فشل في غزة.. كيف ينقذ نتنياهو نفسه؟ وإلى أين يستدرج بايدن؟
تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT
مع فشله في تحقيق أهداف حربه المدمرة على قطاع غزة، وتزايد الضغوط عليه لإنهائها، قد يُقدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على استدراج الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى "حرب كبرى"، على أمل أن ينقذ نتنياهو نفسه.
تلك الرؤية طرحها شاهر الشاهر، في تحليل بموقع "مودرن دبلوماسي" الأمريكي (Modern diplomacy)، على ضوء حرب مدمرة يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وحتى مساء الثلاثاء، خلّفت هذه الحرب 18 ألفا و412 شهيدا، و50 ألفا و100 جريح، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية.
الشاهر قال، في التحليل الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إن "رفع سقف مطالب إسرائيل في بداية الصراع، وفشلها في تحقيقها، زادا من تعقيد الوضع، ما جعل من المستحيل تقريبا على نتنياهو أن يفكر في إنهاء الحرب، فهذا يعني نهاية مسيرته السياسية".
وعلى الرغم من دعوات شعبية وضغوط رسمية في أنحاء العالم، إلا أن نتنياهو يُصر على استمرار الحرب، على أمل إنهاء حكم حركة "حماس" المتواصل لغزة منذ صيف 2007، والقضاء على القدرات العسكرية للحركة التي تؤكد أنها تقاوم الاحتلال وتدافع عن الشعب الفلسطيني.
الشاهر تابع أن "اتساع نطاق الصراع، ولا سيما تصرفات الحوثين في اليمن، يمثل تطورا محفوفا بالمخاطر، ما دفع دول العالم إلى التفكير في التدخل لوقف الحرب التي تشكل الآن تهديدا لطرق التجارة الدولية".
وتضامنا مع غزة، سيطرت جماعة الحوثية، المدعومة من إيران، على أكثر من سفينة مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر، وهو ممر ملاحي حيوي للتجارة العالمية. وتعتبر كل من إيران وإسرائيل الدولة الأخرى العدو الأول لها.
اقرأ أيضاً
لمواجهة حزب الله وحماس في جنوب لبنان.. هكذا يفكر الاحتلال
3 أهداف
و"تاريخيا، كانت الاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط تدور حول ثلاثة أهداف رئيسية هي: تأمين الوصول إلى النفط، وضمان أمن إسرائيل، وحماية طرق التجارة العالمية"، كما أضاف الشاهر.
وأردف: "حاليا، يتعرض أمن إسرائيل لتهديد خطير، إلى جانب الممرات البحرية؛ مما يعرض تدفق النفط إلى أوروبا للخطر، وبالتالي يقوض الاستراتيجية الأمريكية".
واعتبر أن "الطريق الوحيد أمام نتنياهو للمضي قدما هو توسيع الصراع بنجاح من خلال إشراك حزب الله في مواجهة مباشرة مع إسرائيل، وتحويل ساحة المعركة فعليا إلى سوريا (حيث هاجمت إسرائيل جوا ما قالت إنها أهداف إيرانية)".
ومنذ 8 أكتوبر، وتضامنا مع سكان غزة، يتبادل "حزب الله" وفصائل فلسطينية في لبنان بوتيرة يومية قصفا متقطعا مع جيش الاحتلال؛ ما أسفر عن قتلى وجرحى على جانبي "الخط الأزرق" الفاصل"
واستطرد الشاهر: "من هنا، واستجابة لرغبة روسيا وإيران وسوريا في منع نتنياهو من تصعيد الصراع واستدراج الولايات المتحدة، يصبح العمل على مبدأ "تحقيق الردع دون البدء به" أمرا بالغ الأهمية".
واستدرك: "لكن نتنياهو قد يسعى إلى توريط الولايات المتحدة بشكل مباشر في الصراع بشن هجوم على القوات الأمريكية في المنطقة ونسبه إلى الطرف المعارض، على غرار ما حدث في عام 1967 عندما هاجمت إسرائيل المدمرة الأمريكية "يو إس إس ليبرتي"، فقتلت 34 شخصا وأصابت 171 إصابة".
اقرأ أيضاً
بايدن يدعو نتنياهو لتغيير حكومته ويحذر: الإسرائيليون يفقدون الدعم
الملاذ الوحيد
و"الحرب الكبرى هي طموح نتنياهو وملاذه الوحيد بغض النظر عن العواقب. وفي الوقت الحالي، يبدو أنه لا توجد قوة قادرة على كبح جماحه، حتى لو كان بايدن يميل إلى ذلك؛ نظرا للدعم شبه الثابت لإسرائيل في مستويات صنع القرار السياسي الأمريكي"، كما زاد الشاهر.
