نجح المؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب-28)، في التوصل للمرة الأولى، إلى التزام دولي بالتحوّل بعيداً عن كل أنواع الوقود الأحفوري.

أعلن رئيس مؤتمر (كوب-28) الإماراتي سلطان الجابر، الأربعاء، التوصل إلى اتفاق وصفه بـ"التاريخي"، في ختام أعمال المؤتمر، الذي أقيم في مدينة دبي الإماراتية، مما من شأنه دفع دول العالم نحو التحول بعيدا عن الوقود الأحفوري، ضمن جهود مواجهة أزمة التغير المناخي.

الإعلان عن "اتفاق الإمارات" جاء بعد يوم واحد من الموعد المقرر وفي أعقاب مفاوضات مكثفة طوال الليل.

وهذه هي المرة الأولى التي تُدرج فيها بنود شاملة تتعلق بالوقود الأحفوري التقليدي في نص الاتفاق النهائي لمؤتمرات الأطراف.

ومن شأن هذا الاتفاق أن يسهم في تحقيق تقدم جوهري نحو تنفيذ الأهداف المناخية العالمية وتوفير الاستثمارات اللازمة لتحقيقها، مع مراعاة مصالح الدول الصغيرة النامية والدول ذات الاقتصادات الكبيرة على حد سواء.

الاتفاق الذي جاء تتويجاً لمناقشات قمة (كوب-28) في دبي، منذ 30 نوفمبر/تشرين الثاني، وحتى الأربعاء، يدعو الدول إلى تحويل أنظمة الطاقة بسرعة بعيداً عن الوقود الأحفوري بطريقة عادلة ومنظمة، أي أن جميع الدول ستكون مدعوة للمساهمة في جهود التحوّل العالمي، بدلاً من أن تكون مجبرة بشكل صريح على القيام بهذا التحول بمفردها.

اقرأ أيضاً

مؤتمر أوابك يرفض التخلص من الوقود الأحفوري: سيظل المصدر الرئيس للطاقة

وقال الجابر، في مؤتمر صحف، إنه تم التوصل لاتفاق بين الدول المشاركة، فيما قوبل إعلانه بالتصفيق من الحضور.

ونوه بأن الاتفاق يمثل "حزمة تاريخية" من التدابير التي تقدم "خطة قوية" للتمكن من تحقيق هدف 1.5 درجة مئوية.

كما وجه الشكر للدول المشاركة، وقال: "عملنا خلال الليل على التوصل إلى توافق، وأظهرت الوفود مرونة وكشفت الجهود من أجل الوصول لاتفاق".

وأضاف: "لكن يجب أن نكون حذرين، فالاتفاقية جيدة حينما يتم تطبيقها. نحن ما نفعل وليس ما نقول. يجب علينا اتخاذ الخطوات لتحويل الاتفاقية إلى أفعال واقعية".

ولم يذكر الاتفاق السرعة التي يجب أن يسير فيها هذا التحوّل الذي سيشارك فيه المستثمرون والمستهلكون والحكومات معاً، ما يفتح الباب أمام شكوك فعلية، خصوصاً أن مؤتمر (كوب-26) قبل عامين في جلاسكو كان قد توصّل إلى تعهدات دولية بالتخلص التدريجي من الفحم، غير أن استهلاك الفحم زاد بعد ذلك على خلفية أزمة الطاقة التي أعقبت غزو روسيا لأوكرانيا.

وبالتالي، ووفق مراقبين، فإن تحقيق هدف الحد من ظاهرة الاحترار العالمية والمحافظة على مستوى 1.5 درجة مئوية الذي نصت عليه اتفاقية باريس للمناخ، يبقى أمراً مشكوكاً فيه إلى حد كبير.

اقرأ أيضاً

كوب-28.. أجواء متوترة وحالة من عدم اليقين حول مصير الوقود الأحفوري

جاء في نص الاتفاق أن الحد من الاحترار العالمي وعدم تجاوز حدود الـ1.5 درجة مئوية، يتطلب تخفيضات كبيرة وسريعة ومستدامة في انبعاثات غازات الدفيئة العالمية بنسبة 43% بحلول عام 2030، و60% بحلول 2035، مقارنة بمستوى 2019، تمهيداً للوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول 2050.

