كشفت دولة الإمارات العربية المتحدة عن تفاصيل السياسة العامة الاسترشادية لوقود الطيران المستدام التي تم اعتمادها من مجلس الوزراء، وتتماشى مع المستهدفات الاستراتيجية لترسيخ مكانة والتزام الدولة لمواجهة تحديات التغير المناخي وتحقيق أهداف الاستدامة الوطنية، وجهود دولة الإمارات في تقليل البصمة الكربونية لقطاع الطيران.

وأعدَّت السياسة وزارة الطاقة والبنية التحتية، بالتنسيق مع شركائها الاستراتيجيين في القطاعين الحكومي والخاص، وتماشياً مع جهود الدولة لتحقيق مستهدفات مشروع تحديث استراتيجية الإمارات للطاقة 2050، والمبادرة الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050، وأهداف البرنامج الوطني لإدارة الطلب على الطاقة والمياه في قطاع النقل، كما تتماشى السياسة مع التزام دولة الإمارات بمنظومة النقل المستدام الصديق للبيئة، ودعم عملية التحول نحو النقل الذكي والمستدام القائم على المعرفة والحلول المبتكرة، وتعزز الحلول المستقبلية لتحديات المناخ العالمية، وتدعم مستهدفات رؤية «نحن الإمارات2031».

وأوضح معالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية، دور السياسة الجديدة في ضمان تسريع إزالة الكربون من قطاع الطيران في الدولة، وتحويل دولة الإمارات إلى مركز إقليمي لوقود الطائرات منخفض الكربون، من خلال تطوير سعة وقود طيران محلية مستدامة تكفي لإنتاج 700 مليون لتر من وقود الطيران المستدام على أساس سنوي، واستهداف نسبة لا تقل عن 1% كوقود مستدام منتج محلياً، من إجمالي الوقود المزود في مطارات الدولة لشركات الطيران الإماراتية في عام 2031.

وأكد معالي المزروعي مساهمة السياسة الجديدة في تسريع نشر التكنولوجيا والابتكار لوقود الطيران المستدام، وتطوير البيئة التنظيمية الوطنية لوقود الطيران المستدام، من خلال استكشاف وتقييم السياسات المحتملة لدعم التشغيل الاقتصادي طويل الأجل لمنشآت وقود الطائرات المستدامة في الدولة، بما يتوافق مع طموحات وقود الطيران المستدام محلياً ودولياً، إضافة إلى بناء القدرات المحلية لتعزيز القيمة المحلية، وتطوير المؤسسات والمهارات المحلية لخلق قيمة محلية مضافة.

وأشار إلى أن السياسة الجديدة تضع معايير واضحة لإنتاج واستخدام وقود الطائرات المستدام، مما يسهم في تقليل الانبعاثات ودعم الابتكار في مجال الطاقة النظيفة، موضحاً أنها تمثل تحولاً مهماً في قطاع النقل الجوي، وتسهم في تحفيز الصناعة على التحول نحو مصادر طاقة أكثر نظافة واستدامة، كما تعد هذه السياسة جزءاً من خطة الحكومة لتحقيق الحياد الكربوني والمساهمة في جهود مكافحة التغير المناخي.

وأكد معاليه تأثير السياسة على صناعة الطيران، حيث ستدفع السياسة الجديدة الشركات لتبنّي تقنيات جديدة واستثمارات في مجال الوقود المستدام، كما ستعزز ريادة الدولة في مجال الطاقة النظيفة والابتكار البيئي، مشيراً إلى التزام دولة الإمارات بمواصلة العمل نحو تحقيق مستقبل أكثر استدامة للأجيال القادمة، وإلى أن هذه السياسة هي خطوة مهمة على هذا الطريق.

من جهته، قال معالي عبدالله بن طوق المري وزير الاقتصاد، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني: «إن السياسة العامة لوقود الطيران المستدام تُمثل إحدى الممكنات التي تخدم رؤية الدولة في التحول نحو نموذج اقتصادي أكثر تنوعاً ومنخفض الكربون، وتتوافق مع التزامها الدولي ضمن «إطار دبي العالمي لوقود الطيران المستدام»، والذي أعلنته منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو) بتوافق ومشاركة أكثر من 90 دولة و30 منظمة دولية ذات الصلة بقطاع الطيران المدني، وذلك في ختام أعمال المؤتمر الثالث للطيران وأنواع الوقود البديل الذي استضافته دولة الإمارات في نوفمبر من العام الجاري».

