسة.

ويشير تركي باضريس إلى هدف «مايكروسوفت» المتمثل في جلب التكنولوجيا العالمية إلى السعودية، مما يضمن وصول الشركات السعودية إلى نفس القدرات السحابية وقدرات الذكاء الاصطناعي المتوفرة في الولايات المتحدة.

ويقول: «سواء في المملكة العربية السعودية أو سياتل، نعمل بنفس معايير الأمان والموثوقية العالية. هدفنا هو تمكين الشركات من خلال خدمات سحابية عالمية المستوى هنا في المملكة».

وتكمن أهمية هذه التطورات بشكل خاص في أنها توائم سعي السعودية إلى تحديد موقعها قائدةً في الصناعات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، مستفيدةً من الحوسبة السحابية وتحليل البيانات لدفع الكفاءة والابتكار.

دعم الشركات في السعودية

يُحدث ذكاء «مايكروسوفت» الاصطناعي ثورة في الكثير من الصناعات في المملكة، موفِّراً للشركات الأتمتة الذكية والرؤى التنبؤية والتكامل السلس مع السحابة. من التصنيع إلى التعليم والأمن السيبراني، يمكّن الذكاء الاصطناعي الشركات من تحسين العمليات، وتعزيز اتخاذ القرار، وخلق فرص جديدة.

– التصنيع الذكي

أحد الأمثلة البارزة على تأثير «مايكروسوفت» المدعوم بالذكاء الاصطناعي في المملكة هو «مجموعة العبيكان للاستثمار»، وهي شركة رائدة في التعبئة والتغليف والتعليم والصحة، وتعد من أكبر 100 شركة في السعودية.

من خلال دمج «أزور إيه آي» (Azure AI) في منصة (O3) للتصنيع الذكي، قامت العبيكان بتحويل عملياتها التصنيعية لتحقيق كفاءة أكبر واستدامة وأتمتة.

يقول صابر عطية، المدير التنفيذي للعمليات في شركة العبيكان، خلال حديثه مع «الشرق الأوسط» إنه عبر استخدام حلول الذكاء الاصطناعي من «مايكروسوفت» حققت شركته زيادة بنسبة 30 في المائة في فعالية المعدات الكلية وتحسين إنتاجية العمالة بمقدار 1.5 مرة وخفض تكاليف التشغيل بشكل كبير.

ومن خلال دمج خدمات «مايكروسوفت» المصغرة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، حسَّنت العبيكان أيضاً الصيانة التنبؤية ومراقبة الجودة، مما يسمح للمصانع بتوقع الأعطال المحتملة قبل حدوثها، مما يقلل من التوقف ويزيد الكفاءة. ويعتمد قطاع التصنيع بشكل كبير على الإدارة الفعالة لسلسلة التوريد، وقد استفادت شركة العبيكان من ذكاء «مايكروسوفت» الاصطناعي لرفع مستوى العمليات إلى مستويات غير مسبوقة. من خلال التحليلات التنبؤية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، تستطيع الشركة معالجة وتحليل مليارات النقاط البياناتية لتحسين قرارات سلسلة التوريد.

ويوضع عطية أن الذكاء الاصطناعي يسمح لشركته بمعالجة تريليونات النقاط البياناتية، مما يضمن اتخاذ أفضل القرارات المتعلقة بسلسلة التوريد في الوقت الفعلي.

وبدمج الخدمات الصغيرة المدعومة بذكاء «مايكروسوفت» الاصطناعي، حسّنت «العبيكان» أيضاً الصيانة التنبؤية ومراقبة الجودة، مما يمكّن المصانع من توقع الأعطال المحتملة قبل حدوثها، مما يقلل من وقت التوقف ويزيد من الكفاءة.

– تحويل التعليم بالذكاء الاصطناعي

يُحدث الذكاء الاصطناعي أيضاً ثورة في مجال التعليم في السعودية، حيث تستفيد الشركات الناشئة مثل «غاميت (Gameit)» من ذكاء «مايكروسوفت» الاصطناعي لإنشاء تجارب تعليمية مخصصة للأطفال. تُعد «غاميت» أول شركة ناشئة سعودية يتم نشرها على «Azure Marketplace» مما يوفر وصولاً إلى العملاء العالميين من خلال النظام البيئي السحابي لـ«مايكروسوفت».