الاتفاق الذي جاء في 21 صفحة، دعا الأطراف إلى المساهمة في الجهود العالمية للحد من ظاهرة الاحترار، بطرق تأخذ في الاعتبار أهداف اتفاقية باريس، والظروف والمسارات المختلفة للبلدان.

ومن بين هذه الجهود التي دعا إليها الاتفاق، مضاعفة قدرة الطاقة المتجددة على الصعيد العالمي بمقدار 3 أضعاف، ومضاعفة المعدل السنوي العالمي لتحسين كفاءة استخدام الطاقة مرتين بحلول 2030، فضلاً عن التحول من استخدام الوقود الأحفوري في نظم الطاقة بطريقة عادلة ومنظمـة.

كما دعا إلى تسريع الجهود الرامية إلى التخفيض التدريجي للطاقة المعتمدة على الفحم، وتسريع الجهود المبذولة على الصعيد العالمي نحو نظم طاقة خالية من الانبعاثات، واستخدام الوقود الخالي من الكربون والمنخفض الكربون قبل فترة طويلة من منتصف القرن أو بحلول منتصفه، إلى جانب تسريع وتيرة التكنولوجيات الخالية من الانبعاثات والمنخفضة الانبعاثات، بما في ذلك الطاقة المتجددة، والطاقة النووية، وتقنيات التخفيض والإزالة مثل احتجاز الكربون والاستخدام والتخزين، لا سيما في القطاعات التي يصعب تخفيفها.

ونص الاتفاق كذلك على تسريع خفض الانبعاثات الناجمة عن النقل البري على نطاق واسع، عبر تطوير البنية التحتية والانتشار السريع للمركبات ذات الانبعاثات الصفرية والمنخفضة. وطالب بالرفع التدريجي للدعم غير الفعّال للوقود الأحفوري، والذي لا يعالج مشكلة فقر الطاقة.

اقرأ أيضاً

العالم يغلي.. فهل تحسم قمة الإمارات مصير الوقود الأحفوري؟

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: قمة المناخ الوقود الأحفوري كوب 28 الإمارات اتفاق الإمارات الوقود الأحفوری

إقرأ أيضاً:

الصداع.. كيف نعالجه بعيداً عن الأدوية؟

يعد الصداع إشارة من الجسم إلى أنه بحاجة إلى الراحة والرعاية الذاتية، ويحدث غالبا نتيجة الإجهاد المزمن وتوتر العضلات، ويمكن أن يصاحبه شعور بثقل وضغط في الرأس، وتوتر في الرقبة والكتفين، ويُنصح بعدم تجاهل الصداع أبدا، خاصة إذا كان جديدا أو متكررا أو متغيرا في طبيعته.

ووفقا للدكتورة آنا تيريخوفا أخصائية طب الأعصاب وعلاج الألم المزمن يعتبر صداع التوتر أكثر أنواع الصداع شيوعا، ومع ذلك لا يعرف سببه بالكامل.

وتشير إلى أنه يمكن التخلص من هذا الصداع دون تناول أدوية إذا كان يحدث أقل من 15 مرة في الشهر. ووفقا لها، أفضل وسيلة للتخلص من الصداع هي التدليك العلاجي للرأس ومنطقة العنق، الذي يزيل الألم ويريح الجهاز العصبي ويستعيد تدفق الدم.

وبالإضافة إلى ذلك تنصح الطبيبة للوقاية من صداع التوتر بعدم البقاء فترة طويلة في وضع غير مريح، وقضاء المزيد من الوقت في الهواء الطلق، والتحرك أكثر، وتجنب التعب الجسدي والعاطفي، والاهتمام بالنوم والنظام الغذائي. كما توصي بضرورة إتقان تمارين التنفس واليوغا، التي تعزز الاسترخاء، ومحاولة تجنب المواقف العصيبة والإجهاد العاطفي.
وتنصح الطبيبة بعدم تحمل وتجاهل الصداع المتكرر والشديد.

