العلاج بالصدمة.. الحكومة الأرجنتينية تواجه التضخم
تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT
أعلنت الحكومة الأرجنتينية الجديدة عن تخفيض حاد في قيمة البيزو، وخفض دعم الطاقة والنقل، وتجميد الإنفاق على بعض البرامج الحكومية الرئيسية.
تأتي هذه الإجراءات، التي أُعلن عنها وزير الاقتصاد الجديد، كجزء من «علاج الاقتصاد بالصدمة»، الذي وعد به الرئيس المنتخب حديثًا خافيير مايلي.
ويؤدي تخفيض قيمة العملة إلى تغيير سعر صرف الدولار الرسمي إلى 800 بيزو للدولار الواحد من 365 بيزو.
يذكر أنه قد تم الحفاظ على دعم الدولة للبيزو من خلال ضوابط رأس المال الصارمة خلال نصف العقد الماضي، الأمر الذي خلق فجوة واسعة بين سعر الصرف الرسمي للدولار والأسعار الموازية.
وزير الاقتصاد الأرجنتيني الجديد لويس كابوتو كشف في رسالة متلفزة أن هذه الإجراءات تهدف إلى معالجة التضخم المتصاعد واحتواء أسوأ أزمة اقتصادية قائمة منذ عقود.
ووفقا لكابوتو، ستكون الخطة مؤلمة على المدى القصير ولكنها حيوية لخفض العجز المالي وخفض التضخم الذي يتجاوز ثلاثة أرقام الذي تعاني منه البلاد حاليا. حيث أضاف: "الهدف ببساطة هو تجنب الكارثة وإعادة الاقتصاد إلى المسار الصحيح".
تعاني الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية حاليًا من تضخم جامح يصل إلى 150%، وانخفاض الاحتياطيات النقدية وارتفاع الديون الحكومية، بينما يضطر حوالي 40% من سكانها إلى العيش في فقر. وتدين الأرجنتين لصندوق النقد الدولي بمبلغ ضخم يبلغ 44 مليار دولار.
من جهته، قال صندوق النقد الدولي في بيان له إن الإجراءات كانت "جريئة"، مضيفًا أن تنفيذها "سيساعد على استقرار الاقتصاد ووضع الأساس لنمو أكثر استدامة يقوده القطاع الخاص" بعد "انتكاسات سياسية خطيرة" في الأشهر الأخيرة. كما قالت رئيسة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا: "أرحب بالإجراءات الحاسمة"، واصفة إياها بأنها "خطوة مهمة نحو استعادة الاستقرار وإعادة بناء الإمكانات الاقتصادية للبلاد".
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الدولار الأمريكي البيزو الأرجنتيني
إقرأ أيضاً:
أزمة الديون العالمية وتداعياتها على الاقتصاد الدولي .. في دراسة للباحثة إيمان الشعراوي
تناولت دراسة للباحثة إيمان الشعراوي المتخصصة في الشأن الأفريقي، أزمة الديون العالمية وتداعيتها على الاقتصاد الدولي، وذلك ضمن العدد رقم 38 من مجلة اتجاهات الأحداث برئاسة تحرير محمد العربي.
الباحثة إيمان الشعراوي المتخصصة في الشأن الأفريقيرسمت الدراسة خريطة أزمة الديون العالمية التي تُعد إحدى أكبر الأزمات التي تواجه اقتصادات العالم النامية والكبيرة على السواء، وأسماها بالأزمة الصامتة، وأهم الدول الدائنة والمدينة والمعايير التي يتم من خلالها تحديد مخاطر الديون، وكذلك تهديد فوائد الديون لخطط التنمية في الدول النامية.
وأكدت الدراسة أن الديون المتنامية تعوق قدرة حكومات الدول النامية على توفير الخدمات العامة الأساسية، ففي أفريقيا فقد خصصت دول القارة حوالي 74 مليار دولار في عام 2024 لخدمة الديون، وهو ما يمثل زيادة كبيرة بنسبة 335٪ مقارنة بمستواها البالغ 17 مليار دولار في عام 2010. كما أن عدد الدول الأفريقية التي تتجاوز نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي فيها 60% ارتفع من 6 إلى 27 بين عامي 2013 و2023.
الباحثة إيمان الشعراوي المتخصصة في الشأن الأفريقيوشددت الباحثة إيمان الشعراوي، أنه تسيطر الاعتبارات الجيوسياسية على سياسة الإقراض في البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، بسبب النفوذ الذي تمارسه الولايات المتحدة على هذه المؤسسات، حيث تساهم بالحصة الاكبر في صندوق النقد الدولي تصل لما يقرب من 17% بالشكل الذي يمكنها من التحكم في الدول التي تأخذ قروض وفق مصالحها الاقتصادية وتقاربها السياسي مع هذه الدول.
وأوضحت الشعراوي، إذا كانت التوقعات بحدوث أزمة مالية عالمية جديدة بسبب الديون يراه البعض نوعا من التهويل، إلا أن هناك إجماعا بأن هذه الأزمة تحدٍ عالمي يواجه التنمية، وأن المستويات المفرطة من الديون الخارجية أعاقت قدرة الدول النامية على الاستثمار في مستقبلها الاقتصادي سواء من خلال البنية الأساسية، أو التعليم، أو الرعاية الصحية، لأن عائداتها المحدودة تذهب إلى خدمة قروضها، وهذا من شأنه أن يؤثر سلبًا على النمو الاقتصادي.
ويكتسب العدد أهمية خاصة، نظراً لتزامنه مع العديد من التغيرات الجيوسياسية التي تحدث في الشرق الأوسط، حيث تناولت افتتاحية العدد تبدل موازين القوى في منطقة الشرق الأوسط مع اتساع تداعيات حرب غزة، ومحاولات بعض القوى الإقليمية السعي "لبناء شرق أوسط جديد" وما قد تحمله هذه الخطط الطموحة من مخاطر تنطوي على المزيد من التفكيك للمنطقة وشعوبها.