كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، الأربعاء، تفاصيل المعارك التي أدت لسقوط تسعة جنود إسرائيليين في حي الشجاعية شمال قطاع غزة، بعد اشتباكات مع مسلحين من حركة حماس، الثلاثاء.

وقالت الصحيفة إن الجنود الذين قُتلوا في الشجاعية وقعوا ضحية لكمين منسق بدأ عندما أطلق مسلحون من حماس النار على قوة تابعة للجيش الإسرائيلي كانت تعمل في المنطقة.

 

وأضافت أنه بمجرد تزايد المخاوف من احتمال اختطافهم إلى أنفاق قريبة، وصلت قوة أخرى لإخراج الجنود المحاصرين لكنها واجهت كمينا مماثلا.

وفي التفاصيل أنه في ذلك اليوم وصلت قوة من لواء "غولاني" أحد ألوية النخبة في الجيش الإسرائيلي إلى منطقة الشجاعية عندما بدأ مسلحو حماس بأطلاق النار عليهم، وفقا للصحيفة.

ومباشرة توجه الجنود إلى المبنى الذي خرجت منه النيران لتندلع اشتباكات أعقبها إلقاء عبوة ناسفة وقنابل يدوية عليهم، مما أدى لإصابة أربعة جنود، وفقدان الاتصال بباقي أفراد القوة. 

في تلك اللحظة، أشارت الصحيفة، إلى أن المخاوف تزايدت من احتمال اختطافهم من قبل مسلحي حماس، واقتيادهم لشبكة أنفاق قريبة.

ولجأ الجيش الإسرائيلي بعدها لإرسال قوة أخرى لإنقاذ الجنود، لكنها واجهت كمينا مماثلا، حيث تعرضت لإطلاق نار وعبوات ناسفة. 

كما واجهت قوة ثالثة، حاولت تحديد مكان الجنود الذين تقطعت بهم السبل، اشتباكات عنيفة. 

تقول الصحيفة إن المعارك استمرت حتى تم إنقاذ الجنود بمساعدة الإسناد الجوي والمدفعية.

بينهم ضباط.. 10 قتلى من الجيش الإسرائيلي آخر 24 ساعة في غزة أعلن الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، مقتل 10 جنود إضافيين، من بينهم ضباط برتب رفيعة، وذلك خلال معارك مع مسلحي حماس، الثلاثاء، بقطاع غزة.

ووفقا للجيش الإسرائيلي ووسائل إعلام إسرائيلية فقد قتل في المعارك الكولونيل (العقيد)، اسحق بن بسات (44 عاما)، وهو رئيس فريق قادة لواء غولاني، والمقدم، تومر غرينبرغ (35 عاما)، قائد "الكتيبة 13" في لواء غولاني.

كما قتل ضابطان آخران برتبة رائد، هما الرائد روعي ملداسي (23 عاما) قائد سرية في الكتيبة 13 ضمن لواء غولاني، بالإضافة إلى الرائد موشيه أفرام بار أون (23 عاما)، قائد سرية في الكتيبة 51 ضمن اللواء ذاته.

ولواء غولاني وحدة مشاة من قوات النخبة الأبرز، وهي الأكبر والأهم في الجيش الإسرائيلي.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، مقتل 115  جنديا حتى الآن منذ بدء الهجوم البري على قطاع غزة.

وأوضح الجيش أن الثلاثاء شهد أعلى حصيلة قتلى في صفوف العسكريين الإسرائيليين منذ بدء الهجوم البري في 27 من أكتوبر، حيث قتل خلاله عشرة جنود في شمال القطاع، سقط تسعة منهم في مواجهات الشجاعية.

وشنت إسرائيل حملتها العسكرية للقضاء على حماس  بعد هجوم عبر الحدود شنه مسلحون من الحركة المصنفة إرهابية في دول عدة في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر، قالت إنه أدى إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز 240 آخرين.

