إن للإنسان عادات يقوم بها المسلم كالأكل، وهي طبيعة بشرية، وما زلنا نتناول آداب الطعام، وتوجد ثمة أشياء في آداب إحضار الطعام وإكرام الضيف وليستحضر قوله (صلى اللّه عليه وسلّم) فيما رواه الشيخان والنسائي وابن ماجه عن أبي شريح وأبي هريرة:(من كان يؤمن باللّه واليوم الآخر فليكرم جاره، ومن كان يؤمن باللّه واليوم الآخر فليكرم ضيفه).


وهناك خمسة آداب:
أولها: أن يعجّل بالطعام فذلك إكرام للضيف، فلربما حاجة الضيف للطعام مُلحَّة خاصة إن كان من الفقراء.
وثانيها: أن يكون تقديم الطعام بترتيب معين بحسب العرف الحسن بين الناس، وهذا من الأمور الجبلية لدى كل مجتمع، فبعض المجتمعات تبدأ بالتمر ثم اللحم ثم الفاكهة والحلوى وبعضهم يبدأ بالفاكهة وبعضهم يقدم الحلوى، كل ذلك يجرى على حسب طبيعة المجتمعات، والهدف إكرام الضيف والتوسعة عليه بنية التواد والمحبة بين المسلمين لا بنية التفاخر.
وثالثها: أن يقدم جميع الألوان الحاضرة، ولا يبخل، فهذا أدعى بإدخال السرور على المسلم.
ورابعها: ألا يبادر برفع الطعام بل يمكنهم من الاستيفاء حتى يرفعوا أيديهم، فلعلَّ أنفسهم لا تزال تتوق إلى الطعام.
وخامسها: أن يقدم من الطعام قدر الكفاية، فإنَّ التقليل من الكفاية نقص فى المروءة، وعلى المقابل لا يسرف فى تقديم الكميات كما يفعل بعض الناس، ورأينا كميات هائلة من الطعام تلقى في القمامة بعد التناول وهذه أموال وخيرات تهدر والله لا يحب المبذرين، وقد ورد في القرآن الكريم النهى عن التبذير، فقال تعالى:(ولا تُبذِّر تبذيرًا، إنَّ المُبذّرين كَانوا إِخوانَ الشَّياطينَ وكان الشَّيطانُ لربهِ كفورًا) (الإسراء 26 ـ 27).
وينبغي أن يخرج الضيف طيب النفس وإن جرى في حقه تقصير، وهذا من حُسن الخلق والتواضع، وعندما يخرج فعليه أن يخرج برضا صاحب البيت وإذنه ولا يتجول في البيت بغير إذن صاحبه حتى لا بطلع على عورات ما بداخل البيت، ويراعى مقدار الإقامة لقوله (صلى اللّه عليه وسلّم) فيما رواه البخاري عن أبي شريح، وأحمد وأبو داود عن أبي هريرة:(الضيافة ثلاثة أيام، وجائزته يوم وليلة، فما كان وراء ذلك، فهو صدقة).
.. والله من وراء القصد، وهو وحده الهادي إلى سواء السبيل.

د. أحمد طلعت حامد سعد
كلية الآداب ـ جامعة بورسعيد بجمهورية مصر العربية
AHMEDTHALAT468@GMAIL.COM

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

ألفييري: البابا يستجيب للعلاج لكنه لم يخرج بعد من دائرة الخطر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أفاد تحديث صادر عن دار الصحافة الفاتيكانية في ٢٢ فبراير بأن "البابا فرنسيس قد نام جيدًا"، وأوضح الأطباء، خلال مؤتمر صحفي عُقد أمس في مستشفى جيميلي، أن البابا يستجيب للعلاجات المكثفة، إلا أن “أي اضطراب بسيط جدًا قد يؤدي إلى اختلال الوضع”، وقد طمأن الدكتور كاربوني بأن قلب البابا قوي.

