«التراث والسياحة» تطلق برنامج «سياحة المأكولات»
تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT
مسقط ـ «الوطن»:
أطلقت وزارة التراث والسياحة أمس برنامج «سياحة المأكولات وفنون الطهي العُماني» خلال «ملتقى فنون الطهي العُماني» الذي أقامته الوزارة برعاية صاحبة السُّمو السَّيدة ميان بنت شهاب آل سعيد.
تضمَّن الملتقى تعريفًا بأهداف البرنامج ورؤيته بالشراكة مع الجهات ذات العلاقة، والبدء في تنفيذ المبادرات الاستراتيجية والترويجية المنبثقة منه بالتعاون مع الشركاء في القطاع وبحضور جمع كبير من المهتمين بفنون الطهي العُماني وتطويره.
وتسعى الوزارة من خلال البرنامج إلى الاستفادة من فنون الطهي العماني والتعريف بالمطبخ العُماني كأحد الوسائل لتحقيق الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية وإيجاد تمركز لفنون الطهي العماني على خريطة السياحة الثقافية مع تفعيل دور السياحة في إفادة المجتمعات المحلية وتوفير فرص أعمال للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وكذلك فرص وظيفية للمهن المرتبطة بفنون الطهي.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: الع مانی
إقرأ أيضاً:
سياحة في مسجد بكمبالا
بعد صلاة الفجر في المسجد الذي يجاورني سألت عن قيمة زكاة الفطر ، ليتسنى لي استخراجها قبل صلاة العيد .
في السابق كنت أظن انني محظوظ لان معظم البيوت التي استأجرها في كمبالا تكون قريبة من المساجد ، بمرور الوقت و طول الإقامة إكتشفت ان المساجد تنتشر في كل أنحاء البلاد ، في كل حي تجد أكثر من مسجد …
هنا المساجد يرتادها الشباب و الاطفال ما بين عمر سنتان إلى عمر خمسين عاما ، نادرا تجد في المساجد من هم أكبر من هذا العمر ، في الحقيقة عدد المعمرين في كمبالا العاصمة قليل جدا ، معظمهم عند سن المعاش يعود إلى مزرعته في القرية ، يعتنون بالزراعة و الحيوانات ….
يتعاملون مع الاطفال بصورة لطيفة جدا ، هم قوم لا يتضجرون أبدا، لم أرى في الشعوب من يمتلك هذا البرود في الحياة ، يتعاملون معها بجدية ، لكن بدون تشنج أو عصبية ، الاطفال ينامون في الصفوف الامامية أثناء خطبة الجمعة ولا يأبه أحدا لذلك ، من يهتم ينقل الطفل عند إقامة الصلاة في المساحة الامامية للمصلين دون أن يوقظه …
طفل يصرخ على ظهر امه في الصفوف الخلفية ، لا أحد يتبرم من ذلك . و آخر يصعد على ظهر الإمام أو يختبئ في جلبابه و هو يضحك مع طفل آخر ، لا أحد ينتبه حتى لوجودهم دعك من أن يزجرهم، حالهم كحال مجنون ليلى عندما مر أمام المصلين ، و عند عودته كانوا قد اكملوا الصلاة فوبخوه على أنه مر أمامهم دون أن يتوقف ليلحق و يصلي معهم ، رد عليهم : ما قيمة صلاتكم لأصلي معكم ؟ ، انا كنت مشغولا بليلى فلم أراكم ، و لو كنتم تحبون الله كما احب ليلى لما رأيتموني ، انتم تحبون الله بألسنتكم و انا احب ليلى بفؤادي .
معظم هؤلاء الشباب يحفظون القرآن و يهتمون بدراسته ، رغم صعوبة اللغة العربية الا انهم يتعلمونها في سن مبكرة في المدارس الإسلامية التي تنتشر في كافة أنحاء البلاد …
وجدت ثلاث شباب في صحن المسجد أمامهم دفاتر يظهر انهم يدونون عليها قيمة زكاة كل شخص . عندما سألتهم عن القيمة وجهوني مباشرة إلى جدول في مدخل المسجد ، مكتوب عليه كل الاطعمة التي يعتمدون عليها في غذائهم و أمام اي واحد سعره في السوق .
تتنوع ثقافتهم الغذائية بتنوع جهاتهم و اعراقهم و بيئاتهم التي يعيشون فيها ، بعضهم يعتمد على الموز ، و آخرين على الأرز ، دقيق الذرة الشامية ، الكسافا، الكالو …. الخ .
يحتوي الجدول تقريبا على عشرة انواع من المحاصيل الرئيسية في البلاد و أمام اي محصول سعره و قيمة زكاة الشخص الواحد و الاثنان و الثلاث إلى عشرة اشخاص … اقترب مني أحد الشباب ليشرح لي الجدول و انواع الاطعمة ، سألني ما هو غذاءك الرئيسي ؟ . قلت له انا اتناول معظم مافي هذا الجدول و لا اتقيد بنوع واحد اتناول الماتوكي و البوشوا و الكالو وو و . طلب مني أن اختار أكثر الاطعمة التي اتناولها في الجدول ، فأخترت الأرز ، وضح لي قيمة زكاة الفرد …
في الحقيقة أعجبتني طريقتهم التي يحسبون بها قيمة زكاة الفطر ، فكل شخص يستخرجها وفقا لغذائه الشائع ، أعلى قيمة في الجدول لمن يتناولون الكالوا و هو محصول يشبه الدخن عندنا إلى حد ما وقيمة زكاة الفرد لمن يتناوله ١٥ الف شلن و اقل قيمة للكسافا ٣ الف شلن للفرد … و ما بين القيمتين هناك ثمانية محاصيل أخرى تختلف قيمة زكاة الفرد وفقا للأسعار في السوق .
قال لي يمكنك أن تذهب و تشتري الأرز من الدكان أو أن تدفع قيمته ، اخترت أن ادفع القيمة . استلمها كتب اسمي و المبلغ و انصرفت .
عندنا في السودان بالرغم من اختلاف ثقافتنا الغذائية من إقليم إلى آخر الا ان قيمة زكاة الفطر تكاد تكون موحدة في كل أنحاء البلاد …
مساجدهم منظمة جدا و في غاية النظافة ، فهم ينظفونها على مدار الساعة و كذلك الحمامات الملحقة بها . ينتخبون لجان المساجد بين المصلين و كذلك المجلس الإسلامي الذي يشرف على المساجد و يرعى حقوق المسلمين . المساجد في انتشار و تزايد كحال المسلمين الذين يزدادون يوما بعد آخر ، لكثرة من يدخلون في دين الله افواجا . لاحظت ان يديرون الكنائس يحرصون على بناء كنيسة تكون في مكان ليس ببعيد عن كل مسجد ، فإن لم يكن هناك مكان خالي لبناء كنيسة يستأجرون دارا أو ينصبون خيمة تكون كنيسة ريثما يجدون مكانا يشترونه و يقيمون فيه كنيسة … مع انتشار دور العبادات المختلفة بين الإسلامية و المسيحية و اليهودية و الهندوسية، الا ان كل الاديان تتعايش بصورة سلسة وفقا لمصالح اتباعها التي تتداخل هنا و هناك .
عيد مبارك و كل عام وانتم بخير
Salim Alamin
إنضم لقناة النيلين على واتساب