#العم_جو
د. #بسام_الهلول
( أفكرك ان كنت ناسي)
البركة ( Albarakah )
ونيران صديقة ( friendly fire. )
العم جو؛
، تقبل مني اغنية هدى سلطان ،
( ان كنت ناسي أفكرك )
ياما كان غرامي بيسهرك
وكان بعادي بيحيرك بيحيرك
وان كنت ناسي أفكرك
افكرك بالليل و شجونك واحلفلك عالشوق بعيونك وفرحتك وانت بتحكي قصة هوايا
و لوعتك وانت بتشكي من طول أسايا وكان غرامي بيسهرك وكان بعادي بيحيرك
وأن كنت ناسي ناسي أفكرك
بدلت ودك ليه ليه بالأسية وكنت قابله بتخاف عليا بتخاف عليا
اعيش معاك في غرامي وارضي المقدر
بين فرحتي واوهامي وأحلم وأفكر
ياما كان غرامي بيسهرك …
وأن كنت ناسي أفكرك.
…
كان القرن الخامس عشر ميلادي قرن التحولات حفل بأحداث جسام، من كتشاف للعالم الجديد وتحول في خط سير الجمال العربية المحملة بالتوابل والأبازير ( الفلفل الأسود). حتى أطلق عليه خط الأبازير شهدنا معه مرحلة جديدة نطلق عليها ( عضل الجغرافيا للفكر العربي الإسلامي انذاك) او ما يسمى ( الكشوف الجغرافية) حيث جرى اقتسام عالمنا بين البرتغال والاسبان مما جعل منه الحبر الأعظم حفاوة بالغة وبشارة لتنصير العالم الجديد قضى فيه الملايين من الهنود الحمر نحبهم على ايدي الفاتحين الجدد مما جعل من هذا التاريخ ان تضج به جنبات المؤرخين اسى امثال الكاتب المجري( تزفيتان تدروف) شيخ المدرسة النقدية الحداثية اذ اهدى كتابه( فتح امريكا) إلى امرأة من قبائل المايا اكلتها كلاب المعمرين علاوة على ماافاض به تشومسكي عالم اللسانيات في قرننا المعاصر فيما كتبه عن ( بريّة الفكر الأمريكي) ابان احتفالهم في ( عام1992) في عهد بوش الابن لمرور المئوية الخامسة على سقوط ( غرناطه) الجسر الأخير وفيه انشطر العالم إلى نصفين والذي بدأ عام1492 متوجا بسقوط بغداد عام1992 اذ شهد هذا العصر ولادة ( العقل الأداتي او المنفعي) الذي شهد حق الماديات على الاخلاق وهذا ما حذر منه العم( جو) وشيكا بعد احداث غزة ان يقف العالم موقفا من امريكا بفواتها من عالم الاخلاق ( هناك مخاوف من ان يتهم العالم امريكا فقدانها مساحة كبرى من الاخلاق) ورغم تخبط في خطابه الذي عاد مرة اخرى يطالب باستئناف الامداد من الاسلحة إلى إسرائيل وهذا ما يثير العجب ( لو لم تكن هناك إسرائيل لكان علينا خلقها مرة اخرى) والاقتباس من خطابه ليلة13 من شهرنا هذا لعمري انها حالة الوسم عند الفلاسفة ( كسوف العقل) كما أطلق عليها ( ماكس يوركهاير) الامر الذي ولازال رجع الصدى في آذاننا ماتعالى من صيحات ( ان عودوا بأبنائكم إلى ادبيات اثينا وروما..) ومن طريف الصدف وعجائبية ما وجدته في ورود كلمة( النصب).. التي وردت في القران الكريم في سورة ( الم نشرح لك صدرك…إلى قوله تعالى من السورة اياها( رقم7) ( فإذا فرغت فأنصب)(و ( النّصب) هي عبارة عن مخيمات يؤخذ اليها الاطفال اذ تنعقد ابان العطل المدرسية يتعود فيها هؤلاء التقشف والزهد اذ تعتبر مناسبة يحسون بها الممض من وجع ما يعاني منه ابناء الفقراء وابناء المهمشين من خصاصة وعوز وفاقة
