أشارت مجلة "إنفوبريكس" الصينية إلى تزايد الاهتمام في آسيا بمرر الملاحة الشمالي، الذي يربط بين المحيطين الأطلسي والهادئ، في ظل الصراع الدائر في منطقة الشرق الأوسط.

وقالت المجلة، إن الاهتمام ازداد في ظل المواجهة في الشرق الأوسط، والتي قد تؤدي إلى عرقلة طرق التجارة التقليدية المؤدية إلى أوروبا، بينما تنخفص فترة الرحلة من آسيا إلى أوروبا بمقدار النصف إذ تمت عبر الممر الشمالي.

وذكرت المجلة بمشاكل ارتبطت بالملاحة عبر قناة السويس تسببت بخسائر في الخدمات اللوجستية العالمية، فمثلا أغلقت سفينة الحاويات "إيفر غيفن" القناة في العام 2021 ما كلف الصناعة 9 مليارات دولار يوميا، وتأخرت 12% من عمليات التسليم.

وتشير المجلة إلى أن توقف الشحن عبر منطقة الشرق الأوسط لعدة أشهر سيكون له عواقب كبيرة، وفي ظل ذلك، فإن الصين والدول الآسيوية الأخرى مهتمة بتطوير ممر الملاحة الشمالي لضمان تدفق البضائع دون عوائق. 

إقرأ المزيد شركة إماراتية عملاقة تطور مع روسيا ممر نقل عالمي

ويقول مدير معهد العلاقات الدولية بجامعة الشعب الصينية جين كانرونج: "إذا اتسع نطاق الصراع هناك (في غزة)، فسيشكل خطرا كبيرا على قناة السويس. لذلك، بالطبع، نأمل أن ينجح طريق بحر الشمال".

وممر الملاحة الشمالي يمتد عبر الدائرة القطبية الشمالية ويربط المحيطين الأطلسي والهادئ، ويعد الممر أقصر طريق مائي بين الجزء الأوروبي من روسيا والشرق الأقصى، ويقع بالكامل داخل المياه الإقليمية والمنطقة الاقتصادية الخاصة لروسيا.

وتخطط موسكو لاستخدام الممر لتصدير النفط والغاز، ومن المتوقع أن يصبح طريقا تجاريا رئيسيا بين أوروبا وآسيا.

وفي شهر نوفمبر الماضي، صرح نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، بأنه سيكون بالإمكان إبحار السفن على مدار العام على طول ممر الملاحة الشمالي اعتبارا من 2024.

المصدر: برايم

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: آسيا الاستثمار الممر الشمالي موسكو الملاحة الشمالی الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

ما العلاقة بين حربي الشرق الأوسط وشرق أوروبا؟

تطرق المحلل السياسي جورج فريدمان إلى حربين رئيسيتين يشهدهما العالم في الوقت الحالي. الأولى بين أوكرانيا وروسيا وهي مشتعلة منذ أكثر من عامين ونصف العام، لكنها ظلت محصورة تقريباً في أوكرانيا. وتدور الثانية بين إسرائيل وحماس وهي مستمرة منذ ما يقرب من عام، لكنها تتوسع بشكل كبير إذ اشتدت المعارك مؤخراً نحو الشمال باتجاه لبنان.

روسيا منخرطة في صراع كبير

كتب فريدمان في موقع "جيوبوليتيكال فيوتشرز" أن التوسع هو من طبيعة الحرب. عندما تتصادم قوتان، غالباً ما تتحول الحرب الثابتة الى حرب مناورة حيث يسعى كل جانب الى تطويق العدو ومد دفاعاته حتى تصل إلى نقطة الانهيار. مع تقدم الحرب تصبح الهجمات الجانبية والهجمات الواسعة النطاق أكثر احتمالاً مما يزيد الطلب على الإمدادات.
ما يبدأ بصفته اشتباكاً محدوداً ينمو في كل من الحجم والتعريف. يترسخ منطق الحرب. تزداد المناورات وتطول خطوط الإمداد وتكشف عن نقاط الضعف وتتم إعادة رسم خرائط الصراع، مما يؤدي الى التوسع الجغرافي. كانت الحرب في أوكرانيا محصورة نسبياً حتى الآن ومحدودة الى حد كبير في المنطقة الواقعة بين هجوم روسيا والدفاع المتطور لأوكرانيا.

