إسرائيل تتجه لمعاقبة “العفو الدولية” بسبب مواقفها
تاريخ النشر: 13th, July 2023 GMT
الناصرة- متابعات- ذكرت صحيفة هآرتس العبرية، صباح الخميس، أن مصلحة الضرائب الإسرائيلية، أبلغت منظمة العفو الدولية، أنها تدرس حرمانها من المزايا الضريبية بسبب تطبيق قانون ما يعرف باسم “المقاطعة”. وبحسب الصحيفة العبرية، فإن الحكومة الإسرائيلية، تريد أن تحمل فرع المنظمة في إسرائيل المسؤولية عن الدعوات التي أطلقت من قبل المنظمة الدولية لمقاطعة منتجات المستوطنات وفرض حظر على الأسلحة الإسرائيلية.
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
هكذا حاولت “إسرائيل” الانقلاب على انتصار المقاومة!
يمانيون../
سواء اتفقت مع نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد أو اختلفت معه، ثمة حقائق تاريخية لا يمكن لأحد إغفالها أو إنكارها، أولها أن هذا النظام على علاته وما يؤخذ عليه اليوم حتى من دول تفوقه سوءًا، هو الوحيد الذي وقف إلى جانب المقاومة وقضية فلسطين ورفض التسليم لـ”إسرائيل” أو التطبيع معها، وقت مدت فيه العديد من الدول العربية يدها لها، ولو فعل كما فعلت وباع القضية لكان نصب حاكمًا بأمره، وكيل المديح في حقه ولما كان ثمة “ثورة” ولا “معارضة” ولا “قانون قيصر” ولا حصار على سورية ولا من يحزنون.
في المقابل، لم يكن موقف المقاومة إلى جانب النظام السوري السابق كرمى لعيني شخص بشار الأسد أو لمصالحه الذاتية السلطوية، فلمن لا يعرف المقاومة، منطلقاتها دومًا وأبدًا ومواقفها تنطلق من اعتبارات موضوعية وليست شخصية ولا طائفية أو مذهبية، من حفظ نهج المقاومة وقدرتها ومداها الحيوي لدعم قضيتها المركزية (فلسطين) وهي لم تحد عن هذا الخط منذ انطلاقتها، مذ ساندت في أقصى الأرض مسلمي البوسنة، وذهبت بخيرة شبانها وقادتها، لنصرتهم كمستضعفين بوجه الظلم الذي تعرضوا له، ولمن لا يعرف أهل البوسنة فهؤلاء أيضًا كانوا من أوائل من أرسل شبانهم لمساندة فلسطين والدفاع عنها ومنع احتلالها من العصابات الصهيونية في أيار عام 1948.
منذ انطلاقة المقاومة كان موقفها واضحًا وضوح الشمس وقفت ناصرًا ومساندًا ومعينًا لفلسطين يوم قلّ الناصر والمعين، وتفاعلت مع قضيتها حربًا ولم تجنح للسلم والسلام المدعى في أوسلو ومدريد، قاومت شرم الشيخ وكل مؤامرات تصفية القضية الفلسطينية بمسمياتها المتعددة خلال 44 عامًا، ودعمت بالسلاح والمال والخبرة وبكل ما أوتيت من قوة انتفاضة الشعب الفلسطيني بعد تحرير عام 2000 وأمدته بالسلاح والذخيرة وقدمت أول شهدائها على طريق القدس وفلسطين من خيرة قادتها ومنهم الشهيدين علي صالح وغالب عوالي وغيرهم الكثير.
وإذا كانت تداعيات تحرير العام 2000 أثمرت انتفاضة فلسطينية ثانية، فإن حرب تموز ٢٠٠٦ والتي شكلت فيها سورية خط إمداد أساسي للمقاومة بالسلاح الذي مكنها من تحقيق الانتصار الإلهي الكبير، أنعشت آمال الفلسطينيين بالقدرة على التغلب على الجيش الذي لا يقهر، فراحوا يبنون قدراتهم في الضفة وغزة وخاضوا جولات من المواجهات ما بين 2008 و2023، وصولاً لـ”طوفان الأقصى” 7 أكتوبر/2023، ودخول المقاومة اللبنانية منذ اليوم التالي في معركة إسناد ونصرة غزة، ومجددًا كانت سورية خط المدد للمقاومة في حربها التي خسرت فيها خيرة شبابها وأرفع قادتها على طريق القدس وبقيت وحيدة إلى جانب بعض شرفاء الأمة متمسكة بإسناد غزة ونصرتها ولم تتراجع حتى حققت نصراً جديداً. لكن ما الذي حصل في اليوم التالي؟!