فشهد مساء أمس الجمعة مؤتمر صحفي بعد مرور أسبوع على دخول البابا إلى مستشفى جيميلي، حيث تم دحض جميع الأخبار الزائفة التي تداولتها بعض وسائل الإعلام حول حالته الصحية. وقد تم التأكيد بوضوح على أن جميع البيانات الصادرة حتى الآن عن دار الصحافة الفاتيكانية أُعدّت بالتنسيق مع الأطباء المشرفين على علاج البابا، ولم يتم إخفاء أي معلومات، لأن هذه هي رغبة البابا فرنسيس نفسه. 

وشارك في المؤتمر البروفيسور سيرجيو ألفييري، مدير قسم الجراحة الطبية في المستشفى والمسؤول عن الفريق الطبي في جيميلي، والدكتور لويجي كاربوني، نائب مدير إدارة الصحة والنظافة في دولة حاضرة الفاتيكان والطبيب المشرف على البابا. وقد شدّد المتحدثون على التعاون الوثيق بين مختلف الفرق الطبية للعناية بالبابا. كما أشاد أطباء المستشفى بالممرض ماسيميليانو سترابّيتي، واصفين إياه بأنه "شخص استثنائي يعتني بالبابا منذ سنوات عديدة".

وقال ألفييري: "لقد تم علاج البابا من عدوى وضيق تنفس في المنزل، كما هو الحال مع أي مريض يبلغ من العمر ٨٨ عامًا يعاني من الإنفلونزا في هذا الموسم" وأوضح أيضًا أن البابا لطالما أراد أن تُقال الحقيقة بشأن وضعه الصحي، مضيفًا: "لنضع حدًا لأي شكوك أو غموض: كل ما قرأتموه هو الحقيقة". وأشار الطبيب إلى أن البابا يعاني من مرض مزمن يتمثل في توسّع القصبات الهوائية مصحوبًا بالتهاب الشعب الهوائية الربوي، وهو ما قد يؤدي إلى نوبات حادة بين الحين والآخر. وأوضح أن هذه الحالة تجعله بطبيعته مريضًا هشًّا في هذا العمر. وأضاف أن الفحوصات كشفت عن وجود ميكروبات في الرئتين، تشمل فيروسات وفطريات وبكتيريا، وأن الأمراض المزمنة لا تُشفى تمامًا بل يمكن السيطرة عليها. كما أكّد الأطباء أن البابا خضع منذ البداية لعلاج مناسب وفعّال، لكن تم اللجوء الآن إلى الكورتيزون، الذي يُضعف المناعة ويرفع نسبة السكر في الدم، مما قد يؤدي إلى مزيد من الالتهابات.

 وأوضحوا أن إدارة العلاج هي عملية معقدة تتطلب تعديل الأدوية بحذر، ولهذا، عند سؤاله عما إذا كان البابا قد خرج من دائرة الخطر، أجاب ألفييري: "لا".

وأضاف الطبيب أن الفحوصات الصباحية أظهرت تحسّنًا في حالته، قائلاً: "مقارنة بوضعه عند وصوله إلى المستشفى، هو الآن في حالٍ أفضل بكثير، لكن الوضع قد يتغير".

 كما أكد الدكتور كاربوني أن البابا يستجيب للعلاج، الذي لم يُغيَّر بل تم تعزيزه، إلا أن أي تغيير طفيف قد يخلّ بالتوازن. وشدّد على أن "قلب البابا قوي"، مضيفًا: "عندما نقول إنه مريض هشّ، فإننا في الوقت ذاته نشير إلى أنه مريض قوي للغاية، ويحظى برعاية دقيقة".

