بعد انتشار الجدري.. ما خطورة الوضع الصحي في قطاع غزة؟
تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT
يتفاقم المعاناة في القطاع الصحي بغزة مع استمرار الحرب منذ السابع من أكتوبر الماضي، حيث شهد القطاع شهرين من الصراع، مع فترات قصيرة من الهدنة التي انتهت مؤخرًا بعد أسبوع واحد.
حيث أطلق مدير مستشفى أبو يوسف النجار في رفح، مروان الهمص، تحذيرًا مؤخرًا بشأن تفشي مرض الجدري بين الأطفال النازحين في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، محذرًا من احتمال تحوله إلى وباء في غضون الأيام القادمة، نظرًا لعدم توفر العلاجات الضرورية لاحتواء المرض.
كما أن تفشي المرض قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تؤثر على صحة الأطفال، خصوصًا في ظل تدهور الأوضاع الصحية بالمدينة وقلة الأسرة المتاحة في المستشفيات.
ومرض الجدري لا يُعتبر خطيرًا لكنه يصيب الأطفال والحوامل بشكل أكبر بسبب ضعف مناعتهم.
وتكون أعراض المرض كالآتي:
- الصداع والحمى والتقيؤ مع آلام عامة في الجسم والظهر.
- ظهور نتوءات حمراء في الجسم بعد عدة أيام، تبدأ عادة في الفم واللسان وتمتد إلى الأطراف.
- تكون صديد داخل هذه النتوءات، وتظهر في البداية في منطقة الفم وتنتقل إلى اليدين والساقين والقدمين.
- يمكن لحامل المرض نقل العدوى خلال فترة الظهور للأعراض، مما يستدعي عزل المصابين.
فالحرب أحدث وضعًا كارثيًا في القطاع الصحي، وصل إلى ما وصفته الصليب الأحمر بأنه نقطة اللاعودة.
هذا جاء مع خروج عدة مستشفيات عن الخدمة وتضرر مراكز صحية بسبب القصف، مما أدى إلى نقص حاد في المستلزمات الطبية الأساسية.
هذا الوضع يتزامن مع انتشار العديد من الأمراض والعدوى، مما يزيد من تدهور الوضع الصحي، خاصة بين الفئات الأكثر ضعفًا، مثل الأطفال وكبار السن ومن يعانون من أمراض مزمنة.
ومع استئناف القتال بعد فترة هدنة قصيرة، تتزايد المخاطر على الوضع الصحي في البلاد، وهو ما حذرت منه منظمة الصحة العالمية.
والمدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، وصف التقارير عن الأعمال العدائية المستمرة والقصف العنيف في غزة بأنها مرعبة في تغريدة عبر منصة تويتر.
وفي تدوينة تصف جانبًا من الواقع الصحي في غزة، حيث زار فريق مستشفى نصار الطبي في الجنوب وواجه وضعًا مؤلمًا.
و المستشفى كان مكتظًا بـ 1000 مريض، يفوق ثلاثة أضعاف طاقته الاستيعابية.
و وصف المشهد بوجود أعداد لا تُحصى من الناس يبحثون عن مأوى، وامتلاء كل مساحة من أركان المنشأة.
والمرضى كانوا يتلقون الرعاية الطبية على الأرض، وأصوات الصراخ من الألم كانت سمة بارزة.
كما تحدث الفريق الطبي عن واقع مرير في مستشفى نصار الطبي بغزة، حيث اكتظ بـ 1000 مريض، أكثر من ثلاثة أضعاف طاقته.
والمشهد كان مأساويًا مع أعداد لا يُحصى من الناس يبحثون عن مأوى وامتلاء كل زاوية بالمرضى، والبعض كان يُعالج على الأرض ويعاني الألم.
وأكد الفريق أن هذه الظروف غير مقبولة على الإطلاق لتوفير الرعاية الصحية، معبرًا عن قلقهم الشديد وحثهم على وقف إطلاق النار فورًا.
والمنظمة الصحية أشارت إلى خطورة انتشار الأمراض في غزة في حال عدم استئناف القطاع الصحي عمله.
كما أن البيانات تشير إلى أن هناك خمسة مستشفيات تعمل جزئيًا في شمال غزة وثمانية مشافٍ فقط يعمل من أصل 11 في الجنوب، مع ذكر أن مشفى واحد فقط لديه القدرة على علاج الحالات الحرجة.
والأمراض المعدية تنتشر بشكل كبير في منشآت الأمم المتحدة للنازحين، وأعراض الإسهال ارتفعت بشكل ملحوظ بين الأطفال، مما ينذر بمزيد من الوفيات إذا لم يتم إعادة بناء النظام الصحي.