تشير هبة عطية، المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة، خلال حديثها مع «الشرق الأوسط» إلى كيفية قيام الألعاب المدعومة بالذكاء الاصطناعي بإعادة تشكيل عملية التعلم. وتشرح: «تقوم ألعابنا المدعومة بالذكاء الاصطناعي بتقييم القدرات المعرفية للأطفال وتصميم برامج تدريبية مخصصة وفقاً لذلك». وتزيد بأن ذكاء «مايكروسوفت» الاصطناعي ساعد شركتها على تعزيز مشاركة الطلاب، وتتبع التقدم في الوقت الفعلي، والتوسع عالمياً. وتؤكد عطية أن حلول مايكروسوفت» السحابية والمدعومة بالذكاء الاصطناعي ليست مجرد تقنيات، بل إنها تفتح الأبواب أمام الشركات الناشئة السعودية للتوسع عالمياً، مما يجلب الابتكار من المملكة إلى العالم.

هذا يعكس النمو المتزايد للنظام البيئي للذكاء الاصطناعي في المملكة العربية السعودية، حيث تستخدم الشركات الناشئة والشركات الكبرى على حد سواء بنية «مايكروسوفت» التحتية للذكاء الاصطناعي لإنشاء حلول ذات تأثير عالمي.

تعزيز الأمن السيبراني بالذكاء الاصطناعي

مع التحول الرقمي السريع في المملكة، أصبح الأمن السيبراني أولوية قصوى. خلال «جولة (مايكروسوفت) للذكاء الاصطناعي في الرياض»، كان هناك تركيز كبير على الحلول الأمنية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والتي تساعد الشركات على البقاء في المقدمة وحماية أنظمتها من التهديدات المتطورة. وقبل ذلك، شاهدت «الشرق الأوسط» خلال زيارة حصرية لها إلى وحدة الجرائم الرقمية (DCU) التابعة لـ«مايكروسوفت» في سياتل، كيف تراقب الشركة أكثر من 3000 مجموعة إجرامية إلكترونية حول العالم وتعالج 78 تريليون إشارة أمنية يومياً. يعلق باضريس على أهمية الأمن السيبراني في المنطقة مؤكداً أن الأمان هو الأولوية القصوى لـ«مايكروسوفت». ويقول إن ما يحدث في «وحدة الجرائم الرقمية» في سياتل ليس فقط للولايات المتحدة بل يخدم العالم بأكمله بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط والسعودية. ويضيف: «التهديدات السيبرانية عالمية، وكذلك جهودنا لمكافحتها».

وتذكر «مايكروسوفت» أنه يتم الآن استخدام «Security Copilot» و«Microsoft Defender» المدعومَين بالذكاء الاصطناعي لحماية الشركات السعودية من برامج الفدية والتصيد الاحتيالي والاحتيال. مع ازدياد الجرائم الإلكترونية، توفر هذه الأدوات درعاً ضرورية للمنظمات التي تتعامل مع بيانات العملاء الحساسة، على حد قولها.

الذكاء الاصطناعي في قطاع الاتصالات

أطلقت مجموعة «إس تي سي» مزود خدمات الاتصالات الرائد في المملكة، سوق «إس تي سي» للذكاء الاصطناعي، وهي مجموعة من التطبيقات المدعومة بالذكاء الاصطناعي مصمَّمة لتعزيز تفاعلات العملاء وتبسيط العمليات. وخلال الحدث في الرياض الذي نظمته «مايكروسوفت»، قالت «إس تي سي» إنه من خلال دمج تقنية «Azure OpenAI» من «مايكروسوفت» نجحت في تقليل وقت التعامل مع المكالمات، مما أدى إلى تسريع خدمة العملاء. وأيضاً تمكنت من تعزيز عمليات المبيعات بتوفير رؤى فورية لفرق المبيعات. كما أدى ذلك إلى تحسين الكفاءة التشغيلية، مما خفض التكاليف عبر وظائف أعمال متعددة. يوضح هذا التعاون بين «إس تي سي» و«مايكروسوفت» كيف يقود الذكاء الاصطناعي الكفاءة في واحدة من أهم الصناعات في السعودية.