وتقول السلطات الصحية الفلسطينية التابعة لحماس إن حملة إسرائيل قتلت أكثر من 18 ألفا ويخشى أن آلافا لا يزالون تحت الأنقاض أو لا يتسنى لسيارات إسعاف الوصول إليهم.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی

إقرأ أيضاً:

قوات الاحتياط في الجيش الإسرائيلي.. مدنيون جاهزون لحمل السلاح

قوة إسرائيلية مدربة عسكريا، منخرطة في قطاعات سوق العمل المدني المختلفة، تتكون من الجنود الذين أنهوا الخدمة الإلزامية في الجيش الإسرائيلي، وتحولوا تلقائيا إلى الخدمة الاحتياطية، بحيث يتم استدعاؤهم لتلقي تدريبات عسكرية لفترة محدودة سنويا، للحفاظ على جاهزية دائمة للقتال، والمشاركة الفعلية في الحروب والصراعات.

وتُعد قوات الاحتياط إحدى ركائز الأمن القومي الإسرائيلي، والقوة الضاربة والحاسمة في حروب إسرائيل وصراعاتها، وعنصرا أساسيا في مفهوم الجيش الإسرائيلي، الذي تتكون بنيته من جيش نظامي صغير في الأوقات الاعتيادية، تدعمه قوات احتياط كبيرة، تنفذ مهاما عسكرية واستخباراتية ولوجستية في الحروب وأوقات الطوارئ الوطنية.

وتشكّل هذه القوات غالبية القوة البشرية في الجيش الإسرائيلي، بنسبة تتجاوز 70% من إجمالي أفراد وحداته المختلفة، ووفق مؤشرات موقع "غلوبال فاير باور" الأميركي لعام 2024، فإن عدد القوات الإسرائيلية النظامية يبلغ 170 ألف جندي، في حين يصل عدد قوات الاحتياط إلى 465 ألف فرد.

نظرية "الأمة تحت السلاح"

تمثل قوات الاحتياط في الجيش الإسرائيلي حالة فريدة من نوعها على مستوى العالم، من حيث عدد الأفراد ومدة الخدمة وقوة الاعتماد عليها، إذ تملك إسرائيل جيشا نظاميا صغيرا، ولكن لها عدد كبير من قوات الاحتياط، التي تخدم حتى عمر متقدم، ويمكن استدعاؤها للخدمة الفعلية في حالات الطوارئ والحروب.

وقد بُنيت أسس هيكلية الجيش الإسرائيلي في مطلع خمسينيات القرن العشرين، في عهد ديفيد بن غوريون، رئيس أول حكومة إسرائيلية، وانضوت تحت مبادئ نظرية الأمن القومي الإسرائيلي، مرتكزة على افتراض حاجة إسرائيل لما سُمي "جيش المواطن".

وترجم ذلك الافتراض فعليا على أرض الواقع عن طريق التجنيد العام للرجال والنساء، أو ما يُعرف بمفهوم "الأمة تحت السلاح"، إذ يُفرض على الإسرائيليين جميعا الخدمة الإلزامية، ثم ينتقلون بعدها تلقائيا إلى الخدمة الاحتياطية حتى عمر متقدم.

وكان غرض بن غوريون من تأسيس هذا النظام سد الفجوة الديموغرافية بين الجيش الإسرائيلي والجيوش العربية، إذ كان العدد محدِّدا أساسيا للنصر في الحروب التقليدية، التي كانت تعتمد إلى حد كبير على المواجهة المباشرة.

ومن خلال شعار "الأمة تحت السلاح"، يمكن تزويد الجيش بأعداد إضافية، عبر إبقاء شريحة واسعة من المجتمع الإسرائيلي في حالة استعداد عسكري بعد الانتهاء من الخدمة العسكرية الإلزامية، وتقسم الخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي إلى 3 أقسام رئيسية، هي:

الخدمة الإلزامية: تفرض على كل من يحمل الجنسية الإسرائيلية عند وصوله إلى سن 18 عاما، ومدتها ما يقارب 3 سنوات للرجال ونحو سنتين للنساء. الخدمة في القوات النظامية: تشمل الإسرائيليين الذي انضموا للعمل في الجيش بشكل ثابت بعد انتهاء خدمتهم الإلزامية. الخدمة في قوات الاحتياط: تضم الجنود الذين سُرّحوا من الخدمة، بعد انتهاء فترة التجنيد الإلزامي، مع إبقائهم في حالة جاهزية للمشاركة في الحروب والصراعات، عن طريق استدعائهم مرة في العام لإجراء تدريبات في مدة قد تبلغ شهرا أو أكثر، في حين يلتحقون فيما تبقى من العام بسوق العمل المدني، في قطاعات صناعية وزراعية وخدمية مختلفة.