ووفقًا للبيانات الأخيرة من المنظمة العالمية للصحة، هناك نحو 100 ألف شخص مصابون بالتهاب رئوي و70 ألف آخرين يعانون من نزلات معوية حادة في غزة.
والمساعدات الواردة إلى القطاع خلال الهدنة لا تفي بالاحتياجات الضرورية، مما يزيد من معاناة القطاع الصحي في ظل نقص المستلزمات الطبية الأساسية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: قطاع غزة الوضع الصحي في قطاع غزة الجدري الوضع الصحى
إقرأ أيضاً:
شهداء بغارات وتحذيرات أممية من الوضع الإنساني الأسوأ منذ بداية حرب غزة
أفادت مصادر طبية للجزيرة باستشهاد 7 فلسطينيين في القصف الإسرائيلي المتواصل على غزة منذ فجر اليوم الثلاثاء، بينما وصفت الأمم المتحدة الوضع الإنساني في القطاع الفلسطيني بأنه "الأسوأ" منذ بدء الحرب على غزة.
وقال مراسل الجزيرة إن قصفا إسرائيليا على حيي الشجاعية والزيتون (شرقي مدينة غزة) خلف 3 شهداء وعددا من المصابين.
كما استشهد فلسطيني في غارة استهدفت منزلاً في حي الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة.
وأضاف المراسل أن غارة ثانية استهدفت خيمة للنازحين في بيت لاهيا (شمال القطاع المدمر) أسفرت عن استشهاد فلسطينيين اثنين وإصابة آخرين.
وقد شيع فلسطينيون في خان يونس جثامين 4 شهداء قضوا في غارة استهدفت خيمةً تؤوي نازحين غرب المدينة.
ومن جانب آخر، نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي 3 عمليات نسف بالتزامن مع قصف مدفعي على شمالي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
نقص الدواءفي الأثناء، يواجه مئات الجرحى والمرضى الذين اضطروا قسرا لمغادرة المستشفى المعمداني -بعد قصفه وخروجه عن الخدمة بشكل كامل- وضعا صحيا كارثياً في ظل الحصار ونقص حاد في المساعدات وانعدام فرص علاجهم.
وقالت وزارة الصحة بغزة إن أزمة نقص الأدوية تعيق عمل الطواقم الطبية لإتمام التدخلات الطارئة للجرحى، مشددة على أن مئات المرضى والجرحى لا تتوفر لهم أدوية وتزداد معاناتهم مع إغلاق المعابر.
إعلانوأكدت الوزارة أن مرضى السرطان والفشل الكلوي والقلب هم الأكثر تأثرا بأزمة نقص الأدوية، قائلة إن "المؤسسات الدولية مطالبة بالضغط على الاحتلال لإدخال الإمدادات الطبية والمستشفيات الميدانية".
وبدورها، حذرت منظمة الصحة العالمية من انتشار الأمراض المعدية والأوبئة في القطاع الفلسطيني المحاصر.
وقالت مارغريت هاريس المتحدثة باسم المنظمة -للجزيرة- إنهم لا يحصلون غالبا على إذن لإدخال مساعدات طبية إلى غزة، مؤكدة أن هناك نقصا حادا بالإمدادات الطبية والأدوية في القطاع.
أزمة إنسانية
إنسانيا، قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن الأمين العام أنطونيو غوتيريش قلق من قصف القوات الإسرائيلية المستشفى الأهلي في غزة.
وأضاف دوجاريك أن إسرائيل لم تسمح بدخول أي مساعدات لأكثر من 7 أسابيع. وجدد رفض الأمم المتحدة المشاركة في أي ترتيب لإيصال المساعدات لا يلتزم بالمبادئ الإنسانية التزاما كاملا.
وكان المكتب الأممي لتنسيق الشؤون الإنسانية حذر من أن الأزمة الإنسانية في غزة هي الأسوأ خلال 18 شهرا منذ بدء الحرب.
وأشار إلى مرور 45 يوما منذ منع دخول أي امدادات عبر المعابر إلى غزة، وهي أطول فترة يتوقف فيها الإمداد حتى الآن.
ومن جانبها، قالت مفوضية الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن شعب غزة منهك من التهجير المستمر والفظائع التي لا تنتهي وصراع البقاء اليومي.
وأكدت المفوضية أن أكثر من 400 ألف شخص قد تم تهجيرهم منذ منتصف مارس/آذار الماضي، وأنه مع منع دخول الإمدادات فإن الجوع والمرض سيتفاقمان.
وشددت المفوضية الأممية للشؤون الإنسانية على وجوب عدم التسامح مع الفظائع الإسرائيلية في غزة مطلقا.
وبدعم أميركي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 167 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
إعلان