جريدة الوطن:
2025-03-06@13:52:16 GMT

الفيتو الأميركي ترخيص بالقتل

تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT

الفيتو الأميركي ترخيص بالقتل

جاء استخدام واشنطن لحقِّ النقض في جلسة مجلس الأمن الدولي ليلة التاسع من كانون الأوَّل/ديسمبر 2023، ضدَّ مشروع قرار بوقف العدوان على قِطاع غزَّة، بمثابة ترخيص مكشوف وسافر لدَولة الاحتلال للاستمرار بأعمال القتل والتدمير لشَعبنا في قِطاع غزَّة. وهو استخدام يتمُّ الآن للمرَّة الثالثة خلال أقلَّ من شهرَيْنِ، وادَّعت الولايات المُتَّحدة على لسان نائب المندوبة الأميركيَّة لدى مجلس الأمن روبرت وود «أنَّ الولايات المُتَّحدة استخدمت (الفيتو) ضدَّ مشروع القرار لأنَّه لا يُدين حركة حماس، ولا يؤكِّد حقَّ «إسرائيل» في الدِّفاع عن نَفْسها…!!!».

متناسية وبكُلِّ صفاقة أنَّ مشروع القرار يدعو لوقف الاستخدام الهائل للقوَّة وخصوصًا سلاح الجوِّ بعمليَّات إبادة تستهدف المَدنيِّين والبنى التحتيَّة، وقطع شرايين الحياة عن البَشَر.
لقَدْ جاء الفيتو الأميركي على التعاكس مع إرادة شعوب العالَم الَّتي خَرَجت إلى كُلِّ الميادين في مُدُن العالَم، بما فيها مُدُن الولايات المُتَّحدة ومُعْظم مُدُن الغرب الأوروبي، وهي تصرخ لوقف العدوان على القِطاع، وانتصارًا للشَّعب الفلسطيني وكفاحه العادل. في مشاهد لَمْ تَحدُث في تاريخ التضامن الشَّعبي والرأي العامِّ العالَمي مع شَعبٍ من الشعوب كما يحدُث الآن. مندوب جمهوريَّة الصين الشَّعبيَّة الدَّائم لدى الأُمم المُتَّحدة (تشانج جون) أعلن على الملأ: «نأسف لاستخدام الولايات المُتَّحدة لحقِّ النَّقض ضدَّ مشروع قرار يُطالب بوقف إطلاق النَّار واستمرار المجازر في قِطاع غزَّة». كذلك مندوب روسيا الاتحاديَّة (فاسيلي نيبيزيا) الَّذي أعلن أنَّ: «الولايات المُتَّحدة تعرقل من جديد وقف إطلاق النَّار في غزَّة لِتَحكمَ بالقتل على آلاف المَدنيِّين واستمرار المجازر». لقَدْ صوَّتت إلى جانب مشروع القرار (١٣) دَولةً (من أصل (15) دَولة عضوًا بمجلس الأمن دائمة ومؤقتة)، وامتنعت بريطانيا عن التصويت، فكانت واشنطن بمثابة الصوت الرافض الوحيد لمشروع القرار، والمسانِد والمؤيِّد لاستمرار العدوان «الإسرائيلي»، وصاحبة التغطية والحماية لدَولة الاحتلال في المُجتمع الدولي الَّذي باتَ يضيقُ ذرعًا بمواقف الإدارة الأميركيَّة. وقَدْ جاء طلب الأمين العامِّ للأُمم المُتَّحدة البرتغالي أنطونيو جوتيريش، الطلب المُهمَّ والَّذي يدلُّ على شجاعة الموقف ـ في ظلِّ الواقع الصَّعب الَّذي يعمل في كواليسه الدبلوماسيَّة ـ وذلك بالعودة للبند التاسع والتسعين من ميثاق الأُمم المُتَّحدة يحمل المعاني الصَّارخة على تململ المُجتمع الدولي من السِّياسات الأميركيَّة خصوصًا بالنسبة لفلسطين. فالعودة للبند التاسع والتسعين إيَّاه يتمُّ في حالة تعرُّض السِّلم العالَمي للخطر. كما تعني العودة للقرار (٣٧٧) المعنون بـ»الاتِّحاد من أجْل السَّلام» بدعوة الجمعية العامَّة للأُمم المُتَّحدة للاجتماع واتِّخاذ قرار مُلزم بوقف الحرب بالعودة للحلول السِّياسيَّة، وقَدْ تمَّ اللجوء إلى هذا الإجراء أربع مرَّات في تاريخ الأُمم المُتَّحدة وكان أوَّلها في الحرب الكوريَّة عامَ ١٩٥٢، عِندما كان العالَم على شفير الهاوية باستخدام السِّلاح النووي، فتمَّ وقف الحرب في شِبه الجزيرة الكوريَّة، وهي حرب كوريَّة ـ كوريَّة في ظاهرها، لكنَّها كانت حربًا طاحنة بَيْنَ الكتلتَيْنِ اللَّتَيْنِ تَشكَّلتا بعد الحرب العالَميَّة الثانية (حلف الناتو+ حلف وراسو)، وعِندها تمَّ التوصل إلى تسوية سياسيَّة على قاعدة الحلول الوسط (كومبرمايز) بتقسيم شِبه الجزيرة الكوريَّة. كما تمَّ اللجوء للمادَّة (99)، وقرار (377)، في أزمة هنجاريا (المجر) عام 1954 والَّتي لَمْ تطلق رصاصة واحدة خلالها وتمَّ حلُّها بهدوء تامٍّ، كذلك إبَّان العدوان الثلاثي على مصر نهاية 1956، وأثناء أزمة الصواريخ السوفيتيَّة في كوبا (الَّتي عُرفت بأزمة خليج الخنازير) عام 1962. ونُعيد التذكير في هذا المجال، بأنَّ استخدام الولايات المُتَّحدة لحقِّ النَّقض (الفيتو) بمجلس الأمن، تكرَّر على الدوام لحماية دَولة الاحتلال، وفي مواجهة أيِّ قرارٍ أُممي ينتقد «إسرائيل»، فاستخدمت واشنطن (الفيتو) ضدَّ قرارات تُدين «إسرائيل» نَحْوَ خمسين مرَّة مع الفيتو الأخير.