وفي إطار هذا النظام، يُعد الإسرائيليون المدنيون القادرون على حمل السلاح، ذكورا أو إناثا، معنيين بالمشاركة في الحروب، بما في ذلك المقيمون منهم في الخارج، ولا يستثنى من التجنيد العام إلا فئات مخصوصة، مثل النساء المتدينات والمتزوجات والأمهات، والرجال الحريديم، و"المواطنون العرب" (سكان أراضي 48) سوى طائفة الدروز، وأصحاب الأعذار الطبية، وذوي السوابق الجنائية.

قانون خدمة الاحتياط

ينص قانون خدمة الاحتياط الإسرائيلي لعام 2008 على أن قوات الاحتياط تشكّل جزءا لا يتجزأ من الجيش الإسرائيلي، وتشكّل ركيزة أساسية يعتمد عليها الجيش لأغراض أمن الدولة.

ويفرض قانون خدمة الاحتياط على كل إسرائيلي أنهى الخدمة الإلزامية، ووُجد لائقا أثناء الخدمة، ولم ينضم للخدمة النظامية، أن يلتحق بقوات الاحتياط، ويكون ملزما بالاستجابة للاستدعاء السنوي من قبل الجيش الإسرائيلي، إلى أن يبلغ سن نهاية الخدمة الاحتياطية.

ووضع القانون على عاتق الجيش مسؤولية الحفاظ على جاهزية قوات الاحتياط للحرب، فهو المكلف باستدعائها لإجراء تدريبات عسكرية، لمدة محددة تبلغ نحو 18 يوما في السنة، و54 يوما كل 3 سنوات، وتزويدها بأسلحة مناسبة وصيانتها.

ويجوز استدعاء غير الضباط للخدمة الاحتياطية لمدة تصل إلى 42 يوما في السنة، ولا تزيد في 3 سنوات متتالية عن 54 يوما أو 70 يوما لمن يخدمون في أعمال الإشراف، ويجوز استدعاء الضباط للخدمة الاحتياطية لمدة تصل إلى 42 يوما في السنة، ولا تزيد عن 84 يوما في كل 3 سنوات متتالية.

ويمنح جنود الاحتياط بمقتضى القانون مكافأة، تعويضا لهم عن الضرر الذي يقع عليهم جرّاء تركهم أعمالهم وحياتهم الاجتماعية، وتتراوح المكافآت التي يقدمها الجيش لجنود الاحتياط بين 60 دولارا و300 دولار لليوم الواحد.

وحدد القانون نهاية الخدمة الاحتياطية بسن 40 عاما للجنود، و45 عاما للضباط، و49 عاما للجنود الذين يكلفون من قبل وزير الدفاع بتنفيذ مهام خاصة، ويجوز للأفراد الأكبر سنا الاستمرار في الخدمة على أساس تطوعي.

القوة القتالية الأساسية في الحروب

كانت قوات الاحتياط هي القوة الأساسية والحاسمة في الحروب التي خاضتها إسرائيل منذ تأسيسها حتى منتصف ثمانينيات القرن العشرين، وهي:

حرب عام 1948 (النكبة): فقد فرض بن غوريون على جميع اليهود الإسرائيليين الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و54 عاما التجنيد الإلزامي والانخراط في الحرب. العدوان الثلاثي على مصر عام 1956: قاتل في هذه الحرب نحو 150 ألف جندي إسرائيلي من قوات الاحتياط. حرب يونيو/حزيران 1967: قاتل فيها نحو 214 ألف جندي إسرائيلي من قوات الاحتياط، شكلوا أكثر من 80% من العدد الإجمالي للجيش الإسرائيلي في تلك الحرب. حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973: شاركت فيها 6 فرق احتياط من أصل 7 فرق قتالية إسرائيلية انخرطت في الحرب.

الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982: خاضت هذه الحرب 7 فرق عسكرية إسرائيلية، معظمها من قوات الاحتياط.

تراجع خدمة الاحتياط

في أعقاب هزيمة إسرائيل في حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، تم رفع ميزانية الإنفاق العسكري بشكل حاد، وهو الأمر الذي كان له تأثير واضح على الأزمة الاقتصادية، التي بدأت بالتصاعد منذ مطلع ثمانينيات القرن العشرين، وهو ما دفع إسرائيل إلى تخفيض الإنفاق العسكري من جديد، وخصوصا بعد توقيع معاهدة كامب ديفيد مع مصر عام 1979، وأثر هذا التخفيض سلبا على قوات الاحتياط.

وبعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، لم يحظَ استمرار القوات الإسرائيلية في الأراضي اللبنانية بإجماع من المجتمع الإسرائيلي، وهو ما أجبر الجيش على سحب قوات الاحتياط، والاكتفاء بالفرق النظامية للخدمة في لبنان حتى انسحاب القوات الإسرائيلية في مايو/أيار 2000.

وفي تلك الحقبة، بدأ العديد من الإسرائيليين بالتذمر من الخدمة في قوات الاحتياط، فقد أصبحت المهام التي توكل إليهم مثيرة للجدل والانقسام، وتم تكليفهم وبشكل متزايد بمهام مثل حفظ الأمن في الضفة الغربية وقطاع غزة.

ومنذ منتصف ثمانينيات القرن العشرين ومطلع التسعينيات أخذ الاهتمام الرسمي بقوات الاحتياط بالانحدار، وبحلول القرن الحادي والعشرين، ركز الجيش الإسرائيلي على بناء قوات نظامية محترفة ومتقدمة تكنولوجيا، على حساب قوات الاحتياط.

وأخذ الجيش يعتمد بشكل أكبر على القوات النظامية في العمليات والحروب التي شنها على لبنان وغزة، في حين عوّل على قوات الاحتياط بشكل محدود، وأدى ذلك إلى تراجع المستوى العام لقوات الاحتياط في العدد والتسليح والتدريب، ما تسبب في تدني مستواها القتالي وتراجع جاهزيتها.

وتجلت مظاهر التراجع في الصور التالية:

تقليص قوات الاحتياط:

والذي تأثر بعدة عوامل، أهمها:

الأزمة الاقتصادية. تدني مستوى التهديدات العسكرية التي أصبحت تواجه إسرائيل بعد معاهدات السلام. تحوُّل مستوى الاشتباكات العسكرية الإسرائيلية من حروب مع دول وجيوش نظامية، إلى اشتباكات وعمليات محدودة مع منظمات مسلحة. تغير طبيعة الحروب، التي أصبحت تعتمد بشكل كبير على العتاد الحربي فائق التطور، ومنظومات التكنولوجيا والذكاء الصناعي، فتحول اهتمام الجيش الإسرائيلي من خدمة الاحتياط البري إلى مواضع القوة في الحروب الحديثة، مثل القوات الجوية وأنظمة الدفاع والطائرات المسيرة والقوات الخاصة.

خفض سن الخدمة في قوات الاحتياط:

وتم الخفض من 54 إلى 45 عاما، وتقليص مدة التدريب السنوي إلى النصف، فقلّ عدد جنود الاحتياط الذين تم استدعاؤهم لإجراء التدريبات العسكرية، ففي عام 2000، تم استدعاء 200 ألف من أصل 425 ألف جندي احتياط، بلغ تدريبهم في المتوسط حوالي أسبوعين، ولم يتم تدريبهم على الأسلحة الحديثة، ما قلل قدراتهم القتالية وجاهزيتهم للمشاركة في الحروب.

ارتفاع نسبة المتسربين من التجنيد الإلزامي:

وقد تزايد هذا التسرب بمرور الزمن، ما يعني عدم دخولهم أصلا ضمن قوات الاحتياط، ففي حين كانت نسبة الرجال الذين لم يلتحقوا بالخدمة الإلزامية بعد بلوغهم السن القانوني نحو 16.6% في عام 1990، وصلت النسبة في عام 2020 إلى 33%، وارتفعت نسبة النساء المتخلفات عن الخدمة الإلزامية من 38.2% إلى 44%، في السنوات نفسها.

الوحدات العسكرية

يخدم أفراد قوات الاحتياط في وحدات الجيش المختلفة: القتالية واللوجستية والخدمية، ويشاركون في 3 أنواع من الوحدات العسكرية:

وحدات عسكرية خاصة بقوات الاحتياط: تضم عناصر جميعهم من جنود الاحتياط، مثل فرق الاحتياط التابعة للقوات البرية أو وحدات الدفاع المدني. وحدات مختلطة: تضم جنودا نظاميين وجنود احتياط، مثل وحدات سلاح المدرعات، التي يُعتبر فيها عمل جنود الاحتياط مكملا لعمل الوحدات النظامية. وحدات نظامية، تضم أفرادا من قوات الاحتياط، يقومون بأدوار أساسية فيها، مثل وحدات القوات الجوية ووحدات الدفاع الجوي وبعض الوحدات الخاصة والوحدات الفنية.

