فيلم نابليون.. ملحمة كوميدية وفشل جديد لمخرج كبير
تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT
يأتي اسم ريدلي سكوت محملا بتاريخ سينمائي طويل وجوائز متعددة عن أفلام أيقونية لا تُنسى، مثل "المجالد" (Gladiator) و"ثيلما ولويز" (Thelma & Louise) و"بليد رانر" (Blade Runner). ولكن على مر السنوات فقدَ المخرج الكثير من ألقه السابق بمشاريع رغم ضخامتها من حيث الميزانية والنجوم لم تتشابه مع ما قدمه سابقا على المستوى الفني.
وقد انتظر جمهور السينما هذا العام أحدث أفلامه "نابليون" الذي يبدو من أول وهلة كما لو أنه عودة قوية لـ"سكوت" في فيلم ينتمي إلى الأفلام الحربية التي برع فيها سابقا، خصوصا مع قيام الحائز على جائزة أوسكار "خواكين فينكس" بدور البطولة. ولكن حتى كتابة هذه السطور، لم يستطع الفيلم تحقيق إيرادات تغطي ميزانيته.
وحصل الفيلم على تقييم منخفض نسبيا بلغ 58% من الجمهور والنقاد على حد سواء، فقد مدح المشاهدون على موقع روتن توماتوز "التمثيل الرائع ومشاهد الأكشن"، ولكن عابوا عليه عدم قدرته على "تقديم صورة كاملة للرجل رغم وقته الطويل". وعلى نفس الموقع أجمع النقاد على أن الفيلم "ملحمة مضحكة".
تضاديتخذ الفيلم من تاريخ القائد الفرنسي "نابليون بونابرت" بطلًا لأحداثه، حيث يتناول الفترة ما بين عام 1793م مع اندلاع الثورة الفرنسية التي مهدت لنابليون بالصعود للسلطة، وينتهى بوفاة الأخير بعد هزائمه المتعددة سواء خارج بلاده أو حتى داخلها.
محاربون بالسيوف في مشهد من فيلم نابليون (آي إم دي بي)تاريخ نابليون درامي للغاية، بصعوده على أكتاف الثورة التي أطاحت بالحكم الملكي، ثم تنصيبه هو شخصيا إمبراطورا، وانشغاله بإنجاب وريث له على عرش فرنسا؛ العرش نفسه الذي فقده سريعا بصورة أكثر درامية.
وألهمت سيرة نابليون الفنانين بالعديد من الأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية، وحتى اللوحات، لذلك فإن أول سؤال سيُطرح قبل مشاهدة هذا الفيلم هو: كيف سيقدم ريدلي سكوت قصة نابليون التي يعرف تفاصيلها أغلب المشاهدين؟
اختار سكوت تقسيم فيلمه سرديا إلى خطين متوازيين، الأول يتناول المعارك الحربية التي يخوضها نابليون وجيوشه، والثاني علاقته المتقلبة بزوجته "جوزفين" النبيلة الفرنسية التي تَعرّف عليها بعد أن جردتها الثورة من مكانتها الاجتماعية وقتلت زوجها ووأوشكت على وضعها على المقصلة.
وفي الأحوال التي تُقدِّم فيها الأفلام خطوطا سردية متعددة، يحرص صناع العمل على التوازن بينها، فلا يبدو الفيلم كما لو أنه منقسم إلى فيلمين منفصلين، الأمر الذي ظهر مع فيلم نابليون الذي يمكن حذف معاركه ليصبح قصة عشق وخيانة على شاكلة المسلسلات التركية، ويمكن حذف هذه العلاقة وتبقى السيرة الخاصة بقائد عسكري قل نظيره.
انعكس عدم التوازن هذا على كل عناصر الفيلم، فعلى سبيل المثال هناك تضاد واضح بين تصوير المشاهد الحربية ومشاهد القصور، فالأولى واحدة من أهم نقاط قوته، حيث برع ريدلي سكوت كالمعتاد في التخطيط للمعارك وحركة المجاميع، فجاءت خاطفة للأنفاس، خاصة المعركة الأخيرة بين الجيشين الفرنسي والبريطاني، والمعركة على حدود روسيا والثلج الذي يتكسر تحت أقدام الجياد والمحاربين والتي تعيد للأذهان أجمل المشاهد من أفلامه السابقة مثل "المجالد" و"مملكة الجنة" (Kingdom of Heaven)، أما مشاهد القصور التي جمعت بين نابليون وزوجته فجاءت باهتة، وقد ركزت فقط على ولع الإمبراطور بجوزفين كمراهق، وخيانات الأخيرة المتعددة، وعدم قدرتها على إنجاب وريث.