وتقول: “يمكن أن يؤدي تجاهل الصداع الناتج عن التوتر إلى تعزيز الأنماط العضلية والعاطفية غير الصحيحة.

كما أن التشنج العضلي المستمر يؤدي إلى حدوث ألم مزمن، ويزيد من سوء الحالة الصحية العامة ويقلل من جودة الحياة. ويمكن أن يسبب الإفراط في استخدام المسكنات، وتتطور هذه الحالة إلى صداع أسوأ وأكثر خطورة”.
شارك الدكتور أحمد، المشهور على منصة “تيك توك” باسم @dra_says، معرفته حول هذه الأنواع الشائعة من الصداع، بما في ذلك النوع الذي يصعب علاجه بشكل خاص، وهي:
الصداع العنقودي
هو الأكثر “إيلاما” و”يصعب علاجه”. يصيب هذا النوع من الصداع الأشخاص عبر موجات ألم متتابعة على مدار اليوم، ويمكن أن يستمر لأسابيع أو حتى أشهر.
وأوضح أحمد: “يكون الألم عادة على جانب واحد من الرأس، وعادة ما يحدث حول عين واحدة. ويمكن أن تبدأ نوبات الألم بسرعة كبيرة، ويمكن أن تنتهي بسرعة كبيرة، ومع ذلك يمكن أن تستمر من 15 دقيقة إلى 3 ساعات”. وقد يعاني من تعرق الوجه أيضا.
يمكن للأدوية أن تساعد في علاج الصداع العنقودي طويل الأمد، لذا ينبغي طلب المشورة الطبية.

صداع التوتر
يمكن أن يجعلك هذا النوع من الصداع تشعر وكأن رأسك “يخضع لضغط كبير ومؤلم”، وغالبا ما يحدث الألم على جانبي الرأس، وأحيانا يؤثر على الوجه والرقبة أيضا.
ويوضح الدكتور أحمد أن حالات الصداع هذه عادة ما تنجم عن الإجهاد أو تناول الكافيين أو مشاكل العضلات.

الصداع النصفي
إن المصابين بالصداع النصفي يشعرون بالألم في جانب واحد فقط من الرأس (في أغلب الأحيان)، وقد يعانون من أعراض إضافية، مثل كثرة التبول والتعب المستمر وتصلب الرقبة.
كما أن الناس قد يلاحظون “علامات تحذيرية” قبل الإصابة بالصداع النصفي، بما في ذلك الشعور بالدوار أو صعوبة في النطق.
ويُنصح بعدم تجاهل الصداع أبدا، خاصة إذا كان جديدا أو متكررا أو متغيرا في طبيعته. ويشدد أحمد على أهمية طلب المشورة الطبية إذا كان لديك أي مخاوف.

مقالات مشابهة

  • مفاوضات غزة – تفاصيل الملفات التي تم الاتفاق عليها حتى الآن
  • الصداع.. كيف نعالجه بعيداً عن الأدوية؟
  • أستاذ استثمار: توطين الصناعة إحدى الاستراتيجيات الأساسية التي انتهجتها الدولة لتغير واقع الاقتصاد
  • السيناريست باهر دويدار: مصر ثابتة أمام التحول الذي يشهده الشرق الأوسط
  • الشباب والرياضة تنفذ النسخة الثانية من المشروع الإقليمي "المبادرة المتوسطية للمناخ"
  • ما الذي يحدث؟.. تسريح 35 ألف عامل في ألمانيا
  • صيف 2025 بدون تخفيف أحمال.. ماذا فعلت الدولة لتحل أزمة الكهرباء؟| 4 آلاف ميجاوات جديدة
  • استدامة الطاقة في مصر.. خطوة نحو تحقيق رؤية 2030 | تفاصيل
  • ما حجم النفط الذي يمكن أن يضخَّه ترامب؟
  • أيمن قرة: دعم التحول للطاقة الخضراء يعزز إستراتيجية التنمية المستدامة