ومن بين الأنواع الثلاثة، أصبح اهتمام الجيش الإسرائيلي منصبا على الثالث دون النوعين الأول والثاني، فعلى سبيل المثال، يختلف نظام الاحتياط لطواقم الطيران في سلاح الجو الإسرائيلي عن بقية قوات الاحتياط في الجيش، فهم يخدمون يوما في الأسبوع على مدار العام، ويتقاضون راتبا شهريا يعادل متوسط الرواتب في البلاد، ومهمتهم تدريب الطيارين الجدد، وهذه الخدمة الدورية تساعدهم على البقاء في حالة جاهزية تامة للقتال.

الاحتياط في عملية "السيوف الحديدية"

أعادت الحرب التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، تحت اسم "السيوف الحديدية"، مسألة قوات الاحتياط إلى الواجهة من جديد، بعد أن غابت لعقود مضت.

فقد تطلبت الحرب الشاملة التي شنتها إسرائيل على جبهتي غزة ولبنان، بما في ذلك الاجتياح البري، تعبئة معظم قوات الاحتياط، بواقع بلغ نحو 350 ألف جندي.

وقد كشفت الحرب عن نتائج إهمال قوات الاحتياط المتواصل لعقود، فظهرت العديد من المشاكل، مثل ضعف جاهزية قوات الاحتياط بسبب قلة التدريب، وعدم كفاية المعدات العسكرية الخاصة بها لعدم تحديثها، وافتقار وحدات الاحتياط إلى التنظيم الداخلي، وضعف التنسيق بين الفرق المختلفة.

واقترح مشروع يتعلق بقانون الخدمة الاحتياطية، قدمته وزارة الدفاع الإسرائيلية بالتنسيق مع الجيش في فبراير/شباط 2024، تعديل قانون الخدمة الاحتياطية لعام 2008، فالقتال على جبهات متعددة يتطلب تطوير الخدمة الاحتياطية في الجيش، عن طريق تمديد سن الإعفاء من الخدمة الاحتياطية وزيادة عدد أيام الخدمة الاحتياطية سنويا، لرفع جاهزية الجيش في مواجهة التهديدات.

وفي الشهر نفسه، قررت الحكومة تدبيرا مؤقتا لمدة 4 أشهر، يرفع سن نهاية الخدمة الاحتياطية من 40 إلى 41 عاما للجنود، ومن 45 إلى 46 عاما للضباط، وفي يونيو/حزيران من العام نفسه، تم تمديد القرار 3 أشهر أخرى، وهذا القرار يمنح الجيش الإسرائيلي الحق في استدعاء الآلاف من جنود الاحتياط الذين كانت قد انتهت مدة خدمتهم بالفعل وفق القانون الأصلي.

الإعراض عن الامتثال للخدمة

في أعقاب معركة طوفان الأقصى التي شنتها المقاومة الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، دعم العديد من الإسرائيليين قوات الاحتياط في الجيش الإسرائيلي بدافع الانتقام.

ومع استمرار الحرب، ووسط الخسائر البشرية والاقتصادية الكبيرة، تنامى في صفوف جنود الاحتياط سلوك رافض للخدمة، وشكوك بشأن دوافع الاستمرار في الحرب، لا سيما مع الإرهاق الشديد الذي يعاني منه جنود الاحتياط بعد خوضهم حربا طويلة الأمد، امتدت خدمة العديد منهم طوال مدتها، ما أدى إلى بعدهم عن عائلاتهم لأشهر متتالية، وفقدان بعضهم وظائفهم أو اضطرارهم للتخلي عن دراستهم.

وبحسب صحيفة هآرتس، فإن ثلث جنود الاحتياط الإسرائيليين خدموا أكثر من 150 يوما، ونصفهم خدم أكثر من 100 يوم، أثناء 13 شهرا من الحرب.

ويشعر العديد من جنود الاحتياط باستياء متزايد من دعم الحكومة مشروع قانون يسمح باستمرار إعفاء متدينين يهود من الحريديم من الخدمة العسكرية، الأمر الذي يزيد العبء على جنود الاحتياط.

