جريدة الوطن:
2024-09-30@18:00:58 GMT

رأي الوطن : الضفة والسلطة فـي فوهة العدو

تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT

تؤكِّد التصريحات المتواترة الَّتي تخرج من حكومة كيان الاحتلال الصهيونيِّ استمرار حرب الإبادة الجماعيَّة الَّتي تشنُّها على الأراضي الفلسطينيَّة، خصوصًا قِطاع غزَّة، الَّتي تعي تلك الحكومة المتطرِّفة أنَّ وقف عدوانها عَلَيْه يعني النِّهاية لها ولرئيسها مُجرِم الحرب بنيامين نتنياهو، الَّذي أكَّد بما لا يدع مجالًا للشَّك أنَّه سيواصل عدوانه الإرهابي.

فالقصف الصهيونيُّ لغزَّة طوال الـ67 يومًا الماضية والَّذي أسفر عن استشهاد وإصابة الآلاف من الفلسطينيِّين، جلُّهم من الأطفال والنِّساء، وتدمير وتسوية منازل ومدارس ومراكز إيواء بالأرض، ودفع بآلاف الفلسطينيِّين العُزَّل إلى نزوح مستمرٍّ في ظروف إنسانيَّة بائسة، وصفها مسؤول أُمميٌّ بأنَّها جحيم على الأرض، يؤكِّد (القصف الإرهابيُّ) أنَّ تلك الحكومة الأشدَّ تطرُّفًا في تاريخ العالَم الحديث قَدِ اتَّخذت رهان اليمين المتطرِّف الاستعماريِّ.
ولعلَّ ما يؤكِّد هذا التوجُّه هو تصريحات نتنياهو نَفْسه والَّذي أطلق سهام حقده نَحْوَ الجميع، حتَّى الإدارة الأميركيَّة الحامي والدَّاعم له وللكيان الصهيونيِّ، ولمواصلة إرهابه، حيث أكَّد نتنياهو وجود خلافات مع الحليفة واشنطن حَوْلَ الوضع في غزَّة (بعد إسقاط حماس)، رغم اعترافه بوجود الدَّعم الأميركيِّ للتوغُّل البَرِّيِّ الصهيونيِّ والدَّوْر الَّذي أدَّته واشنطن وإدارة بايدن لكفِّ يَدِ الضَّغط الدوليِّ لوقْفِ الحرب، لكنَّه ـ مع كُلِّ ذلك ـ رفض التصوُّر الأميركيَّ عن وجود دَوْر للسُّلطة الوطنيَّة الفلسطينيَّة، بعد القضاء المزعوم على حركة حماس. وتأتي تلك التصريحات لنتنياهو ردًّا ضمنيًّا على تصريحات الرئيس الأميركيِّ بأنَّ «إسرائيل» بدأت تفقد الدَّعم في مواجهة القصف العشوائيِّ لقِطاع غزَّة ومطالبته نتنياهو باستبدال حكومته؛ لأنَّه يرى تحرُّكات تلك الحكومة الَّتي وصفها بايدن بأنَّها الأكثر تطرُّفًا في تاريخ «إسرائيل» تأكيدًا على عدم رغبتها في حلِّ الدولتَيْنِ، ما يجعل «سلامة الشَّعب اليهوديِّ على المحكِّ حرفيًّا» حسب تعبيره.
إنَّ أخطر ما جاء في تصريحات نتنياهو، حتَّى من وجهة النظر الأميركيَّة، هو عدم اعترافه، وتأكيده على عدم سماحه بتكرار (خطأ) معلنًا رفضه القاطع لأيِّ دَوْر للسُّلطة الوطنيَّة في قِطاع غزَّة، كما أعلن بوضوح عن نيَّته الاستمرار في عدوانه الإرهابيِّ حتَّى يتمَّ السيطرة على قِطاع غزَّة كُلِّيًّا، مشيرًا إلى احتمال لنشوب حرب ضدَّ قوَّات السُّلطة الفلسطينيَّة في الضفَّة الغربيَّة، ما يُعبِّر بشكلٍ واضح عن نيَّاته المبيَّتة، ووجود قرار صهيونيٍّ بإشعال الضفَّة الغربيَّة، لإتمام عمليَّة التهجير القسريِّ للفلسطينيِّين والاستيلاء على كافَّة الأراضي الفلسطينيَّة، ما يؤكِّد أنَّ تلك الحكومة ورئيسها ضدَّ مُكوِّنات المُجتمع السِّياسيِّ الفلسطينيِّ قاطبة، ومِنْها فصائل العمل الوطنيِّ والسُّلطة الوطنيَّة الفلسطينيَّة، وأنَّها على قاعدة العداء والاستهداف لكُلِّ الشَّعب الفلسطينيِّ دُونَ تمييز.
إنَّ تلك التصريحات «النتنياهوية» تستلزم أوَّلًا اصطفافًا فلسطينيًّا جامعًا لكُلِّ فصائل العمل الوطنيِّ، اصطفافًا يحرص على عدم التمييز بَيْنَ كافَّة مُكوِّنات الطَّيف النضاليِّ الفلسطينيِّ الوطنيِّ، وأنْ يبتعدَ الجميع عن أيِّ تلاوم على طريق وحدة جامعة، آخذًا في الحسبان المصالح الوطنيَّة ووحدة المصير للشَّعب الفلسطينيِّ، وسيكُونُ هذا الاصطفاف الوطنيُّ أبرز تذكير لنتنياهو وحكومة الاحتلال الإرهابيَّة بأنَّ الفلسطينيِّين لَنْ يتنازلوا عن حقوقهم الوطنيَّة والسِّياسيَّة المشروعة والثابتة وغير القابلة للتصرف، في إقامة الدَّولة الفلسطينيَّة المستقلَّة وعاصمتها القدس، وفي العودة والحُريَّة والاستقلال، ولَنْ يسمحوا بتمرير التهجير القسريِّ، الَّذي رفضته مصر بوضوح تعقيبًا على تصريحات وزير الشؤون الاستراتيجيَّة الصهيونيِّ رون ديرمر بشأن تشجيع الفلسطينيِّين في غزَّة للهجرة خارج القِطاع، وهو أيضًا ما يرفضه الأردن.