ما حصل أن “إسرائيل” سارعت لمحاولة الانقلاب على انتصار المقاومة، فاستغلت اللحظة التاريخية فور سقوط نظام الأسد مباشرة لتحقيق أمرين: الأول قطع خط إمداد المقاومة، والثاني الانقضاض على كل مقدرات الجيش السوري وترسانته الإستراتيجية وذهبت باتجاه اجتياح مساحات شاسعة من سورية لفرض منطقة أمنية عازلة في ظل صمت رسمي عربي وانغماس المعارضة السورية بنشوة انتصارها بتغيير النظام. كل ذلك يطرح أسئلة مشروعة:
1- لماذا هذا الصمت من قبل المعارضين على انتهاك العدو سيادة أراضيهم؟ وهل ثمة قطبة مخفية أو اتفاق ما تحت الطاولة على حماية حدود الكيان والتخلي عن الجولان وجنوب سورية؟
2- لماذا سارعت “إسرائيل” للقضاء على قدرات سورية الإستراتيجية؟ ألا يدل ذلك على أن المسلحين سهلوا لها شطب دور سورية من المعادلة الاقليمية؟
3- هل النزعة السلطوية تبرر تغيير موقع سورية؟ ولمصلحة من يكون ذلك؟ هل هو لمصلحة الشعب السوري؟ وأين مصلحة فلسطين في ذلك؟
4- لمصلحة من قطع طريق أو خطوط إمداد المقاومة وهي لم تنته بعد من خوض حرب مساندة لغزة؟ أليس ذلك لمصلحة “إسرائيل”؟.
ألا يثبت كل ما جرى حتى الآن صحة موقف المقاومة التي لطالما حذرت من الأطماع “الإسرائيلية”.. وأن ما يحصل وما تتحدث عنه جميع تحليلات الإعلام المطبع عن خسارة خط إمداد المقاومة بالسلاح المخصص لصدر العدو ولدعم فلسطين هو هدف أميركي “إسرائيلي” مشترك لإضعاف المقاومة في لبنان وفلسطين، وأنها بيت القصيد والهدف من وراء كل ما حصل.. ما يسهل تمرير مخططات ومشاريع التقسيم المعدة للمنطقة، ولماذا يقف العرب اليوم متفرجين على استفرادهم دولة تلو الأخرى للخلاص مما تبقى من نقاط قوتهم، تمهيدًا لتصفية قضيتهم المركزية فلسطين؟
تاريخياً كانت سورية ومصر المجاورتان لفلسطين داعمتين لقضيتها، حتى خرجت مصر أنور السادات من الصراع ووقعت اتفاق “كامب ديفيد” ومنذ ذلك الحين حملت منظمات المقاومة لواء تحرير فلسطين بمساندة سورية التي صحيح أنها لم تنخرط مباشرة في الحروب التي كانت تخاض على لبنان وفلسطين إلا أنها خصصت موقعها “الجيوسياسي” لدعم ومساندة حركات المقاومة، فكانت تستضيف قادتها من حماس والجهاد ودفعت أثماناً باهظة، والجميع يذكر ورقة البنود العشر التي حملها كولن باول وزير الخارجية الأميركي في عهد الرئيس بوش الابن للرئيس الأسد بعد سقوط النظام العراقي في نيسان عام ٢٠٠٣، والتي رفضها الأسد وكان جوهرها التخلص من حركات المقاومة.
اليوم، ليس هناك من ينازع القوى السورية المختلفة على السلطة وشكل الحكم الجديد، لكن أمامها قراءة واضحة للمشهد ولمستقبل سورية الجديدة وتحديات جدية، أولها أن تحفظ وحدة سورية وسيادتها وموقعها من الصراع، وألا تكون ورقة بيد التركي أو الأميركي تستخدم لتحقيق أمن “إسرائيل” وإضعاف خاصرة المقاومة الأمل الوحيد المتبقي لفلسطين وشعبها في أمة المليار ونصف المليار مسلم. المطلوب اليوم منع العدو من شطب دمشق من المعادلة الإقليمية من خلال منع التقسيم وألا يكونوا مجرد أداة لـ”سايكس بيكو” جديد، يراد منه إعادة ضم وفرز المنطقة على أسس مذهبية وطائفية تفضي إلى تناحر دويلات أقليات في ما بينها ليستريح العدو على أكتافها ويسترخي على ظهرها.
منطق الأمور وتطور الأحداث يقولان، إن التحدي الأساسي أمام الشعب السوري هو الحفاظ على وحدته وهويته وسيادة أرضه، وألا يترك سورية تضيع في مهب لعبة الأمم، وألا يدع اللاعبين الدوليين الكبار من حوله يتقاذفون بها لحماية مصالحهم وأمنهم القومي على حساب مصالحه وأمنه الذاتي بالحد الأدنى، وألا يسمح بضياع سورية، فيما قواها تتلهى بقشور الصراع على السلطة، بدل السعي لتثبيت استقرارها وتوحيد طاقاتها لبناء الدولة من جديد واستعادة دورها المؤثر في الصراع مع العدو، وطرد جيوش الاحتلال ومنظمات الإرهاب منها، وإلا ساعتئذ لن تقوم لها قائمة.
العهد الاخباري ـ علي عوباني