يتفاقم المعاناة في القطاع الصحي بغزة مع استمرار الحرب منذ السابع من أكتوبر الماضي، حيث شهد القطاع شهرين من الصراع، مع فترات قصيرة من الهدنة التي انتهت مؤخرًا بعد أسبوع واحد.

حيث أطلق مدير مستشفى أبو يوسف النجار في رفح، مروان الهمص، تحذيرًا مؤخرًا بشأن تفشي مرض الجدري بين الأطفال النازحين في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، محذرًا من احتمال تحوله إلى وباء في غضون الأيام القادمة، نظرًا لعدم توفر العلاجات الضرورية لاحتواء المرض.

كما أن تفشي المرض قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تؤثر على صحة الأطفال، خصوصًا في ظل تدهور الأوضاع الصحية بالمدينة وقلة الأسرة المتاحة في المستشفيات.

ومرض الجدري لا يُعتبر خطيرًا لكنه يصيب الأطفال والحوامل بشكل أكبر بسبب ضعف مناعتهم.

وتكون أعراض المرض كالآتي:

- الصداع والحمى والتقيؤ مع آلام عامة في الجسم والظهر.

- ظهور نتوءات حمراء في الجسم بعد عدة أيام، تبدأ عادة في الفم واللسان وتمتد إلى الأطراف.

- تكون صديد داخل هذه النتوءات، وتظهر في البداية في منطقة الفم وتنتقل إلى اليدين والساقين والقدمين.

- يمكن لحامل المرض نقل العدوى خلال فترة الظهور للأعراض، مما يستدعي عزل المصابين.

فالحرب أحدث وضعًا كارثيًا في القطاع الصحي، وصل إلى ما وصفته الصليب الأحمر بأنه نقطة اللاعودة.

هذا جاء مع خروج عدة مستشفيات عن الخدمة وتضرر مراكز صحية بسبب القصف، مما أدى إلى نقص حاد في المستلزمات الطبية الأساسية.

هذا الوضع يتزامن مع انتشار العديد من الأمراض والعدوى، مما يزيد من تدهور الوضع الصحي، خاصة بين الفئات الأكثر ضعفًا، مثل الأطفال وكبار السن ومن يعانون من أمراض مزمنة.

ومع استئناف القتال بعد فترة هدنة قصيرة، تتزايد المخاطر على الوضع الصحي في البلاد، وهو ما حذرت منه منظمة الصحة العالمية.

والمدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، وصف التقارير عن الأعمال العدائية المستمرة والقصف العنيف في غزة بأنها مرعبة في تغريدة عبر منصة تويتر.

وفي تدوينة تصف جانبًا من الواقع الصحي في غزة، حيث زار فريق مستشفى نصار الطبي في الجنوب وواجه وضعًا مؤلمًا.

و المستشفى كان مكتظًا بـ 1000 مريض، يفوق ثلاثة أضعاف طاقته الاستيعابية.

و وصف المشهد بوجود أعداد لا تُحصى من الناس يبحثون عن مأوى، وامتلاء كل مساحة من أركان المنشأة.

والمرضى كانوا يتلقون الرعاية الطبية على الأرض، وأصوات الصراخ من الألم كانت سمة بارزة.

كما تحدث الفريق الطبي عن واقع مرير في مستشفى نصار الطبي بغزة، حيث اكتظ بـ 1000 مريض، أكثر من ثلاثة أضعاف طاقته.

والمشهد كان مأساويًا مع أعداد لا يُحصى من الناس يبحثون عن مأوى وامتلاء كل زاوية بالمرضى، والبعض كان يُعالج على الأرض ويعاني الألم.

وأكد الفريق أن هذه الظروف غير مقبولة على الإطلاق لتوفير الرعاية الصحية، معبرًا عن قلقهم الشديد وحثهم على وقف إطلاق النار فورًا.

والمنظمة الصحية أشارت إلى خطورة انتشار الأمراض في غزة في حال عدم استئناف القطاع الصحي عمله.

كما أن البيانات تشير إلى أن هناك خمسة مستشفيات تعمل جزئيًا في شمال غزة وثمانية مشافٍ فقط يعمل من أصل 11 في الجنوب، مع ذكر أن مشفى واحد فقط لديه القدرة على علاج الحالات الحرجة.