وبعد مرور عام على الحرب، انخفض معدل الاستجابة للخدمة الاحتياطية بشكل حاد، فقد تخلف من جنود الاحتياط عند الاستدعاء ما تتراوح نسبته بين 15% و25% من مجمل الذين تم استدعاؤهم، في حين كانت نسبة الاستجابة 100% في بداية الحرب.

ودفع الإعراض عن الاستجابة الجيش الإسرائيلي في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، إلى تقليص النشاط العسكري لجنود الاحتياط من متوسط 20 أسبوعا لكل جندي إلى 9 أسابيع فقط، لتخفيف الضغوط عنهم، وتحفيزهم للامتثال عند الاستدعاء للخدمة.

الآثار السلبية لاستدعاء الاحتياط

شكّلت التعبئة العامة لقوات الاحتياط عبئا ثقيلا على إسرائيل ومواطنيها على حد سواء، وتأثرت سلبا جميع مناحي الحياة في البلاد، لا سيما الحياة الاقتصادية والاجتماعية، ومن أبرز الآثار السلبية التي خلفها هذا الإجراء:

فرض حالة الطوارئ وخضوع جميع سكان الدولة للتعليمات والقوانين العسكرية. تحمل خزينة الدولة ما يُقدر بنحو 1.3 مليار دولار أميركي شهريا، تكلفة رواتب جنود الاحتياط. خسارة جنود الاحتياط نحو نصف مليار دولار شهريا، وهي تكلفة فقدان أيام العمل. فقدان العديد من جنود الاحتياط مشاريعهم الخاصة، ووفق مؤسسة التأمين الوطني الإسرائيلية، تم إغلاق 1000 مشروع تجاري تابع لجنود الاحتياط خلال الأشهر الستة الأولى للحرب. تخلف الطلاب من جنود الاحتياط عن الالتحاق بجامعاتهم، إذ تضم قوات الاحتياط نسبة عالية من الطلاب الذين يدرسون داخل إسرائيل وخارجها. انخفاض سعر صرف الشيكل، وخسائر البنوك الإسرائيلية بالمليارات من أجل استعادة عافية الاقتصاد. ركود اقتصادي وتراجع الإنتاج في العديد من القطاعات بسبب غياب القوة العاملة، التي انضمت للحرب من قوات الاحتياط. تَحوُّل الاقتصاد في البلاد إلى اقتصاد حرب، واستئثار الجيش بالأولوية في شتى جوانب الحياة، مثل الحصول على المواد الغذائية والوقود. إعلان حالة استنفار عام، وخصوصا في القطاع الصحي، إذ يتم تجنيد الأطباء والعاملين ضمن القطاع في الخدمة العسكرية. تأثر أكثر من 20 ألف أسرة، غاب فيها أحد الوالدين أو كلاهما لأشهر عدة. عدم قدرة العديد من أزواج جنود الاحتياط على العمل بانتظام، ما يدخلهم تحت عبء مالي، لا تستطيع الأسرة معه الصمود. معاناة أصحاب العمل بسبب نقص القوى العاملة، فضلا عن إجبارهم من قبل الدولة على دفع مستحقات جنود الاحتياط لحقوق الرعاية الاجتماعية.

مقالات مشابهة

  • قوات الاحتياط في الجيش الإسرائيلي.. مدنيون جاهزون لحمل السلاح
  • شاهد| لواء غولاني في لبنان
  • بعد خسائر غولاني وإيغوز في جنوب لبنان.. هذا ما قام به الجيش الإسرائيلي
  • إعلام عبري يكشف خطط الجيش الإسرائيلي لإدارة قطاع غزة من دون حكم عسكري
  • الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط في معارك جنوبي لبنان
  • لواء غولاني الإسرائيليّ... هذه لمحة عن خسائره في لبنان
  • خرجوا من نفق مخفي تحت الأرض.. هكذا قتل عناصر الحزب 6 جنود من لواء غولاني في جنوب لبنان
  • صحيفة إسرائيلية تكشف كيف قتل 6 جنود غولاني في جنوب لبنان
  • يوم كسر حزب الله قلب نتنياهو على جنود لواء غولاني
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي: مقتل ضابط من لواء جولاني و5 جنود وإصابة 4 آخرين في جنوب لبنان