لا فرصة لخواكين فينكسويتوقع المشاهد من فيلم يحمل اسم أحد أهم القادة العسكريين في التاريخ أننا أمام عمل مدفوع بتطور الشخصية، ولكن ما حدث في فيلم نابليون هو العكس تماما، فلم يقدم سوى ولعه بكل من جوزفين والسلطة، والتي ينقلب من أحدهما للآخر دون أي تمهيد.
لم يعط سيناريو "ديفد سكاربا" للشخصية أي أبعاد حقيقية، فقط مزية واحدة وعيبا واحدا، وترك الممثل "خواكين فينكس" عاجزا عن الحركة، الأمر الذي أدى إلى تخبط كبير واعتماده في أجزاء كثيرة على شخصياته التي مثّلها من قبل، فاستعار ولع "كومودوس" بالسلطة من فيلم "المجالد"، ولمحات من جنون "جوكر" (Joker)، والحب المريض من شخصية "جوني كاش" الذي قدمه في فيلم "السَّير على الصراط" (Walk the Line)، ولكن كلها ظهرت غير أصيلة أو متصلة بالفيلم.
واشتهر ريدلي سكوت باهتمامه بالشخصيات النسائية في أفلامه، بل تخصيص بعضها لهن فقط مثل "ثيلما ولويز"، إلا إنه في فيلم "نابليون" أعطى مساحة واسعة للإمبراطورة "جوزفين" التي قدمتها "فانيسا كيربي"، ولكن دون أي مقومات حقيقية للشخصية تساعد الممثلة على استغلال هذه المساحة. فجوزفين الفيلم ليست سوى امرأة شديدة الجاذبية مولعة بجمالها وإعجاب الآخرين بها والسلطة التي حصلت عليها بسبب علاقتها بنابليون، شخصية أحادية تماما دون تعقيدات تتعلق بالتمييز بين الخير والشر، فجاءت هذه الفرصة وبالا على الممثلة عوضا عن أن تصبح نعمة تدفع بمسيرتها الفنية إلى الأمام.
محاربون بالسيوف في مشهد من فيلم نابليون (آي ام دي بي)يصعب التشكيك في موهبة ريدلي سكوت بعد هذه المسيرة الغنية بالأعمال والتي أثرت في الآلاف من محبي السينما، ولكن يمكن التشكيك في قدرته على التطور والحفاظ على استمرارية هذه الموهبة، فقد تأرجحت أعماله في السنوات الأخيرة بين الجيدة فقط والمخيبة للآمال، ويجمع بينها كلها أنها أفلام ذات ميزانية كبيرة من بطولة ممثلين مشاهير، ولكن بسيناريوهات تبدو غير مكتملة وشخصيات غير متطورة بما فيه الكفاية، فقد أخفق نقديا وتجاريا أحدث أفلامه "بيت جوتشي" من بطولة نجوم مثل "آل باتشينو" و"ليدي غاغا" و"آدم درايفر".
ويمثل فيلم "نابليون" خطوة متعثرة جديدة في مسيرة ريدلي سكوت، فيلم يتأرجح طوال الوقت بين الجد والهزلية، فنجد المشهدية الرائعة في المعارك الحربية واضطرابات العلاقات الزوجية في مشاهد القصور جنبا إلى جنب، فيلم حرم أبطاله من شخصيات مرسومة بدقة، فأخفق في الاستحواذ على إعجاب النقاد والمشاهدين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فیلم نابلیون ریدلی سکوت فی فیلم من فیلم
إقرأ أيضاً:
التحديث الجديد من آيفون يستنزف البطارية ولكن هناك 3 أسباب لتثبيته
أصدرت شركة آبل مؤخرا تحديثا أمنيا جديدا، وذلك بعد اكتشاف ثغرتين قد تتسببان في اختراق أجهزة آيفون عن بعد، ولكن بعض المستخدمين أبدوا استياءهم من هذا التحديث وقالوا إنه يستنزف البطارية، وفقا لموقع "ذا صن".