واذا سالتهم رغم وجعهم إلا كل الفقراء وذوي الدخول المحدودة اذ مختتم كلامهم الفصل كلمة شاعت على كل السنة ابناء المسلمين والتي لفتت احد اساتذة الرياضيات البريطاني اذ جمع طلابه في جامعة جلاسكو مرحلة الدكتوراة وسالهم ماذا تعني هذه الكلمة( الساتر ربك). ( بسترها الله) ( بركة والحمد لله). حيث سمعها في كثير من اقطار العربية من مصر والشام وعمان وبغداد والرباط وتونس وكنت اسمعها وخاصة عندما اسال سائق التاكسي كم المداخيل وعدد افراد الاسرة فيتعجب من متوال عددي وما يقابله من متوال هندسي ليستقيم العيش مع هذا ( الضنك) فكلهم أجابوا اجابة واحدة( الساتر هو الله) والمغربي يقول( راها بركة من سيدي ربي). فقلت لطلبتي ووالله لولا( عهر أنظمتكم لعدتم الينا ثانية تدقون ابواب لندن وباريس وواشنطن وهذا نفسه سمعته من عالم رشح لجائزة نوبل في علم الاجتماع الدكتور رشدي فكار رحمه الله والذي حظيت معه شرف التمدرس على يديه ابان دراستي العليا بالرباط عندما زار عمان وراى ما رأى من اصرار الأردنيين على الحياة اذ قال( كأني بهم يأخذونها من فم( الشارك) اصرارا وعنادا ومكابدة وكدحا ولقد اسهبت صحيفة( الليموند الفرنسية). في توضيح كلمة( AlBarakah( عندما سئل المغفور له مولاي الحسن مع مقابلة معه عن معنى( البركة). وحار الصحفي انذاك فيما تعنيه كلمة ( البركة) وهذا ما قرأته عنوانا كبيرا دشنت به الصحيفة انذاك وطال الشرح طويلا في ماتعنيه ( البركة). في موروثنا وأدبياتنا العربية مثلما تعنيه عبارة( نيران صديقه) في الادبيات الغربية والتي يكررها العسكريون الغربيون اذ تدل على( المتخيل الغربي) والخيلاء والصلف ان جندهم في معاركهم بما هم عليه من الخيلاء والمثالية والقوة والصلف انهم ان ماتوا في حروبهم انما يموتون ( بنيران صديقة).. وهذه شارة بل ترميزة العقل الغربي انهم لايقدر عليهم عدوهم وان ماتوا ليموتون إلا بنيران اصدقائهم خطأ ولقد تكرر هذا المصطلح في اعلامهم وصحابتهم مذ حروبهم مع الافغان وهاهي تتكرر اليوم على لسان العم( جو بايدن) باللصاق والغرور فيما ابتلي به العقل الغربي وكما هو الشأن عند الاسرائيلي يا للمثالية والكبر لا الكبرياء المعنون بالصلف والنكران انها لعمري من امراضهم Idéalisme مقالات ذات صلة الفيتو الأمريكي ضد وقف إطلاق النار: الخطيئة التي قد تقلب الموازين 2023/12/13
المصدر: سواليف
إقرأ أيضاً:
حى فى الغرب ميت بالشرق.. «فصل المقال» و«تهافت التهافت»علامات ابن رشد فى تاريخ الفلسفة العربية والإسلامية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ليس سهلا، أن يتجاوز تاريخ الفلسفة، دور الفيلسوف العربى ابن رشد الأندلسى المتوفى عام ٥٢٠هـ، وما طرحه من أفكار تصدت للجمود والانغلاق، فمن خلال فلسفته طرح مفهومه للتأويل بوصفه المنقذ من التناقضات الدينية الظاهرية، والمصلح بين الفلسفة والدين، والمتسامح مع الاختلافات والتعددية، ومن خلال فلسفته أيضا تصدى لاستخدام "الإجماع الفقهي" سلاحا لتكفير الفلاسفة وتعطيل جهودهم.
يأتى اسم ابن رشد كأحد أهم الأصوات الفلسفية فى تاريخ الحضارة العربية والإسلامية، لما له من دور بارز فى التصدى للأفكار الجامدة التى أطلقها أبو حامد الغزالى ضد الفلسفة والفلاسفة، لذا قدم ابن رشد من خلال رسالته الصغيرة المسماة "فصل المقال وتقرير ما بين الحكمة والشريعة من اتصال" عرضا موجزا ومكثفا حول علاقة الدين بالفلسفة، وكيف أن العلاقة بينهما قائمة على التعاضد والتكامل، وليست متنافرة متناقضة، كما أوضح فيه دور الدين فى الحض على التفلسف والنظر العقلي، وناقش عدة قضايا بصورة مكثفة مثل التأويل وأهميته، ومعنى الإجماع، وجواز الاستفادة من علوم الآخرين المختلفين عنا فى الدين واللغة.