 وأردف “ألفييري” أن البابا يعاني أحيانًا من ضيق في التنفس، وهي حالة غير مريحة. لكنه أشار مازحًا إلى أن "عقله لا يزال كعقل شخص في الستين"، في إشارة إلى شخصيته النشطة وحبه الكبير للكنيسة، إذ إنه لا يتوقف عن العمل، يقرأ، يوقّع الوثائق، ويدلي بتعليقات طريفة. وأضاف أنه، رغم وضعه الصحي، لم يتوقف عن تقديم الأولوية للكنيسة، لكنه في الوقت عينه تلقّى علاجه بهدوء في مقر إقامته في سانتا مارتا.

ستستمر فترة الإقامة في المستشفى للمدة اللازمة، أي حتى لا يعود هناك حاجة لتلقي علاجات داخل المستشفى. وبالتالي، لن تكون مجرد أسبوع واحد، كما أوضح ألفييري مجددًا، مشددًا على أن الالتهاب الرئوي يتطلب عادة وقتًا طويلاً للتعافي: "على الأقل طوال الأسبوع المقبل. يجب أن يخرج عندما يكون بحالة جيدة!".

 وبناءً على نصيحة الطاقم الطبي، لا يلتقي البابا بأي شخص من خارج المستشفى خلال فترة علاجه، باستثناء اثنين أو ثلاثة من أقرب معاونيه. كما أنه لا يخضع لأي أجهزة طبية، بل هو يتنفس بشكل طبيعي، ويتناول الطعام. وتم التأكيد على أن الأب الأقدس يحافظ على معنوياته الجيدة وليس طريح الفراش. كما تمّت مشاركة موقف طريف حدث عند دخول الطبيب إلى الشقة البابوية، حيث قال له البابا: "صباح الخير أيها الأب الأقدس"، فردّ الطبيب مبتسمًا: "صباح الخير أيها الابن القديس".

وخلال المؤتمر الصحفي، تمّت الإشادة بالطاقم التمريضي، كما تمّ التذكير بمساهمات الأطباء المختصين في الأمراض المعدية، وعلى رأسهم البروفيسور كارلو تورتي، وكذلك أطباء الرئة بقيادة البروفيسور ريشيلدي، رئيس قسم أمراض الرئة، إضافة إلى أطباء الجهاز الهضمي الداخليين بقيادة البروفيسور غاسباريني. 

ولكن إذا ظهرت حالة تعفن الدم، فقد يكون من الصعب للغاية السيطرة عليها في عمر البابا ومع مشاكله التنفسية، وهذه هي المخاوف التي عبّر عنها الأطباء خلال إجابتهم على أسئلة الصحفيين.

 فالمشكلة تكمن في احتمال دخول بكتيريا إلى مجرى الدم، مما قد يؤدي إلى انتشارها في أعضاء أخرى. ومع ذلك، أكد الأطباء أن هذا السيناريو غير قائم حاليًا.

مقالات مشابهة

  • ما يوجد في البئر.. يخرج مع الدلو
  • البطولة: الفتح الرياضي يفشل في الارتقاء إلى المركز الثالث بتعادله مع أولمبيك آسفي
  • شوقي علام: الشريعة تجمع بين الثابت والمتغير وفق قواعد منضبطة
  • الصين.. روبوت يخرج عن السيطرة ويهاجم الجمهور (فيديو)
  • لم يخرج من الخطر.. الكشف عن أول تحديث متعمق لحالة البابا فرنسيس
  • محافظ الإسماعيلية: الدولة تستهدف الارتقاء بالمواطن بمبادرات مختلفة
  • ألفييري: البابا يستجيب للعلاج لكنه لم يخرج بعد من دائرة الخطر
  • خطبة الجمعة اليوم.. نوح العيسوي: الشريعة الإسلامية تميزت بالسهولة والتيسير.. والعمل التطوعي يقوي التماسك والترابط بين أفراد المجتمع.. فيديو
  • خطيب الأوقاف: الشريعة الإسلامية تميزت بالسهولة والتيسير.. فيديو
  • تحقيق صهيوني جديد: الضيف استغرب ردة فعل الاحتلال صبيحة الـ7 من أكتوبر