مع فشله في تحقيق أهداف حربه المدمرة على قطاع غزة، وتزايد الضغوط عليه لإنهائها، قد يُقدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على استدراج الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى "حرب كبرى"، على أمل أن ينقذ نتنياهو نفسه.

تلك الرؤية طرحها شاهر الشاهر، في تحليل بموقع "مودرن دبلوماسي" الأمريكي (Modern diplomacy)، على ضوء حرب مدمرة يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وحتى مساء الثلاثاء، خلّفت هذه الحرب 18 ألفا و412 شهيدا، و50 ألفا و100 جريح، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية.

الشاهر قال، في التحليل الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إن "رفع سقف مطالب إسرائيل في بداية الصراع، وفشلها في تحقيقها، زادا من تعقيد الوضع، ما جعل من المستحيل تقريبا على نتنياهو أن يفكر في إنهاء الحرب، فهذا يعني نهاية مسيرته السياسية".

وعلى الرغم من دعوات شعبية وضغوط رسمية في أنحاء العالم، إلا أن نتنياهو يُصر على استمرار الحرب، على أمل إنهاء حكم حركة "حماس" المتواصل لغزة منذ صيف 2007، والقضاء على القدرات العسكرية للحركة التي تؤكد أنها تقاوم الاحتلال وتدافع عن الشعب الفلسطيني.

الشاهر تابع أن "اتساع نطاق الصراع، ولا سيما تصرفات الحوثين في اليمن، يمثل تطورا محفوفا بالمخاطر، ما دفع دول العالم إلى التفكير في التدخل لوقف الحرب التي تشكل الآن تهديدا لطرق التجارة الدولية".

وتضامنا مع غزة، سيطرت جماعة الحوثية، المدعومة من إيران، على أكثر من سفينة مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر، وهو ممر ملاحي حيوي للتجارة العالمية. وتعتبر كل من إيران وإسرائيل الدولة الأخرى العدو الأول لها.

اقرأ أيضاً

لمواجهة حزب الله وحماس في جنوب لبنان.. هكذا يفكر الاحتلال

3 أهداف

و"تاريخيا، كانت الاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط تدور حول ثلاثة أهداف رئيسية هي: تأمين الوصول إلى النفط، وضمان أمن إسرائيل، وحماية طرق التجارة العالمية"، كما أضاف الشاهر.

وأردف: "حاليا، يتعرض أمن إسرائيل لتهديد خطير، إلى جانب الممرات البحرية؛ مما يعرض تدفق النفط إلى أوروبا للخطر، وبالتالي يقوض الاستراتيجية الأمريكية".

واعتبر أن "الطريق الوحيد أمام نتنياهو للمضي قدما هو توسيع الصراع بنجاح من خلال إشراك حزب الله في مواجهة مباشرة مع إسرائيل، وتحويل ساحة المعركة فعليا إلى سوريا (حيث هاجمت إسرائيل جوا ما قالت إنها أهداف إيرانية)".

ومنذ 8 أكتوبر، وتضامنا مع سكان غزة، يتبادل "حزب الله" وفصائل فلسطينية في لبنان بوتيرة يومية قصفا متقطعا مع جيش الاحتلال؛ ما أسفر عن قتلى وجرحى على جانبي "الخط الأزرق" الفاصل"

واستطرد الشاهر: "من هنا، واستجابة لرغبة روسيا وإيران وسوريا في منع نتنياهو من تصعيد الصراع واستدراج الولايات المتحدة، يصبح العمل على مبدأ "تحقيق الردع دون البدء به" أمرا بالغ الأهمية".

واستدرك: "لكن نتنياهو قد يسعى إلى توريط الولايات المتحدة بشكل مباشر في الصراع بشن هجوم على القوات الأمريكية في المنطقة ونسبه إلى الطرف المعارض، على غرار ما حدث في عام 1967 عندما هاجمت إسرائيل المدمرة الأمريكية "يو إس إس ليبرتي"، فقتلت 34 شخصا وأصابت  171 إصابة".