أما كتابه "تهافت التهافت" فقد تصدى فيه للمساءل التى ناقشها أبو حامد الغزالى فى كتابه "تهافت الفلاسفة" وبسببها كفَّر الفلاسفة، مثل قدم العالم وحدوثه، ومعرفة الله بالجزئيات، وغيرها من المسائل الكلامية الشائكة.
رشحه ابن طفيل الأندلسى للخليفة الموحدى أبى يوسف يعقوب المنصور الذى طلب منه شرح أرسطو، حينما اشتكى الخليفة من "قلق عبارة أرسطو"، بعدها أصبح مقربا من الخليفة وتمكن من أن يصبح فقهيا وقاضيا وفيلسوفا، وأهم شارح لفلسفة أرسطو.
كتب ابن رشد فى أربعة أقسام مهمة لحركة الثقافة العربية والإسلامية: شروح ومصنفات فلسفية وعملية، شروح ومصنفات طبية، كتب فقهية وكلامية، كتب أدبية ولغوية، واشتهر بشرح التراث الأرسطي، ومن شروحاته لأرسطو: "تلخيص وشرح كتاب ما بعد الطبيعة، شرح كتاب البرهان، تلخيص كتاب المقولات، شرح كتاب النفس، شرح كتاب القياس".
وله مقالات كثيرة ومنها: "مقالة فى العقل. مقالة فى القياس، مقالة فى اتصال العقل المفارق بالإنسان. مقالة فى حركة الفلك. مقالة فى القياس الشرطي"، وله أيضا كتب أشهرها: كتاب "مناهج الأدلة"، وهو من المصنفات الفقهية والكلامية، كتاب "تهافت التهافت" الذى رد فيه على كتاب الغزالى "تهافت الفلاسفة"، كتاب "الكليات"، كتاب "الحيوان"، كتاب "المسائل" فى الحكمة، كتاب "بداية المجتهد ونهاية المقتصد" فى الفقه، كتاب "شرح أرجوزة ابن سينا" فى الطب.
اعتمدت فلسفة ابن رشد على القياس العقلى والبرهان، فى كتابه "فصل المقال" رأى أن الشرعَ دعا المؤمنين إلى تدبّر الموجودات عن طريق العقل، ومن الواجب تعلّم القياس العقلى والاعتبار الذى هو "استنباط المجهول من المعلوم واستخراجه منه".
وصفَ ابن رشد البرهان بأنه أتمُّ أنواع النظر العقلي، ومن الضرورى لمن يريد أن يعرف الله وسائر الموجودات أن يتعلّم أنواع البراهين، ويدركَ الفارق بينها، وبما خالفَ القياس البرهانى القياس الجدلى والقياس الخطابى والقياس المغالطي، ويُسمّى تلك العلوم بـ"منزلة الآلات من العمل".
انحاز ابن رشد فى فلسفته إلى التاريخ الإنسانى المتكامل فى وضع العلوم وتطوّرها، فقد رأى أن كلّ إنسان يحتاج لجهود غيره حتى يتمّ أيّ فنٍّ وأيّ صنعة، لذا كان من المنطقى أن يسمح ابن رشد بمطالعة جهد الأمم الأخرى غير المسلمة، وأن يتعرّف إلى جهود الأفراد مهما كانوا مختلفين عنه، فليس بمقدور إنسانٍ واحدٍ أن يتخلّى عن جهود السابقين ويضع علم الفلك كاملًا من نفسه، وليس بمقدور إنسانٍ واحدٍ "أن يقف على جميع الحجج التى استنبطها النظّار من أهل المذاهب فى مسائل الخلاف التى وقعت المناظرة فيها بينهم فى معظم بلاد الإسلام".
وهاجم فيلسوف قرطبة ابن رشد فتاوى الإمام الغزالى التى كفَّر فيها الفلاسفة، وأعاد بذلك فتح باب الاجتهاد فى الفقه، كما واجه تحريم النظر العقلى والعمل بالفلسفة، مع وضع شروط تأويل ظاهر النص المخالف لحقائق العقل والمنطق.