وتابع معالي ابن طوق: «إن قطاع الطيران يساهم بأكثر من 13% من الناتج المحلي الإجمالي للدولة، ومن المتوقع أن يتضاعف حجم هذه المساهمة بمقدار 170% خلال العقدين المقبلين، وهناك جهود حكومية مكثفة وبالشراكة مع القطاع الخاص لضمان أن يكون هذا النمو المتوقع للقطاع وفق نموذج منخفض الكربون. ويمثل التحول نحو وقود طيران مستدام ركيزة أساسية لتحقيق هذه الغاية الطموحة وتوفير فرص تنموية جديدة وتعزيز آفاق استدامة هذا القطاع الحيوي».

بدوره، أكد المهندس شريف العلماء، وكيل وزارة الطاقة والبنية التحتية لشؤون الطاقة والبترول، دور السياسة في جعل دولة الإمارات رائدة في المجال، ما يؤهلها لقيادة منظومة التعاون الدولي في صناعة الطيران العالمية، وكذلك في تسريع التحول العالمي في قطاع الطاقة، من خلال دعم مستهدفات منظمة الطيران المدني الدولي ومشاريع الوقود المتجدد والطاقة في البلدان الأخرى.

أخبار ذات صلة محمد بن راشد: نرحب بإعلان «اتفاق الإمارات» الختامي لمؤتمر COP28 رئيس الدولة: «اتفاق الإمارات» التاريخي يدشن مرحلة نوعية جديدة في مسار العمل المناخي الدولي

وأضاف أن الإمارات ستلعب دوراً رائداً في تطوير واستخدام وقود الطيران المستدام، مما سيساعد على تقليل انبعاثات الكربون في قطاع النقل الجوي، وتعزيز الاقتصاد المحلي والحفاظ على البيئة.

وأوضح أن السياسة العامة لوقود الطيران المستدام تُعد خطوة متقدمة لتحقيق النمو المستدام وتقليل الآثار السلبية للتغير المناخي على قطاع الطيران، وتدعم خفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، إذ يعد الوقود الحيوي صديقاً للبيئة، حيث يعمل على تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة، وبناء شراكات طموحة مع القطاع الخاص والاستثمار في الطاقة المستدامة.

وقال: إن سياسة وقود الطيران المستدام تأتي في إطار جهود وزارة الطاقة والبنية التحتية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة والعمل المناخي والحفاظ على الموارد الطبيعية، وإن تعزيز كفاءة الطاقة يلعب دوراً حيوياً في تحقيق هذه الأهداف، وهي خطوة متقدمة نحو توجيه الجهود نحو استخدام الطاقة بشكل أكثر ذكاء، مما يقلل الانبعاثات الضارة بالبيئة ويؤدي إلى تحسين نوعية الحياة، والحفاظ على موارد الطاقة، كما تسهم السياسة بشكل كبير في تعزيز الاقتصاد الوطني والحفاظ على البيئة للأجيال المقبلة.

من ناحيته، قال سيف محمد السويدي، مدير عام الهيئة العامة للطيران المدني: «إن السياسة العامة لوقود الطيران المستدام، تمثل إحدى الممكنات الرئيسية للتحول نحو قطاع طيران منخفض الكربون، وهو ما يخدم الجهود الوطنية في ملف التغير المناخي ويعزز من التزاماتنا الدولية التي تم التوافق بشأنها ضمن عملنا مع منظمة الطيران المدني الدولي وما تم الاتفاق عليه في «إطار دبي العالمي لوقود الطيران المستدام» بشأن خفض الانبعاثات الكربونية من قطاع الطيران العالمي بنسبة 5% بحلول عام 2030».

وأضاف السويدي أن هذه السياسة تأتي مكملة وداعمة لجهود الدولة في هذا الاتجاه وتهيئة بيئة مشجعة لاستقطاب استثمارات جديدة وتحفيز الشركات على التوسع في إنتاج الطاقة النظيفة لأغراض الطيران، مشيراً إلى أن الهيئة العامة للطيران المدني، بالتعاون مع كافة شركائها في القطاعين الحكومي والخاص، اتخذت خطوات واسعة لتعزيز البنية التحتية والمنظومة التشريعية لاحتضان هذا التحول المأمول نحو وقود مستدام ونظيف لقطاع الطيران.

وأوضح أن الشركات الوطنية في قطاعي الطيران والطاقة اتخذت خطوات متقدمة على هذا المسار من خلال تأسيس شراكات إقليمية ودولية لتطوير البحوث الخاصة بالتوسع في إنتاج هذه النوعية من الوقود.

وأشار السويدي إلى أنه من أبرز هذه الشراكات التي تم الإعلان عنها خلال الفترة الماضية، هو تحالف «إير- كرافت Air-CRAFT» بدعم وزارة الطاقة والبنية التحتية والهيئة العامة للطيران المدني، ويضم 8 مؤسسات وشركات رائدة وهي: طيران الإمارات والاتحاد للطيران ومصدر وأدنوك ومجموعة إينوك وجامعة خليفة وشركة بوينج وشركة هانيويل، مبيناً أن التحالف يركز على تطوير وإنتاج وتوسيع نطاق تقنيات وقود الطيران المستدام «ساف SAF».