والأمراض المعدية تنتشر بشكل كبير في منشآت الأمم المتحدة للنازحين، وأعراض الإسهال ارتفعت بشكل ملحوظ بين الأطفال، مما ينذر بمزيد من الوفيات إذا لم يتم إعادة بناء النظام الصحي.

ووفقًا للبيانات الأخيرة من المنظمة العالمية للصحة، هناك نحو 100 ألف شخص مصابون بالتهاب رئوي و70 ألف آخرين يعانون من نزلات معوية حادة في غزة.

والمساعدات الواردة إلى القطاع خلال الهدنة لا تفي بالاحتياجات الضرورية، مما يزيد من معاناة القطاع الصحي في ظل نقص المستلزمات الطبية الأساسية.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: قطاع غزة الوضع الصحي في قطاع غزة الجدري الوضع الصحى

إقرأ أيضاً:

الجمعية الوطنية للمصحات الخاصة تحذر من ممارسات غير أخلاقية وتلوح بالقضاء لحماية القطاع الصحي

أصدرت الجمعية الوطنية للمصحات الخاصة بيانًا شديد اللهجة تدعو فيه إلى الوقف الفوري للممارسات المشبوهة التي تسيء لمهنة الطب وللثقة العامة في المصحات الخاصة.

وأعربت الجمعية في بيان تتفر مملكة بريس على نسخة منه، عن استيائها العميق من الأساليب غير القانونية التي ظهرت مؤخرًا في بعض المصحات الخاصة، حيث تم استخدام جمعيات وهمية ووسطاء لجذب المواطنين تحت ذريعة استفادتهم من حملات طبية وهمية.

الجمعية أكدت أن هذه الممارسات تشكل خرقًا صارخًا للضوابط الأخلاقية، وتؤدي إلى التشويش على سمعة المصحات الخاصة والمنظومة الصحية بشكل عام في المملكة.

وأعلنت الجمعية الوطنية للمصحات الخاصة عن رفضها القاطع لهذه التجاوزات، داعية جميع المصحات إلى الالتزام الكامل بالأخلاقيات المهنية والضوابط القانونية المعمول بها في القطاع الصحي. كما طالبت المصحات التي تورطت في هذه الممارسات التراجع الفوري عنها والامتناع عن أي ممارسات قد تضر بالمواطنين أو بالقطاع الصحي.

وفي حال استمر الوضع كما هو عليه، حذرت الجمعية من أنها لن تتوانى في اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، بما في ذلك تقديم شكاوى رسمية أمام القضاء، لحماية سمعة المصحات الخاصة وتحصين مهنة الطب من أي انتهاكات تضر بمصداقيتها. الجمعية أكدت أن هذه الخطوات تأتي في إطار التزامها الكامل بترسيخ ثقافة الاحترام والنزاهة في المنظومة الصحية، ودعم رؤية المملكة لتعميم التغطية الصحية وتحقيق العدالة الاجتماعية في الوصول إلى الرعاية الصحية.

وتجدد الجمعية التأكيد على أن التصدي لهذه الممارسات المخالفة يتطلب وحدة جميع الفاعلين في القطاع الصحي، من أطباء ومهنيين، لضمان تقديم خدمات طبية ذات جودة عالية وبكل نزاهة، بعيدًا عن أي استغلال أو تضليل.

مقالات مشابهة

  • المصل واللقاح: اللقاحات آمنة والتكاسل عنها أخطر من الفيروسات
  • وزير الصحة اليمني: "يونسيف" شريك أساسي وفاعل في القطاع الصحي
  • الجيش اللبناني يحذّر المواطنين من خطورة الوضع جنوباً
  • السيسي وولي عهد الأردن يحذران من خطورة التصعيد في الضفة الغربية
  • وزير الصحة يبحث مع سفير الفلبين بمصر سبل تعزيز التعاون في القطاع الصحي
  • وزير البيئة بالحكومة الليبية يناقش سبل دعم القطاع الصحي في المنطقة الجنوبية
  • كيف تدعم الفنون القطاع العقاري بشكل مستدام؟
  • استشاري جهاز هضمي: القيادة الحكيمة وراء ما تم إنجازه في القطاع الصحي
  • الجمعية الوطنية للمصحات الخاصة تحذر من ممارسات غير أخلاقية وتلوح بالقضاء لحماية القطاع الصحي
  • التكنولوجيا المتقدمة تعيد تشكيل القطاع الصحي