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: ة الفلسطینی تلک الحکومة

إقرأ أيضاً:

رئيس «دعم حقوق الشعب الفلسطيني»: سياسة إيران فتحت شهية نتنياهو للردود القوية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد الدكتور صلاح عبدالعاطي، رئيس هيئة دعم حقوق الشعب الفلسطيني، أن هناك معطيات مستجدة فيما يخص بالرد الإيراني على إسرائيل، إذ أن إيران اتبعت سياسة الصبر الاستراتيجي، لضمان مصالحها، وهي تعتقد حتى الآن أنه يمكن تسوية هذا الصراع بأقل الخسائر، ولذلك لا تريد أن تذهب إيران إلى حرب إقليمية مفتوحة، يرغب فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو وتوريط الولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو في هذا الصراع، بما يهدد الأمن القومي في الشرق الأوسط.

وأوضح «عبدالعاطي»، خلال مداخلة عبر الإنترنت عبر شاشة «القاهرة الإخبارية»، أنه لذلك ضغطت إيران على كل حلفائها وبما في ذلك حزب الله من أجل ضمان تقنين الرد، ولذلك لم تفتح بوابة لاستخدام السلاح الدقيق الذي يمتلكه حزب الله للرد على إسرائيل، مؤكدًا أن سياسة إيران فتحت شهية نتنياهو إلى الردود القوية، إذ أن إيران لم ترد على مقتل أو اغتيال إسماعيل هنية بعد اغتياله داخل إيران، واهتزاز كبريائها وسيادتها، بالإضافة إلى أن إيران لم تسمح لحزب الله بالرد على اغتيال فؤاد شكر.

وأشار إلى أنه لعدم الرد الإيراني أو من حزب الله على عمليات إسرائيل، سجل الاحتلال الإسرائيلي اختراقًا تكنولوجياً يصفه بأنه ليس كبيرًا بالمعني الذي تصوره إسرائيل، ولكن حزب الله ولبنان تعرض لعملية اختراق لسلسله التوريد بتوريد أجهزة البيجر، متابعًا: «إسرائيل تجسست على أجهزة اللاسلكي لحزب الله.. تبيت مع قوات حزب الله في بيوتهم وتأكل معهم وتذهب معهم في أي مكان.. امتكلت إسرائيل من هذه العملية ترسانة من المعلومات الكبيرة».

وشدد على أن الاختراقات يعمل الاحتلال على تصويرها على أنها انجاز كبير له، لكنها إنجازا لقوى استعمارية على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية والتي سهلت لكل هذه العمليات التي تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي على مستوى كل الجبهات.
 

مقالات مشابهة

  • هيئة دعم حقوق الشعب الفلسطيني: إيران منعت حزب الله من الرد على نتنياهو
  • رئيس «دعم حقوق الشعب الفلسطيني»: سياسة إيران فتحت شهية نتنياهو للردود القوية
  • العدو الصهيوني يعتقل عدد من الفلسطينيين خلال اقتحام الضفة والقدس
  • قوات العدو تعتقل 40 فلسطينيا بينهم فتاتان من الضفة
  • إصابات واعتقالات بحملة دهم صهيونية في الضفة الغربية المحتلة
  • تصاعد الاشتباكات في الضفة الغربية: توترات جديدة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
  • العمل الوطني الفلسطيني: إسرائيل تدفع المنطقة إلى حرب شاملة
  • نتنياهو:العراق ضمن المحور الإيراني الإرهابي ويقع في خارطة “اللعنة”
  • القسام تستهدف آلیة صهيونية وعدداً من الجنود شرق خان یونس
  • حماس تدين بشدة العدوان الصهيوني الإرهابي على الضاحية الجنوبية لبيروت