صحيفة: مفاوضات تحرير الرهائن ضرورة

كتب المحلل السياسي في صحيفة "واشنطن بوست" جيسون رضائيان، أن كل جانب من جوانب الصراع الدائر في غزة كان تقريباً بمثابة كارثة مأسوية، باستثناء المفاوضات الأخيرة التي أدت إلى إطلاق سراح الرهائن.

ثمة حاجة ملحة للتوصل إلى استراتيجية شاملة للرهائن

وأضاف الكاتب، إن "تحرير أكثر من 100 شخص هو نجاح بكل المقاييس"، لكن الأمر الأكثر أهمية هو أنه لا بد لهذه الجهود أن تكون نداء لتنبيه العالم بشأن الحاجة الملحة إلى مكافحة آفة احتجاز الرهائن، وهي الظاهرة التي أصبحت أكثر انتشاراً في السنوات الأخيرة.

وتنسف صفقة الرهائن، وفق رضائيان مبدأ عدم التفاوض مع إرهابيين لإطلاق سراح المحتجزين، مضيفاً أن حياة المواطنين يجب أن تشكل أهمية قصوى للدول الديمقراطية.

 

Israel has been accused of breaking international law by displacing Gazan civilians, writes @JillGoldenziel. However, international law is part of the problem https://t.co/9KuIZRQE8E via @opinion

— Bloomberg (@business) December 11, 2023

 

انتقادات

أضاف الكاتب أن منتقدي المفاوضات يحبون الإشارة إلى الغارة الجريئة التي شنتها قوات الكوماندوز الإسرائيلية سنة 1976، والتي أدت إلى تحرير أكثر من مئة رهينة كانوا محتجزين في عنتيبي بأوغندا، باعتبارها نموذجاً أفضل، ويزعمون أن المفاوضات، شجعت حماس على احتجاز الرهائن.

وبالفعل، قالت حماس نفسها إنها تأمل أن يؤدي هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) إلى إنتاج عدد كبير من الرهائن مما سيجبر إسرائيل على إطلاق سراح جميع سجنائها الفلسطينيين.

#Opinion | About 80% of the Gazan population has been displaced by the ongoing war. It’s a moral imperative to alleviate the sufferings of Gaza’s people - ✍writes @JillGoldenziel https://t.co/Y3O0qs6vW8

— Mint (@livemint) December 12, 2023

ما هي الاستراتيجية المحتملة؟

ويشير الكاتب إلى أن هناك حاجة ملحة للتوصل إلى استراتيجية شاملة لتحرير الرهائن، ويتعين على ديمقراطيات العالم وغيرها من الحكومات الصديقة أن تتبعها، وأبرزها أن تعمل وكالات الاستخبارات بشكل استباقي وتعاوني على تحديد هوية الخاطفين وممارسة ضغوط منسقة على محتجزي الرهائن والدول التي تؤويهم، ويجب أن تكون العقوبات صارمة.

وتابع رضائيان. إن قرارات حظر السفر والترحيل ومصادرة الأصول هي الأهم، وكذلك الأمر بالنسبة إلى المحاكمات إذ كان ذلك ممكناً، وأضاف أن ترحيل أقارب منتهكي حقوق الإنسان الذين يعيشون في الغرب هو طريقة لم تتم تجربتها، الفكرة هي إيذاء مرتكبي الجريمة، وليس الرعايا العاديين الخاضعين لحكمهم.

ما تتطلبه الإنسانية

وبحسب الكاتب، فإن هدف إسرائيل المتمثل في تحييد حماس هو هدف مشروع، حسب رضائيان، لكن التكلفة التي تترتب على أرواح المدنيين الفلسطينيين الأبرياء مأسوية وغير مقبولة وستؤدي في نهاية المطاف إلى نتائج عكسية، ومن المؤكد أنها لا تقوم بشيء لمكافحة احتجاز الرهائن في المستقبل.

وختم بالقول: "إن إنسانيتنا المشتركة تتطلب تحرير الأبرياء الذين يتم استخدامهم كأدوات سياسية أو عسكرية، ولكن ليس على حساب أبرياء آخرين".

المصدر: موقع 24