الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين: جناح الأديان يمثل مسارًا ملهمًا
تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT
اختتم جناح الأديان بنجاحٍ كبيرٍ فعالياته في مؤتمر الأطراف COP28، وسط احتفاء لافت وإقبال غير مسبوق من قادة الأديان ورموزها والعلماء والأكاديميين وصنَّاع القرار والخبراء في البيئة وممثلي الشباب والنساء والشعوب الأصلية من مختلف أنحاء العالم، بالإضافة إلى آلاف الزوار والمشاركين، الذين أشادوا بتنظيم مجلس حكماء المسلمين المتميِّز لجناح الأديان، وأنشطته ومبادراته الهادفة إلى دعم جهود التَّصدي للقضية المناخية وتحدياتها الملحَّة، مؤكدين أهمية مواصلة الجهود لحماية البيئة وكوكب الأرض.
ونظَّم جناح الأديان في COP28 ٧٠ جلسةً، شارك فيها أكثر من ٣٠٠ متحدث من مختلف أنحاء العالم ركَّزت حول أهمية اعتراف العالم بالمسؤولية الأخلاقيَّة للحفاظ على البيئة، ورعاية الأرض وحمايتها بوصفها واجبًا مقدسًا ومسؤولية مشتركة تقع على عاتق البشرية، وضرورة تعزيز أنماط الحياة المستدامة التي تتماشى مع مبادئ الاعتدال التي تدعو إليها مختلف الأديان، وتعزيز الاستخدام المستدام للموارد الطبيعية، ورفع مستوى الوعي داخل المجتمعات الدينية لإجراء تغيير جذري في سلوكياتِ الأفراد والشعوب الأمر الذي من شأنه تحقيق التَّنمية البيئية المستدامة وبناء مستقبل أفضل لكوكب الأرض.
ودعا المشاركون في جناح الأديان بـ COP28 إلى ضرورة تعزيز العمل الجماعي في مواجهة تحديات المناخ، وعقد الشَّراكات بين المنَّظمات الدينية والحكومات والمجتمع المدني والجهات المعنية الأخرى من أجل تنفيذ مشروعات بيئيَّة، وحملات للتوعية ومبادرات مجتمعية تهدف إلى معالجة الآثار السلبية للمناخ، بالإضافة إلى إعداد تشريعات وسياسات تتسق مع المبادئ الأخلاقية التي تلتزم بها مختلف الأديان، بما في ذلك تنفيذ إستراتيجيات شاملة ومنصفة تلبي احتياجات المجتمعات الضعيفة، وتعزز العدالة المناخية.
وأكَّد الأمين مين العام لمجلس حكماء المسلمين، سعادة المستشار محمد عبد السلام، أن جناح الأديان في COP28 وما حقَّقه من نجاح كبير في إشراك الدين إلى جانب العلم في مواجهة الأزمة المناخية، يضع على عاتق علماء الأديان ورموزها مسئولية كبيرة في المساهمة في إيجاد حلول فاعلة لقضية التغير المناخي والتوعية بمخاطرها، مؤكدًا أن هذا المسار الملهم انطلق ليستمر ويزدهر خلال الدورات القادمة من مؤتمرات الأطراف، معبرًا عن صوت الإيمان وقيم الأخوة الإنسانية.
وقدم الأمين العام التهنئة باسم المجلس لدولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، على نجاح استضافتها لمؤتمر الأطراف COP28، موجها الشكر أيضا لدعمها للمجلس في تنظيم قمة الأديان بأبوظبي وجناح الأديان، انطلاقًا من إيمانها الراسخ بأهمية صوت الأديان في مواجهة التَّحديات العالمية، وفي مقدمتها أزمة التغيرات المناخية، كما وجَّه الشكر أيضًا لرئاسة مؤتمر الأطراف COP28 ومعالي د.سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدِّمة رئيس COP28 لدعمه هذه المبادرة المهمة ولجهوده الرائدة في تعزيز العمل الجماعي من أجل إيجاد حلولٍ فاعلة وملموسة لأزمة المناخ.
