قبل أكثر من 30 عاما استشعر زعماء العالم في ريو دي جانيرو مدى الخطر الذي تواجهه البشرية جراء أزمة الاحترار المناخي .لكن الشعور بالخطر لم يكن كافيا حينئذ اذ خلت قمة الأرض التي اختاروا لها عنوانا عاطفيا من أي التزامات وغلب عليها تعدد الإرادات وتباين المصالح.

بيد أن الأمر الجيد هو الاتفاق على دورية عقد القمة تحت راية الأمم المتحدة.


توالت مؤتمرات COP لكن العالم احتاج لأكثر من 3 عقود ليخرج للمرة الأولى بالتزامات واقعية في “COP28“ ويتم ”إنجاز المهمة” التي طالما نادت بها رئاسة COP28 وهي احتواء الجميع.
للمرة الأولى يتفق قادة وزعماء العالم والمنظمات الدولية والأهلية وقادة الأعمال على خطوط عريضة واضحة ومحددة لإنقاذ الكوكب بعد مناقشات ماراثونية استمرت حتى اللحظات الأخيرة نتج عنها “اتفاق الإمارات” الذي يمثل حزمة تاريخية من التدابير التي تقدم خطة قوية لنتمكن من تحقيق هدف 1.5 درجة مئوية وهو ما وصف بانتصار التعددية والدبلوماسية المناخية في مرة أولى وفريدة تتفق فيها كافة الدول على هذه النقطة.
“صندوق الحلول المناخية ”
فمنذ أول يوم لانطلاق المؤتمر أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” عن تأسيس صندوق الحلول المناخية بمبلغ 30 مليار دولار في إنجاز اعتبر نصرا للإنسانية ولكوكب الأرض على حد سواء.
وتجاوزت الالتزامات المالية التي تعهدت بها الدول والمؤسسات المالية الدولية والأهلية مبلغ 83 مليار دولار.
تعهدات تميزت بشموليتها وطالت للمرة الأولى النظم الغذائية والصحة والطاقة المتجددة وإزالة الكربون.
” الصندوق العالمي للمناخ ”
لكن النقطة اللامعة في المؤتمر مع كل هذه التعهدات الضخمة ثمثلت في نجاح رئاسة COP28 في تيسير التوصل إلى اتفاق تاريخي لتفعيل الصندوق العالمي للمناخ في اليوم الأول، حيث تم بالفعل التعهد بمبلغ 726 مليون دولار وأعلنت الإمارات خلال الساعات الأولى من الحدث عن مساهمتها بمبلغ 100 مليون دولار في الصندوق.
“تقاسم المسؤولية”
أظهر المؤتمر المعنى الحقيقي لتقاسم المسؤولية بين دول وشعوب العالم وتم تصحيح المسار الطويل والضبابي ووضع الجميع أمام مسؤولياته للحفاظ على معدل 1.5 درجة مئوية والإبقاء عليه في متناول اليد.
“احتواء الجميع”
ومنذ اليوم الأول حتى اليوم الختامي أظهر COP28 أن العمل بروح التضامن الإنساني والمصير العالمي المشترك من شأنه أن يحتوي الجميع.
وحتى يتحقق ذلك كان لابد من سد الفجوة بين الطموح والإنجاز الفعلي من خلال إشراك جميع المعنيين في المفاوضات، وإعادة بناء الثقة بمؤتمرات الأطراف في إطار من الشفافية والوضوح وعدم تجاوز أحد.
“نهج واقعي”
ثمة نهج واقعي تم تبنيه من البداية يراعي دعم سياسات فعّالة وجادة لتحقيق الحياد الكربوني وتصفير الانبعاثات، ودعم سياسات النمو الاقتصادي في الوقت نفسه.
فالعمل المناخي يغذي النمو والازدهار بينما تخدم الوفرة الناجمة عن النمو الاقتصادي السياسات المُحفزة للوصول إلى “صافي الانبعاث الصفري”.
“العقد الحاسم”
ورغم تباين الآراء والتوجهات الدولية واختلاف رؤى كل دولة على حدة في كيفية تحقيق هدف الأمم المتحدة بالحياد الكربوني وكذا الاختلاف في كيفية تعويض البلدان النامية ..فقد نجحت رئاسة COP28 في إيصال الرسالة الأكثر اتفاقا بين الجميع وهي “إدراك أن العقد الحالي هو عقد حاسم لتحقيق الأهداف المناخية، وتذليل العقبات أمام ذلك، والانتقال من الكلام عن وضع الأهداف إلى تنفيذها، خاصةً في قضايا التخفيف، والتكيُّف، والتمويل المناخي، والخسائر والأضرار”.
وتم التأكيد مراراً أنه لا مجال للفشل ولا مجال للعودة إلى الوراء وحان الوقت للوصول لاتفاق عادل ومنصف.
“قادة الأعمال”
لقد احتوى COP28 الجميع وحشد دول العالم والمنظمات الدولية والأهلية ولم يغفل القطاع الذي ينظر إليه على أنه نصف المشكلة ونصف الحل ويقصد به قادة الأعمال والأطراف العاملة بقطاع الطاقة ليكون COP28 النسخة الأكثر شمولية لجميع الأطياف بالعالم والأكثر حسما للوصول إلى الأهداف المناخية المستقبلية.
“الصحة والتشريع والأديان”
وللمرة الأولى في مؤتمرات COP نجد أول تمثيل رسمي للصحة وللبرلمانيين الدوليين وللأديان فقد احتلت الصحة موقعا مركزيًا في المحادثات..وعقدت بالتزامن معه وفي المكان نفسه اجتماعات مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي ليعكس تقاسم المسؤولية بين المؤسسات الوطنية التنفيذية والتشريعية.
“ما بعد COP28”
لن يكون من المبالغة في شيء القول إن ما بعد COP28 لن يكون مشابها لما قبله ليس لجهة النتائج المحققة فحسب بل بالنظر إلى التوافق الدولي غير المسبوق عليها.
وتكفي الإشارة إلى ما كشفه وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة رئيس مؤتمر أطراف المناخ، معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر أن الجهود المبذولة خلال COP28 أثمرت عن التزام مناخي غير مسبوق من الصين والولايات المتحدة إذ تم جمع الولايات المتحدة والصين في التزام غير مسبوق بتخفيض غاز الميثان والغازات الأخرى غير ثاني أكسيد الكربون على مستوى الاقتصاد بأكمله..
“معايير عالية للإنجاز”
لقد وضع COP28 معايير عالية للإنجاز القائم على الواقعية ووضعت الإمارات كامل خبراتها وعلاقاتها المتميزة للخروج بنسخة استثنائية لمؤتمر الأطراف وصفتها الوفود المشاركة بأنها الأفضل والأكثر احتواء للجميع ..ولهذا يمكن القول بكل أريحية إن كوكب الأرض وجد أخيرا متنفسا للبناء عليه في رحلة تعافيه.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