اقرأ أيضاً

بايدن يدعو نتنياهو لتغيير حكومته ويحذر: الإسرائيليون يفقدون الدعم

الملاذ الوحيد

و"الحرب الكبرى هي طموح نتنياهو وملاذه الوحيد بغض النظر عن العواقب. وفي الوقت الحالي، يبدو أنه لا توجد قوة قادرة على كبح جماحه، حتى لو كان بايدن يميل إلى ذلك؛ نظرا للدعم شبه الثابت لإسرائيل في مستويات صنع القرار السياسي الأمريكي"، كما زاد الشاهر.

ويوجد داخل إسرائيل شبه إجماع على أن التحقيقات المرتقبة بشأن المسؤولية عن الإخفاق أمام هجوم "حماس"، في 7 أكتوبر، ستكتب نهاية لحياة  نتنياهو السياسي، وهو أطول رئيس وزراء إسرائيلي بقاءً في السلطة، وحكم لمدة 13 عاما خلال الأعوام الـ15 الأخيرة.

وردا على اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة، شنت "حماس" في 7 أكتوبر الماضي هجوم "طوفان الأقصى" ضد مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية في محيط قطاع غزة.

وقتلت "حماس" في هجومها نحو 1200 إسرائيلي وأصابت حوالي 5431 وأسرت قرابة 239 بادلت العشرات منهم، خلال هدنة إنسانية استمرت 7 أيام، مع الاحتلال الذي يحتجز في سجونه 7800 فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.

وبحسب الشاهر، "كان الضوء الأخضر الذي قدمته الولايات المتحدة لنتنياهو مشروطا بالتوقيت وليس بمدى الدمار أو شدة الضرر المحتمل للمدنيين في غزة، لكن بايدن يواجه الآن معضلة حقيقية".

وأوضح أن "سماح بايدن باستمرار الصراع قد يعرض فرصه في الحصول على فترة ولاية ثانية (في عام 2024) للخطر، في حين أن الضغط على إسرائيل لوقف الحرب قد يعيق قدرته على إكمال فترة ولايته الحالية، لا سيما في ضوء اعتماد نتنياهو على اللوبي الصهيوني المؤثر داخل الولايات المتحدة".

اقرأ أيضاً

جثة سياسية تتحرك.. تغريدة منتصف الليل قد تعجل بدفن نتنياهو

المصدر | شاهر الشاهر/ مودرن دبلوماسي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: فشل غزة نتنياهو بايدن حرب كبرى حماس إيران لبنان الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

الصليب الأحمر يناشد أطراف الصراع السوداني التزام «إعلان جدة»

الخرطوم: «الشرق الأوسط» حثَّت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الخميس، أطراف النزاع في السودان على الالتزام بـ«إعلان جدة» الموقَّع في مايو (أيار) 2023 واحترام القانون الدولي الإنساني، وحذَّر الصليب الأحمر في تقريره بمناسبة مرور نحو عامين على اندلاع الحرب بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» من أن «التجاهل الصارخ لمبادئ القانون الدولي الإنساني والانخفاض الحاد في تمويل المساعدات الإنسانية» ساهما في تفاقم الأزمة الكارثية في السودان.

وحذَّرت اللجنة من أنها رصدت خلال عامين من النزاع في السودان وقوع هجمات مثيرة للقلق على مستشفيات ومنشآت أخرى للبنية التحتية، وطالبت بتكثيف الجهود الدبلوماسية والإنسانية لتقديم الإغاثة التي يحتاج إليها السودانيون.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن اثنين من كل ثلاثة سودانيين لا يستطيعون الحصول على الرعاية الصحية بسبب تدمير معظم المنشآت الطبية جراء الحرب بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» المستمرة منذ أبريل (نيسان) 2023.

وحسب تقرير أصدرته اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الخميس، تسببت الحرب في تعطيل 70 إلى 80 في المائة من المنشآت الصحية في مناطق النزاع بالسودان.

وأفاد التقرير بأن هذه الأرقام تعني أن «الأمهات يلدن من دون مساعدة ماهرة، وأن الأطفال لا يحصلون على التطعيمات الضرورية، وأن الأشخاص المصابين بأمراض خطيرة لا يتلقون الرعاية الصحية».

