كيف تختار شجرة كريسماس صديقة للبيئة؟
تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT
في مثل هذا الوقت من كل عام، يشتري الأمريكيون ما بين 35 إلى 50 مليون شجرة كريسماس، ويعمد كثيرون آخرون إلى إخراج أشجار الكريسماس الصناعية من أماكن التخزين في المنازل استعدادا لموسم أعياد الميلاد. وأظهرت بعض الاستطلاعات أن ثلاثة أرباع الأسر الأمريكية لديها شجرة كريسماس من نوع ما.
يشتري الأمريكيون من 35 لـ50 مليون شجرة كريسماس.
رحلة من لوس أنجليس لبوسطن تسبب انبعاثات توازي 30 شجرة كريسماس
ويتساءل البعض بشأن ما إذا كانت الشجرة الطبيعية أو الصناعية تتفق بشكل أكبر مع معايير الاستدامة. ويقول كيرتس فاندرشاف استاذ علم الغابات بجامعة ولاية ميسيسبي الأمريكية إن هناك مزايا وعيوب لكل من الأشجار الطبيعية والصناعية، ويقدم مجموعة من النصائح التي يمكن أن يلتزم بها الحريصون على حماية البيئة.
فوائد أشجار الكريسماس الطبيعيةويوضح فاندرشاف في مقال أورده الموقع الإلكتروني The Conversation المتخصص في الأبحاث العلمية أنه عندما تكون أشجار الكريسماس الطبيعية على قيد الحياة وفي طور النمو، فإنها تمتص ثاني أكسيد الكربون من الهواء، مما يساعد في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، ولكن عندما يتم قطع الشجرة، لاستخدامها في موسم الأعياد ثم التخلص منها بعد ذلك، فإنها تبدأ في التحلل وينبعث منها ثاني أكسيد الكربون مرة أخرى.
غير أنه من الناحية الإيجابية، فإن جذور تلك الأشجار الباقية في التربة سوف تستمر في تخزين الكربون لبعض الوقت، وعادة ما يتم زراعة أشجار جديدة بدلاً من الأشجار التي تم قطعها لتستمر هذه الدورة المرة تلو الأخرى.
وينصح فاندرشاف باختيار شجرة كريسماس من منطقة قريبة، لأن نقل الاشجار على متن شاحنات من أماكن بعيدة يؤدي إلى انبعاث العوادم والغازات المسببة للاحتباس الحراري بنسب كبيرة. ولابد أيضاً من اختيار أشجار تزرع في غابات تراعى فيها معايير حماية التربة من التآكل ولا تسقى بمياه تحتوي على أسمدة أو مبيدات للآفات، وذلك بغرض تقليل الأضرار التي قد تلحق بالتربة أو المياه الجوفية.
وبعد انتهاء فترة الأعياد، ينبغي اختيار الطريقة الصحيحة لإعادة تدوير الشجرة، بدلاً من ترك أخشابها للتحلل في مستودعات النفايات، حيث أن عملية التحلل تؤدي إلى انبعاث غاز الميثان الذي يسهم في ظاهرة الاحترار العالمي. وفي بعض المناطق، يوجد مقاولون متخصصون في تقطيع هذه الأشجار وتحويلها إلى نشارة أخشاب يتم نثرها في أرضيات حظائر الماشية، أو كحاجز لحماية التربة من التآكل أو في المواطن الطبيعية للاسماك في قيعان البحيرات. ومن الممكن التبرع بها لحدائق الحيوان، حيث يتم استخدامها كوسائل ترفيه للحيوانات. ويلجأ البعض إلى استخدام أخشاب أشجار الكريسماس كوسيلة للتدفئة في الأفران الحيوية داخل المباني أو إطعامها للماعز.
إعادة الاستخدامومن ناحية أخرى، لا تخلو أشجار الكريسماس الصناعية من مزايا، رغم أنها مصنوعة من مواد بترولية تستغرق مئات السنين من أجل التحلل في البيئة، حيث أنه يمكن تخزينها لسنوات طويلة، ولا تتطلب بالكاد أي نوع من الصيانة. ويقول فاندرشاف إن كلمة السر لمراعاة الاستدامة في حالة استخدام الأشجار الصناعية هي "إعادة الاستخدام" بمعنى أن الشجرة الصناعية تظل صالحة للاستخدام لفترات تصل إلى عشرين عاما مع مراعاة الحفاظ عليها أثناء التخزين.
