مقدمة 2-عزلة إسرائيل تتزايد مع انتقادات من بايدن وسط ارتفاع أعداد قتلى غزة

القاهرة/غزة - رويترز
تتزايد عزلة إسرائيل الدبلوماسية في حربها على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إذ طالبت الأمم المتحدة بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في قطاع غزة وأبلغ الرئيس الأمريكي جو بايدن إسرائيل الحليفة لبلاده أن القصف "العشوائي" للمدنيين ينال من الدعم الدولي.

ومع قتال عنيف يدور في شمال وجنوب القطاع في وقت واحد، أعلنت القوات الإسرائيلية اليوم الأربعاء تكبدها أكبر خسائر في أكثر من شهر بما شمل مقتل ضابط برتبة كولونيل وهو العسكري الأعلى رتبة الذي يلقى حتفه في العمليات البرية.

وقصفت طائرات مجددا قطاع غزة وقال مسؤولون في وكالات إغاثة إن حلول الطقس الشتوي الممطر يزيد من تدهور الوضع الذي تعانيه مئات الآلاف من الأسر بينما تنام في خيام بدائية. والأغلبية العظمى من سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة باتوا مشردين.

وشنت إسرائيل حملتها العسكرية للقضاء على حماس التي تدير القطاع معتمدة على تعاطف دولي بعد هجوم عبر الحدود شنه مقاتلون من الحركة في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوب قالت إنه أدى إلى مقتل 1200 واحتجاز 240 آخرين.

لكن منذ ذلك الحين حاصرت القوات الإسرائيلية القطاع وحولت أغلبه إلى ركام. وتقول السلطات الصحية الفلسطينية إن حملة إسرائيل قتلت أكثر من 18 ألفا ويخشى أن آلافا لا يزالون تحت الأنقاض أو لا يتسنى لسيارات إسعاف الوصول إليهم.

ومنذ انهيار الهدنة التي استمرت أسبوعا في أول ديسمبر، وسعت القوات الإسرائيلية حملتها البرية من شمال قطاع غزة إلى الجنوب باقتحام مدينة خان يونس الجنوبية الرئيسية.

وفي تلك الأثناء، لم يهدأ القتال وسط الركام في شمال القطاع حيث أعلنت إسرائيل من قبل أنها حققت أغلب أهدافها العسكرية هناك.

وأعلنت إسرائيل أن عشرة من جنودها قُتلوا في الساعات الأربع والعشرين الماضية من بينهم ضابط برتبة كولونيل في لواء جولاني للمشاة ولفتنانت كولونيل قاد كتيبة في لواء جولاني. وتلك هي أكبر خسائر في صفوف القوات الإسرائيلية في يوم واحد منذ مقتل 15 في 31 أكتوبر.

وذكر راديو الجيش الإسرائيلي أن أغلب القتلى سقطوا في حي الشجاعية بمدينة غزة شمال القطاع حيث دخلت وحدة مشاة تطارد مسلحين من حماس لبناية وفقدت الاتصال بالقاعدة. ولدى إرسال وحدة أخرى لدعمها تم تفجير قنابل في البناية وفتح مسلحون النار.

* "الدمار والموت"

قالت حماس "إعلان جيش الاحتلال الصهيوني عن مقتل عشرة أغلبهم من الضباط ليلة أمس في الشجاعية شرق غزة، وتزايد أعداد قتلاهم في مختلف محاور القتال، يؤكد حجم الخسارة والفشل لقادة الكيان وجيشه في مواجهة بأس المقاومة وكتائب القسام الذين يوفون بوعدهم بجعل غزة مقبرة للغزاة".

وتابعت الحركة في بيان "نقول للصهاينة بأن قيادتكم الفاشلة لا تلقي أي اعتبار لحياة جنودكم الذين يقتلون ويصابون يوميا بالعشرات، ولا خيار لكم سوى الانسحاب من غزة، فكلما زادت مدة تواجدكم فيها كلما زادت فاتورة قتلاكم وخسائركم، وستخرجون منها تجرون ذيل الخيبة والخسران بإذن الله".