منظمة العفو الدولية تتهم الإمارات وفرنسا بتزويد قوات الدعم السريع بالأسلحة في السودان

أعلنت منظمة العفو الدولية، يوم الخميس، أن المركبات المدرعة المصنعة في الإمارات والمزودة بتكنولوجيا عسكرية فرنسية، تُستخدم من قبل القوات شبه العسكرية السودانية في النزاع القائم مع الجيش السوداني، وهو ما يشكل انتهاكًا محتملاً لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة.

اعلان

وأوضحت المنظمة الحقوقية في تقرير لها أنها رصدت ناقلات جنود مدرعة من طراز "نمر عجبان" - المصنعة من قبل مجموعة "إيدج" الإماراتية - في مناطق متعددة من السودان، بما في ذلك دارفور، حيث يستخدمها أفراد قوات الدعم السريع في عملياتهم العسكرية. كما أشارت المنظمة إلى أن هذه المركبات مزودة بنظام الدفاع الفرنسي "جاليكس"، الذي تصنعه شركات "لاكروا ديفنس" و"كي إن دي إس" الفرنسية.

وقالت منظمة العفو الدولية إنها تحققت من صور منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر المركبات التي استولى عليها وتلك التي دمرها الجيش السوداني.

Relatedبالفيديو: الجيش السوداني يسيطر على شوارع بحري بعد معارك ضارية مع قوات الدعم السريعحمدوك يُعرب عن خشيته من اندلاع حرب أهلية في السودان ويُحذر: على أوروبا الاستعداد لاستقبال الملايينالسودان بين المطرقة والسندان: هل تُنهي العقوبات دوامة الدمار؟قوات الدعم السريع في السودان متهمة بالاعتداء الجنسي على ضحايا تتراوح أعمارهن بين 8 و75 سنة

وقالت الأمينة العامة للمنظمة، أنياس كالامار: "تبين من بحثنا أن الأسلحة المصممة والمصنعة في فرنسا تُستخدم بشكل نشط في ساحة المعركة في السودان". وأضافت: أن "أي استخدام لنظام جاليكس من قبل قوات الدعم السريع في دارفور يعد خرقًا واضحًا لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة".

وكانت الأمم المتحدة قد فرضت حظراً على الأسلحة في دارفور منذ عام 2004 في أعقاب الاتهامات الموجهة إلى الميليشيات الحكومية بالقيام بتطهير عرقي ضد سكان الإقليم من غير العرب.