وأكد أن هذه الخطوات المتقدمة التي تقوم بها دولة الإمارات تجعلنا نتطلع بثقة أكبر نحو مستقبل هذا القطاع، وتجعلنا أقرب لتحقيق الهدف الطموح في الوصول إلى صفر انبعاثات كربونية بحلول عام 2050.

المصدر: وام

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الطيران الإمارات وزارة الطاقة والبنیة التحتیة العامة للطیران المدنی وقود الطیران المستدام السیاسة الجدیدة الطیران المدنی السیاسة العامة دولة الإمارات قطاع الطیران والحفاظ على التحول نحو فی قطاع من خلال إلى أن

إقرأ أيضاً:

«الطيران المدني» و«نيويورك أبوظبي» تطلقان مشروعاً بحثياً


أبوظبي (الاتحاد)
أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني، وجامعة نيويورك أبوظبي، إطلاق مشروع بحثي رائد، بعنوان «دعم تصميم استراتيجية شاملة لتعزيز تحرير اتفاقيات خدمات النقل الجوي».
وقالت الهيئة، في بيان، إن المشروع يمتد لمدة 18 شهراً، ويشكل تعاوناً مهماً مع مركز التصميم السلوكي المؤسسي في جامعة نيويورك أبوظبي.
وأوضحت أن المشروع سيستعين بخبرات الأكاديميين البارزين في المركز، لتطوير استراتيجيات مبتكرة، تعزز مكانة دولة الإمارات في مجال الطيران المدني عالمياً.
ويتبع البحث نهجاً منظماً لتوفير رؤى مهمة وآليات عملية، لتعزيز تحرير اتفاقيات خدمات النقل الجوي، ويتضمن ذلك دراسة الممارسات الدولية في تخصيص حقوق النقل الجوي المحدودة، وتطوير قاعدة بيانات شاملة لحقوق خدمات النقل الجوي القائمة في الدولة، ووضع آليات لتخصيص الحقوق الجديدة بشكل عادل وفعال، وإنشاء سياسة لإعادة تخصيص الحقوق الحالية غير المستخدمة بكفاءة.
وأكد سيف محمد السويدي، المدير العام للهيئة العامة للطيران المدني أهمية هذه الشراكة في تعزيز مكانة الدولة الرائدة عالمياً في مجال الطيران المدني، من خلال الاستفادة من البحوث والخبرات ذات المستوى العالمي، التي توفرها جامعة نيويورك أبوظبي، مشيراً إلى أن الهيئة العامة للطيران المدني تهدف إلى تطوير استراتيجيات، تدفع باتجاه تحرير اتفاقيات خدمات النقل الجوي، ما يعزز النمو والاستدامة في قطاع الطيران الإماراتي.
من جانبه، قال فابيو بيانو، نائب رئيس جامعة نيويورك أبوظبي: تفتخر جامعة نيويورك أبوظبي بمساهماتها ضمن هذه الشراكة الاستراتيجية، حيث تدعم السياسات القائمة على الأدلة، نمو قطاع النقل الجوي وتطوّره في دولة الإمارات العربية المتحدة على المدى البعيد.

أخبار ذات صلة "الطيران المدني": 700 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة يوفرها القطاع في الدولة «الطيران المدني» تطور أول مركز لتقنيات الطيران الأخضر

مقالات مشابهة

  • "الطيران المدني": العمل مستمر لبدء تنفيذ مشاريع وقود الطيران المستدام
  • اليوم الـ358 للعدوان: شهداء وجرحى جراء قصف الطيران الحربي الصهيوني مناطق متفرقة من قطاع غزة
  • ذياب بن محمد يشهد محاضرة التكنولوجيا الخضراء طريق المستقبل المستدام
  • اختتام القمة العالمية لصناعة الطيران
  • المزروعي: الإمارات تؤمن بدور الشراكات الإقليمية في تسريع التحول بقطاع الطاقة
  • إسرائيل تكشف تفاصيل حزمة المساعدات الأمريكية
  • «الطيران المدني» و«نيويورك أبوظبي» تطلقان مشروعاً بحثياً
  • طيران الإمارات ومتحف المستقبل يعلنان عن فعاليات أسبوع الطيران
  • “المركزي”: مرونة القطاع المصرفي وقوة الاحتياطيات تعزز النمو المستدام
  • الإمارات تنضم إلى اللجنة العليا لاقتصاد المحيطات المستدام