وفي شمال قطاع غزة أيضا، دار قتال عنيف في حي جباليا حيث قال مسؤولون في قطاع الصحة إن القوات الإسرائيلية حاصرت مستشفى واقتحمته واعتقلت أفرادا من الطواقم الطبية وأساءت معاملتهم.

وفي جنوب القطاع، تقدمت قوات إسرائيلية اقتحمت خان يونس في الأيام القليلة الماضية صوب قلب المدينة. ويقول سكان إن قتالا عنيفا يدور دون محاولات أخرى للتقدم في الساعات الأربع والعشرين الماضية.

وقال أبو عبد الله وهو أب لخمسة يعيش على بعد كيلومترين لرويترز "الدبابات الإسرائيلية لم تتحرك أكثر من مركز المدينة. تواجه مقاومة شرسة ونسمع تبادل إطلاق النار وانفجارات أيضا".

وأضاف أن إسرائيل جاءت بجرافات ودمرت الطريق قرب منزل زعيم حماس يحيى السنوار في خان يونس وتابع قائلا "لا يأتون إلا بالدمار والموت في أي مكان يحلون فيه على حساب المدنيين الأبرياء العزل".

والمستشفيات في شمال القطاع توقفت عن العمل إلى حد كبير وفي الجنوب تكتظ بما يفوق طاقتها بالجثث والمصابين الذين يصلون بالعشرات ليل نهار.

وقال الدكتور كريس هوك وهو طبيب بريطاني أرسلته منظمة أطباء بلا حدود لمستشفى ناصر في خان يونس لرويترز "الأطباء وأنا منهم يخطون فوق جثث أطفال لمعالجة أطفال معرضون للموت".

وتقول وكالات دولية إن المساعدات المحدودة التي تصل لقطاع غزة لا توزع إلا في مناطق برفح قرب الحدود المصرية. وحتى هناك بات الوضع أكثر صعوبة هذا الأسبوع مع احتماء مئات الآلاف في المنطقة.

ومن رفح، قالت جيما كونيل التي تقود فريق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية لرويترز في رسالة "الأمطار الغزيرة والرياح خلال الليل. أمر مريع لكل هؤلاء في الملاجئ المؤقتة".

وتقول إسرائيل إنها تشجع دخول مزيد من المساعدات للقطاع عبر الحدود المصرية وتعلن يوميا فترات توقف لأربع ساعات في العمليات قرب رفح لمساعدة المدنيين على الوصول للمساعدات. وتقول الأمم المتحدة إن دخول المساعدات يتأثر إلى حد كبير بعمليات التفتيش المرهقة وانعدام الأمن.

* تصويت الأمم المتحدة

ليس لتصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار يطالب بوقف إطلاق النار أي قوة قانونية إلزامية لكنه أقوى مؤشر حتى الآن على تراجع الدعم الدولي لأفعال إسرائيل.

وأيدت ثلاثة أرباع الدول الأعضاء، وعددها 193، القرار ولم تنضم سوى ثماني دول للولايات المتحدة وإسرائيل في رفضه.

ورحبت السلطة الفلسطينية بالقرار وحثت الدول على الضغط على إسرائيل للامتثال له. وكرر القيادي في حماس عزت الرشق ما ورد في بيان السلطة الفلسطينية وقال عبر تطبيق تيليجرام إن على إسرائيل "وقف عدوانها والإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد شعبنا".

وقبل صدور القرار، قال بايدن إن إسرائيل تحظى الآن بدعم "معظم دول العالم" بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في حربها ضد حركة حماس.

وأضاف خلال فعالية لجمع تبرعات في واشنطن "لكنهم بدأوا يفقدون هذا الدعم بسبب القصف العشوائي الذي يحدث".