ويقول فاندرشاف إنه في حالة تعرض الشجرة للتلف، ينصح بإيجاد قطع غيار بديلة لإصلاحها بدلاً من التخلص منها وشراء شجرة صناعية جديدة. ورغم أن 80% من هذه الأشجار تصنع في الصين، من الاجدر بالطبع البحث عن أشجار مصنوعة محليا، للحد من كمية غازات الاحتباس الحراري التي تنبعث خلال عملية شحن هذه الأشجار من أماكن ودول بعيدة.
وإذا كنت تعتزم شراء شجرة كريسماس صناعية، فمن الأفضل البحث عن أشجار مصنوعة من مواد أعيد تدويرها، مع البحث عن أشجار أقصر في الطول وأصغر في تصميمها للتقليل من كمية البلاستيك التي تستخدم في صناعتها، وكذلك ينصح باختيار أشجار مصنوعة من خامات بلاستيكية أقل إضرارا بالبيئة مثل البولي إيثيلين بعكس الاشجار البلاستيكية المصنوعة من بولي كلوريد الفاينيل أي "بي.في.سي".
وفي حالة إذا ما رغبت في التخلص من شجرة الكريسماس الصناعية الخاصة بك، فحاول أن تبيعها أو تتبرع بها بحيث يمكن أن يستفيد منها الآخرون، بدلا من تحويلها إلى نفايات ضارة يصعب التخلص منها من الناحية البيئية.
وينصح فاندرشاف أنه أثناء فترة العطلات ينصح بإضاءة أنوار شجرة الكريسماس فقط أثناء فترة الاحتفال أو أثناء التجمعات العائلية ثم إطفاء هذه الأنوار ليلاً، أو بعد انتهاء التجمع الأسرى، كما يفضل استخدام إضاءة تعمل بنظام الثنائي الباعث للضوء "ليد" وذلك بغرض ترشيد استهلاك الكهرباء أثناء استخدام هذه الاشجار،
ورغم أن أشجار الكريسماس الصناعية لا تمثل مشكلة بيئية خطيرة بالنظر إلى أن الرحلة الواحدة من لوس أنجليس إلى بوسطن في الولايات المتحدة على سبيل المثال تؤدي إلى كمية من الانبعاثات توازي أضرار أكثر من ثلاثين شجرة كريسماس، يظل من المناسب اتخاذ اختيارات سليمة من ناحية الاستدامة للحد من البصمة الكربونية لأشجار الكريسماس كلما كان ذلك متيسراً.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة التغير المناخي عام الاستدامة مصنوعة من التخلص من
إقرأ أيضاً:
جرينلاند تختار التغيير.. فوز مفاجئ للمعارضة في مواجهة ضغط ترامب
نوك"أ.ف.ب": حققت المعارضة فوزا مفاجئا في الانتخابات التشريعية في جرينلاند، الإقليم الدنماركي الذي يثير مطامع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مع تقدم لحزب ناليراك القومي المطالب باستقلال الجزيرة في أسرع وقت.
وأظهرت النتائج الرسمية أن الحزب الديموقراطي (يمين وسط) الذي يصف نفسه بأنه "ليبرالي اجتماعي" ويدعو كذلك إلى الاستقلال ولكن على مدى أطول، حصل على 29.9% من الأصوات وزاد حصته بأكثر من ثلاثة أضعاف مقارنة بانتخابات عام 2021.
وتضاعفت نسبة تأييد حزب ناليراك القومي لتصل إلى 24.5%.
لم يسبق أن حظيت انتخابات في جرينلاند بمثل هذا الاهتمام الدولي، وهو يأتي عقب إعلان ترامب مطامعه بالاستحواذ على هذه المنطقة الشاسعة الغنية بالموارد في المنطقة القطبية الشمالية.
وأعلن رئيس الوزراء المنتهية ولايته ميوت إيغده، زعيم حزب السكان الأصليين إنويت أتاكاتيجيت اليساري الناشط في حماية البيئة، "نحترم نتيجة الانتخابات"، بينما أقرّ زعيم حزب سيوموت، الشريك في الائتلاف الحاكم، بالهزيمة، بعد أن حلّ الحزبان في المركزين الثالث والرابع تواليا.
ونظرا لعدم فوز أيٍّ حزب بأغلبية مقاعد البرلمان وعددها 31، ستُجرى مفاوضات لتشكيل ائتلاف في الأيام المقبلة.
ومن المتوقع أن تحدد الحكومة المقبلة جدولا زمنيا للاستقلال الذي تدعمه أغلبية كبيرة من سكان غرينلاند البالغ عددهم 57 ألف نسمة.
