أجرى السفير كيم يونج هيون سفير كوريا الجنوبية في القاهرة زيارة للبابا تواضروس الثاني بطريرك الكرازة المرقسية، وتبادلا وجهات النظر حول سبل تعزيز التفاهم والتعاون المتبادل بين شعبي كوريا ومصر.
وأعرب السفير كيم عن فائق احترامه للبابا لقيادته ومساهمة الكنيسة القبطية المصرية في بناء التماسك الاجتماعي في مصر وإعلاء مبادئ السلام والتسامح والاحتضان في المنطقة.


وقال السفير كيم إن البلدين يتمتعان بأفضل العلاقات الثنائية على الإطلاق والتي تم تحقيقها من خلال الجهود الجماعية التي بذلها الشعب والمجتمع المدني بما في ذلك الجماعات الدينية وكذلك الحكومة.
وأشاد البابا تواضروس الثاني بالعلاقات الكورية المصرية الممتازة التي توسعت على مدى عقود، ونقل أطيب تمنياته لجهود السفير كيم في تعزيز الصداقة والتعاون بين الشعبين. وأكد أهمية التعايش السلمي بين الأديان الذي تدافع عنه الكنيسة القبطية.
واتفق البابا تواضروس الثاني والسفير كيم على وجهة النظر أن البلدين بحاجة إلى العمل معًا بقوة أكبر لتعزيز التبادلات والتعاون في مجالات مثل التعليم والصحة العامة ولمزيد من المشاركة في تحسين سبل العيش الكريم للناس العديين.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: مصر القاهره المصري سفير كوريا كوريا كنيسة كوريا الجنوبية سفير البابا تواضروس السفیر کیم

إقرأ أيضاً:

عُمان ودورها في تعزيز الحوار وإرساء قيم العدل والسلام

 

عبد الله العليان

اهتمت بلادنا منذ نهضتها الحديثة التي انطلقت في عام 1970، ثم مع نهضتها المُتجددة الراهنة، بأهمية إرساء قيم العدل والسلام، وإشاعة التَّفاهم عند الاختلاف بين دول العالم، وأسهمت عُمان منذ عقود مضت، في حل العديد من الخلافات بين الدول، وركزت اهتمامها دائمًا بقضية التعايش والتسامح؛ بما يُعزز الوئام والسلام في العالم، بعيدًا عن الصراعات والتوترات والحروب.

وفي كلمة معالي الدكتور محمد بن سعيد المعمري وزير الأوقاف والشؤون الدينية رئيس وفد السلطنة في أعمال "اللقاء الدولي من أجل السلام" الذي عُقد تحت شعار "تصوُّر السلام" في باريس بالجمهورية الفرنسية الشهر الماضي، أكد معاليه الدور الذي تُمارسه السلطنة في هذا المجال، وقال: "إنّ سلطنة عُمان أولت اهتمامًا صادقًا بالسلام، فجاء في النظام الأساسي للدولة أنّ "السلام هدف الدولة"، وكانت وما زالت ملتزمة برؤية عالمية تدعم تحقيق هذا الهدف، وداعية إليه الجميع في مختلف المحافل وعلى مختلف المستويات". وأضاف معاليه في كلمته في هذا اللقاء الكبير أنَّ "المرونة والحكمة المتوارثة والضاربة في جذور التاريخ، القيمة العميقة النهج الذي تسير عليه بلادنا لأهمية الروابط الإنسانية، وتبادل المعرفة والخبرات، فعملنا على تعزيز روح الصداقة والتفاهم والاحترام والتعايش مع الجميع، منطلقين من فهمنا بأننا لسنا وحدنا في هذا العالم، وأننا لسنا بمعزل عنه، وأنّ الأهداف الإنسانية والمصير المشترك يتطلب منَّا التفاعل مع غيرنا ومن حولنا بمبادئ الإحسان والسلام". وتحدث معاليه في هذه الكلمة الجامعة لقضية التفاهم والحوار والسلام، حول الدور الإيجابي والبناء الذي تؤديه بلادنا في قضايا السلام والوئام في العالم، مشيرًا إلى كلمة سامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المُعظم- حفظه الله ورعاه- والتي قال فيها جلالته: "لقد عرف العالم عُمان عبر تاريخها العريق والمشرف كيانًا حضاريًّا فاعلًا ومؤثرًا في نماء المنطقة وازدهارها واستتباب الأمن والسلام فيها، تتناوب الأجيال على إعلاء رايتها وتحرص على أن تظل رسالة عُمان للسلام تجوب العالم حاملة إرثًا عظيمًا ورايات سامية، تبني ولا تهدم، تُقرب ولا تبعد، وهذا ما سنحرص على استمراره".

لا شك أن كلمة معالي الدكتور وزير الأوقاف والشؤون الدينية في هذا اللقاء الدولي، تُعبِّرُ بحقٍ عن النهج القويم الذي تسير عليه بلادنا طريقًا ونهجًا، في قضايا الحوار والتواصل وإشاعة قيم التسامح والتفاهم والسلام، كأسلوب للتعامل مع كل المشتركات الإنسانية، التي تهدف إلى تعزيز هذه القيم، ومن هذه المنطلقات انفتح العُمانيون عبر تاريخهم الحضاري الإنساني على الآخر، واعتبروا أنَّ قيم الحوار والتفاهم والتسامح، مع الآخر ضرورة إنسانية، يجب انتهاجها واعتبارها صيغة حضارية للتفاعل والتعاون والتواصل مع الحضارات والأمم الأخرى، بهدف إيجاد الطرق والوسائل لبناء حضاري وتبادل تجاري بقاء على المشتركات الإنسانية والرغبة الصادقة في إثراء الخبرات المتبادلة من العبر والاستفادة منها، وفي إقامة علاقة متكافئة ندية.

