إدارة المولودية تحذر من دعوات مزورة !
تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT
حذّرت إدارة مولودية الجزائر، أنصارها من انتشار دعوات مزورة خاصة بمباراة السبت القادم أمام الضيف اتحاد خنشلة.
وقالت إدارة “العميد” في بيان صادر اليوم الأربعاء، بأنه قد تم طرح دعوات خاصة بلقاء الجولة الـ 10 من البطولة المحترفة في السوق، بالرغم من أن الدعوات الرسمية لم تسلم بعد.
كما أكدت في المقابل، بأن الدعوات الخاصة بمباراة خنشلة.
مشيرة في المقابل، إلى أنها عازمة وبالتنسيق مع المركب الأولمبي على متابعة أي متحايل على القانون وعلى المناصر البسيط.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
مواريث الهلالي وأصابع إبراهيميّة
لم أكن أتصوّر يومًا أن نصل إلى لحظة تُطرح فيها المساواة في الميراث بين الرجل والمرأة وكأنها قضية قابلة للنقاش، في مجتمع يُفترض أنه مسلم، ويعلم أن أحكام المواريث وردت بنصوص قرآنية قطعية لا لبس فيها ولا مجال لإعمال العقل فيها أو الاجتهاد.
ولا أدري لماذا يتصدّر رجال دين محسوبون على المؤسسات الدينية لفتاوى في الفترة الأخيرة تثير الجدل، وتعمق الجرح أكثر مما تعالج، وتحدث صدعا أكثر مما تؤلف بين نسيج هذا البلد، وكلامي هنا مقصده الدعوى التي أطلقها الدكتور سعد الدين الهلالي، للمساواة بين الرجل والمرأة في المواريث، والحقيقة أنها لم تكن دعوة عادية بل كانت بمثابة قنبلة، ولا أبالغ إن وصفتها بأنها ذرية، فهي من وجهة نظري ليست اجتهادًا فكريًا كما يدّعي البعض، بل هو تعارض مع نصوص صريحة لحدود الله، وفتح لباب فتنة لن تغلق بسهولة، خصوصًا حين تأتي في توقيت حساس، مدعومة من مظلة مشبوهة تُروَّج اليوم لما يسى بـ«الديانة الإبراهيمية».
الأمر لم يعد مجرد رأي فردي منسوب لأستاذ جامعي، بل تحوّل إلى حملة منظمة تتقاطع فيها مصالح فكرية وسياسية، تقودها أطراف خارجية تسعى لإعادة تشكيل هوية المجتمعات العربية، ومصر في القلب منها.
والمثير للقلق أن هذه الدعوات لا تجد من يوقفها عند حدها، بل تصاحبها أذرع إعلامية خارجية تشن هجومًا شرسًا على الأزهر الشريف، المؤسسة التي ما دام كانت الحصن الأخير في وجه هذا النوع من التغريب الديني
ويشهد المجتمع المصري هذه الأيام جدلًا واسعًا بعد هذه التصريحات، خصوصا أنها تتعارض صراحة مع النصوص القرآنية القطعية التي لا تحتمل التأويل، كما ورد في قوله تعالى في سورة النساء: «يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين…. »، وكذلك آية: «ولكم نصف ما ترك أزواجكم إن لم يكن لهن ولد فإن كان لهن ولد فلكم الربع...» من السورة نفسها، ما يجعل هذه الدعوة مناقضة تمامًا لما هو معلوم من الدين بالضرورة.
وقد قوبلت دعوة الهلالي برفض قاطع من الأزهر الشريف، الذي وصفها بأنها انحراف فكري وليست من قبيل التجديد أو التنوير، مؤكدًا أن هذا النوع من الدعوات لا يجوز فيه إعمال العقل لأنه يتعلق بثوابت شرعية منصوص عليها بشكل واضح.
واعتبر الأزهر أن ما صدر من الهلالي لا يمكن تبريره بأي حال من الأحوال تحت مظلة الاجتهاد أو التدبر.
لكن اللافت في هذا الجدل لم يكن فقط المضمون، بل التوقيت والمحيط الإعلامي المصاحب له. فقد شنت بعض الصحف التابعة لدولة عربية تروج لما يسمى بـ«الديانة الإبراهيمية» هجومًا عنيفًا على الأزهر، متهمة إياه بـ«الإرهاب الفكري» الذ يحاول إسكات الأصوات التي تنادي بـ«تجديد الفكر الديني»، في إسقاط واضح على موقفه من تصريحات الهلالي.
ولم تكتفِ تلك الصحيفة بالنقد، بل ذهبت إلى حد التحريض على الأزهر واتهامه بالسعي إلى تشكيل دولة داخل الدولة، وهو ما يثير علامات استفهام كبرى حول خلفيات هذا الهجوم.
وما زلت لا أستوعب فكرة أن من يحمل لواء التجديد والتنوير لا بد أن يكون خارج المؤسسة الدينية سواء الأزهر أو در الإفتاء، ومحاولة تصدير فكرة أن تلك المؤسسات لا تضم قامات علمية دينية قادرة على التجديد والتنوير.
ولماذا عندما يخرج رأي أو فكر شاذ يتعلق بأمور دينية نجد تكاتفا ودعما له، وإنكارا لرأي الأزهر إذا انتقد ذلك الشذوذ.
علامة استفهام كبيرة، تؤكد حقيقة واحدة أنه مطلوب منا أن نقبل تلك الدعوات الشاذة، وننحي رأي الأزهر لأنه رجعي ظلامي متخلف وهذا بخلاف الحقيقة.
ويتضح من مجريات الأمور أن المسألة لا تتعلق باجتهاد فردي من أحد العلماء، بل يبدو -ولا أتهم الدكتور سعد الدين الهلالي- أن هناك محاولات ممنهجة لفرض مفاهيم «الديانة الإبراهيمية» على المجتمعات العربية، وهي ديانة مشبوهة تهدف إلى تذويب الخصوصيات الدينية والثقافية تحت شعارات زائفة كالوحدة الدينية أو التسامح المطلق.
ومصر، بما تمثله من ثقل ديني وحضاري، تقف في مرمى هذه المحاولات، التي تسعى لاختراقها من خلال قضايا شائكة كالميراث، لتهيئة الأرضية لتمرير هذا المشروع.
إن ما يحدث اليوم ليس مجرد نقاش فكري أو ديني، بل هو اختبار حقيقي لوعي المجتمع المصري وقدرته على التمييز بين التجديد المشروع، والهدم الممنهج للقيم والثوابت باسم الحداثة.
ويقيني أن تلك الدعوات ستموت مثلما حدث مع فتاوى شاذة سابقة، بفضل وعي ذلك الشعب، ويقظة المؤسسات الدينية وتماسك رجالها على مر العصور.