وقال زعيم الحزب الديموقراطي ينس فريدريك نيلسن (33 عاما)، وهو بطل غرينلاند السابق في رياضة البادمنتون، إن "الديموقراطيين منفتحون على الحوار مع جميع الأحزاب ويسعون إلى الوحدة، لا سيما في ظل ما يحدث في العالم".
وأعرب عن دهشته لفوز حزبه بقوله "لم نتوقع أن تُسفر الانتخابات عن هذه النتيجة، ونحن سعداء جدا بها".
حاول ترامب الذي أكد تصميمه على ضم الجزيرة "بطريقة أو بأخرى" حتى اللحظة الأخيرة التأثير على التصويت. وفي ما يمكن أن يدلل على ذلك، كانت نسبة المشاركة في انتخابات الثلاثاء أعلى من المعتاد، وفق مسؤولين عن تنظيمها.
ويقول سكان الجزيرة الذين ينتمي 90% منهم إلى شعب الإنويت الأصلي إنهم سئموا من معاملة الدنمارك لهم كمواطنين من الدرجة الثانية. ويتهمون القوة الاستعمارية السابقة بأنها عملت تاريخيا على خنق ثقافتهم وإجراء عمليات تعقيم قسرية لهم وفصل أطفالهم عن عائلاتهم.
وتدعم جميع الأحزاب السياسية الرئيسية في غرينلاند الاستقلال، لكنها تختلف حول الإطار الزمني.
يتوق حزب ناليراك لنيل الاستقلال بسرعة. وقال رئيسه بيلي بروبرغ لفرانس برس "يمكننا القيام بذلك بنفس الطريقة التي خرجنا بها من الاتحاد الأوروبي (عام 1985). استغرق ذلك ثلاث سنوات. واستغرق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ثلاث سنوات. لماذا سيستغرق (الاستقلال) وقتا أطول؟".
لكن آخرين يفضلون الانتظار حتى تستقل الجزيرة ماليا. فغرينلاند التي يغطي الجليد 80% منها، تعتمد اعتمادا كبيرا على مصايد الأسماك وهو قطاع يُمثل جميع صادراتها تقريبا، وعلى الدعم الدنماركي السنوي الذي يزيد عن 565 مليون دولار، أي ما يعادل خُمس ناتجها المحلي الإجمالي.
يعتقد حزب ناليراك أن غرينلاند ستتمكن قريبا من الاعتماد على نفسها بفضل احتياطياتها المعدنية غير المستغلة، بما في ذلك المعادن النادرة الضرورية للتحول الأخضر.
لكن قطاع التعدين ما زال في بداياته، ويواجه صعوبات بسبب ارتفاع التكاليف جراء قسوة مناخ جرينلاند والنقص في البنية التحتية.
طرح ترامب فكرة شراء جرينلاند خلال ولايته الأولى، وهو عرض رفضته السلطات الدنماركية والمحلية. وكرر ذلك مع عودته إلى البيت الأبيض بإصرار أكبر، رافضا استبعاد استخدام القوة، ومتذرعا بحماية الأمن القومي الأمريكي، وسط تزايد الاهتمام الصيني والروسي بالمنطقة القطبية الشمالية.
والأحد، قبل ساعات قليلة من الانتخابات، دعا ترامب سكان جرينلاند إلى "أن يكونوا جزءا من أعظم أمة في العالم، الولايات المتحدة الأميركية"، واعدا إياهم بأنهم سيصبحون أثرياء.
ولكن أحدث استطلاع للرأي حول هذه القضية نُشر في يناير، أظهر أن 85% من سكان جرينلاند يعارضون فكرة ترامب.
وقال الناخب أندرس مارتينسن (27 عاما)، وهو موظف في مصلحة الضرائب، لفرانس برس "الكثير من سكان غرينلاند ينظرون إلى الولايات المتحدة بشكل مختلف مع ترامب رئيسا، وهم أقل ميلا للتعاون حتى لو كان هذا ما يرغبون فيه حقا".
أحدثت تصريحات ترامب صدمة خلال الحملة الانتخابية. وقال حزب ناليراك إنها منحتهم ورقة ضغط قبل مفاوضات الاستقلال مع الدنمارك.
لكنها أثارت أيضا قلق بعض مؤيدي الاستقلال، مما جعل استمرار العلاقات مع كوبنهاغن أفضل في نظرهم، على الأقل في الوقت الحالي.
وقال ناخب عرّف عن نفسه باسم إيتوكوسوك إن "البقاء جزءا من الدنمارك أهم من أي وقت مضى الآن، لأنني أعتقد أن الدنمارك كانت في المحصلة جيدة معنا. إذا حصلنا على الاستقلال، فقد يزداد ترامب شراسة، وهذا ما يُخيفني".