وأضاف الصليب الأحمر أنه تلقى تقارير عن أعمال عنف جنسي خلال الصراع في السودان، مؤكداً أن العنف الجنسي هو انتهاك خطير للقانون الدولي الإنساني.

وطالبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر المجتمع الدولي بألا يغضّ الطرف عمَّا يجري في السودان، مشددةً على أن ملايين الأرواح في خطر، وأن استقرار المنطقة بأكملها على المحك.

وقال رئيس بعثة اللجنة الدولية في السودان، دانيال أومالي: «لا يجوز أن يدير المجتمع الدولي ظهره للسودان، فملايين الأرواح واستقرار منطقة بأكملها على المحك. علينا تكثيف الجهود الدبلوماسية والإنسانية المُنسّقة لتقديم الإغاثة التي يحتاج إليها الشعب السوداني بشدة. والآن هو الوقت المناسب للاستثمار في احترام القانون الدولي الإنساني».

وأشار تقرير اللجنة الدولية إلى «بعض الاتجاهات المُقلقة التي رصدتها اللجنة الدولية خلال العامين الماضيين» منذ اندلاع الحرب «مثل عرقلة الرعاية الصحية العاجلة، وأنماط الهجمات على المستشفيات»، التي تتضمن النهب والتخريب والعنف الجسدي ضد الطواقم الطبية والمرضى وحرمان المدنيين من الخدمات الصحية.

وأضاف التقرير أنه بناءً على هذا يضطر المرضى إلى السفر لمسافات بعيدة للحصول على الرعاية الصحية، وعادةً ما يفشلون في ذلك بسبب قطع الطرق والتهديدات الأمنية.

وحذر التقرير من النقص الحاد في الأدوية والمعدات والطواقم الطبية المُدرَبة في العشرين في المائة المتبقية من المنشآت الصحية التي ما زالت تعمل في السودان.

ولفت التقرير النظر إلى مدينة الفاشر في شمال دارفور، غرب البلاد، بوصفها «مثالاً صارخاً» لتأثير الحرب على الخدمات الصحية، مذكِّراً بالهجوم الذي استهدف المستشفى السعودي في المدينة في يناير (كانون الثاني)، «آخر المستشفيات المدنية العاملة في الفاشر»، والذي أدى إلى مقتل 70 شخصاً من المرضى ومن كانوا معهم.

وأكد تقرير اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن القطاع الصحي السوداني، الهش أصلاً قبل اندلاع الحرب، «يشهد انهياراً، والأرواح أصبحت على المحك».

ويخوض الجيش السوداني حرباً ضد «قوات الدعم السريع» منذ أبريل (نيسان) 2023 بعد خلافات حول خطط لدمجها في القوات المسلحة في أثناء عملية سياسية للانتقال إلى حكم مدني.

وأدى النزاع في السودان الذي يدخل عامه الثالث في الشهر الجاري، إلى كارثة إنسانية هائلة مع مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون شخص فيما الملايين على حافة المجاعة.  

مقالات مشابهة

  • الصليب الأحمر يناشد أطراف الصراع السوداني التزام «إعلان جدة»
  • الكرملين ينفي «ادعاءات كييف» بجر بكين إلى الصراع الأوكراني
  • توكل تشعل المعركة السياسية: الإصلاح لن يدعم الحرب ضد الحوثي إلا بهذا الشرط
  • تمرد في الجيش.. رسالة صادمة تهز إسرائيل وتثير غضب نتنياهو
  • يديعوت أحرونوت: ترامب يمنح نتنياهو أسبوعين أو ثلاثة أسابيع لإنهاء العدوان على غزة
  • ضمن سياسة تفكيك الجغرافيا الفلسطينية وضغطًا على «حماس».. إسرائيل تمحو رفح من الخريطة وتحولها لمنطقة عازلة
  • اتصالات تركية مع إسرائيل لتجنب تصعيد الصراع في سوريا
  • هجينية الصراع
  • نتنياهو: تركيا تسعى لإنشاء قواعد عسكرية في سوريا وهذا يشكل تهديدًا على إسرائيل
  • زعيم حزب إسرائيلي يكشف كذب نتنياهو ويحمله مسؤولية مقتل الأسرى