علي بدوان
كاتب فلسطيني
عضو اتحاد الكتاب العرب
دمشق ـ اليرموك
ali.badwan60@gmail.com

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الولایات الم ت مشروع القرار العال م

إقرأ أيضاً:

رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية يعطي ترخيصًا لخادم علماني بكنيسة منوف

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ترأس رئيس الأساقفة الدكتور سامي فوزي رئيس أساقفة إقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية الأنجليكانية، صلوات القداس الإلهي بكنيسة القديس مرقس الأسقفية بمدينة المنوفية، حيث قام بإعطاء ترخيص للخادم العلماني مينا عادل ليصبح خادم بالكنيسة، وذلك بحضور القس جوزيڤ هارفي راعي الكنيسة.

قال رئيس الأساقفة في عظته: “يواجه مجتمعنا اليوم تحديات كبيرة، من الأزمات الاقتصادية إلى الضغوط النفسية والاجتماعية، لكن المشكلة الأكبر تكمن في عدم إدراكنا لتلك اللحظات الفارقة التي تغير مجرى الحياة فمثلما غفل التلاميذ أثناء تجلي المسيح، نجد أنفسنا اليوم منشغلين بمشاغل الحياة اليومية لدرجة تجعلنا نفقد القدرة على رؤية الجوانب الروحية والمعنوية التي يمكن أن تغير حياتنا”.

واستكمل رئيس الأساقفة: اليوم، أكثر من أي وقت مضى، يحتاج كل فرد في المجتمع إلى أن يستيقظ، لا ليجد نفسه متأخرًا عن التقدم أو التطور، بل ليكون جزءًا من تغيير إيجابي يعيد للبشرية جوهرها الحقيقي، فهل سنظل نائمين حتى يفوتنا الزمن، أم سنستيقظ لنرى مجد الله الحقيقي.

واختتم رئيس الأساقفة: المجتمعات التي تنجح في تجاوز أزماتها ليست تلك التي تنتظر معجزة إلهية، بل التي يدرك أفرادها أن التغيير يبدأ من الداخل. فحين يدرك كل فرد مسؤوليته في رؤية الحقيقة والعمل بها، يصبح المجتمع أكثر وعيًا، وأكثر استعدادًا لمواجهة تحدياته بروح يقظة ومتجددة.

وفي ختام القداس، قام رئيس الأساقفة الدكتور سامي بتكريم القس جوزيف هارڤي تقديرًا لعطائه وخدمته في الكنيسة، متمنيًا له التوفيق والبركة في رسالته الجديدة.

مقالات مشابهة

  • الضرائب تطلق حملة «نقطة ومن أول السطر» لتوعية الممولين بالتسهيلات الجديدة
  • قمة القاهرة تتبنى خطة إعمار غزة وترفض مشروع التهجير الإسرائيلي-الأميركي
  • إزالة أعمال إنشاء مزرعة دواجن بدون ترخيص بقرية الجمهورية في الفيوم
  • الاحتلال يُخطر بهدم مدرسة جنوب الخليل بحجة البناء دون ترخيص
  • ضبط مجزر بدون ترخيص و650 شمروخ مجهولة المصدر خلال حملة تموينية بالإسماعيلية
  • برلماني: مصر تواصل جهودها لإنقاذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وضمان تدفق المساعدات
  • قوات الأمن البيئي تقبض على شخصين لدخولهما محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية دون ترخيص
  • ضبط مخالفين لدخولهما محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية دون ترخيص
  • رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية يعطي ترخيصًا لخادم علماني بكنيسة منوف
  • عبد الرحيم علي يعزي الزميل جمال عبد العال في وفاة جد زوجته