ويوجد داخل إسرائيل شبه إجماع على أن التحقيقات المرتقبة بشأن المسؤولية عن الإخفاق أمام هجوم "حماس"، في 7 أكتوبر، ستكتب نهاية لحياة نتنياهو السياسي، وهو أطول رئيس وزراء إسرائيلي بقاءً في السلطة، وحكم لمدة 13 عاما خلال الأعوام الـ15 الأخيرة.
وردا على اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة، شنت "حماس" في 7 أكتوبر الماضي هجوم "طوفان الأقصى" ضد مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية في محيط قطاع غزة.
وقتلت "حماس" في هجومها نحو 1200 إسرائيلي وأصابت حوالي 5431 وأسرت قرابة 239 بادلت العشرات منهم، خلال هدنة إنسانية استمرت 7 أيام، مع الاحتلال الذي يحتجز في سجونه 7800 فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.
وبحسب الشاهر، "كان الضوء الأخضر الذي قدمته الولايات المتحدة لنتنياهو مشروطا بالتوقيت وليس بمدى الدمار أو شدة الضرر المحتمل للمدنيين في غزة، لكن بايدن يواجه الآن معضلة حقيقية".
وأوضح أن "سماح بايدن باستمرار الصراع قد يعرض فرصه في الحصول على فترة ولاية ثانية (في عام 2024) للخطر، في حين أن الضغط على إسرائيل لوقف الحرب قد يعيق قدرته على إكمال فترة ولايته الحالية، لا سيما في ضوء اعتماد نتنياهو على اللوبي الصهيوني المؤثر داخل الولايات المتحدة".
اقرأ أيضاً
جثة سياسية تتحرك.. تغريدة منتصف الليل قد تعجل بدفن نتنياهو
المصدر | شاهر الشاهر/ مودرن دبلوماسي- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: فشل غزة نتنياهو بايدن حرب كبرى حماس إيران لبنان الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
مستشار نتنياهو السابق يحذر من خلافات في الجيش: ليس لدينا القدرة على القتال
بعد مرور أكثر من عام على عدوان الاحتلال على غزة، ولبنان، انتقد الجنرال الإسرائيلي المتقاعد يسحاق بريك –مُعروف باسم نبي الغضب الإسرائيلي- والذي كان يشغل منصب مستشار رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في بداية الحرب قبل الاستقالة، أداء الجيش والحكومة الإسرائيلية في مقال نشره في صحيفة هآرتس، واصفًا الحرب المستمرة منذ أكثر من عام بأنها بلا نهاية واضحة، ولم تحقق أيًا من أهدافها المعلنة.
حرب بلا نهايةوأشار بريك، المعروف بلقب «نبي الغضب الإسرائيلي»، إلى أن هذه الحرب لم تسفر عن تحرير المختطفين، ولم تُعِد النازحين في الشمال إلى منازلهم، كما فشلت في القضاء على الفصائل الفلسطينية في غزة، أو حزب الله في جنوب لبنان.
وأكد مستشار نتيناهو السابق إن الاقتصاد الإسرائيلي يشهد انهيارًا، والاستقرار الاجتماعي يتجه نحو التفكك، ما ينذر بحرب أهلية.
جيش الاحتلال يكذب على القيادة السياسيةوشدد بريك على أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لا ينقل الصورة الحقيقية للمستوى السياسي، بشأن الأزمة الصعبة في صفوفه، ولا يتحدث عن سلاح الاحتياط الذي لم يستجب 40% منه لدعوة الالتحاق بالخدمة العسكرية، والجنود النظامين يخضعون للعلاج بسبب عدم قدرتهم النفسية والجسدية على الاستمرار في القتال.
وأضاف أن جيش الاحتلال لا يستطيع مواجهة مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة التي تُطلق يوميًا، ما يشل الحياة في الشمال.
انقسام داخل جيش الاحتلالوهاجم بريك وزير جيش الاحتلال يسرائيل كاتس، معتبرًا إياه منفصلًا عن الواقع، وذكر أن رئيس الأركان هرتسي هليفي يسعى لطمأنة الحكومة والجمهور حول قوة جيش الاحتلال رغم الوضع المتردي.
وشدد على أن رئيس الأركان ينفذ ما يأمره به وزير جيش الاحتلال من دون أن يشرح له الوضع السيئ للجيش، وأنه غير قادر على القيام بمناورة في العمق ولا البقاء في الأماكن التي احتلها بسبب النقص الشديد في قوات الاحتياط، وأنه ليس في استطاعة هذا الجيش وقف إطلاق مئات الصواريخ والقذائف والمسيّرات التي تعطل الحياة يوميا وتدمر الشمال.