طالب المفكر المغربى محمد عابد الجابرى فى مقدمة كتابه "ابن رشد.. سيرة وفكر" بتعميم الروح الرشدية فى الأوساط الثقافية والمؤسسات التعليمية من أجل الحد من التطرف الدينى إلى درجته الأدنى، وترشيد جماعات "الإسلام السياسي".
ركز الجابرى على دراسة السمات العامة لعقلانية ابن رشد الواقعية، ويبرزها من خلال عدة نقاط كالتالي: الفصل بين الدين والفلسفة باعتبار أن لكل منهما مجاله الخاص وطريقته الخاصة، والنظرة الاكسيومية إلى كل من البناء الدينى والبناء الفلسفي، أى ربط القضايا بمنظومتها الفكرية الأصلية، وتأكيد العلاقة السببية فى عالم الطبيعة وعالم ما بعد الطبيعة سواء بسواء، وفهم حرية الإرادة البشرية ضمن الضرورة السببية وربطها بالعلم والأسباب. الميل إلى نوع عقلانى خاص من وحدة الوجود، يعتبر الإله كقوة رابطة بين أجزاء الكون وظواهره، قوة روحية هى فى آن واحد مندمجة فى الكون ومتعالية عليه.
من ناحية أخرى، فإن الشعور المرهف بخصوصية الخطاب الدينى والخطاب الفلسفى وبثقل المسئولية الملقاة على كاهل الفيلسوف، يؤدى إلى صعوبة الإمساك بالحقيقة، بل باستحالة الإمساك بها كاملة سواء فى مجال الدين أو مجال الفلسفة، الإدراك الواعى للأخطار التى تحدق بمن يغامر بالكشف عنها لمن ليس مؤهلا لتقبلها، وبالتالى الإدراك الواعى لثورية الحقيقة من جهة أخرى.
والمفارقة التى حدثت لابن رشد، كما يرى وهبه، أنه حى فى الغرب ميت فى الشرق، لأن فلسفته قد أجهضت فى العالم العربى إثر ما يسمى بنكبة ابن رشد وهى النكبة التى حدثت حين أصدر يعقوب المنصور (ت. ١١٩٩م) أمرًا بنفى ابن رشد إلى اليسانه، فى حين أن الإمبراطور فردريك الثانى قد أمر بترجمة مؤلفات ابن رشد ونشرها، وقد كان فى صراع مع رجال الدين المسيحى وكانت فلسفة ابن رشد العقلية هادية له فى مواجهة هذا الصراع. والمفارقة هنا أن ابن رشد ميت فى الشرق حى فى الغرب وهى مفارقة فى حاجة إلى تفسير.
لم ينخدع مراد وهبه فى كلمات ابن رشد الخاصة بالقيود التى فرضها على العامة أو الجمهور لدخول عالم الفلسفة، قائلًا إن الفيلسوف الأندلسى لم يكن راغبًا فى إبعاد الجمهور عن مجال الفلسفة ولكن بشرط ألا ينغمس الجمهور فى المتع الحسية، لأن من شأن هذه المتع أن تمنع الإنسان من التحكم فى ذاته، ومعنى ذلك أن التحكم فى هذه المتع يسمح للإنسان بمجاوزة ما هو حسى إلى ما هو عقلى، أى بمجاوزة ما هو خطابى أو ما هو شعرى إلى ما هو برهانى، ومعنى ذلك أن الباب مفتوح أمام الجمهور كى يصل إلى ممارسة البرهان العقلى، وإذا دخل الجمهور من هذا الباب أصبح من الميسور أن يكونوا رؤساء فى مدينة ابن رشد، وبذلك ينتفى الانفصال بين الجمهور والحكماء.
انتبه «وهبه» إلى مقولة محورية فى فلسفة ابن رشد، وهى مقولة «التأويل»، أى تأويل ظاهر النص ليتوافق مع العقل، إذ يقول ابن رشد، فى شأن العلاقة بين الشريعة والبرهان العقلى: "إن أدى النظر البرهانى إلى نحو ما من المعرفة بموجود ما، فلا يخلو ذلك الموجود أن يكون قد سكت عنه الشرع أو نطق به. فإن كان مما سكت عنه فلا تعارض هناك وهو بمنزلة ما سكت عنه من الأحكام فاستنبطها الفقيه بالقياس الشرعى. وإن كانت الشريعة نطقت به فلا يخلو ظاهر النطق أن يكون موافقًا لما أدى إليه البرهان فيه أو مخالفا فإن كان موافقا فلا قول هناك وإن كان مخالفا طلب هناك تأويله".