وقال زعماء كندا واستراليا ونيوزيلندا في بيان مشترك يدعو إلى وقف إطلاق النار منفصل عن دعوة الأمم المتحدة في القرار "من غير الممكن أن يكون ثمن هزيمة حماس استمرار معاناة جميع المدنيين الفلسطينيين".

وفي أكبر مؤشر علني على الخلاف بين الزعيمين حتى الآن، قال بايدن أيضا إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بحاجة إلى تغيير حكومته المتشددة وإن إسرائيل "لا يمكنها في نهاية المطاف أن تقول لا" لقيام دولة فلسطينية مستقلة وهو أمر يعارضه اليمينيون المتطرفون في الحكومة الإسرائيلية.

وقال نتنياهو إن إسرائيل تختلف مع واشنطن بشأن مستقبل قطاع غزة بعد الحرب وتعارض دعوات الولايات المتحدة لأن تحكم السلطة الفلسطينية المدعومة من الغرب القطاع.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: القوات الإسرائیلیة الأمم المتحدة قطاع غزة خان یونس فی شمال

إقرأ أيضاً:

نتنياهو: إسرائيل تتقدم إلى نهاية مرحلة القضاء على جيش حماس في غزة

(CNN)-- أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الاثنين، أن الجيش الإسرائيلي يتقدم إلى "نهاية مرحلة القضاء" على جيش حماس في غزة.

وقال نتنياهو، متحدثا أمام مجموعة من المسؤولين العسكريين الإسرائيليين والدوليين الذين يدرسون في كلية الأمن القومي: "لقد عدت أمس من زيارة لفرقة غزة. لقد رأيت إنجازات كبيرة للغاية في القتال الدائر في رفح. إننا نتقدم إلى نهاية مرحلة القضاء على جيش حماس الإرهابي". وأضاف: "سنواصل ضرب بقاياها".

وتعهد نتنياهو مرة أخرى بأن إسرائيل ستحقق أهدافها في الحرب ضد حماس، من حيث إعادة الرهائن في غزة، والقضاء على قدرات حماس العسكرية والحكمية في القطاع، وضمان أن غزة لن تشكل تهديدًا ضد إسرائيل، وكذلك إعادة السكان الإسرائيليين النازحين بشكل آمن إلى منازلهم في كل من الجنوب والشمال.

وقبل شن العملية العسكرية في رفح في مايو/أيار، أكد القادة الإسرائيليون أن رفح هي آخر معقل لحماس.

وقال نتنياهو الشهر الماضي إن "المرحلة المكثفة من الحرب مع حماس (في غزة) على وشك الانتهاء"، وأن تركيز الجيش يمكن أن يتحول بعد ذلك إلى الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان.

وأضاف: "هذا لا يعني أن الحرب ستنتهي، لكن الحرب في مرحلتها الحالية ستنتهي في رفح. هذا صحيح. وقال نتنياهو للقناة 14 في التلفزيون في 23 يونيو/حزيران: "سنواصل جز العشب لاحقًا".

مقالات مشابهة

  • مفاوضات أممية مع إسرائيل لنشر نظام اتصالات في قطاع غزة
  • مباشر. حرب غزة: قصف جوي على وسط القطاع واشتباكات في رفح والشجاعية وعملية طعن بالجليل شمال إسرائيل
  • nbc .. تخلي المانحين عن بايدن لن يمنحه سوى خيار الانسحاب ..
  • أوكرانيا تعلن مقتل وإصابة 5 في هجمات روسية على منطقة خاركيف
  • الأمم المتحدة: إسرائيل منعت وصول نصف المساعدات إلى شمال غزة
  • NYT: المقاومة في الضفة الغربية تسعى إلى محاكاة حماس في غزة
  • نتنياهو: إسرائيل تتقدم إلى نهاية مرحلة القضاء على جيش حماس في غزة
  • هجمات 7 أكتوبر.. دعوى قضائية على 3 دول
  • يديعوت أحرونوت: غضب من صحفية يابانية نفت ارتكاب حماس عمليات اغتصاب
  • الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض 20 مقذوفا أُطلقت من غزة