الائتمان ذخيرة حيوية الاقتصاد
تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT
يُعطي حصول أيِّ اقتصاد على ائتمان معيَّن الانطباع بأنَّه يَسير بوتيرة نُموٍّ واثقةٍ، ويمتلك فرصًا مفتوحةً من التبادل الاستثماري بَيْنَ المانح والمتلقِّي. ويأخذ هذا الانطباع حيزًا لافتًا إذا كان الائتمان مرتبطًا بأهدافٍ تنمويَّة متنوِّعةٍ، الأمْرُ الَّذي يُشير بصورة أو أخرى إلى قوَّة وتعدُّد الضمانات الَّتي تكفله مع وجود درجة من الاطمئنان الَّذي لا تقتصر حدوده على حاضر المؤسَّسة العاملة المشمولة بهذه الفرصة، وإنَّما امتدادًا للمستقبل، ولهذا تقاس فعاليَّة الاقتصادات كافَّة بإمكان حصولها على الائتمان الَّذي تتطلَّع إليه، وعلى العموم ورغم مفردة المنح الَّتي تحكم هذه العمليَّة، إلَّا أنَّ هناك حزمة شروط واحتمالات الربح والخسارة.
لقَدْ أصبح هذا المؤشِّر مقياسًا لفعاليَّة أيِّ اقتصاد من الزاوية الَّتي تجعله بحاجة معيَّنة للقروض بهدف تطوير إنتاجيَّته، أو لسدِّ ثغرة معيَّنة طارئة حصلت فيه، ولهذا يؤدِّي التصنيف الائتماني دَوْرًا مركزيًّا في استكشاف قوَّة أو ضعف معدَّلات النُّمو. ويحضرني هنا كعيِّنةٍ على ذلك (ارتفاع الائتمان الممنوح من القِطاع المصرفي في سلطنة عُمان بنسبة (5.7) بالمئة ليصل إلى (30.4) مليار ريال بنهاية سبتمبر(أيلول) الماضي)، وقَدْ أفادت البيانات الصَّادرة من البنك المركزي العُماني أيضًا، بـ(أنَّ الائتمان الممنوح للقِطاع الخاصِّ سجَّلَ نُموًّا بمقدار (6.2) بالمئة لِيصلَ إلى (25.6) مليار ريال عُماني.
وتشير تلك البيانات إلى (استحواذ الشركات غير المالية على الحصة الأكبر) حيث ارتفعت (معدَّلاتها إلى (46.1) بالمئة، يليها قِطاع الأفراد بنسبة (44.5) بالمئة. أمَّا النسبة المتبقيَّة فقَدْ توزَّعت على قِطاع الشركات الماليَّة بنسبة (5.8) بالمئة والقِطاعات الأخرى بنسبة (3.6) بالمئة، وسجَّل (إجمالي الودائع لدى القِطاع المصرفي نُموًّا بنسبة (5.5) بالمئة لِيصلَ إلى (27.8 مليار ريال عُماني).
لقَدْ سجَّلت مؤشِّرات الائتمان في الاقتصاد العُماني إتاحة إيجابيَّة وازنة، الأمْرُ الَّذي يعكس بصورة أو بأخرى نموًا متوازنًا واضحًا. وضِمْن هذا المؤشِّر، شهدت ودائع القِطاع الخاصِّ لدى النِّظام المصرفي ارتفاعًا بنسبة (6.3) بالمئة لِتصلَ إلى (18.4) مليار ريال عُماني لنهاية سبتمبر نَفْسه من العام الحالي، ويعكس ذلك وجود ثقة هي الأخرى بالنِّظام المصرفي العُماني.
إنَّ الإتاحة المخصَّصة لأيِّ فرص ائتمان تؤكِّد أنَّ هذا الاقتصاد يملك قدرة متواصلة على النُّمو، ويزيح أيَّة شكوك خلاف ذلك، بل ويوفِّر فائض قِيمة تجعله على قدرة مَرِنة في التعاطي مع الواقع بدُونِ مخاوف ولكن مع حذر مشروع تحتمه المتغيِّرات المتسارعة الَّتي تفرضها متطلبات الحياة هذه الأيَّام.
بالمقابل تفرض الإتاحة المطروحة في سلطنة عُمان لفرص الائتمان انتباهًا مطلوبًا من المؤسَّسات الَّتي تتطلع إلى ائتمانات معيَّنة، إذ بهذه الآليَّات المتقابلة بَيْنَ الطرفَيْنِ، الجهات الَّتي تمنح الائتمان والجهات الَّتي تتطلَّع للإفادة مِنْه التزامات تتساوق ضِمْن ثقة متبادلة.
عادل سعد
كاتب عراقي
abuthara@yahoo.com
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: ملیار ریال بالمئة ل ع مانی
إقرأ أيضاً:
صندوق النقد الدولي يتوقع نمو الاقتصاد المغربي بنسبة 3.9% خلال 2025 و3.7% في السنة المقبلة
يرتقب أن يسجل المغرب نموا بنسبة 3.9 بالمائة هذه السنة و3.7 بالمائة في 2026، وذلك وفقا لتوقعات صندوق النقد الدولي الصادرة اليوم الثلاثاء.
وتوقعت المؤسسة المالية الدولية، في آخر تحديث لـ”آفاق الاقتصاد العالمي”، أن يبلغ التضخم 2.2 بالمائة خلال 2025، و2.3 بالمائة في السنة المقبلة.
وحسب هذه التوقعات، التي تم نشرها بمناسبة الاجتماعات الربيعية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، المنعقدة ما بين 21 و26 أبريل الجاري بواشنطن، فمن المرتقب أن يتباطأ معدل البطالة، الذي بلغ 13.3 بالمائة في 2024، إلى 13.2 هذه السنة، قبل أن يتراجع إلى 12.9 بالمائة في 2026.
ويتوقع صندوق النقد الدولي أن يستقر رصيد الحساب الجاري للمملكة عند ناقص 2.0 بالمائة خلال 2025، ثم ناقص 2.2 بالمائة في السنة الموالية.
وعلى مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، من المتوقع أن يصل النمو، الذي بلغ 1.8 بالمائة خلال 2024، إلى 2.6 بالمائة في 2025، قبل أن يقفز إلى 3.4 بالمائة في سنة 2026.
وتشكل هذه التوقعات تراجعا في تقديرات الصندوق الخاصة بهذه المنطقة التي صدرت في أكتوبر الماضي. وكانت هذه التقديرات تشير إلى 2.1 بالمائة في 2024 و4.0 بالمائة خلال 2025.