منح التأويل ابن رشد مساحة كبيرة للقول باستحالة قيام "إجماع حقيقى"، وأن خرق الإجماع لا يقتضى التكفير، ونقلًا عن «وهبه» فإن «التأويل يخرق الإجماع، إذ لا يتصور فيه إجماع، ولهذا يمتنع تكفير المؤول، ولهذا فقد غلط أبو حامد الغزالى عندما كفر الفلاسفة من أهل الإسلام مثل الفارابى وابن سينا فى كتابه «تهافت الفلاسفة».
تساءل : «ماذا يعنى تكفير الفلاسفة؟ يعنى أن الذى يكفر هو الذى يتوهم أنه مالك الحقيقة المطلقة وهذا الوهم هو الذى يحد من سلطان العقل، وقد أراد ابن رشد إزالة سلطان هذا الوهم بحيث لا يبقى سوى سلطان العقل، وهذا هو جوهر التنوير. ومن هنا يمكن القول إن ما حدث لابن رشد من إحراق كتبه ومحاكمته ونفيه مردود إلى دعوته إلى التأويل على نحو ما ارتآه».
يعتقد "وهبة" أن مقولة التأويل لديها الكثير كى تقدمه من أجل نهضة فكرية عربية، فالتأويل منع الإجماع لأنه أعطى مساحة أوسع للاختلاف والبحث عن مضامين أكثر عقلانية ومنطقية، كما أنه يعترف بضرورة التعددية أى أنه يتسامح مع الآخر لذا فسوف ينتفى معه التكفير، أى أن التأويل مفتاح للوصول إلى مرحلة التعددية وقبول الآخر ونفى سلطة الرأى الأوحد، قائلًا إن التأويل الحقيقى يمتنع معه التكفير لأن التأويل معناه التسامح تجاه الاختلاف. ولماذا التسامح؟ لأن العقل لديه بدائل العقل لا يكتفى ببديل واحد وإذا اكتفى العقل بديل واحد يقع فى براثن الدوجماطيقية أى أنه يقع فى توهم أنه يمتلك الحقيقة المطلقة وإذا وقع العقل فى هذا الوهم امتنع التطور وبناء عليه فإن مفهوم التأويل عند ابن رشد يبيح التعددية فيمتنع التكفير ويلزم من ذلك التطور.
شرح "وهبة" فكرة تقديم العقل التى استفادها من ابن رشد بأننا باذلون الجهد الفطرى فى استكناه حقيقة الكون بالفكر الفلسفى البرهانى فإن وجدناها متفقة مع الشريعة كان خيرا وإلا فنحن مضطرون عند التعارض أن نختار بين التصديق القائم على الإيمان الصرف والأخذ بما أنتجه البحث العقلى أو نلجأ إلى تأويل الشريعة بما يتفق مع نتائج البرهان، فإذا ورد فى البرهان وهو أساس التأويل ما يبدو مخالفا للشرع وجب تأويل الشرع ليطابق البرهان لأنه لا يخالف الشرع من حيث أن كليهما حق، فإن الحق لا يضاد الحق بل يوافقه ويشهد له.
إجمالًا، فإن "وهبة" حدد طبيعة قانون التأويل الذى رسمه الفيلسوف الأندلسى، بأنه لا يأتى إلا من قبل الراسخين فى العلم. وأن نشر التأويلات فى غير كتب البرهان يفضى إلى تكثير أهل الفساد. وأن الإجماع فى التأويل أمر محال، لأن تحقيق الإجماع يستلزم معرفة جميع العلماء الموجودين فى عصر معين، كما يستلزم ألا يكون هناك من العلماء من يجهل وجوده أو تعلمه ولكنه يكتم رأيه، وأنه لا يجوز التكفير على خرق الإجماع فى التأويل، لأن الذى يكفر هو الذى يتوهم أنه مالك للحقيقة المطلقة ومن شأن هذا الوهم أن يَحد من سلطان العقل، والتأويل بالمعنى الرشدى هو الذى يمنع الإنسان من الوقوع فى ذلك الوهم فلا يبقى حد لسلطان العقل.