وفي رد على تحقيقات منظمة العفو الدولية، أفاد متحدث باسم الحكومة الإماراتية في بيان يوم الخميس، بأن "الإمارات العربية المتحدة تعرض لحملة تضليل منسقة تهدف إلى تقويض سياستنا الخارجية ودورنا الإقليمي وجهودنا الإنسانية". وأضاف المتحدث أن "الاتهامات الموجهة ضد دولة الإمارات من قبل ممثلي الجيش السوداني، والتي زعمت تورط الإمارات في النزاع السوداني، هي أمر مشين وغير مقبول".

يُذكر أن الحكومة السودانية كانت قد اتهمت الإمارات في يونيو الماضي بتزويد قوات الدعم السريع بالأسلحة، وهو ما وصفه مراقبو الأمم المتحدة بـ"الاتهام ذا مصداقية". لكن الإمارات نفت بشكل مستمر تلك الاتهامات.

واندلعت الحرب الأهلية في السودان في أبريل/نيسان 2023 إثر تصاعد التوتر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى مواجهات عنيفة. ويُتهم كلا الطرفين بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان وجرائم حرب، خلال النزاع الذي أسفر عن مقتل أكثر من 20,000 شخص وجرح نحو 33,000، وتهجير 11.6 مليون شخص، منهم 8.3 مليون داخل السودان و3.1 مليون فروا إلى البلدان المجاورة.

المصادر الإضافية • أب

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية الجيش السوداني يُسجِّل أول انشقاق لقيادي كبير في قوات "حفتر السودان" الدعم السريع الخارجية الإماراتية تستنكر استهداف مقر سفيرها في الخرطوم وتتهم الجيش السوداني بالتصعيد الكوليرا تنتشر في السودان وجنرالات الحرب يواصلون قتالهم دون هوادة قوات الدعم السريع - السودانمنظمة العفو الدوليةجمهورية السودانحرب أهليةالإمارات العربية المتحدةأفريقيااعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. قصف إسرائيلي يستهدف مدرسة تؤوي نازحين شمال غزة واشتباكات من مسافة صفر بين حزب الله والجيش الإسرائيلي يعرض الآن Next روسيا تحقق تقدماً في دونيتسك: السيطرة على ريفنوبيل والخسائر الأوكرانية تتصاعد يعرض الآن Next غروسي من طهران: المواقع النووية يجب أن تكون محمية والرئيس الإيراني يؤكد "لن نسعى لامتلاك سلاح نووي" يعرض الآن Next "لم يكونوا عائلات كما كان يُعتقد".. تحليل الحمض النووي يعيد رسم صورة ضحايا بومبي يعرض الآن Next وصف عناصر حماس بـ"الحيوانات الشرسة".. ماذا نعرف عن ماركو روبيو وزير الخارجية الأمريكي الجديد؟ اعلانالاكثر قراءة روسيا تحذّر من اجتياح إسرائيلي لسوريا وتقول إن قواتها حاضرة مقابل مرتفعات الجولان "كان لا بد من كشف الحقيقة"... أمريكي متهم بتسريب خطط إسرائيلية لضرب إيران لا مجال لكسب مزيد من الوقت.. النيابة العامة الإسرائيلية ترفض تأجيل شهادة نتنياهو بقضايا الفساد مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز بين السماء والأرض: ألمانيان يحطمان الرقم القياسي في التزلج على الحبل المتحرك بارتفاع 2500 متر اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومكوب 29دونالد ترامبإسرائيلروسياالحرب في أوكرانيا محكمةضحاياأوكرانياالصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزةمحاكمةقطاع غزةالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

مقالات مشابهة

  • ندوة علمية بجامعة إب تحت شعار “الجودة مسؤولية الجميع”
  • “تنسنت” الصيني يفاجئ الجميع بنشر تفاصيل دقيقة لهجوم قوات صنعاء الاستباقي على حاملة الطائرة الأمريكية “لينكولن”
  • منظمة العفو الدولية تتهم الإمارات وفرنسا بتزويد قوات الدعم السريع بالأسلحة في السودان
  • سيف بن زايد: مصادرة مضبوطات بأكثر من 11 مليون دولار في عملية درع الغابة الدولية
  • للمرة الأولى.. بيتكوين تتجاوز 90 ألف دولار
  • اليابان والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية تطلق مناورات “حافة الحرية”
  • “العفو الدولية” تطالب “الفيفا” بتعليق ملف استضافة السعودية كأس العالم
  • بن زايد: الإمارات حريصة على دعم التعاون مع مختلف الأطراف
  • رئيس الدولة: «اتفاق الإمارات» التاريخي الناتج عن «كوب 28» يعزز العمل المناخي
  • “إكسير اكسبو” يدشن نسخته الأولى في أرض المعارض الدولية في مشرف غداً وحتى 16 من شهر نوفمبر الجاري