وقد لجأ المستخدمون إلى موقع "ريديت" ليشكوا من سوء حال البطارية بعد تحديث "آي أو إس 18.1.1".
ورغم أن التحديث الجديد قد يستنزف البطارية بحسب رأي المستخدمين فإن هناك 3 أسباب تفيد بضرورة تنزيله.
والسبب الأول هو أن تحديثات الأمان تعد واحدة من أفضل وسائل الدفاع ضد الاختراق، فحتى لو كان ذلك يؤثر على عمر البطارية فمن الخطير تجاهله.
وتعمل آبل باستمرار على سد الثغرات الأمنية كي لا يتمكن قراصنة الإنترنت من استغلالها، وفي حال لم تقم بهذا التحديث فقد تصبح هدفا للقراصنة المحترفين.
ثانيا: من الطبيعي أن يكون عمر البطارية أسوأ في الأيام التي تلي التحديث، هذا لأن هاتف آيفون يستغرق بعض الوقت للتكيف مع النظام الجديد، مثلا سيستغرق آيفون وقتا لفهرسة البيانات على جهازك، وبعد ذلك ستعود البطارية إلى طبيعتها في غضون بضعة أيام.
ثالثا: في الأيام القادمة ستجد أن أغلب التطبيقات أصدرت تحديثات بالتزامن مع إصدار نظام "آي أو إس" الجديد، وتحديث التطبيقات الذي يجري في الخلفية قد يسبب استنزاف البطارية.
وعاجلا أم أجلا فإن استنزاف البطارية أمر لا مفر منه بعد تحديث نظام "آي أو إس"، فالأمر لا يستحق المخاطرة وترك الجهاز دون تحديث.
نصائح لتحسين عمر بطارية آيفونإحدى أهم الطرق لتقليل استنزاف البطارية هي معرفة كيف تستخدم جهاز الآيفون وأن تعلم ما الذي يطيل عمر البطارية أو يستنزفها.
على سبيل المثال توصي شركة آبل بعدم إغلاق التطبيقات باستمرار على عكس الاعتقاد الشائع، فلو كنت تستخدم تطبيقا وتريد الخروج منه ثم العودة إليه فأبقه يعمل في الخلفية ولا تغلقه.
وتقول شركة آبل عندما تظهر لك التطبيقات التي استخدمتها مؤخرا فاعلم أن هذه التطبيقات ليست مفتوحة، بل هي في وضع الاستعداد لمساعدتك في التنقل وتنفيذ مهام متعددة، وإعادة فتح التطبيقات التي قمت بإغلاقها قد تكون في الواقع أسوأ بالنسبة لاستنزاف البطارية.
ومن جهة أخرى، يجب عليك ألا تترك جهاز آيفون يسخن كثيرا، لأن ذلك قد يكون له أثر دائم على عمر البطارية، ولهذا يجب إبعاد الجهاز عن أشعة الشمس ومصادر الحرارة العالية.
وإحدى النصائح الرائعة هي التوجه إلى الإعدادات ثم خيار البطارية، ومن هنا ستتمكن من رؤية قائمة بالتطبيقات التي تستنزفها، بما في ذلك مقدار استهلاك كل تطبيق في الخلفية.
وإذا كنت تعتقد أن بعض التطبيقات تستهلك قدرا كبيرا من البطارية يمكنك حذفها إذا لم تكن ضرورية، أو على الأقل إيقاف عملها في الخلفية حتى لا تستهلك الشحن باستمرار.
وفي حال كنت قلقا جدا بشأن بطارية هاتفك فإنه يمكنك تفعيل وضع موفر الطاقة الذي يمكنك تشغيله من إعدادات البطارية، كما يمكنك استخدام "سيري" لتشغيله.
يذكر أن وضع موفر الطاقة يقلل أداء الجهاز، وهكذا يزيد عمر البطارية، وسيتوقف وضع موفر الطاقة تلقائيا عند وصول نسبة شحن هاتفك إلى 80%.