العالم يتبنى أول اتفاق تاريخي يدعو «للتحول» باتجاه التخلي عن الوقود الأحفوري
تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT
دبي ـ ا.ف.ب: تبنت دول العالم بالتوافق أول اتفاق تاريخي بشأن المناخ يدعو إلى التحوُّل باتجاه التخلي تدريجًا عن الوقود الأحفوري بما يشمل الفحم والنفط والغاز التي تُعدُّ مسؤولة عن الاحترار العالمي. وأقر النص المنبثق من مفاوضات مطولة وصل خلالها المفاوضون الليل بالنهار في إطار مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب28) المنعقد في دبي، بالتوافق ومن دون أي اعتراض من بين حوالي مئتي دولة حاضرة في الجلسة الختامية للمؤتمر.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
مؤتمر الأطراف COP29 يدعو للبناء على «اتفاق الإمارات» التاريخي
مصطفى عبد العظيم (باكو)
دعا مسؤولون مشاركون في مؤتمر الأطراف «COP29»، الذي انطلقت فعالياته في باكو عاصمة أذربيجان، أمس، ويستمر حتى 22 نوفمبر الجاري، إلى ضرورة مواصلة البناء على تعهدات «اتفاق الإمارات» التاريخي والزخم الذي شهده العمل المناخي العالمي خلال رئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة لمؤتمر الأطراف COP28، مؤكدين أهمية تحويل هذه التعهدات إلى نتائج اقتصادية ملموسة بعد أن أرسى الاتفاق أسساً جديدة للعمل المناخي الدولي.
ودعا سيمون ستيل، الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، الحكومات المشاركة في مؤتمر الأطراف «COP29» في باكو لأن تكون مستعدة لتحويل التعهدات في «اتفاق الإمارات» بمؤتمر الأطراف «COP28» إلى نتائج اقتصادية فعلية وحقيقية، لحماية الناس وسبل عيشهم في كل مكان، لاسيما فيما يتعلق بزيادة الطاقة المتجددة ثلاثة أضعاف، وتحديد الهدف العالمي للتكيف، مشدداً على أهمية أن يكون مؤتمر الأطراف «COP29» مؤتمراً داعماً، بحيث يقدم نتائج ملموسة وطموحة بشأن التمويل المناخي الذي يضع في عين الاعتبار احتياجات الدول النامية، مع الاعتراف بأن هذا الدعم أمر ضروري لحماية الدول كافة والاقتصاد العالمي من تأثيرات تغير المناخ المتفاقمة.
في مستهل كلمته الافتتاحية للمؤتمر الأطراف «COP29»، قدم ستيل الشكر لمعالي الدكتور سلطان الجابر ورئاسة الإمارات على ما بذلوه من جهود دؤوبة، خلال رئاسة مؤتمر الأطراف «COP28».
هدف عالمي جديد للتمويل
دعا سيمون ستيل الحكومات المشاركة إلى ضرورة الاتفاق على هدف عالمي جديد لتمويل العمل المناخي، محذراً من أنه إذا لم يستطع ثلثا دول العالم على الأقل تحمل خفض الانبعاثات بسرعة، فإن كل دولة ستدفع ثمناً باهظاً، وإذا لم تتمكن الدول من بناء القدرة على الصمود في سلاسل التوريد، فسينهار الاقتصاد العالمي بأكمله.
وأكد أهمية تجاوز أي فكرة تعتبر التمويل المناخي عملاً خيرياً، مشدداً على أن الهدف العالمي الطموح الجديد للتمويل المناخي يصب في مصلحة كل الدول، بما في ذلك أكبر الدول وأغناها. واستدرك قائلاً إن مجرد الاتفاق على هدف لا يكفي. بل إن علينا أن نعمل بجد لإصلاح النظام المالي العالمي. ومنح الدول المساحة المالية التي تحتاج إليها.
وأشار إلى أهمية الانطلاق من مؤتمر الأطراف في باكو، لبدء تشغيل أسواق الكربون الدولية، من خلال وضع اللمسات النهائية على المادة 6، والمضي قدماً في مجال التخفيف من آثار تغير المناخ، حتى تتحقق الأهداف التي تم تحديدها في دبي، وعدم ترك هدف الوصول إلى 1.5 درجة مئوية يفلت من بين أيدينا.
