أشادت منظمات أهلية سودانية بمصر لاستضافتها قمة «دول جوار السودان» لإيجاد حلول سلمية للأزمة.

أخبار متعلقة

مصر تستضيف قمة دول جوار السودان لبحث إنهاء الصراع

متحدث «الرئاسة»: مصر تستضيف مؤتمر قمة دول جوار السودان الخميس المقبل

مصر تهنئ الرئيس السيراليونى بفوزه بفترة رئاسية ثانية

وأعربت مجموعة من السيدات السودانيات «يمثلن 53 منظمة من منظمات المجتمع المدني في السودان»، عن شكرهن لمبادرة لقيادة المصرية لاستضافة مؤتمر قمة دول جوار السودان لإيجاد حلول سلمية للازمة وتقديرهن لدعم الرئيس عبدالفتاح السيسي والحكومة المصرية للأطفال والنساء السودانيات.

وأشارت السيدات السودانيات في بيان، صادر اليوم الخميس، إلى قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم ١٣٢٥ (۲۰۰۰) والصكوك الدولية والإقليمية الأخرى ذات الصلة، التي تنص على أهمية دور المرأة في منع الصراعات وإدارتها وحلها، وبناء السلام وحفظ السلام، والاستجابة الإنسانية والإعمار بعد انتهاء الصراع، وندعو إلى حماية النساء والفتيات من العنف، ولا سيما العنف الجنسي المرتبط بالنزاع المسلح.

وأعربت السيدات السودانيات عن تقديرهن لدعم الرئيس عبد الفتاح السيسي، والحكومة المصرية للنساء والأطفال السودانيين على وجه التحديد عبر الحدود المصرية السودانية، وللجهود المصرية الرامية إلى استقبال النساء والأطفال السودانيين بعد بداية الحرب، وتقديم الخدمات الإنسانية لهم، وللإمكانيات الكبيرة للقيادة النسائية ومشاركتها ودورها في الوساطة وفي تحقيق السلام المستدام وتعزيز استمراريته.

وحثت السيدات دول الجوار على حماية النساء والفتيات في السودان، وإشراكهن في عملية السلام وحمايتهن من العنف والاستغلال الجنسي وتمكينهن من الحصول على الضروريات الأساسية.

وأشارت إلى العواقب بعيدة المدى للحرب على النساء والفتيات وأثرها الدائم على حياتهن، وأعربن عن إدراكهن أن المرأة السودانية أظهرت أنه حتى في أصعب الظروف، يمكنها أن تكون مرنة قوية وقيادية للتغيير الإيجابي والسلام المستدام.

وشددت «السيدات»، على ضرورة تقديم الإغاثة إلى النساء باعتبارهن أكثر الفئات ضعفًا في الصراعات المسلحة، بما في ذلك تيسير وصولهن الكامل إلى المساعدة الإنسانية، شاكرات جميع البلدان المجاورة لفتحها حدودها واستضافتها الشعب السوداني وخاصة النساء والأطفال والمسنين والجرحى والمرضى المصابين بأمراض مزمنة، وكذلك الشكر على تقديم المساعدة الإنسانية للسكان المتضررين داخل السودان وعلى بذل الجهود لدعم الشعب سوداني في بلاده.

وأقرت السيدات السودانيات بأهمية الدول المجاورة في النظر في تأثير حرب السودان على بلادهم التي تتجاوز استضافة اللاجئين، مشيرات إلى اتفاقات السودان التجارية باعتباره موردًا رئيسيًا للأغذية في البلدان المجاورة، فالسودان من أكبر البلدان التي تصدر الماشية والمنتجات الزراعية والمعادن، ضمن بلدان أخرى.

وأعرب البيان عن الخوف من استمرار الحرب التي يمكن أن تؤدي إلى تدفق الجماعات الإرهابية في السياق السوداني الهش حاليا، الأمر الذي يؤثر على السودان والبلدان المجاورة كتهديد لأمنها القومي وقد يتطور إلى تهريب الأسلحة والسلع الاستراتيجية والمخدرات والاتجار بالبشر والهجرة غير المشروعة عبر الحدود في حالة استمرار الحرب.

وأكد الدور الهام للدول المجاورة في استقرار السودان والدور الهام للسودان في استقرار الدول المجاورة، وكذلك تقديرهن لاعتزام القمة على إنشاء آليات لحل الأزمة في السودان بالوسائل السلمية.