كما وجَّه المستشار عبد السلام الشكر لوزارة التَّسامح والتَّعايش بدولة الإمارات العربية المتحدة ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التَّسامح والتَّعايش، والكرسي الرسولي، وكذلك برنامج الأمم المتحدة للبيئة، على مشاركتهما الفاعلة في نجاح جناح الأديان في COP28.
وكان افتتاح جناح الأديان في COP28 قد شَهِدَ توقيع فضيلة الإمام الأكبر أ. د.أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين إلى جانب قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، على "نداء الضمير: بيان أبوظبي من أجل المناخ"، الذي وقع عليه 28 من قادة الأديان ورموزها من مختلف الطوائف والمذاهب الدينية خلال "القمة العالمية لقادة الأديان من أجل المناخ" التي نظَّمها مجلس حكماء المسلمين خلال شهر نوفمبر الماضي، والذي دعا إلى ضرورة العمل على تسريع وتيرة تحوُّل سريع وعادل وتبني مصادر للطاقة النظيفة والمتجددة، ومطالبة الحكومات بالتغلب على نموذج النمو الخطي والانتقال إلى النموذج الدائري، وتحقيق العدالة و الشمولية في التحوُّل المناخي بما يسهم في معالجة الخسائر والأضرار الناجمة عن التغير المناخي، وخاصة في المناطق الأكثر ضعفًا، وتشجيع الحوار الشامل، خلال مؤتمرات الأطراف وما بعدها، مع القادة الدينيين والفئات المهمشة والشباب والمنظمات النسائية والمجتمع العلمي لتشكيل تحالفات تعزز التنمية المستدامة.
جديرٌ بالذكر أن جناح الأديان في COP28 نظَّمه مجلس حكماء المسلمين بالتعاون مع رئاسة مؤتمر الأطراف COP28، ووزارة التسامح والتعايش في دولة الإمارات العربية المتحدة، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، خلال الفترة من ٣٠ نوفمبر حتى ١٢ ديسمبر ٢٠٢٣، وذلك بهدف تشكيل منصةٍ عالميَّةٍ للحوار بين الأديان من أجل المناخ.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الأمين العام الحفاظ على البيئة جناح الأديان قيم الأخوة الإنسانية مجلس حكماء المسلمين مجلس حکماء المسلمین جناح الأدیان فی COP28 الأطراف COP28 من أجل
إقرأ أيضاً:
الأمين العام لدُور وهيئات الإفتاء: علينا أن نصدِّر للعالم أن الاسلام الصحيح مصدرأمن واستقرار
قال الدكتور إبراهيم نجم، الأمين العام لدُور وهيئات الإفتاء في العالم: هناك اتفاق بين علماء السياسة والتاريخ على أن القرن التاسع عشر هو قرن بريطانيا العظمى، كما كان هناك اتفاق أيضًا بين علماء التاريخ والسياسة على أن القرن العشرين هو قرن الولايات المتحدة، أما القران الحادي والعشرين فهناك عدة مدارس تصنِّفه، حيث ترى مدرسة منها أن هذا القرن سيكون لأمريكا أيضًا، بينما هناك مدرسة أخرى تقول إنه للتنين الصيني، فيما ترى مدارس أخرى أن القرن الحادي والعشرين هو قرن الإسلام.
وأضاف، خلال كلمته في ختام أعمال الجلسة الختامية من الندوة الدولية الأولى لدار الإفتاء المصرية التي انعقدت بمناسبة اليوم العالمي للإفتاء: يجب أن أشير إلى موسوعة مهمة صدرت في أوائل هذا القرن، وهي موسوعة عن الإسلام والعالم الإسلامي، وبها ما يقرب من 500 مقال عن الإسلام والمسلمين، حيث أشار إلى الفقرة الأولى من هذه الموسوعة الضخمة التي تقول إن هناك عددًا متزايدًا من العلماء والمفكرين أعلنوا أن القرن الحادي والعشرين سيكون عصر الإسلام، موضحًا أن هذا المعنى قد يكون إيجابيًّا وقد يحمل في طياته ظلالًا سلبية.