وتوقع أن تصل استثمارات الطاقة النظيفة والبنية التحتية إلى تريليوني دولار في عام 2024، أي ما يقرب من ضعف استثمارات الوقود الأحفوري، مشيراً إلى أن التحول إلى الطاقة النظيفة والمرونة المناخية لن يتوقف، وأن مهمة مؤتمر الأطراف هي تسريع هذا التحول، والتأكد من أن فوائده الضخمة تعم على جميع البلدان والشعوب.
وأضاف: «يجب أن نتفق على مؤشرات التكيف، ونحن بحاجة إلى معرفة ما إذا كنا نسير على الطريق الصحيح لزيادة القدرة على الصمود، ويجب أن نواصل تحسين الآليات الجديدة للدعم المالي والتقني بشأن الخسائر والأضرار».
وقال: «في العام المقبل، ستقدم جميع الدول جيلها الثالث من خطط المناخ الوطنية - المساهمات المحددة وطنياً، ومن أجل دعم البلدان في وضع هذه الخطط ونشرها، ستطلق اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ حملة الخطة المناخية، وستحشد هذه الحملة العمل من جميع أصحاب المصلحة، وستتماشى مع جهود الأمين العام للأمم المتحدة، والرئاسة البرازيلية القادمة لمؤتمر الأطراف». وأضاف: «بالتوازي مع ذلك، ستتم إعادة إطلاق أسابيع المناخ اعتباراً من عام 2025، مع مواءمتها بشكل أكبر مع عملية مؤتمر الأطراف والنتائج التي يجب أن تحققها».
مساهمات ملموسة
من جهته، أكد مختار باباييف، رئيس مؤتمر الأطراف cop29، العمل مع رئاسة COP28 على تعزيز تنفيذ «اتفاق الإمارات» الذي شهد العديد من الإنجازات، خاصة على صعيد صندوق الخسائر والأضرار، مشيراً إلى أهمية تحول التعهدات إلى مساهمات ملموسة في الصناديق كافة، لدعم المجتمعات الأكثر تأثراً والأقل نمواً والدول الجزرية الصغيرة سواء من خلال التمويل، وأيضاً من خلال العمل على تسريع نقل التكنولوجيا، مشدداً على أن الفرصة متاحة كذلك للحكومات والقطاع الخاص والمصارف متعددة الأطراف لكي تطلع بدورها.
لحظة سانحة
تقدم باباييف، في كلمته بالجلسة الافتتاحية لمؤتمر الأطراف «COP29» عقب تسلمه رئاسة المؤتمر من دولة الإمارات، بالشكر لرئاسة مؤتمر «COP28» برئاسة معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة وفريق الإمارات، على التعاون الدائم مع رئاسة «COP29».
وقال: نتطلع لأن يكون مؤتمر الأطراف «COP29» شاملاً وشفافاً، ومستنداً إلى عمل الأطراف، كونه يشكل لحظة سانحة لرسم الطريق نحو مستقبل مستدام، مشيراً إلى أن رئاسة «COP29» تستند إلى ركيزتين أساسيتين هما تعزيز الطموح، وتمكين العمل في ظل جهود بناء الثقة بين الدول الأطراف.
وأشار إلى ضرورة الاتفاق على هدف طموح جديد للتمويل المناخي يكون عادلاً بما يلبي تطلعات البلدان الأقل نمواً والدول الجزرية الصغيرة والبلدان النامية.
ودعا رئيس «COP29» جميع الأطراف إلى المشاركة والتكاتف والتعاون لتمكين المجتمعات المتضررة من آثار التغير المناخي والعمل الجماعي والمشترك من أجل بناء مستقبل مستدام للأجيال المقبلة.
وأكد العزم على إعداد حزمة طموحة في المجالات كافة، والدفع في اتجاه استخلاص الحصيلة العالمية الأولى، وحشد التمويل المناخي والعمل المشترك من أجل التوصل إلى حلول واقعية. ودعا إلى أهمية التحلي بالصراحة، حيث يبين برنامج الأمم المتحدة البيئي أن السياسات الحالية قد تقودنا إلى أن ترتفع درجة الحرارة الأرض 3 درجات، وهذه ستكون كارثة لمليارات البشر، وستهدد بقاء مجتمعات كثيرة ممثلة في هذا المؤتمر، مشيراً إلى أن ما يشهده العالم تحديات لا يجب النظر إليه على أنه مشاكل مستقبلية، بل هي مشاكل حالية، ونلمسها يومياً من الفيضانات في إسبانيا إلى حرائق الغابات في أستراليا، إلى ارتفاع المحطات في المحيط الهادئ، إلى المعاناة في أفريقيا.