وحث البلدان المجاورة على إنشاء آليات من أجل وضع حد للحرب دون مزيد من الهدن التي ثبت عدم فعاليتها واقتراح سبل لإنهاء الصراع المسلح بآلية رصد واضحة في جميع أنحاء السودان، وضمان أمن المدنيين حيث تنسحب القوات العسكرية من المدن وإخلاء المنازل والأماكن للسماح بالعودة الفورية للسودانيين من البلدان المجاورة، وحماية المدنيين، بمن فيهم النساء والفتيات من أي شكل من أشكال العنف، ولا سيما العنف الجنسي المتصل بالنزاعات، وكفالة إيصال المساعدة الإنسانية فورا إلى المتضررين داخل السودان وفي البلدان المجاورة.

ودعا قيادات البلدان المجاورة إلى تيسير تأشيرة دخول السودانيين الذين يحتاجون إلى الإجلاء الطبي والمسنين والنساء والأطفال الذين تقطع بهم السبل على الحدود. والمساهمة في إصلاح الهياكل الأساسية للخدمات الاجتماعية والاقتصاد ودعم المنظمات النسائية في السودان لتقديم خدمات مثل المشورة والدعم القانوني والرعاية الصحية للنساء المتضررات من الأزمة، والتأكيد على أهمية تنسيق جميع المبادرات الرامية إلى دعم السودان للتغلب على أزمته من أجل ضمان سلام شامل وعادل ودائم في السودان، مع الدعوة إلى عدم نسيان محنة النساء والأطفال السودانيين.

مصر قمة الدول المجاورة للسودان السودان السودان مصر والسودان مصر والسودان الآن مصر وإثيوبيا والسودان

المصدر: المصري اليوم

كلمات دلالية: شكاوى المواطنين مصر السودان السودان دول جوار السودان فی السودان قمة دول

إقرأ أيضاً:

خطر الألغام في السودان.. الموت المختبئ تحت الأقدام

 

قبل 22 شهراً، كانت الألغام تهديداً محصوراً في مناطق النزاع. اليوم، باتت مدن وقرى بأكملها أشبه بحقول موت مفتوحة

التغيير ــ وكالات

في السودان، لم تعد الحرب وحدها التهديد الأكبر. الألغام الأرضية ومخلفات الحرب غير المتفجرة تحوّلت إلى شبح يومي يطارد المدنيين، خصوصاً في المناطق التي شهدت معارك ضارية. المزارعون، الأطفال، وحتى العائدون إلى منازلهم بعد نزوح طويل، جميعهم باتوا أهدافًا غير مقصودة لهذه الفخاخ القاتلة، التي لا تميز بين قدم عابرة وأخرى مدججة بالسلاح.

اتساع رقعة الخطر

قبل 22 شهرا، كانت الألغام تهديداً محصوراً في مناطق النزاع. اليوم، باتت مدن وقرى بأكملها أشبه بحقول موت مفتوحة. في ولاية الجزيرة، انفجر لغم في الفريجاب غربي مدينة الحصاحيصا، فقتل سائقًا كان يعبر شارعاً ترابياً الأسبوع الماضي. وفي جبل مويا بولاية سنار جنوب شرقي البلاد، أسفر انفجار آخر عن سقوط 13 ضحية في لحظات. أما طريق شندي، فشهد أول حادثة من نوعها، مما يعكس توسع نطاق التهديد. وفي الخرطوم، كشفت الأمطار الأخيرة بضاحية الجيلي شمالي العاصمة، عن ألغام مدفونة، لتصبح حتى الشوارع الرئيسية أفخاخًا غير مرئية.

وعلى مدار الأشهر الماضية، عجّت مواقع التواصل الاجتماعي، وحسابات السودانيين بتلك المنصات التفاعلية، بمقاطع فيديو وصور تُوثِّق انتشار الألغام في الأحياء السكنية وعلى الطرقات، إلى جانب مشاهد مؤلمة لضحايا تلك المتفجرات، الذين فقدوا أطرافهم إلى عائلات فجعت بفقدان أحبائها بسبب انفجارات مفاجئة. تلك المواد المصورة شكّلت صدمة للرأي العام، وكشفت حجم الكارثة التي تهدد حياة آلاف المدنيين حتى إن توقّفت الحرب.

الألغام كسلاح حرب

إلى ذلك، أكدت مصادر عسكرية لـ”العربية.نت” أن الدعم السريع توسّعت في استخدام الألغام بشكل عشوائي في ارتكازاتها في الشوارع الرئيسية وداخل الأسواق والأحياء لإعاقة تقدم القوات المسلحة وتأمين فرارها، خصوصاً في ولاية الجزيرة. لكن تلك الألغام لم تبقَ في ساحات القتال، بل أصبحت كابوساً يطارد المدنيين، مما دفع السلطات المختصة بنزع الألغام إلى إطلاق تحذيرات مشددة بعدم لمس أي أجسام غريبة.