An Idiosyncratic View of Two Wars - Geopolitical Futures https://t.co/qPU5pLUadp

— ForensicPsyMD (@ForensicPsyMD) September 30, 2024

لكن الحرب الثانية التي بدأت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي عندما هاجمت حماس إسرائيل، تحولت بفعل تحرك إسرائيل لمهاجمة حزب الله في لبنان. لن يكون هذا صراعاً تقليدياً بقيادة المشاة مع خطوط اشتباك محددة. سيستمر كما بدأ: تحاول إسرائيل تدمير البنية القيادية للعدو، في حين يحاول حزب الله وحماس تعريض السكان الإسرائيليين للخطر. في هذا الصراع، سيشجع السعي إلى تحقيق الميزة والمفاجأة على التوسع ــ وهو خطر حاد بشكل خاص بالنظر إلى قرب الحرب من أوكرانيا.


ما انعكاسات ذلك؟

من المرجح أن تتحرك الحرب الإسرائيلية مع حماس وحزب الله شمالاً وشرقاً نحو إيران وآسيا الوسطى. إذا حدث هذا فستحتاج روسيا إلى زيادة وجودها العسكري بشكل درامي لإدارة الخطر الذي يهددها، بخاصة بعد الهجوم الإرهابي الإسلاموي قبل أشهر عدة على مسرح في موسكو. لن تتمكن روسيا من الحفاظ على دفاع نشط ضد التحرك شمالاً.
وفي حين قد يكون لإسرائيل حليف في روسيا، من شأن عدم الاستقرار في الشمال أن يسمح لإيران بزيادة قوتها. ستتوخى إسرائيل الحذر في مثل هكذا سيناريو، متجنبة الصدام مع تركيا ولكن مع مشاركتها في قتال شديد الحدة. إن التوسع الشمالي سيمدد خطوط الجيش الإسرائيلي ويحد من قدرته على المناورة ويقلل من نفوذه على الصراع.

An Idiosyncratic View of Two Wars https://t.co/mIxepHnZvC @Geopolitical Futures aracılığıyla

— Tarık Oğuzlu (@TarikOguzlu) September 30, 2024

أضاف الكاتب أن مصالح روسيا تمتد إلى ما هو أبعد من أوكرانيا، بما في ذلك القلق المتزايد من التهديدات على طول الحدود الجنوبية لروسيا. في الوقت نفسه، يحد حجم القوة الإسرائيلية الأصغر والتحديات اللوجستية من قدرتها على دعم العمليات البعيدة المدى. بدون تحييد التهديدات المباشرة، لا تستطيع إسرائيل أن تتحمل تشتيت قواتها شمالاً.


احتمال ضئيل؟

قد يبدو هذا بعيد الاحتمال، لكن ميل البشرية إلى المبالغة في تقدير قدرتها على السيطرة على العنف الجماعي موثق بشكل شامل. ليست تجربة الولايات المتحدة في أفغانستان سوى مثل واحد. نادراً ما تكون الحروب ثابتة، والجغرافيا وتوافر القوات في هذه الحالة يجعلان تطوراً ضئيل الاحتمال أكثر احتمالاً.
إن روسيا منخرطة في صراع كبير، لكن التحول شمالاً للحرب الإسرائيلية قد يدفع موسكو إلى اتخاذ خطوات لم تكن تتوقعها. هذا الأمر غير مرجح، بالتأكيد، لكن التحالف بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي في الحرب العالمية الثانية كان غير مرجح أيضاً. أما الولايات المتحدة فقد وضعت استراتيجية وطنية لتسليح الحلفاء مع تجنب القتال المباشر. ولفت الكاتب إلى أن الولايات المتحدة أمضت وقتاً طويلاً في تعلم هذه القاعدة، ويبدو أنها ستواصل اتباعها، بغض النظر عن الانتخابات المقبلة.

مقالات مشابهة

  • روسيا: السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط فشل ذريع
  • روسيا: التصعيد في الشرق الأوسط نتيجة لفشل سياسات إدارة بايدن
  • بين سوريا ولبنان... تقرير يكشف ما تفعله إيران بعد اغتيال نصرالله
  • روسيا تدعو إسرائيل إلى سحب قواتها من لبنان
  • روسيا تطالب إسرائيل بسحب قواتها من لبنان
  • ما العلاقة بين حربي الشرق الأوسط وشرق أوروبا؟
  • استقرار أسعار النفط مع تغلب مخاوف الطلب على مخاوف الشرق الأوسط
  • روسيا تحذر من مخاطر نشوب حرب كبرى في الشرق الأوسط
  • أسعار النفط تواصل الارتفاع وسط مخاوف من تصاعد الصراع في الشرق الأوسط
  • تغيرات بسوق الغاز في أوراسيا.. روسيا تتجه نحو آسيا وأذربيجان تستهدف أوروبا