لحظة سانحة
اعتبر مختار باباييف أن المؤتمر في دورته الـ29 لحظة سانحة إلى المستقبل، وفرصة مهمة لإعداد حزمة طموحة في المجالات كافة، وصولاً إلى الدفع باستخلاص الحصيلة الأولى.
وأضاف أنه «لكي نكون واضحين جداً فيما يتعلق بتوقعاتنا، فخطتنا تعتمد على ركيزتين: أولاً تعزيز الطموحات، ثانياً، التمكين لاتخاذ خطوات، وهذا يعني أننا بحاجة إلى خطط واضحة، وإلى توفير التمويل الذي نحتاج إليه»، مؤكداً أن هاتين الركيزتين تعزز إحداهما الأخرى، وترسلان رسالة واضحة للجميع، أنه في الوقت الذي نحشد فيه التمويل في مجال المناخ، فإننا نفتح المجال لمزيدٍ من الطموحات، وعندما نحدد طموحات أعلى فإننا نبني الثقة، وصولاً إلى التزامات مالية أكبر. وإذا ما أردنا التوصل إلى هذه الخطوات فإن رئاستنا وضعت أولوية، ألا وهي أن يكون لدينا هدف كمي جديد طموح في مجال التمويل المناخي. هدف يكون فعالاً بحجم اللحظة، وعليه أن يتعامل أيضاً مع احتياجات وأولويات البلدان النامية، بما فيها الدول الأقل نمواً، وقد شهدنا بعض التقدم على مستوى الخطة العشرية وعلى مستوى الشفافية، ونعرف أن الاحتياجات تصل إلى تريليونات الدولارات، ولكن كيف نحقق ذلك؟
وأضاف: سمعنا أن الهدف الواقعي للعمل بالقطاع العام يصل إلى مئات المليارات، إن الرئاسة قد بذلت كل الجهود للتوفيق بين الأطراف والتقريب بينها، ولكن علينا أن نبذل المزيد من الجهود، وأمامنا 12 يوماً، وعلينا بكل إلحاح أن نقلص الفوارق، ونحدد الهدف الجديد حول الهدف الكمي، وهذه المفاوضات معقدة وصعبة، ولكن أريد أن نحدد نقطتين، أولاً هذه الأرقام قد تبدو كبيرة، ولكنها لا تقارن بتكلفة اللاعمل، والثانية أننا جميعاً على المركب نفسه، وهذا سيؤثر في رفاهية وأمن الجميع. وأنا أستذكر أن هذا الهدف سيساعدنا ويرسل رسالة قوية للأسواق المالية.
فرصة متاحة
قال رئيس مؤتمر الأطراف «COP29»، من خلال مؤتمر الأطراف في دورته التاسعة والعشرين، ستكون هناك لحظات عديدة لاتخاذ هذه الخطوات، وفي الاجتماع الأخير كان هناك إنجاز كبير على مستوى صندوق الخسائر والأضرار، وقد آن الأوان لأن نحول هذه التعهدات إلى مساهمات ملموسة في الصناديق كافة، وهذا ضروري إذا ما أردنا دعم أكثر المجتمعات الأكثر تأثراً والأقل نمواً والدول الجزرية الصغيرة، وهذا يتجاوز التمويل، وعلينا أن نسرع العمل لنقل التكنولوجيا. كما أن الفرصة متاحة أيضاً للحكومات والقطاع الخاص والمصارف متعددة الأطراف لكي تضطلع بدورها في هذا المجال.
إن تحقيق هذه الخطوات سيمكننا من بناء عالم قادر على الصمود، لا يتجاوز فيه ارتفاع درجة الحرارة درجة ونصف الدرجة، ولكن علينا أن نعزز مستوى الطموحات، في الجيل الجديد من المساهمات المحددة وطنيا.. هذه الفرصة الأخيرة لكي نعود إلى المسار الصحيح، وهذا يجب أن يستند إلى ما تحقق في استخلاص الحصيلة الأولى.