وتابع: هذا المعنى الأخير هو ما أشارت إليه هذه الموسوعة، واصطفاها الكاتب المحرر لها مما يقرب من 500 كاتب، موضحًا أن هذه الفقرة تشير إلى كيف يرانا الآخر، قائلًا: إن الآخر يرانا مصدر قلق، فهم قلقون من الإسلام، كما يرى الآخر أنه لا يوجد إسلام واحد، بل هناك عدَّة نسخ من الإسلام، وهذا ما أكده الكاتب في مقدمة الموسوعة حول وجود العديد من التفسيرات للإسلام، مثل: الإسلام الوهابي والإسلام الشيعي والإسلام الحداثي.
كما لفت الدكتور إبراهيم نجم النظر إلى أنَّ كاتب الموسوعة أكَّد أيضًا أنَّ القرن هو قرن الإسلام؛ نظرًا لما يمثله الإسلام من مصدر قلق للعالم، مشيرًا إلى أن عكس القلق هو الأمن، ومن ثَمَّ على عاتقنا جميعًا -خاصة العلماء والمفتين- أن نصدِّر الإسلام الصحيح الذى هو مصدر أمن واستقرار للإنسانية جمعاء.
وفي ختام كلمته أكد الدكتور نجم أنَّ الإسلام علَّمنا التفاؤل في أحلك الظروف، وأن هناك نقطة ضوء، قائلًا: "وهنا لا أتكلم كلامًا وعظيًّا، ولكن أتكلم عن مشروع فكري يمثِّل نقطة ضوء للعالم، حتى نصدِّر للعالم أن الإسلام مصدر أمن واستقرار، ونقطة الضوء هنا هي "مصر الأزهر" إذا أردنا أن نصدِّر إسلامًا صحيحًا، ونحن نعلم أنه لا توجد نسخ أو إصدارات أخرى من الإسلام الصحيح، وهذا ما تعلَّمناه ودرسناه في الأزهر الشريف.
وأكد أن العالم كله محتاج إلى هذه البارقة، ومن ثَمَّ علينا أن نصدر هذه النسخة من الإسلام الصحيح؛ النسخة التي تجمع بين الفهم الدقيق للنصوص الشرعية؛ وفهم الواقع وإيجاد علوم الآلة لتنزيل النص الشرعي على الواقع المتغير، مشددًا على أن هذه صناعة لا نجدها إلا في الأزهر الشريف.
وأردف: لا يجب أن أتحدث عن دار الإفتاء المصرية دون أن أتحدث عن الأزهر الشريف، كما لا يجب أن أتحدث عن الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم دون التحدث عن دار الإفتاء المصرية، مشيرًا إلى أن اليوم يوافق السادس عشر من ديسمبر 2024، وأمس كنا قد احتفلنا بمرور 9 سنوات على إنشاء الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، واليوم دخلت الأمانة العامة عامَها العاشر، فالحمد لله على هذا الفضل والكرم.
وفي الختام، استعرض الدكتور نجم بعض إنجازات الأمانة العامة خلال السنوات الماضية، وعلى رأسها جمعها العلماء والمفتين على طاولة واحدة، باعتبارها المنصة الوحيدة التي جمعت المفتين في كيان واحد في بلد الأزهر الشريف "مصر"، مشيرًا إلى أنَّ مصر هي البلد المؤهلة لقيادة هذه القاطرة في هذا الوقت العصيب من تاريخ الأمة الإسلامية، قائلًا: "كلنا أمل في فضيلة الأستاذ الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، في قيادة مستقبل باهر للأمانة العامة ولدار الإفتاء، وقيادة هذه القاطرة إلى بر الأمان، وأن نصدر تحت قيادته أمنًا واستقرارًا للعالم.