أخبارنا:
2024-12-26@12:50:25 GMT

الأردن...إنقاذ أشجار الزيتون المعمرة من الاندثار!

تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT

الأردن...إنقاذ أشجار الزيتون المعمرة من الاندثار!

يتناول علي صالح عطا فجر كل يوم فصّين من الثوم مع كأس من زيت الزيتون للحفاظ على صحته، قبل أن يجول على أرضه في شمال غرب الأردن للأطمئنان على أشجار الزيتون المعمّرة التي يعتني بها.

 يقول عطا البالغ 84 عاما بينما يتفقد أشجار زيتون يتجاوز عمرها 2000 عام ولها جذوع ضخمة وأغصان متشعبة ذات أوراق خضراء رفيعة "هذه الأشجار تمثل تاريخ الأردن".



 وتقع أرضه في قرية الهاشمية في محافظة عجلون (73 كيلومتراً إلى الشمال الغربي من العاصمة عمّان) على مقربة من نهر الأردن، والتي تضم آلاف الأشجار المعمرة.

 يبتسم الرجل الثمانيني، وهو أب لعشرة من الأبناء والبنات، قائلا "أوصيت أبنائي وأحفادي بوصية مكتوبة بالحفاظ عليها بعد مماتي وأن يأكلوا منها هم وأولادهم وأحفادهم".

 والأردن عاشر دولة على مستوى العالم في حجم إنتاج الزيتون، وفقا لمجلس الزيتون العالمي.

أشجار معمرة

 وعاشت أشجار الزيتون المعمرة في هذا البلد منذ آلاف السنين تمكنت خلالها من مقاومة الظروف والتغييرات المناخية وبقيت جزءا من هوية المملكة وثقافتها.

 لكنها باتت مهددة بالقطع الجائر بسبب التوسع العمراني، أو التحطيب، أو البيع لأثرياء يستخدمونها في مساكنهم الفارهة لأغراض الزينة أو التدفئة.

 ويحاول الأردن من خلال "المركز الوطني للبحوث الزراعية" حماية هذه الأشجار، التي يقول مدير عام المركز نزار حداد إنها "تواجه مخاطر أهمها أن تصبح سلعة، فهي منذ زمن محط أنظار الفنادق والفلل ورجال الأعمال والشركات".

 ويوضح حداد أن هؤلاء "يحبون أن يضيفوا شيئاً من العراقة على مؤسساتهم فيشترون مثل هذه الأشجار وينقلونها، ما قد يعرضها الى الاندثار لأن عمليات النقل هذه قد لاتنجح إذا لم يقم بها خبراء".

 ويشير حداد إلى أن "التشريعات الأردنية الجديدة تحمي هذه الأشجار من الاقتلاع والنقل، وهناك تنسيق بين وزارة الداخلية ومركزنا وشرطة السير حتى لا يُسمح بعمليات النقل إلا في حالات استثنائية جداً تحت إشراف مركزنا ووزارة الزراعة".

إنتاج وفير

ويبلغ عدد أشجار الزيتون في الأردن، العضو في مجلس الزيتون العالمي، نحو 11 مليون شجرة تعادل حوالى 20 بالمئة من مجمل المساحة المزروعة.

 وبلغ معدل إنتاج المملكة من ثمار الزيتون خلال السنوات الأخيرة حوالى 50 ألف طن سنويا، وحوالى 25 ألف طن من زيت الزيتون. ويساهم هذا الإنتاج بحوالى 120 مليون دينار (169 مليون دولار) في الدخل القومي ويعيل حوالى 80 ألف أسرة.

رمزية كبيرة

ويلفت حداد الى رمزية شجرة الزيتون الدينية بالنسبة للمسلمين والمسيحيين، مؤكدا أن "هناك رمزية عالية جدا لشجرة الزيتون في الدين المسيحي، فالسيد المسيح في أسبوع الآلام أمضى الساعات الأخيرة مصلياً في جبل الزيتون".

ويضيف "في القرآن الكريم، هي إحدى الأشجار التي حلف الله بها عندما قال والتين والزيتون".

 ويؤكد حداد أنه "لابد من المحافظة عليها حتى تبقى مصدر إلهام للمجتمع (...) خصوصاً وانها من النوع القادر على التكيف مع كل التحديات البيئية التي تواجه ليس فقط منطقتنا بل العالم".

من جانبه، يقول رئيس جمعية "المهراس" التعاونية عامر الغرايبة إن الهدف من وراء تأسيس الجمعية هو "المحافظة على هذه الأشجار باعتبارها ثروة وطنية".

 ويشير إلى أن أشجار الزيتون المعمرة والتي يطلق عليها اسم "المهراس" الآن كانت تسمى بـ"الزيتون الرومي لأنها من أيام الرومان الذين كانوا يحكمون هذه المنطقة قبل الفتح الإسلامي".

 وبحسب حداد، هناك تجمعات لهذه الأشجار المعمّرة في الأردن، بينها تجمعان كبيران في شمال المملكة في إربد وعجلون وجرش (شمال المملكة)، وأخرى أصغر في الطفيلة والكرك (جنوب).

 ويشير إلى الاعتقاد السائد بأن الرومان جلبوا أشجار الزيتون الى المنطقة من أوروبا، لكنه يقول إن البحوث أثبتت أن الأشجار الموجودة في منطقة المشرق العربي (الأردن وسوريا ولبنان والأراضي الفلسطينية) هي أصل أشجار الزيتون في إيطاليا وإسبانيا وقبرص.