ومن هذه المنطلقات، اهتم العُمانيون بمسألة الانفتاح على الآخر والتفاهم والتعاون معه، مع الاحتفاظ بالخصوصيات والهويات الذاتية والاعتزاز بها، مما أسهم في توفير مناخ ملائم للتبادل النافع في مجال الاقتصاد والثقافة والمعارف الإنسانية الأخرى.

وعندما يرجع المرء إلى التراث الكبير لعُمان والعُمانيين، يجد أن أغلب الباحثين والرحالة والمُستشرقين من الغرب والأجانب الذين كتبوا عن عُمان والعُمانيين تطرقوا إلى هذه المسألة، وناقشوا قضية الانفتاح على الآخر عندهم، وكيف أنهم تفاعلوا وتواصلوا مع شعوب وأمم كبيرة في الجانب الاقتصادي والمعرفي والإنساني، بصورة تبعث على الاهتمام والمراجعة في مضامين هذا الانفتاح والتواصل مع الآخر، وإقامة علاقة معه. ولذلك.. فإنَّ هذا التفاعل والاهتمام من جانب الشعوب والحضارات الأخرى بعُمان والعُمانيين، والتواصل معهم، والانفتاح والتسامح والتحاور من جانب العُمانيين مع الآخر والتعاون معه في الجوانب الاقتصادية وغيرها، يطرح مسألة جهود العُمانيين وإرساء القيم الأساسية في الحوار والتعاون، وهذا ما برز من خلال التعامل الإنساني الراقي مع السكان، واتسمت بالكثير من التسامح والتفاهم والايجابية في التعامل؛ مما أسهم في زيادة العلاقة على الأسس الحضارية بين الجانبين، وأعطى عُمان مكانة حضارية عند هذه الشعوب التي تعاملت مع العُمانيين سواء عندما يزورون عُمان، أو في زيارات العُمانيين للبلاد الأخرى.

وفي العصور الحديثة، يذكر العديد من الرحالة والباحثين الغربيين مسقط (العاصمة العُمانية الحالية)، أنها كانت فاعلة ومنفتحة على شعوب كثيرة. ويذكر الرحالة جيمس ريموند ولسند أنه عند زيارته مدينة مسقط في القرن الثامن عشر، وجد أنها مدينة منفتحة على العديد من الشعوب، وأنَّ الانفتاح على الآخر سِمة بارزة لدى العُمانيين، وأنَّ "هذه المدينة الجميلة تتحاور مع مدن وعواصم عديدة في قارات العالم، مما أكسبها حراكًا تجاريًا مهمًا منذ القدم".

ومن هذه المنطلقات التي سارت عليها نهضة عُمان الحديثة بقيادة السلطان قابوس- تغمده الله بالرحمة والمغفرة- ويسير عليها جلالة السلطان هيثم بن طارق المُعظم- أبقاه الله- رائد نهضة عُمان المتجددة، أن السياسية العُمانية تقوم على ركائز ثابتة، وعلى العمل الوطني الإيجابي، من خلال الحوار مع كل شعوب العالم، في ظل الاحترام المتبادل، المبني على التفاهم وعلى الإخاء الإنساني والتعاون الإيجابي؛ بما يُحقق مصلحة الجميع.

وهكذا.. فإنَّ العُمانيين عُرِفوا منذ القدم- ولا يزالون- بانفتاحهم على الآخر والسلام والتسامح والتواصل معه، من المنطلق الإنساني، والتعاون في المصالح والمنافع المشتركة التي تعود بالفائدة على الطرفين وتعزيزها.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • وزير الدولة للإنتاج الحربي يستقبل سفير المملكة المغربية لبحث تعزيز سبل التعاون المشترك
  • وزير السياحة يبحث مع سفير كازاخستان بالقاهرة تعزيز العلاقات
  • وزير التعليم والسفيرة الأمريكية بالقاهرة يبحثان تعزيز التعاون والتنسيق في مجال تطوير التعليم قبل الجامعي
  • وزير السياحة يلتقي سفير كازاخستان بالقاهرة لبحث تعزيز العلاقات بين البلدين
  • عُمان ودورها في تعزيز الحوار وإرساء قيم العدل والسلام
  • البابا تواضروس الثاني يلتقي أعضاء هيئة تدريس الكلية الإكليريكية بمناسبة العام الجديد
  • السفارة الأمريكية بالقاهرة تدعم مهرجان SheArts لعام 2024
  • سفير عمان بالقاهرة: تعزيز التعاون العربي الأفريقي خطوة محورية لمواجهة التحديات الراهنة
  • سفير سلطنة عمان بالقاهرة: تعزيز التعاون العربي الأفريقي خطوة محورية لمواجهة التحديات الراهنة
  • البابا تواضروس الثاني يستقبل الأنبا باڤلوس أسقف اليونان