تعرض لحادث غريب قبل 175 عامًا.. العلماء يعيدون بناء وجه فينياس جيج| شاهد
تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT
أعاد العلماء رسم وجه فينياس جيج، رئيس عمال بناء السكك الحديدية الأمريكية الذي تعرض لحادث غريب نجا منه بأعجوبة قبل 175 عامًا.
ورغم شدة الحادث المشهور لفينياس جيج والذي أصيب فيه بقضيب حديدي في رأسه حيث دمر جزءثًا كبيرًا من الفص الجبهي، مؤثرًا على شخصيته وسلوكه طوال الاثناعشر سنة المتبقية من حياته.
وكان فينياس جيج يمهد الطريق لخط سكة حديد جديد في ولاية فيرمونت الأمريكية في 13 سبتمبر 1848 عندما قلب انفجار عرضي حياته رأساً على عقب.
وبعد كل هذه السنوات، قام العلماء بتحليل بتحليل جمجمة فينياس جيج لإعادة بناء وجهه بعد الحادث، وفقًا لما ذكرته صحيفة “الديلي ميل” البريطانية.
وأصبح الآن يمكن رؤية وجهه لحظة الاصطدام، بعد أن تم استخدام جمجمته لاستكمال إعادة بناء ملامحه بواسطة الطب الشرعي.
وعادةً ما تُظهر عمليات إعادة بناء الوجه التي يجريها الطب الشرعي كيف كان شكل الشخص عند وفاته، لكنها في هذه الحالة تلتقط لحظة واحدة من حياة الشخص.
وقال شيشرون مورايس، مؤلف الدراسة الجديدة: "في حالة جيج، فإن مظهر الوجه ليس هو الجزء الرئيسي من العملية، حيث أن لدينا صورتين له على الأقل".
وتابع: "الشيء المثير للاهتمام في هذا المشروع هو استخدام التكنولوجيا ثلاثية الأبعاد والمعرفة المكتسبة في التخطيط الجراحي لإعادة بناء ديناميكيات الشريط الذي يمر عبر الرأس.
ويمكن للعلماء إعادة تكوين وجه الشخص من جمجمته عن طريق تحديد العمق المحتمل للجلد في أجزاء مختلفة من الرأس، باستخدام البيانات التي تبرع بها الأشخاص الأحياء.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: السكك الحديدية اعادة بناء وجه بناء وجه
إقرأ أيضاً:
يوم المرأة العالمي: إعادة التفكير في الحرية التي لم تكتمل
في يوم المرأة العالمي، نحتفي بها، لكن بأي امرأة؟
تلك التي رسمها الخيال الجماعي في صورة انتصارٍ رمزي؟ أم المرأة التي ما زالت تقف عند حافة التاريخ، تنظر إلى حريتها كضوء بعيد لا يكتمل؟
التاريخ ليس مجرد خط صاعد نحو التقدم، بل شبكة معقدة من الصراعات. والمرأة، رغم كل ما تحقق، لم تخرج تمامًا من ظل الأنظمة التي صاغت وجودها.
قد تكون تحررت من بعض السلاسل، لكنها ما زالت محاطة بجدران غير مرئية، جدران صنعتها السياسة، والدين، والاقتصاد، وحتى اللغة نفسها.
هكذا نجد أن أسماء مثل فاطمة أحمد إبراهيم، التي ناضلت من أجل حقوق المرأة في السودان، لم تواجه فقط السلطة السياسية، بل واجهت بنية اجتماعية متجذرة صممت كي تعيد إنتاج القهر بأشكال جديدة.
لكن السؤال الأهم: هل التحرر أن تُمنح حقوقًا ضمن قواعد لعبة لم تصممها؟ أم أن التحرر الحقيقي هو إعادة تشكيل القواعد ذاتها؟
في مجتمعات تتقن إعادة إنتاج القهر بوجوه ناعمة، يصبح السؤال أكثر تعقيدًا: هل حصلت المرأة على حريتها، أم أنها فقط صارت أكثر وعيًا بما سُلِب منها؟
وإذا كان التحرر مسارًا متجدّدًا، فإن كل انتصار تحقق كان مصحوبًا بقيود جديدة، أكثر خفاءً، وأكثر فاعلية.
المرأة نالت حق التعليم، لكن ضمن أطر تحدد لها ماذا يعني أن تكون “مثقفة” وفق تصورات السلطة، كما حدث مع ملكة الدار محمد، كأول روائية سودانية ولكن بقي صوتها محصورًا داخل سياقات لم تعترف بإبداعها كما يجب.
المرأة نالت حق العمل، لكن في سوق مصمم لإدامة أشكال غير مرئية من الاستغلال، كما شهدنا مع النساء في الثورة السودانية اللواتي وقفن في الصفوف الأمامية، ثم وجدن أنفسهن مستبعدات من مراكز القرار.
نالت المرأة الحقوق السياسية، لكنها ظلت داخل أنظمة لم تتغير جذريًا، كما حدث مع الكثير من الناشطات اللواتي تم تهميشهن بعد الثورات، رغم أنهن كنّ المحرك الأساسي لها.
في ظل هذه التناقضات، يبقى السؤال: هل تحررت المرأة حين دخلت فضاء العمل والسياسة، أم أن الفضاء نفسه أعاد تشكيلها لتناسب إيقاعه، دون أن يسمح لها بتغييره من الداخل؟
لا يزال العالم يحتفي بالمرأة بناءً على الأدوار التي تؤديها للآخرين: أم، زوجة، ابنة، وحتى في أكثر الخطابات تحررًا، تُقدَّم كـ”مُلهمة” و”صانعة تغيير”، لكن نادرًا ما تُمنح حق الوجود كذات مستقلة.
وربما السؤال الحقيقي ليس “كيف تحررت المرأة؟” بل “ممن تحررت؟” وهل التحرر من سلطة الرجل يكفي، بينما ما زالت خاضعة لسلطة السوق، والسلطة الرمزية، وسلطة الخطابات التي تحدد لها حتى كيف ينبغي أن تتمرد؟
عند هذه النقطة، لم يعد السؤال عن الحقوق وحدها كافيًا، بل أصبح من الضروري إعادة النظر في مفهوم العدالة ذاته. هل يكفي أن تكون هناك مساواة قانونية إذا كان النسيج الاجتماعي نفسه منحازًا؟ هل يمكن للمرأة أن تتحدث بصوتها، أم أنها ما زالت تتحدث داخل الأطر التي صُممت سلفًا؟ إن الاحتفاء بيوم المرأة يجب ألا يكون طقسًا رمزيًا، بل لحظة للتأمل في بنية العالم نفسه. هل هو عالم يمكن للمرأة أن تعيد تشكيله، أم أنه عالم يلتهم كل محاولة لإعادة تعريفه؟
في النهاية، الحرية ليست وجهة تصلها المرأة، بل معركة مستمرة، ليس ضد الآخر فقط، بل ضد الأوهام التي صيغت لتجعلها تعتقد أنها وصلت.
ربما السؤال الأكثر إلحاحًا ليس متى ستحصل المرأة على حقوقها الكاملة، بل: هل هذه الحقوق هي كل ما تحتاجه؟ أم أن التغيير الحقيقي يبدأ عندما لا تكون المرأة مضطرة لأن تثبت أنها تستحقها أصلًا؟
zoolsaay@yahoo.com