ويقول حداد "فك الشفرة الوراثية والخارطة الجينية لها بيّن أن العكس هو الصحيح، وأنها نُقلت من الأردن بإتجاه إسبانيا وإيطاليا وقبرص".

 ويوضح أن هذا يعني أن "الأشجار المعمرة لدينا هي أصل لصنفين مهمين في العالم لانتاج زيت زيتون الفرونتويو والمانزانيلو (...) ونحن سعداء بأن المجلس الدولي للزيتون اعتمد نتائج هذا البحث".

 من جهته، قال الغرايبة إن جمعيته تتعاون مع وزارة الثقافة لإعداد ملف لإدراج الأشجار المعمرة على لائحة التراث العالمي غير المادي لليونسكو "ما سيسهم في المحافظة عليها وحمايتها من الإعتداءات".

ويعمل الأردن على تعزيز دور المجتمع في الحفاظ على أشجار الزيتون وعلاقته بها، بوضع رمز للمسح ("كيو آر كود") على كل عبوة زيت زيتون منتجة من هذه الأشجار.

 ويوضح حداد أن هذا الرمز الذي يُقرأ الكترونيا "يعطيك مكان الشجرة واسم صاحبها وتاريخها وجودة الزيت وعمر الشجرة".

 ويضيف "هكذا لا نبيع فقط زيت زيتون وإنما نبيع قصة مربوطة نسوق من خلالها لهذا البلد بشكل كامل".

 ويخلص إلى أنه "من الصعب بمكان أن تزور منزلاً في إربد أو السلط أو عجلون أو جرش أو الطفيلة ولا تجد في كل حديقة شجرة (زيتون)، هي شجرة مباركة والأب يفتخر بإعطاء بناته من زيته وزيتونه".

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: أشجار الزیتون هذه الأشجار

إقرأ أيضاً:

محافظ كفر الشيخ يزرع الأشجار المثمرة بقرية لاندهور ضمن «100 مليون شجرة»

قام اللواء دكتور علاء عبد المعطي، محافظ كفر الشيخ، اليوم الثلاثاء، بزراعة الأشجار المثمرة، بقرية لاندهور بمركز بلطيم، في إطار تنفيذ المبادرة الرئاسية «100 مليون شجرة» التي أطلقها الرئيس السيسي؛ لزراعة الطرق والشوارع والمؤسسات الحكومية بأشجار الزينة والمثمرة، ومضاعفة المسطحات الخضراء بمختلف مراكز ومدن وقرى المحافظة.

مكافحة الاحتباس الحراري

وقال المحافظ، إنّ المبادرة الرئاسية 100 مليون شجرة، تهدف إلى مكافحة الاحتباس الحراري، وتحسين نوعية الهواء، وحماية التنوع البيولوجي، والمساهمة في استدامة البيئة للأجيال القادمة، ومكافحة تغير المناخ؛ إذ تلعب الأشجار دورًا مهمًا فى امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون، ما يُساعد على تقليل مستويات الغاز في الجو، وتُساعد الأشجار في تنقية الهواء من الملوثات، وتوفر أكسجينًا نظيفًا، فضلا عن تحسين نوعية الهواء، ما ينعكس إيجابيًا على الصحة العامة للمواطنين.

وكلّف محافظ كفر الشيخ، رؤساء المراكز والمدن ومسئولي الأجهزة المعنية، بمتابعة ما تم زراعته ضمن المبادرة الرئاسية، والتأكد من اتخاذ جميع الإجراءات والتدابير اللازمة التي تضمن استدامة الأشجار المزروعة والاستفادة منها، والمتابعة المستمرة لها، والحفاظ عليها ورعايتها، وزراعة جميع محاور الطرق والطرق الرئيسية والميادين ومداخل المدن والقرى والجزر الداخلية للطرق وكذا المناطق الصناعية، والاهتمام بزراعة الأشجار المثمرة بنطاق الجهات الحكومية، واستكمال تجميل الميادين، ورفع كفاءتها على مستوى المحافظة.

زراعة الأشجار في الحدائق والمنازل وزيادة المسطحات الخضراء

ودعا المحافظ، المواطنين ومنظمات المجتمع المدني للمشاركة بزراعة الأشجار في الحدائق والمنازل وزيادة المسطحات الخضراء في إطار المبادرة الرئاسية «100 مليون شجرة»؛ لتحقيق الاستدامة البيئية، وتعزيز مقومات التنمية الشاملة.

مقالات مشابهة

  • حداد وطني في أذربيجان على ضحايا تحطم الطائرة
  • زكريا تامر.. حداد سوري صهر الكلمات بنار الثورة
  • حدادًا على شهداء غزة.. كنيسة بيت لحم تحتفل بعيد الميلاد دون فعاليات
  • استمرار العمل على تجميل وتطوير الميادين بمركز مطايا بالمنيا
  • قرض البنك الزراعي لشراء أثاث المنزل والسلع المعمرة.. اعرف الشروط
  • محافظ كفر الشيخ يزرع الأشجار المثمرة خلال زيارته لقرية لاندهور | صور
  • ماغديبورغ: مراسم حداد وزهور تكريماً لضحايا هجوم سوق عيد الميلاد
  • محافظ كفر الشيخ يزرع الأشجار المثمرة بقرية لاندهور ضمن «100 مليون شجرة»
  • جبل زاو.. موطن وحوش الثلج في اليابان| شاهد
  • جبل زاو.. موطن وحوش الثلج في اليابان.. تقرير