هل من حلول؟

في مواجهة هذا الخطر، أعلن المركز القومي لمكافحة الألغام إزالة أكثر من 6,000 جسم متفجر في الخرطوم وحدها. لكن حجم المشكلة أكبر بكثير، إذ لا تزال مساحات واسعة ملوثة، ولا تتوفر إحصائيات دقيقة عن العدد الفعلي للألغام المزروعة، خاصّة أن المعارك ماتزال مستمرة.

كابوس تحت التراب

من سوء الحظ، أن الحرب لا تنتهي بانتهاء القتال. فهناك تحت التراب تظل الألغام الأرضية كامنة لعقود، كأنها أشباح تنتظر اللحظة المناسبة للفتك بضحاياها. منذ عام 1955، خلّفت الصراعات المتتالية في السودان، إرثًا قاتلًا من الشراك الخداعية والمتفجرات غير المنفجرة، لتصبح الأرض ساحة موت صامتة تحصد الأرواح بلا إنذار.

بدوره، يؤكد خبير في إزالة الألغام لـ”العربية.نت” أن “الواقع أبشع من التصورات العابرة. فالألغام ليست مجرد أدوات حرب، بل هي قنابل مؤجلة، تقتل حتى بعد أن يسود السلام”. تلك المتفجرات لا تفرّق بين جندي ومدني، بين طفل ومزارع، وتستمر في حصد الأرواح لعقود طويلة، إذ يمكن لبعضها البقاء نشطًا لأكثر من 50 عامًا، ما يجعلها قنبلة موقوتة تهدد الأجيال القادمة.

دمار ممتد عبر الزمن

الألغام لا تترك أثرها فقط على الأجساد، بل تدمر المجتمعات بالكامل. جسديًا، تتسبب في البتر، العمى، العقم، والإجهاض. اقتصاديًا، تعرقل الزراعة، الرعي، والتعدين، كما تعطل التنمية، وتخفض دخل الأسر. بيئيًا، تلوّث المياه والتربة، وتحول الأراضي الخصبة إلى حقول موت. أما اجتماعيًا ونفسيًا، فهي تزرع الخوف، الرعب، تعزل المجتمعات، وتخلق صدمات قد تستمر مدى الحياة.

مفارقة قاتلة

تكلفة زرع لغم؟ أقل من 10 دولارات. تكلفة نزعه؟ قد تتجاوز 1000 دولار. المفارقة المؤلمة أن الحرب تزرع الموت سريعًا، بينما يحتاج السلام إلى سنوات، وأحيانًا عقود، لإزالته. ومع غياب الخرائط الدقيقة، والفيضانات التي تعيد توزيع المتفجرات، تزداد عمليات الإزالة تعقيدًا، ما يجعل التخلص من ذلك الإرث مهمة شبه مستحيلة.
حياة على حافة الموت

في القرى والمدن، يعود النازحون إلى ديارهم غير مدركين إن كانت الأرض التي يمشون عليها آمنة. الأطفال يلهون في الشوارع، حيث قد تكون خطوة واحدة كفيلة بإنهاء حياتهم. وبينما تتحرك جهود إزالة الألغام ببطء، يظلّ السؤال الأكثر إلحاحًا: إلى متى سيظل الموت مختبئًا تحت التراب؟

الوسومالألغام الخرطوم الموت متفجرات

مقالات مشابهة

  • السودان بين نيران الحرب وتطرف داعش.. ما القادم؟
  • مهرجان غويا للسينما في دورته الـ39.. ما هي الأعمال التي حصدت أكبر عدد من الجوائز؟
  • وزير التعليم العالي السوداني : مرحلة الأعمارتتطلب تضافر الجهود وعلينا الاستعداد لها
  • الكشف عن أبرز البنود التي تحوي المشروع الوطني الذي قدمته القوى السياسية
  • «الحرية المصري»: استضافة مصر للقمة العربية الطارئة يعكس دورها الريادي في المنطقة
  • سلام يُشكّل حكومة العهد الأولى.. ميقاتي: لمتابعة الجهود الإنقاذية التي أرست أسسها حكومتنا
  • ألمانيا تُثمن الجهود المصرية في الإفراج عن محتجز لها بقطاع غزة
  • حرب الجريمة والعقاب في السودان
  • خطر الألغام في السودان.. الموت المختبئ تحت الأقدام
  • السيسي وجوتيريش يستعرضان الجهود المصرية المبذولة لتثبيت وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الرهائن