الذكاء الاصطناعي لتعزيز الإنتاجية في «معادن»

قامت «معادن» أكبر شركة تعدين في المملكة العربية السعودية بنشر «Microsoft 365 Copilot» لتحسين إنتاجية الموظفين. وأوضح ممثلون خلال مشاركتهم في حدث «مايكروسوفت» في الرياض أنه باستخدام الأتمتة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وفَّر موظفو «معادن» أكثر من 2000 ساعة عمل شهرياً من خلال تقليل الاجتماعات غير الضرورية وتبسيط معالجة المستندات. هذا التحول نحو سير العمل المدعوم بالذكاء الاصطناعي يسمح للشركات بالتركيز أكثر على المهام الاستراتيجية، مما يعزز الكفاءة والابتكار.

الطريق إلى الأمام

مع تسارع المملكة نحو اقتصاد مدعوم بالذكاء الاصطناعي، ستكون استثمارات «مايكروسوفت» في البنية التحتية السحابية وتطوير المواهب في مجال الذكاء الاصطناعي والشراكات الاستراتيجية عوامل تمكين رئيسية. ومن المتوقع أن يضيف الذكاء الاصطناعي 135 مليار دولار إلى الناتج المحلي الإجمالي للمملكة، مما يبرز التأثير الاقتصادي الهائل لهذه التكنولوجيا.

وقد قامت «مايكروسوفت» بالفعل بتدريب 100 ألف فرد في المملكة على تقنيات الذكاء الاصطناعي والسحابة، 60 في المائة منهم من النساء. كما تعمل مع القطاعين الخاص والعام، لضمان مواءمة ابتكارات الذكاء الاصطناعي مع أهداف «رؤية المملكة 2030».

وقال باضريس إن «الذكاء الاصطناعي ليس مجرد تقنية، بل هو محرك اقتصادي… (مايكروسوفت) ملتزمة بتزويد الشركات السعودية بالأدوات والخبرات التي تحتاج إليها لتقود ثورة الذكاء الاصطناعي».

من خلال استثماراتها في مراكز البيانات المحلية، جنباً إلى جنب مع حلولها المدعومة بالذكاء الاصطناعي، تسعى «مايكروسوفت» إلى ضمان أن الشركات سواء كانت ناشئة أو متعددة الجنسيات لديها إمكانية الوصول إلى أحدث ابتكارات الذكاء الاصطناعي للتنافس والتوسع والازدهار.

مقالات مشابهة

  • رئيس “مايكروسوفت العربية”: نهدف لجلب التكنولوجيا العالمية إلى السعودية
  • محافظ الغربية: تطوير منظومة النظافة والتدوير أولوية لتحقيق بيئة صحية
  • الأغلبية البرلمانية : تعاون الحكومة رفع الحصيلة التشريعية
  • توجهيات رئاسية بمبادرة جديدة .. أهم تصريحات رئيس الوزراء في المؤتمر الأسبوعي
  • مرسيليا يهدف لتطوير كرة القدم لمبتوري الأطراف
  • مدبولي: رئيس وزراء العراق يشيد بدور شركات مصر في إعادة الإعمار
  • لنتائج مرضية.. 5 أساليب تفاوض ناجحة لتحقيق أهدافك
  • رئيس الجمعية الخليجية للإعلام السياحي يشيد بتنظيم الملتقى العربي الأول للسياحة والاستثمار في البريمي
  • مبروكة: أعملُ على تطوير سياسات ثقافية فعالة لرفد التنمية المستدامة
  • روبيو يشيد بعرض السلفادور إيواء المجرمين المرحلين من أمريكا